العمل الخيري: العقبات والحلول
الحمد لله ذي القوة المتين، ناصر المظلومين، ومجيب دعوة المضطرين، ومغيث المستغيثين، فارج الهم، وكاشف الكرب، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وخلفائه الراشدين، ومن استن بسنتهم إلى يوم الدين، أما بعد:
يمر العمل الخيري ومؤسساته اليوم بمنعطف خطير في ظل تنامي الهجمة الغربية الظالمة على الإسلام وأهله تحت شعار مكافحة الإرهاب، والتي طالت كل ما له صلة بالسلام ضمن استراتيجية مخططة ومدروسة ساعدت الأحداث على التبكير بظهورها، وركوب الموجة في تنفيذ معالم تلك الخطة البائسة.
وقد كان للعمل الخيري ومؤسساته أوفر النصيب من هذا العداء السافر الذي تمثل في التضييق عليه وتجفيف منابعه ومحاصرة رموزه والقائمين عليه، وتشويه الدور الذي تقوم به، بل وصل الحال إلى تجميد أرصدة العديد منها وإيقاف بعضها من التي بلغ خيرها أرجاء المعمورة، وأخذها بمجرد الشبهة أو بمجرد التعاون معها فضلا عن دعمها والانخراط فيها. في الوقت الذي فتح الباب على مصراعيه لكافة أنواع وأشكال المنظمات الغربية والتي تنخر في قلب الأمة المسلمة ومعتقداتها، ولها أجندات كثيرة منها الخفي ومنها الظاهر المعلن.
لقد فتحت الحكومات الغربية المجال أمام هذه المنظمات من خلال الدعم المادي منقطع النظير عبر الجهد الجماهيري الموجه والمدعوم دينيا وسياسيا، ومن خلال تسهيل مهامها، وبناء جسور العلاقات لها في بلاد المسلمين، وتذليل كافة الصعاب أمامها، وتهيئة المناخ المناسب لأعمالها، وتجييش المتطوعين من الغربيين ومن المسلمين للمساهمة في تحقيق أهدافها وأجنداتها المشبوهة.
العقبات المتعلقة بالتمويل التي تواجه العمل الخيري:
وفي هذا الخضم يواجه العمل الخيري ومؤسساته اليوم كثيرا من العقبات والصعاب أشهرها، تلك التي تتعلق بتمويل ودعم مناشطه واستمرار برامجه. ومن تلك العقبات:
1- الضغوط الدولية الغربية الأمريكية لتجفيف منابع الخير بحجة الإرهاب، وأثر تلك الضغوط على تعامل الحكومات والمجتمعات مع هذه المنظمات، التي أسفرت عن تحجيمه ونبذه والنفور عنه. وقد اتخذت تلك الضغوط عدة صور منها:
أ – اتهامه بوجود علاقة بينه وبين الإرهاب، ومحاولة تلفيق أي تهم تدينه والوصول إلى أي خيوط تثبت هذه التهمة.
ب- محاولة إجبار العمل الخيري على التخلي عن ربط الدعوة بالإغاثة لما لذلك من أثر يعرفونه في ربط الناس بالإسلام ومؤسسات الدعوة والعمل الخيري، في الوقت الذي يفتح المجال للمؤسسات التنصيرية باستغلال حاجة الناس لنشر الإنجيل – المحرف- مع الغذاء والدواء.
ج- التضييق على التبرعات والتحويلات المالية للمؤسسات الإسلامية.
د- تصفية المؤسسات الخيرية النشطة.
هـ الهجوم الصهيوني الغربي على العمل الخيري من خلال الحملات الإعلامية لتنفير الناس عنه وإشاعة الخوف بينهم لمنعهم عن دعمه ومساندته.
و - الحملة العلمانية الليبرالية في البلدان الإسلامية التي يقودها مجموعة من الكتاب بقصد تصفية العمل الخيري بحجج واهية لتقويضه ونسف مؤسساته.
2- تخوف الكثير من الموسرين وإحجامهم عن الاستمرار في دعم العمل الخيري، متأثرين بالحملات الدعائية ومؤثرين السلامة، مع قلة وعي الكثير من المستمرين في دعمها منهم، في العطاء غير المدروس والإنفاق على أمور جانبية لا ترتقي إلى مستوى حاجة الأمة وأولوياتها في الإنفاق ، إضافة إلى وجود الفارق الهائل بين إنفاقهم الشخصي وأنفاقهم الخيري.
3- هناك تحديات داخلية في المؤسسات الخيرية نفسها منها الضعف المؤسسي والضعف في جودة التنفيذ للمشاريع الخيرية، ومنها ضعف التواصل مع المتبرعين وضعف تأهيل الكادر الوظيفي ، إضافة إلى عدم توفر الخبرة الكافية في إدارة الموارد وضعف أنظمة الرقابة على الأداء والموارد، وغيرها، الأمر الذي يكرس الشكوك ويزيد من تثبيت الكثير من الشائعات التي تدور حولها، ويزيد من ضعف حماس المتعاطفين في دعمها.
4- الثقافة السائدة بين المنظمات الخيرية من اعتماد الموارد المالية أساسا – وشبه كلي أحيانا - على التبرعات والهبات التي يجود بها المحسنون، وعدم السعي الحثيث لتكوين أوقاف تعتمد عليها المنظمات في الإنفاق الدائم وغير المشروط على أنشطتها من قبل المانحين، الأمر الذي يمكنها من حرية التخطيط واختيار الاستراتيجيات المناسبة لها.
5- التمويل الخارجي في بعض البلدان ، رغم أهميته، إلا أنه لا يخلو من التأثيرات السلبية، منها ربط نشاط المؤسسات المحلية وفق أجندة واهتمام الجهات المانحة، وإهمال الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.
6- التخوف والهاجس الأمني الذي تعيشه المنظمات الخيرية والعاملون فيها، في معظم الأقطار، فقل أن تسلم مؤسسة إسلامية من الحملات الإعلامية أو المساءلة والتحقيق والمراقبة والتدقيق حول نشاطها ونشاط أفرادها أو حوالة من حوالاتها. لقد أصبح افتعال القضايا وصناعة الأحداث والأخبار السلبية روتينا يوميا تواجهه المنظمات حتى أوجست خيفة وحبست أنفاسها خوفا من الدور الذي ينتظرها.
7- منع بعض الدول الغربية منح التأشيرات والتراخيص اللازمة لمشاركة الأخصائيين والأكاديميين من حضور المؤتمرات والفعاليات الدولية التي تعقد لمناقشة أوضاع العمل الخيري وعلاقته بمسمى الإرهاب، وما يعكسه من التناغم العالمي تجاه المؤسسات الخيرية والعاملين بها.
الحلول البديلة:
وللتغلب على العقبات السابقة وغيرها مما لم يسعف الوقت بذكره، ينبغي للقائمين على هذه المنظمات إعادة النظر في أعمالها وهياكلها وإعادة ترتيب أولوياتها في ضوء المعطيات المعاصرة، ونجمل هذه الحلول في العناصر التالية:
1- تحديد أولويات العمل الخيري.
2- ترشيد العمل الخيري، نظرة اقتصادية.
3- اتجاهات مهمة لتعظيم الموارد المالية.
4- فن خدمة المتبرعين والاهتمام بهم.
5- نصائح للاحتفاظ بالمتبرع مدى الحياة.
6- تجنب الأخطاء القاتلة في جمع التبرعات.
أولا: تحديد أولويات العمل الخيري:
تختلف المنظمات في واقع الحال من حيث القناعات الفكرية لدى القائمين على شئونها والأجواء التي تحكمها والتخصصات التي تتبناها، ومع ذلك يوجد قدر مشترك في مجال الأولويات التي على هذه المنظمات الوقوف عندها، ومنها:
1- تحرير مفهوم العمل الخيري وهيئاته في عقول العاملين في هذا القطاع وفصلها عن غيرها من المفاهيم الأخرى التي تؤثر عليه أو تمكن المتربصين من الولوج إليه من خلال تلك الاجتهادات، مثل الربط بين عمليات الجهاد والمقاومة وبين العمل الخيري.
2- تثبيت عامة الناس والمتبرعين لئلا تهتز ثقتهم بالمؤسسات الخيرية، وعدم الصمت عن دعاوى الأعداء والمنافقين من خلال أعلى استخدام لوسائل الإعلام والمؤتمرات والندوات والاتصالات الفردية وغيرها والاتصال بالمسؤولين ، وتفعيل كافة الآليات المناسبة لمواجهة هذه الحملات الضارية ، عملا بالقاعــدة : ( اجعل الناس يسمعون منك لا يسمعون عنك) .
3- تقوية العلاقة بالمتبرعين والداعمين والمحافظة عليهم ، وتمكينهم من الزيارات الميدانية وتزويدهم بالتقارير الدورية التي من شأنها إثبات مصير تبرعاتهم، والإفادة من ذلك في غرس المزيد من الثقة لديهم.
4- السعي الحثيث لاعتماد المنظمات الخيرية – بشكل رئيس - على تمويل نفسها من خلال وجود الأوقاف والاستثمار، لأنها حينئذ ،ستجد مناخاً من الحرية لرسم استراتيجياتها وأهدافها وسياساتها، بصورة مستقلة وبعيدة عن تسلط الداعمين، وهذا يدفعها إلى تحديد أولوياتها وإنفاق مواردها في تنفيذ تلك الأولويات ، مع عدم التقليل من الأهمية الخاصة للمتبرع، ومراعاة الظروف المعاصرة التي تجبر المنظمات الخيرية على اتخاذ كافة التدابير والسياسات المالية التي تضمن لها بعون الله تعالى الاستمرار والازدهار.
5- مراجعة الوضع المؤسسي للمنظمات الخيرية والخروج بها من حيز التقليد والإدارة الفردية إلى حيز العمل الجماعي الشوروي، وتفعيل مجالس الإدارات وتجنب الصورية في أدائها ، بما يحقق لها الديمومة بعون الله تعالى، والسعي من أجل الإفادة من أنظمة المنظمات الأخرى المحلية والإقليمية والعالمية.
6- الخروج من نطاق المحلية إلى نطاق العالمية الواسع، والتعاون مع الهيئات الإسلامية والعالمية في مجالات البرامج والنشاطات والمشاركة في المؤتمرات والندوات الإقليمية والمحلية، وعمل التحالفات الإستراتيجية مع المنظمات الموثوقة.
7- الحرص على التخصص والتنسيق مع المنظمات الأخرى وتبادل توزيع المناشط بحسب التخصص؛ حتى تتميز كل منظمة أو مجموعة منظمات في مجال من المجالات.
8- بذل عناية خاصة لرفع كفاءة العاملين في القطاع الخيري والمشرفين على تنفيذ برامجه و مناشطه، والسعي الحثيث إلى تأسيس الوحدات التدريبية الخاصة بكل مؤسسة منها، أو التفكير بالبدائل المناسبة لذلك.
9- العمل الحثيث على تغيير نظرة الناس إلى العمل الخيري وصيانته عن اعتباره عملية استجداء وشحاذة للمتبرعين، والنظر إليه على أنه خدمة تقدمها هذه المنظمات للمتبرعين مع تحملها لمسؤولية وضع التبرعات، حيث ينبغي أن توضع مقابل مشاركة المتبرع في الأجر والثواب.
ثانيا: ترشيد العمل الخيري( نظرة اقتصادية):
والمقصود ألا تنفق المنظمة الخيرية ما تحت يدها من الأموال إلا فيما يعود عليها بأعلى منفعة ممكنة، وبأقل ما يمكن من خسارة في الموارد التي بين يديها.
ومن مظاهر الترشيد الذي ينبغي اتباعه، مايلي:
1- تبني مشاريع تعليم وتدريب المستفيد وتحويله من مستهلك وعالة إلى منتج لنفسه وأهله عن طريق دعم وتمويل المشاريع الإنتاجية الصغيرة.
2- تفادي التذبذب في التبرعات المالية عن طريق تخفيف الاعتماد الكلي المباشر على المتبرعين وتبني المشاريع الاستثمارية، وعن طريق تقسيم البرامج والأعمال إلى برامج ضرورية وملحة تغطيها الإنفاقات الضرورية في حال شحة الموارد المالية، وإلى برامج توسعية تضاف عند توسع الموارد وازدياد التبرعات، باستخدام معايير دقيقة.
3- الاستفادة من جهود المتطوعين في العمل الخيريه، واستحداث الإدارات اللازمة للعناية بهم، وترتيب برامج الاستفادة منهم بحسب أوقاتهم واستعداداتهم.
4- النظرة الاجتماعية إلى العاملين في القطاع الخيري ، وأن توظيفهم أصلا يعتبر جزءاً من أداء الرسالة الخيرية لهذه المنظمات، بدلا عن اعتبارهم ضمن قائمة المصروفات الإدارية البحتة، ومثل ذلك النظر إلى مصروفات تدريبهم وتأهيلهم والعناية بهم من وجهة نظر العائد الاقتصادي على أنها أموال مستردة بالمنفعة المتحققة منهم على المدى البعيد.
5- الاقتصاد في الإنفاق الإداري على المصروفات التشغيلية بالقدر الذي لا يعيق أعمال المنظمة بحجة الترشيد، بل إن من ضوابط الترشيد الإنفاق بحسب الحاجة في العسر واليسر، مع مراعاة تصنيف المصروفات إلى، ضروريات وحاجيات وكماليات.
ثالثا: اتجاهات مهمة لتعظيم الموارد الخيرية:
الأمة فيها خير كثير، لكنها تحتاج إلى جهود مكثفة في ثلاثة اتجاهات أساسية،لاستثارة كوامن الخير فيها والغيرة على دينها والتي تدفعها إلى زيادة دعمها للعمل الخيري، وهي:
1- تصميم البرامج الدعوية من أجل استثارة الإيمان بالله، الذي يدفع الإنسان إلى أن يؤدي ما عليه من واجبات مالية، أو أن يجود بنفسه بما يزيد عن الواجب حينما تسري فيه روح الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
2- التخطيط لجهد إعلامي حقيقي وموثق، يصاحب الجهد الدعوي، ويكشف حجم الحاجة، ويسلط الضوء على مواطن الألم.
3- زرع الثقة في المنظمات الخيرية عن طريق الأفعال قبل الأقوال، ومنها؛ الثقة في مصارف الأموال، والثقة في حسن الإدارة، والثقة في العاملين وحسن اختيارهم وتأهيلهم، وغير ذلك من وسائل زرع الثقة. ولا تخفى أهميتها البالغة، فقد تكون البوابة إلى قلوب الناس، فرب تصرف واحد غامض مقصود أو غير مقصود، مع قليل من الشائعات، يكفي لفقدان الثقة في المنظمة، والصراحة والوضوح أحد أهم الحلول.
رابعا: فن خدمة المتبرعين:
لا يستغني العمل الخيري الإسلامي عن المتبرع مهما بلغ هذا العمل من القوة، والمطالبة إنما تكون بعدم الاعتماد الكلي وليس الجزئي، المرحلي وليس الاستراتيجي، ويعود ذلك إلى أن التبرع قد يكون واجباً شرعيًّا على الموسرين، وأن المنظمات الخيرية تقدم لهم خدمة حين تقبل تبرعاتهم وتصرفها في مصارفها الصحيحة، مقابل الأجر والثواب من الله تعالى.
لكن توجد طرق وأساليب في التعامل مع هؤلاء المتبرعين لابد أن تتبعها هذه المنظمات حتى تحوز ثقتهم ورضاهم وبالتالي زيادة واستمرار دعمهم وتبرعاتهم، ومن هذه الأساليب:
1- معاملتهم بكرامة واحترام ، من دون تبذل وإهانة للنفس ، والانطلاق من مبدأ الثواب المشترك ، والمنافع المتبادلة بين المتبرع والمنظمة الخيرية.
2- أن تفي المنظمات بتوقعاتهم في الأداء وفي تحقيق رغباتهم وتنفيذ وصاياهم.
3- الحرص على شعورهم بالنجاح والارتياح أثناء تعاملهم مع المنظمة.
4- احترام أوقاتهم وقدراتهم وخبراتهم.
5- تقديم مساعدة المنظمة عند حاجتهم إليها.
6- إشعارهم بأن المنظمة تقف إلى جانبهم وتقدر جهودهم.
7- توفير المعلومات الواضحة والدقيقة عما يطلبونه.
8- الالتزام بالمواعيد في تنفيذ الأعمال، وتجنب تحديد المواعيد التي لا تستطيع الوفاء بها.
9- ضمان أن أموالهم لا تستخدم إلا في الأهداف المتفق معهم عليها.
10- ضمان أن المعلومات الخاصة بتبرعاتهم تعامل بسرية تامة، بالقدر المسموح به قانونا.
11- تجنب تهميشهم من خلال اتباع الشفافية والوضوح في اطلاعهم على تبرعاتهم ونتائجها، مهما بلغ مقدار الثقة، حتى تحصل المنظمة على المزيد من الثقة والأمان.
12- تبشيرهم بالإنجازات التي تسببوا فيها لإدخال السرور على قلوبهم، وبما ساعدوا في تفريج كروب الكثير من الناس.
13- الوقوف عند شروطهم المتفق عليها، وعدم الاجتهاد في تجاوزها إلا برضاهم، ولا تحول للمشاريع إلا بموافقتهم ومن غير إلحاح وإحراج لهم لتغيير قناعاتهم.
خامسا : كيف تحافظ على المتبرع مدى الحياة:
لكي تحافظ المنظمة على ثقة داعميها من المتبرعين ، مدى الحياة، تتبع النصائح العشر التالية:
1- إرسال خطاب شكر فور استلام التبرع.
2- إرسال وصل تسلم التبرع قبل أن يطلبه.
3- بلِّغه بالإنجازات التي ستنفذ نتيجة تبرعه.
4- رد على أسئلته بطريقة موضوعية وسريعة.
5- التزم بالوفاء بالوعود التي قطعتها المنظمة على نفسها أمامه، ولو صدرت من أي مسؤول فيها.
6- عدم تأخير حل مشكلاتهم أبدا.
7- دعوته مع غيره للاتصال بالمنظمة والزيارة الميدانية وافتتاح المشاريع المنفَّذة.
8- إشراك المتبرع في مناسبات المنظمة.
9- مشاركة المتبرع في مناسباته الخاصة.
10- استشارتهم في بعض مشاريع المنظمة.
سادسا: تجنب الأخطاء القاتلة في عملية جمع التبرعات:
قد يقع العاملون في المنظمات الخيرية ببعض الأخطاء بقصد أو ربما بغير قصد ، أثناء التعامل مع المتبرعين، وقد تتكرر وتتراكم الأخطاء، مما يؤثر سلبا على سمعتها واستمرار الداعمين في الحماس لدعمها ومساندتها.
فيجب على المنظمات الخيرية تفادي ما تستطيع من الوقوع في هذه الأخطاء والحذر من تكرارها، ومن تلك الأخطاء مايلي:
1- عدم تحديد أهداف واضحة، وإبراز فوائد جلية من وراء جمع التبرعات.
2- جمع التبرعات لقضايا لا تهم ولا تثير اهتمام الناس أو قضايا منتهية.
3- المبالغة وعدم الواقعية في ما تطلبه المنظمة من المتبرع.
4- عدم تحري واختيار الوقت المناسب عند طلب التبرعات.
5- ظهور المنظمة بمظهر غير المتخصص والمدرك لأبعاد عملها.
6- أن تكون قيادة جمع التبرعات ضعيفة وهزيلة.
7- أن تغير المنظمة خطتها واستراتيجيها أثناء حملة جمع التبرعات.
8- اعتماد المنظمة على شريحة واحدة في تبرعاتها.
9- عدم التغلغل في أسواق جديدة والاكتفاء بما وصلت إليه المنظمة.
10- عدم الاستفادة الفعلية من المتطوعين في جمع التبرعات.
11- عدم مشاركة أعضاء مجلس الإدارة مشاركة فعلية في كل ما يتعلق بالمنظمة.
12- عدم مراعاة أعراف وتقاليد البيئة والمجتمع.
13- عدم القيام بالدراسات المستفيضة لعملية جمع التبرعات وأبعاده وخطط عمله.
الخاتمة:
وأمام هذه الهجمة الشرسة نجد أننا بحاجة إلى التوصية بعدة أمور منها:
1- تصحيح الأعمال والنيات وحسن الثقة بالله والاعتماد عليه، وأنه تعالى ناصر الحق وناصر المظلومين كما بشَّر بذلك في كتابه العزيز، وفي سنة نبيه الكريم ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
2- بذل الجهد في اتخاذ كافة الأسباب المادية من مجهودات فكرية وبدنية لإنجاز الأعمال، ثم التوكل على الله في إتمامها وإنجاحها.
3- لابد من التأكيد على العاملين في حقل العمل الخيري أنهم ينبغي ألا يصيبهم الوهن والضعف ، وأنهم لم يرتكبوا جرما ولم يفعلوا ما يوجب البغي والعدوان، بل هم دعاة خير وهم من ينشرون الفضيلة في المجتمعات.
4- أخذ الحيطة والحذر مما يخططه أعداء الأمة وأعداء العمل الخيري، دون المبالغة المفضية إلى اليأس والإحباط وربما الخوف وترك العمل، ولابد من الموازنة.
5- لابد من فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد وتفويت المصلحة الدنيا من أجل تحصيل المصلحة الأكبر، وربما ارتكاب المفسدة الصغرى لتفويت المفسدة الكبر، فبعض العاملين في هذا الحقل قد يصرون على ارتكاب المصلحة الصغرى، وتفويت المصلحة الكبرى نتيجة لقلة الفقه في هذا الباب.
والله معكم ولن يتركم أعمالكم...
المصدر: http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-10640.htm#2