عقائد "نهاية العالم" في الفكر الغربي

عقائد "نهاية العالم" في الفكر الغربي

إلياس بلكا*

لم يعد خافياً اليوم أن من أهم أسباب الدعم الغربي –والأمريكي خاصة- للكيان الصهيوني: العقيدة التي بمقتضاها سيعود المسيح عليه السلام مستقبلاً إلى الأرض، لكن من أهم شروط هذه العودة تجمع اليهود في القدس وما حولها. لذلك يلزم تشجيع هؤلاء على الاستقرار بفلسطين تمهيداً وإعداداً لظهور المخلِّص. هكذا تفكر طوائف مهمة ومؤثِّرة في الحياة السياسية الأمريكية(1).

ومن جهة ثانية، توجد جماعات دينية أخرى لا تعتقد في عودة المسيح، لكنها مع ذلك تبشّر بألفية سعيدة تنتظر البشرية، وتسعى إلى تدشينها بالثورة أو بالدعوة، أو بهما معا.

ومن جهة ثالثة يعتقد الكثيرون في نهاية وشيكة للعالم، حيث يخْرُب كل شيء وينهار نظام الكون. وكلما أطل رأس قرن جديد أو ألفية جديدة ظن هؤلاء أن القيامة قاب قوسين أو أدنى. وتفصيل هذه المعتقدات وتأريخها وبيانها يتطلب تأليفاً مستقلاً، خصوصاً أنها متشابكة جداً. فغرضي في هذه المقالة هو أن أعرف القارئ ببعض أهم هذه الطوائف، وببعض الوقائع والأفكار التي ارتبطت بهذا النمط من النظر إلى المستقبل، حتى يكون على بينة من حيوية هذه الاعتقادات اليوم ومن تأثيرها على مجريات الأحداث الدولية.

عقيدة المخلّص:

من الغريب فعلاً أن فكرة المخلص تكاد توجد في جميع الأديان الكبيرة(2). لكنها كانت أوضح ما تكون عند اليهود. يقول الحاخام شوكرون: إن العصر الذهبي للإنسانية لا يقع في ماضٍ غابرٍ وغامض، كما يعتقد الوثنيون، بل في المستقبل(3).

قبل ظهور المخلص تكون اضطرابات كبيرة في العالم، ويتجمع شتات اليهود في أرضهم الأصلية (يعني فلسطين)، فتتأسس هناك إسرائيل من جديد، ويجيء المخلص، فتعود الهيمنة إلى التوراة، وتصبح القدس عاصمة العالم الروحية(4).

آنذاك فقط يتحقق التوحيد الحق، وترتفع مملكة الله في الأرض كلها، ويسود السلام العالم، ويتوقف القتال(5).

ويقول شوكرون: إن اليهود لم يعترفوا بأن المسيح هو المخلص، لأنه لم يحقق السلام والأخوة في العالم، ولم يُقِم مملكة الله في أرضه. ولذلك نحن نقول إن المخلص لم يأت بعد، فعلينا انتظاره، والكفاح لتقريب زمانه.

يقول كاتب مقالة "المخلص" بالموسوعة: "إن رسالة محمد هي- من بين كل آمال اليهود القديمة في المخلص- الحدث الأكثر فجاءة والأشد إحباطاً لهم"(6).

وقد انتقلت هذه العقيدة إلى المسيحية، حيث أصبح أصحاب هذا الدين الجديد ينتظرون عودة المسيح إليهم، أو ظهور مخلص آخر(7).

ويظهر أن المسيحيين الأوائل شغلوا كثيرا بهذا الموضوع(8). وهذا الانشغال لا يزال مستمرا في طوائف كثيرة من المسيحيين إلى اليوم، خصوصا في طائفة المورومون التي تأسست بالولايات المتحدة سنة 1830م، وفي أتباع إيرفين الذين استقلوا بكنيسة خاصة. فهؤلاء كلهم يعيشون على أمل أن يشهدوا عودة المسيح عليه السلام(9). إضافة إلى طائفتي المجيئية وشهود يهوه كما سيأتي، وطوائف "المولودين ثانية" اليوم.

الجماعات الألفية بالغرب:

يقصد بهذه الجماعات مجموع الاتجاهات الدينية التي تعتقد أن الإنسانية توشك أن تدخل مرحلة جديدة –حوالي ألف سنة- من عمرها، حيث يعم السلام والرخاء العالم. وبعض هذه الاتجاهات تربط ذلك بعودة المسيح، وبعضها لا.

مصدر هذا الفكر هو بالخصوص كتاب القيامة ليوحنا الذي يبشر في عبارات غامضة بهذه الألفية القادمة.

وقد انتشرت هذه الحركات الألفية، وحاولت تحقيق هذا الوعد، باستعجاله(10). وكان هذا هو شعار الحرب الصليبية الأولى ضد المسلمين، لقد ذهب أولئك إلى القدس لتدشين ألفية المسيح. ثم تعددت المحاولات والثورات لأجل تحقيق هذا الهدف، من أهمها حركة طانشيلم بمنطقة أنفرس شمال بلجيكا حاليا، بين سنتي 1110 و 1115م. وحركة "أود النجم" بغرب فرنسا، من سنة 1140 إلى 1150م. وحركات أخرى في سنوات 1224، و 1251م(11).

فلما جاء دوفلور أعطى لهذه الاتجاهات دفعة جديدة بتفسيره الخاص للتاريخ، حيث صرح –في شرحه لكتاب القيامة- بأن عصر روح القدس قد أقبل. والمفروض أن تكون بدايته سنة 1260م(12).

في هذه السنة وبعدها نشأت حركات كثيرة أهمها كان في سنوات: 1295، 1300، 1307، 1420. وكان صدامها مع الكنيسة والحكام المدنيين كبيرا(13).

وجاء عصر النهضة، وفيه حدثت أكبر محاولة "ألفية"، وهي الثورة الكبرى للفلاحين الألمان سنة 1525م، والتي انضم إليها مونزر –صديق لوثر-، وأسس في ولاية ويستفالي "مملكة القدس الجديدة"، ولكنها لم تدم طويلا(14).

وكان لهذه الثورة أثرها على أوربا في القرن التاسع عشر، ولأهميتها درسها إنجلز في كتابه: ثورة الفلاحين(15).

وفي نهاية القرن التاسع عشر تمخضت عن هذه الحركات الألفية المتنوعة جماعتان هامتان، لهما اليوم وجود كبير، وتعتبر عقيدة الألفية من عقائدهما الأساسية، وهما:

1) المجيئية، أو السبتية. يقصد بهذا: المذهب الذي ينتظر رجوع المسيح عند آخر الزمان. ومؤسسه بأمريكا هو ميلر، الذي درس كتاب دانيال وكتاب القيامة، وتوصل بحساب الحروف إلى أن عودة المسيح إلى الأرض ستكون حوالـي 1843م.

وقد انقسم أتباعه بسبب عدم تحقق هذه النبوءة، وأهم فرقهم: مجيئية اليوم السابع. وهؤلاء تبعوا امرأة تدعى إيلين كولد آرمون (1827- 1915م)، التي "تلقت" وحياً سماوياً بيّن لها متى ستقع بالضبط بشارات الأناجيل ونبوءاتها، كما بيّن لها أموراً تخص جماعتهم. ولذلك فتفسيرها للإنجيل مصدر مقدس بالنسبة لأتباعهـا(16).

وعدد "المجيئيين" في تزايد مطرد، وفي أكثر أنحاء العالم، وقد انتقل عددهم سنة 1981م من ثلاثة ملايين عضو إلى ستة ملايين ونصف سنة 1988م، نسبة 70% منهم بآسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية(17).

2) شهود يهوه: تأسست هذه الجماعة بالولايات المتحدة سنة 1874م على يد روسل، الذي اقتنع بأن عودة المسيح إلى العالم لن تكون مرئية ومشاهدة للناس، بل لا يراها إلا المؤمن، وبقلبه لا بعينه. وهذه العودة ستبدأ سنة 1874م، وبعدها بقليل تبدأ الألفية السعيدة(18).

أخذ روسل يسافر كثيرا، ويجوب البلدان، داعياً إلى هذه الأفكار، ومبشراً بقرب الألفية المنتظرة، فاستجابت له جماعات من الناس، اتخذت لنفسها اسم "شهود يهوه"(19).

بعد وفاة روسل خلفه القاضي روذفورد الذي كان له فضل بيان المذهب وتقعيده وتدوينه. وقد حدد هذا القاضي تاريخ 1925م لانبعاث الناس الأخيار، وعودتهم إلى الدنيا، ولأجلهم بنى منزلا بكاليفورنيا، لكنه مات سنة 1942م دون أن يرى أحداً من الموتى يسكن هذا المنزل(20).

وشهود يهوه اليوم لا يحددون لهذه الألفية زمناً، بل يكتفون بالقول إنها قريبة. ولهم نشاط كبير في الدعاية لأفكارهم، حتى إنهم يطبعون كتبهم بملايين النسخ، ويترجمونها إلى عشرات اللغات. وعددهم حوالي مليونان ونصف، ربعهم بالولايات المتحدة(21).

فهاتان الجماعتان أدمجتا "الفكر الألفي" في معتقداتهم، كما فعلت "الهيبي"، وبعض الحركات بأمريكا الجنوبية(22). لكن ما زالت توجد حركات أخرى حافظت على هذا الأمل في اقتراب زمان الألفية السعيدة، لكن هذا الاعتقاد لا يشكل جزءا من نسقها المذهبي، بل هو كل مذهبها ومحور أفكارها، وهي التي تسمى بـ: "الحركات الألفية" خاصة، Mouvements Millenaristes. ويوجد منهم بالاتحاد الأوربي أكثر من 300 ألف عضو، يتزايدون سنة بعد أخرى(23).

نهاية العالم: أمثلة من العصر الوسيط

شكّل موضوع أسباب سقوط إمبراطورية روما أحد أهم الإشكالات التاريخية التي وقف عندها مؤرخون وفلاسفة كثر، فتأملوها ودرسوها وأفردهـا بعضهم بالتصنيف(24). وهذا موضوع كبير لن أدخل فيه، لكن الذي أذكره هنا هو أن بعض الباحثين يقول: إن من أسباب سقوط الإمبراطورية انتشار العقيدة المسيحية حول قرب زمان القيامة وأن العالم يوشك أن ينهار. ولذلك عوض أن يحارب الناس لحماية الإمبراطورية، كانوا ينتظرون سقوطها. لقد ساهمت هذه العقائد في إضعاف روح الدفاع وغلبة مواقف السلبية والانتظار(25).

وفي عام 575هـ الموافق لسنة 1179م أجمع المنجمون على أنه بعد سبع سنوات ستجتمع الكواكب في برج الميزان، ولما كان هذا البرج هوائيا، فسيترتب على هذا كارثة كبرى فتقع زلازل وعواصف ورياح شديدة، ويكون ذلك نوعا من الطوفان الهوائي، كما كان في عهد نوح -عليه السلام- طوفان مائي باجتماع الكواكب في برج الحوت(26).

ويبدو أن خبر هذا التنبؤ انتقل من العالم الإسلامي إلى الأندلس، ومنها إلى أوربا، وذلك عن طريق مجموعة كتابات عُرفت بـ"رسائل جون الطليطلي"، وكان هذا سنة 1179م(27).

وجاءت ليلة اليوم الموعود في سنة 582هـ، سبتمبر عام 1186م، وفعلا تجمعت الكواكب في برج الميزان، ومع ذلك لم تر ليلة مثل الموعودة في سكونها وهدوئها، وقل هبوب الرياح على خلاف عادتها، حتى قلق الناس لذلك(28).

والمقصود هنا أن وقع هذا الخبر على أوربا كان شديدا، وأحدث فيها نوعا من الفوضى العامة: في ألمانيا حفر الناس الكهوف، وأمر الأسقف الأكبر بالصيام، وفي بيزنطة تم سد نوافذ القصر الإمبراطوري. وانتشر الرعب في الناس(29).

وفي سنة 1499م تنبأ ستوفلر بأن طوفاناً جديداً سيحدث في شهر فبراير 1524م؛ لأن كواكب كثيرة ستكون آنذاك ببرج رطب. ولما اقترب هذا الوقت انتشرت الفوضى، وطلب الناس من بعض الملوك أن يحددوا ملاجئ يهربون إليها وتجمع الكثيرون انتظارا للخطر القادم، وكثيرون باعوا منازلهم وأثاثهم ولجؤوا إلى السفن. جاء فبراير 1524م، وكان شهر جفاف ممتاز قل نظيره(30).

مثالٌ حديث: سنة 2000 عام النهاية:

وهذا من أحدث الأمثلة في موضوعنا هذا. لقد قال أحد العرافين: "خلال عام 1999م، وتحديدا في يوليو، ستقع أحداث ستقع أحداث كونية كبرى، ستهز البشرية كلها، وستكون أمرا عظيما. ستكون إما انفجارات نووية أو سقوط نيازك من السماء ستمس البشرية كلها، وستقضي على ثلاثة أرباع الحياة الإنسانية"(31).

وقد اعتقدت طوائف من المسيحيين أن العالم سينتهي حوالي سنة 2000م، أي على رأس الألفية الثالثة، فسارعت إلى الاستعداد لذلك بالانتحار واللحاق بالسماء. ومن الأمثلة المؤسفة لهذا ما وقع بأوغندا يوم 17 مارس 2000م حيث قامت الطائفة بتفجير الكنيسة وإحراقها في انتحار جماعي، وصل عدد ضحاياه إلى 530 قتيلا بما فيهم 78 طفلا. وكان من بين المنتحرين زعيم الطائفة الكنسية كيبويتر واثنان من معاونيه(32).

*************

الهوامش

*) أستاذ وباحث أكاديمي من المغرب.

1- انظر مقال: (السلام مستحيل قبل ظهور المخلَّص) بشهرية العالم السياسي، ملحق لوموند بالفرنسية:

Le monde diplomatique, Septembere2002, p10-11.

2- انظر: المعتقدات الدينية لدى الشعوب، ص176- 177. (مقال مذهب انتظار المخلص بالموسوعة الفرنسية): Encyclopaedia Universalis, article Messianisme.15/8. وقارن ذلك بالفصل الطويل في بيان بشارات التوراة الإنجيل بمحمد، والذي كتبه رشيد رضا في: تفسير المنار، 9/ 221 فما بعدها، الأعراف 157.

3- في كتابه: (ترجمة العنوان: اليهودية: المعتقدات والمبادئ) Le judaisme, doctrines et preceptes, p50

4- Le judaisme,p 59-60

5- Le judaisme,p 60

6- Le judaisme,p 61

7- تكاد المسيحية تكون ديانة تاريخية تحمل رؤية نهائية عن مراحل الوجود البشري. وهذا ما شجع على ظهور الحركات الألفية والمخلصة وأفكار النهايات. راجع في الطابع التاريخي لهذا الدين. (تاريخ الفلسفة). Histoire de la philosophie, 6/p7a

8- (التاريخ المختص للمسيحية) Courte histoire du christianisme, p22.

9- Courte histoire du christianisme, p99 (والمذكور Edouard Irving واعظ اسكتلندي توفي سنة 1834).

10- (مقال عقيدة الألفية) Encyclopaedia Universalis. Article Millenarisme, 15/374

11- 375/ 15. Encyclopaedia. Uni. Art. Millenarisme Eudes de L’Etoile. Tachelm)

12- L’Ency. Uni 375/ 15/L’esoterisme, p38 -13-’ Art. Millenarisme

13- 375/ 15. L’Ency. Uni. Art. Millenarisme. L’esoterisme, p38

14- 375/ 15. L’Ency. Uni. Art. Millenarisme

15- 375/ 15. L’Ency. Uni. Art. Millenarisme وThomas Munzer من المصلحين الدينيين الألمان، درس الإلهيات الوسيطة والفكر الإنساني للنهضة. وأعدم عقب الثورة سنة 1525.

16- Ency. Uni. Art. Millenarisme. Et article Messiansime. 15/8

17- 294- 293/1 Ency. Uni. Article: L’Adventisme, اسم هؤلاء: eme jour 7 Les adventistes

(Wiliam Miller 1782- 1849)

18- 294/1 Ency. Uni. Art: Adventisme. المرأة: Ellen Gould Harmon

19- 254/ 22. Ency. Uni.Art: Temoins de Jehovah. المؤسس: (1825-1916) Charles Taze Russell

20- Ency. Uni, Art: Temoins de Jehovah. 22/ 254

21- 254/ 22. article: Temoins de Jehovah. القاضي: J.F. Rutherford

22- 254/ 22. Art Temoins de Jehovah

23- 376/ 15. Ency. Uni. Art Millenarisme

24- (مقال: المجتمع واللاعقلانية بشهرية العالم السياسي)

Article: Irrationnel et Societe. In: Le Monde Diolomatique P28. September. 1997.

25-منهم مونتيسكيو في كتابه: تأملات حول أسباب عظمة روما وانحطاطها.

26- راجع: 41-42 Courte Histoire du Christianisme

27- هذا الخبر ورد في مصادر إسلامية وأوربية، انظر: الكامل في التاريخ لعز الدين بن الأثير، 9/ 174-175. حوادث سنة 582.

مفتاح دار السعادة ص459- 460. وقارن بـ: Quelques sciences captivantes. P 206. L’astrologie. P97

28- انظر: L’astrologie. P97

29- مفتاح دار السعادة صL’astrologie P97. Quelques sciences captivantes. P206.459

30- L’astrologie, p97. Quelques sciences captivantes. P206

31- L’astrologie. P/ 98 المتكهن هو: Johanne’s Stoffler

32- راجع اليومية الدولية العربية: "الحياة"، يوم 10 سبتمبر 1997، الصفحة الأخيرة

33- تناقلت وسائل الإعلام الدولية هذا الخبر في حينه – انظر مثلا:

Article: Uganda Cult blaze Death toll put at 530. In: Arab News, 23 March 2000. P3

المراجع

1) تفسير المنار، لرشيد رضا. دار المعرفة، بيروت طبعة ثانية.

2) الكامل في التاريخ، لعز الدين بن الأثير، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1967.

3) مفتاح دار السعادة، لأبي عبد الله ابن القيم. دار الكتاب العلمية، بيروت، 1998.

4) المعتقدات الدينية لدى الشعوب، لجفري بارندر، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، سلسلة عالم المعرفة. عدد 173، 1993، الكويت.

5) جريدة الحياة، رئيس التحرير جهاد الخازن. لندن.

6) Boll, Marcel: Cluelques sciences captivantes, Editions du Sagittaine, france, 1941.

7) Brehier, Emile: Histoire de la philosophie, Ceres Edition, Tunis. 1994.

8) Coudae, Paul: L’astrologie. Presses de France, 1 ed, 1951.

9) Choucroun, I.n: Le Judaisme, doctrines et preceptes, collection: Aythes et religious. Presses de France, Paris, 1 ed, 1951,

10) Houtin, Allert: Courte histoire du christianisme. F. Reider et cie editeurs. Paris, 1 ed 1924.

11) Arabe News, Jeddah, Arabe Saudite.

12) Le Monde diplomatique, Paris, directeur Ignacio Ramonet.

المصدر: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=181

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك