المستشرقون والإسلام

لطفي حداد

 

إن مقالة أنور عبد الملك "الاستشراق في أزمة" عام 1963 وكتاب إدوارد سعيد "الاستشراق عام 1978 قد أحدثا ضجة واسعة وجدالاً وردود فعل كثيرة في صفوف علماء الاستشراق الغربيين.. وقد جمع هاشم صالح في كتابه "الاستشراق بين دعاته ومعارضيه" ترجمات كثير من المقالات التي كتبت كرد فعل على الشك بالاستشراق وجهود المستشرقين.

من المعروف أن المستشرقين الأوروبيين قد قاموا بعمل جبار في اكتشاف ودراسة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية وقد عملوا منذ القرن التاسع عشر على الحصول على الكتب والمعلومات ودراستها وتبويبها وبدء مرحلة التنظير. وإذا كان الدافع العلمي هو الأساس كما يقول مكسيم رودنسون، إلا أن الأمر لم يكن يخلو من نزعة عنصرية أوروبية تجاه الشعوب المدروسة ، وكذلك لم تكتف الحكومات الأوروبية بالدافع العلمي لجمع المعلومات ودراستها بل إنها استفادت منها في غزو البلاد الشرقية واستعمارها.

وهكذا استغلت تلك الدول الدراسات اللغوية والأنثروبولوجية والفقهية والفلسفية والأدبية والتاريخية لبلاد الشرق في التمهيد لاستعمارها..

* * *

من الواضح أن الاستشراق أوروبي المحور وليس هناك مستشرق أميركي ذو قيمة علمية من أصل أميركي.. وإن بعض خبراء الإسلاميات في أميركا كفيليب حتي (لبناني)، وغوستاف فون غرونباوم (نمساوي)، وجوزيف شاخت (ألماني)، وإدوارد سعيد (فلسطيني)، هم أساتذة في الجامعات الأميركية لكنهم غرباء المولد، ومكانتهم الثقافية والعالمية أقل من جاك بيرك في فرنسا أو ألبرت حوراني في إنكلترا.

ويبدو أن عصر الاستشراق قد انتهى بموت جاك بيرك آخر أهم المستشرقين.

* * *

"يجب أن نتذكر أن الباحثين العرب يلزمهم في أحيان كثيرة أن يعودوا إلى كتب المستشرقين لمعرفة حجم تراثهم وعدد مخطوطاته وأماكن وجودها في مختلف مكتبات العالم وما حقق منها حتى الآن بشكل علمي وما لم يحقق، وهكذا يتبدى لنا أن الاستشراق الجاد يقوم بعمل علمي مفيد جداً، وبعيد عن أي مماحكة جدالية أو محاولة التهجم على العرب والإسلام"( ).

من هذه الأعمال العلمية الهامة جداً كتاب كلود كاهين، المؤرخ الفرنسي المعروف، بعنوان "مقدمة لتاريخ العالم الإسلامي القروسطي" المنشور بالفرنسية 1983 وهو كتاب شامل في العلم الاستشراقي عن الإسلام والعرب في مختلف اللغات، ويضم أسماء المصادر والوثائق الأركيولوجية والمصكوكات واللوائح التي تشمل المراجع الأجنبية والعربية الإسلامية.

* * *

مهما كانت الآراء حول المستشرقين بشكل عام وحول بعض الأسماء بشكل خاص، فإننا لا يمكن أن نلغي ببساطة دورهم الكبير في تعريف الغرب على الإسلام بشكل إيجابي في معظم الأحيان وأيضاً بطريقة علمية موضوعية غالباً وإن الشهادات الإيجابية عن الإسلام وحتى اعتناق بعض المستشرقين للدين الإسلامي (مثل روجيه غارودي وهنري كوربان).. يدل كل ذلك على أن هؤلاء الأِشخاص لم يكونوا مخادعين دوماً أو مرتبطين بالاستعمار والإمبريالية وإلى ما ذلك!!

كما أن بعضهم قد اضطهدوا بسبب مواقفهم وتصرفاتهم مثل لويس ماسينيون الذي ضربه الفاشيون الفرنسيون ورجال الشرطة نتيجة مواقفه.

* * *

سأستعرض بعض المستشرقين المسيحيين سريعاً، أما بالنسبة لغير المسيحيين (مثل برنارد لويس ومكسيم رودنسون) فسأتركهم للمهتمين كي يبحثوا عن نتاجهم وأعمالهم.

روجيه غارودي:

" ليس ثمة – كما يعلم القرآن الكريم وكما عاش المتصوفة بحب، كالرومي، وابن عربي، أو كبير – سوى إيمان واحد، أولي أبدي، يولّد، عبر الثقافات المختلفة، تعدداً في الأديان ".

مفكر ومستشرق فرنسي من مواليد مدينة مرسيليا بفرنسا عام 1913، التحق بالجيش الفرنسي عام 1939 وانتخب نائباً في الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1945 وظل فيها حتى عام 1962. درس الفلسفة وحاز على الدكتوراه.. ابتدأ حياته بالانتماء إلى الحزب الشيوعي بعمر العشرين وبقي فيه حتى إسلامه عام 1982. له مؤلفات عديدة في الإسلام منها الإسلام الحي، الإسهام التاريخي للحضارة العربية الإسلامية، وعود الإسلام، الإسلام في الغرب، من أجل إسلام القرن العشرين.

من كتابه الإسلام (ترجمة وجيه أسعد، صادر عن دار عطية) أقتطف بعض السطور عن اللقاء المسيحي الإسلامي:

- إن التذكير القرآني بعيسى المسيح سببه لقاء روحي عميق بين الإسلام والمسيحية، ولدى الصوفيين المسلمين على وجه الخصوص، الذين يعبّرون عن أبعاد الحب في الإسلام، بقصائد طويلة. وهذا التصور، تصور الحب، ناجم عن الفكرة الرئيسة للرؤية الإسلامية: "التوحيد" أي وعي الإنسان بأنه لا وجود له إلا بالله ولا يتصرف إلا بالله، وذلك أمر يستتبع، كما في المسيحية، التجرد من "الأنا الصغيرة" ليتاح المكان كله فينا لله، للواحد، للكل.

ذلك هو أساس هذه الوحدة العميقة بين الصوفية المسيحية والصوفية الإسلامية التي ستبلغ أوجها في الأخوة الروحية بين ابن عربي والقديس يوحنا الصليب (جان دو لاكروا) مع فارق زمني بينهما مدته ثلاثة قرون. هذا الحب، حب الله، بالنسبة لابن عربي، يتجاوز كل خوف من قصاص وكل أمل في مكافأة، ويكتب ابن عربي قائلاً:" إلهي، حبك لا يمكن بلوغه بأي عقاب، ولا يكبر بالثواب حبك، يا ربي" . " هو الذي خلقني: إنه فعل حب متجدد دائماً ". وبشكل مشابه تكتب القديسة تريز دافيلا هذا النشيد الروحي:

"حتى لو لم يكن ثمة فردوس ولا جحيم، فأنا أعرف يا إلهي أنني سأحبك أيضاً. وأن حبك سعادتي بقدر ما هو واجبي ..لا تمنحني إذن شيئاً ولو توسلت إليك. فالحب الذي أكنّه لك لا يحتاج إلى أمل".

إدوارد سعيد:

لإدوارد سعيد المتوفى مؤخراً كتب كثيرة عن الاستشراق ومواقف أكثر بخصوص الدول العربية والإسلامية وخاصة موقفه السياسي من القضية الفلسطينية. ولد إدوارد عام 1936 في القدس، وهاجر في صباه إلى الولايات المتحدة وهناك درس في مدارسها وجامعاتها وأصبح أستاذ الأدب الإنكليزي والمقارن في جامعة كولومبيا، نيويورك. له أكثر من ثلاثة عشر كتاباً مترجماً إلى العربية أشهرها، الاستشراق، العالم والنص والناقد، بدايات، الثقافة والإمبريالية، خارج المكان، الإسلام الأصولي، نهاية عملية السلام.. وهو يعد من أبرز المدافعين عن قضية فلسطين في الولايات المتحدة وله كتب ومقالات في النقد الأدبي والإنسانيات والدراسات الإقليمية والأدب المقارن.

لا يمكننا اعتباره مستشرقاً بالمعنى الكامل لأنه عربي الجنسية لكن حياته في أميركا مدافعاً عن العروبة والإسلام ومعرّفاً الغرب على القضايا العربية والإسلامية تجعله من الخبراء العالميين الإيجابيين نحو الشرق والدين الإسلامي. لقد أحدث كتابه الاستشراق ضجة كبيرة وترجم إلى 26 لغة وهو بشكل عام ينظر بطريقة سلبية للاستشراق ونتائجه ويصل إلى درجة اتهام المستشرقين بالتمهيد والتعاون مع الاستعمار الغربي للدول العربية والإسلامية.

من كتابه الإسلام الأصولي أقتطف بضعة سطور لألخص التفكير العام لإدوارد دون أن أتطرق للمقالات الكثيرة التي كتبت رداً على هذه المواقف:

"لقد تلا الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 فترة كادت تقارب العقدين قام خلالها الباحثون الفرنسيون بتحويل دراسة الشرق من علم أثري قديم إلى علم عقلاني. وكانت هناك طبعاً حملة نابليون واحتلاله لمصر عام 1798، وقد أعد لحملته بضم جماعة رفيعة المستوى من العلماء حتى يضمن لمشروعه المزيد من الفعالية. ولكن رأيي هو أن احتلال نابليون لمصر القصير الأجل كان نهاية فصل في كتاب، وبدأ فصل جديد مع تولي سيلفستر دي ساسي شؤون المؤسسات الفرنسية للدراسات الشرقية، وتلك حقبة طويلة أصبحت فرنسا خلالها زعيمة الاستشراق في العالم. وبلغت ذروة هذا الفصل بعد ذلك حين احتلت الجيوش الفرنسية الجزائر عام 1930.

لا أرغب على الإطلاق أن أدلي بوجود علاقة سببية بين هذين الحدثين ولا أن أتبنى النظرة المهاجمة الناقدة للفكر القائلة أن كل الدراسات العلمية تقود بالضرورة إلى العنف والعذاب. كل ما أريد أن أقوله هو أن الإمبراطوريات لا تولد بين عشية وضحاها وهي لا تنظم وتحكم في الأزمنة الحديثة ارتجالياً. إنني أشك في قدرة إنكلترا على احتلال مصر بمثل تلك الطريقة المؤسسة جيداً ولتلك المدة الطويلة لولا ذلك الاستثمار المكين في الدراسات الشرقية الذي كان أوائل رواده علماء بحاثة على غرار إدوارد وليام جونز.

أما المثال الثاني فهو مثال معاصر.. فإنه من الواضح أن الشرق الإسلامي في غاية الأهمية اليوم بسبب مصادره وموقعه الجغرو – سياسي. وإن الولايات المتحدة ما انفكت منذ الحرب العالمية الثانية تحتل مواقع السيطرة والسيادة في العالم الإسلامي التي سبق لبريطانيا وفرنسا أن احتلتها.. ولم يسبق أبداً أن غطى الإعلام أخبار أي موقع دولي مضطرب بمثل ما حظيت به إيران من متابعة فورية ومنتظمة. لذلك ظهرت إيران كأنها موجودة في حياة الأميركيين لكنها عميقة الغربة عنهم، مع كثافة شعورية حادة لم يسبق لها مثيل.

لا نبالغ بالقول إن العرب والمسلمين تتم تغطيتهم الإعلامية أساساً بوصفهم موردّي بترول أو إرهابيين محتملين. أما تفاصيل الحياة العربية – الإسلامية والكثافة الشعورية الإنسانية وزخمها النابض فلم يدخل إلا النزر اليسير منها حتى في وعي أولئك الذين احترفوا تغطية العالم الإسلامي والإبلاغ عنه...

وليس من قبيل المصادفة أن يكون الكلام الحديث عن تدخل الولايات المتحدة في الخليج عسكرياً، أو النقاشات الجارية بشأن قوات الانتشار قد سبقتها فترة من العرض العقلاني للإسلام عن طريق التلفزيون الهادئ وبواسطة الدراسة الاستشراقية "الموضوعية"!!

* * *

طبعاً هناك الكثير من المفكرين العالميين الكبار الذين لا يقبلون آراء إدوارد سعيد بل يرون في كلماته إيذاءً لروح العمل الاستشراقي ونيته العلمية الصافية في معظم الحالات.. كما يأخذون عليه حصر الشرق في الشرق الأوسط بينما كان الاستشراق يهتم بالتراثات التركية والفارسية والسامية بشكل عام..

فرانسيسكو غابريلي:

مستعرب إيطالي من مواليد 1904، شغل منصب مدير معهد الدراسات الإسلامية في جامعة روما، له عدة كتب عن الإسلام منها: "التاريخ والحضارة الإسلامية" (1947)، "محمد" صدر عام 1965.

وهو يؤمن بالاستشراق ويدافع عنه ويرجو من المفكرين العرب أن يتبنوا الطرق المنهجية في البحث العلمي.

يقول: "من الخطأ والمغالطة أن نؤكد أن الباعث الوحيد والأساسي لاهتمام أوروبا بالعالم الشرقي من النواحي التاريخية واللغوية والأدبية والدينية كان مرتبطاً بالمخططات السياسية والاقتصادية للاستعمار"( ).

"وعلى الرغم من أني ابن هذا الغرب ومرتبط بحضارته بكل حواسي ومشاعري إلا أني كنت دائماً أشعر بمدى عظمة هذه الحضارة العربية الإسلامية، ومدى شرفها وكرامتها بصفتها إحدى المكونات الشرقية لتاريخ البشرية"( ).

 

فيليب حتّي

1886-1978

لبناني الأصل، نال درجة الدكتوراه في التاريخ عام 1915 في جامعة كولومبيا الأمريكية، وعمل هناك لخمس سنوات ثم عاد إلى بيروت ومكث حتى عام 1925، حين سافر إلى أمريكا من جديد ليدرس مادة التاريخ في جامعة برنستون، وهناك أقنع الإدارة بإدخال مواد تدريس اللغة العربية و الأدب العربي والدين الإسلامي. تخرج على يديه قسطنطين زريق و جبرائيل جبور. ويعتبر رائد المدرسة الحديثة في التاريخ العربي وأول مورخ لبناني حديث .

له مؤلفات كثيرة عن تاريخ العرب ، و تاريخ لبنان و سوريا وفلسطين .

يقول في أهمية العرب التاريخية :

" ليس في شعب آخر، قام في القرون الوسطى بما قام به العرب في سبيل تقدم البشرية ، فبينما كان فلاسفة العرب منكبين على دراسة تآليف أرسطو، كان شارلمان ورجال بطانته يحاولون إتقان كتابة أسمائهم. و بينما كان علماء العرب في قرطبة يترددون على خزائن كتبها السبع عشرة ويعودون إلى بيوتهم فينعمون بالإستحمام في حمامات بلغت الغاية في النظافة والأناقة، كان الأساتذة و التلاميذ في جامعة أكسفورد يستنكرون الاستحمام ويحسبونه من ملذات العيش الشهواني التي يجب الترفع عنها".

 

ألبرت حوراني (1915-1993)

لبناني الأصل، درس في لندن الفلسفة والاقتصاد والسياسة، وفي عام 1936 زار لبنان وعمل سنتين مدرساً في جامعة بيروت الأمريكية، وهناك تواصل مع شارل مالك و قسطنطين زريق. عاد بعدها إلى لندن حتى عام 1948 حين زار لبنان وسورية و العراق وشرق الأردن.

كان له اتصالات مع المؤرخ أرنولد توينبي و المستشرق ه .ر.جب .

في الستينات و السبعينات عمل في أمريكا في جامعة شيكاغو ثم جامعة هارفرد. له كتب كثيرة عن الشرق، من أهمها الإسلام في الفكر الأوربي ، وتاريخ الشعوب العربية.

يقول ألبرت عن نجاح الإسلام:

" عندما يصل اللاهوتي الانكليزي فابوريس إلى الإسلام فإنه منذ البدء يأخذ في الاعتبار خمسة تفسيرات خاطئة أو ناقصة لنجاح الإسلام. هذا لا يمكن تفسيره بمجرد قوة جيوش الإسلام: فمن أين جاءت تلك القوة إذا لم تكن من صلابة إيمان المسلمين و طبيعته؟ و لم تكن أيضاً نتيجة للسذاجة البشرية لأن هذا لا يفسّر لماذا بقي الإسلام حياً و ازدهر بقوة؟

و لا يمكن القول بأن الإسلام بكامله قد أخذ من العهدين القديم و الجديد ، فلا بد لمحمد على أقل تقدير من أن يكون قد استلهمهما ويجب أن يكونا قد استحوذا عليه.

إن شخصية النبي و قوة إيمانه الراسخ و تمجيده، لا تستطيع منفردة أن تشكل السبب الوحيد. يجب أيضاً أن يظهر لماذا كان لهذه الشخصية مثل هذا الأثر العظيم الدائم على البشرية. وهذا هو الأصعب شرحه لأن الدين الذي بشّر به يشجب كل عبادة للبشر.

هل هناك تفسير آخر؟

هل يمكن أن ينظر إلى النجاح الذي حقّقه الإسلام كما لو أنه حكم الله على الشعوب الخاطئة: الشعوب المسيحية التي فقدت الفضائل المسيحية وغرقت في عبادة الصور والاحتفالات الدينية والنظريات الفلسفية، والوثنيين الذين لم يعرفوا المسيحية ، أو أنهم عرفوها و لكنهم رفضوها؟.

أوليفيه روا:

في كتابه "عولمة الإسلام" يرى المفكر الفرنسي أوليفيه روا، الذي يعد من أبرز المتخصصين الفرنسيين في الحركات السياسية الإسلاموية المعاصرة في الشرق الأوسط وأفغانستان ، يرى أن هناك انفصالاً بين النجاح الروحاني والإنساني للدين الإسلامي والفشل السياسي والأيديولوجي.

فبعد كتابه "فشل الإسلام السياسي" يعتقد أوليڤييه "أن ظاهرة بن لادن والإرهاب الذي يرتكب باسم الإسلام ما هما إلا نتائج ناجمة عن فشل مشروع إنشاء دولة إسلامية".

وإن تبني السياسة للأصولية الدينية كما في (الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، والجماعة الإسلامية في باكستان، والإخوان المسلمين، وحسن الترابي في السودان، والثورة الإيرانية..) لبناء مجتمع إسلامي انطلاقاً من الدولة.. إن هذا التبني يفشل واقعياً وتاريخياً.

 

مارشال هدجسون

في كتابه "مغامرة الإسلام" يرى هدجسون تاريخ الإسلام ضمن إطار أوسع باعتباره تتمة لحضارة أقدم ظهرت في الهلال الخصيب وإيران ومصر، وهذا التاريخ الجديد يعبر عن نفسه بلغة جديدة هي العربية وباستجابة عقلية نحو القرآن.

ويرى هدجسون أيضاً أن الحضارة الإسلامية هي التي سيطرت على عالم المدن والمناطق الزراعية حتى القرن الثامن عشر، وبعده بدأ التحدي الكبير من الحضارة الغربية. ومن النقاط الهامة الأخرى فكرة النظر إلى التاريخ الإسلامي وافتراض الأراضي العربية الممتدة إلى شرق المتوسط على أنها مركز المدنية الإسلامية، ويطرَحُ هدجسون فكرة المنطقة الإيرانية – السامية التي تشكل البلاد العربية جزءاً منها حيث ظهرت حضارة رفيعة في المرتفعات الإيرانية عبّرت عن نفسها بالفارسية وكانت مركز الثقل حتى الأزمنة الإسلامية المتأخرة. ويعتقد هدجسون أن المستشرقين حاولوا أن يجعلوا مصر مركز العالم الإسلامي وينظروا إلى الحضارة من خلالها، وكذلك من خلال المفكرين العرب الذين دعوا إلى التجديد الإسلامي كجمال الدين والأفغاني ومحمد عبده والمفكرين العرب الداعين للقومية العربية.

 

مستشرقون آخرون:

أدريانس ريلند:

مستشرق هولندي من القرن الثامن عشر من أهم مؤلفاته كتابه "في الديانة المحمدية" باللغة اللاتينية، وفيه عرض أمين للعقيدة الإسلامية كما يفهمها المسلمون وتصحيح للأفكار المغلوطة السائدة في أوروبا في العصور الوسطى عن الإسلام والقرآن وإن آراءه منصفة للإسلام وكتاباته موضوعية.

جورج سيل (1697 – 1736):

مستشرق إنجليزي اشتهر بترجمته للقرآن إلى الإنكليزية. وهي ترجمة واضحة ومحكمة وقد راجت رواجاً عظيماً طوال القرن الثامن عشر، وترجم عنها القرآن إلى الألمانية في 1746. وكان جورج سيل منصفاً للإسلام بريئاً من التعصب الديني.

ميشيل جان دي خويه (1836 – 1909):

مستشرق هولندي كتب بحثاً عن "رسالة محمد" دافع فيه عن رسالة النبي ضد ما كتبه في هذا الموضوع كل من أشبرنجر وباروتس.

هاميلتون جب (1895 – 1971):

مستشرق إنجليزي حاز على شهرة كبيرة، وقد كتب في الأدب العربي، والتاريخ الإسلامي، والأفكار السياسية والدينية في الإسلام. من كتبه "المحمدية 1949" و"الاتجاهات الحديثة في الإسلام" 1974.

إروين جريف (1914 – 1970):

مستشرق ألماني تخصص في الفقه الإسلامي.

هنري دي بولانڤلييه (1658 – 1722):

مؤرخ فرنسي، لم يكن يعرف العربية لكنه كتب كتاباً بعنوان "حياة محمد" معتمداً على ?وكوك ومراتشي، طبع عام 1730 ويتناول حياة النبي حتى الهجرة مبدياً إعجاباً شديداً بالنبي والإسلام.

ليون كيتاني (1869 – 1935):

مستشرق إيطالي اشتهر خصوصاً بكتابه "حوليات الإسلام" وهو أوسع تاريخ للإسلام في عصر النبي والخلفاء الراشدين، كذلك كتب "معجم الأعلام العربية".

ثيودور نيلدكه (1836 – 1931):

يعد شيخ المستشرقين الألمان، حصل على الدكتوراه عام 1856 برسالة عن "تاريخ القرآن"، وقد خص هذا الموضوع بدراسة عميقة أخرى.

سلفستر دي ساسي (1758 – 1838):

وهو شيخ المستشرقين الفرنسيين، اقترح تأسيس المجلة الآسيوية في 1822، والجمعية الآسيوية، فكان أول رئيس لها وقد أنجز الكثير من الكتب في الآداب الشرقية والنحو العربي وتخرّج على يديه أو تتلمذ له عدد كبير من المستشرقين المعروفين.

غوستاف غرونباوم (1909 – 1972):

مستشرق نمساوي، شغل منصب أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة كاليفورنيا بين عامي 1957 – 1972. يدور إنتاجه حول الحضارة الإسلامية ومن أهم أعماله "الإسلام في العصر الوسيط".

ومن كتبه التي تناولت موضوع التلاقي بين العالم الإسلامي والحضارة الأوروبية نذكر: "الإسلام الحديث: البحث عن هوية حضارية".

ريجي بلاشير (1900 – 1973):

مستشرق فرنسي ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية، مع مقدمة طويلة، وقد رتب القرآن في هذه الترجمة وفقاً لما ظنه أنه ترتيب نزول السور والآيات. ثم في طبعة أخرى عاد إلى الترتيب الأصلي الوارد في المصحف.

كذلك كتب كتاباً صغيراً بعنوان "مشكلة محمد" لخص فيه أبحاث المستشرقين الذين كتبوا عن حياة النبي.

لويدجي بونللي (1865 – 1947):

مستشرق إيطالي ترجم القرآن إلى الإيطالية وهي ترجمة حرفية دقيقة.

جوزيف شاخت (1902 – 1969):

مستشرق ألماني متخصص في الفقه الإسلامي.. من كتبه "الإسلام" 1931: وهو مختصر في العقائد الإسلامية، "بداية الفقه الإسلامي" 1950: درس فيه مذهب الإمام الشافعي استناداً إلى "الرسالة" للإمام الشافعي.

كان شاخت حريصاً على الدقة العلمية بعيداً عن الآراء الافتراضية لذلك كانت دراساته ملتزمة التحقيق العلمي والعمل الموضوعي.

برنارد دي ڤو (1867 – 1953):

مستشرق فرنسي كتب "عقيدة الإسلام" عام 1909، و"مفكرو الإسلام" في خمسة أجزاء كما كتب عن الغزالي وابن سينا..

سنوك هرخرونيه (1857 – 1936):

مستشرق هولندي معروف حصل على الدكتوراه في الفيلولوجيا السامية عام 1879 برسالة عنوانها: "موسم الحج في مكة" وفي عام 1884 قام برحلته المشهورة إلى الجزيرة العربية ووصل إلى مكة عام 1885 تحت اسم مستعار هو "عبد الغفار" وأقام هناك ستة أشهر كتب بعدها كتابه عن مدينة مكة. وابتداءً من 1889 عمل في خدمة إدارة المستعمرات الهولندية في إندونيسيا حيث تعرّف على الإسلام والمسلمين أكثر. وفي عامي 1914/1915 ألقى "محاضرات عن الإسلام" في أميركا عرض فيها نشأة الإسلام والتطور الديني، والتطور السياسي للإسلام، وكذلك الإسلام والفكر الحديث.

أوجست فيشر (1865 – 1949):

مستشرق ألماني اختص باللغة العربية: نحواً وصرفاً ومعجماً وله الكثير من الدراسات القرآنية وحول النبي.

رينولد نيكلسون (1868 – 1945):

مستشرق إنجليزي معروف، ويعد بعد ماسينيون من أهم الباحثين في التصوف الإسلامي. أعظم أعماله نشره لديوان "مثنوي معنوي" لجلال الدين الرومي، وله كتب أخرى مهمة مثل "تاريخ العرب الأدبي" و"الصوفية في الإسلام" و"أهداف التصوف الإسلامي".

ألويس أشبرنجر (1813 – 1893):

مستشرق نمساوي الأصل، اشتهر بكتابه عن حياة النبي محمد.. وقد حضّر له بسفره إلى الدول العربية فأصدر القسم الأول بعنوان: "حياة محمد، من المصادر الأصلية" عام 1851.

ثم أصدر كتاب "حياة محمد وتعاليمه" في 3 أجزاء بين عامي 1861 – 1865 باللغة الألمانية.

رودولف أشتروتمان (1877 – 1960):

مستشرق ألماني اهتم بالمذاهب المستورة في الإسلام كالزيدية، نسبة إلى زيد بن علي بن أبي طالب، وهي فرقة شيعية معتدلة تعترف بخلافتي أبي بكر وعمر. كما اهتم رودولف بالفروع المغالية من الشيعة، وبعض الفرق الشاذة في الإسلام.

أوتو برتسل:

مستشرق ألماني اهتم بعلم الكلام في الإسلام، كما كتب بحثاً بعنوان "محمد بوصفة شخصية تاريخية".

* * *

لويس ماسينيون (1883 – 1962): دُرس سابقاً

جاك بيرك : دُرس سابقاً

هنري كوربان: دُرس سابقاً

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=36888

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك