مَلَكَةُ الحوار لدى الطلاب
إن كان الحوار وسيلة مهمة لجمع كثير من المهارات مثل القراءة السريعة، الاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة كالإنترنت وما شابهه، التواصل مع الأفراد الآخرين، فله فوائد جمة أخرى متعلقة بتفتيح الذهن وتقبل الآخر واكتساب ملكة إيجاد الحلول، بدلاً من جمع المشكلات، والقدرة على اتخاذ القرارات. وفي المدارس يقضي الطالب معظم أوقات نشاطه في الفترة الصباحية، لهذا فإكسابه تلك المهارة مفيد جداً في هذه الفترة، لتوقد الذهن وجاهزيته لتقبل الآراء ومناقشتها. وقد أجد أن اختيار الحصة الرابعة مثلاً من اليوم الدراسي لتفعيل تلك المهارة كحصة أساسية في المنهج الدراسي سيكون فعالاً، كون هذه الفترة تكون قريبة من منتصف النهار، حيث قضى الطالب وقته باكراً في الحصص الرياضية أو العلمية، وبحاجة لقطع هذا الزمن المرهق بأمر يسمح له بحرية التخاطب ويكسر طول اليوم الدراسي. غير أن من المهم لنجاح تلك الحصص الحوارية أن يكون الكادر التعليمي لديه التدريب والمهارات الكافية لتفعيلها بين الطلاب. فلا يمكن أن تتواصل مع شخص لا يعرف التواصل أصلاً. الفترة الحوارية تتضمن كثيراً من الفرص لفهم عقلية الطلاب ونمو فكرهم، والسماح لهم بالاندماج في المجتمع المحيط بدلاً من العزلة التامة بقمع أفكارهم أو الاعتماد على أفكار معلبة يريد الوالدان أو المجتمع زرعها فيهم. رائع أن نجد أبناءنا في الخارج وقد تمكنت مهاراتهم من دفعهم للتواصل مع الآخرين ونقل الثقافة العربية إليهم باتزان ومنهجية.
لؤلؤة:
الحماية الفكرية ليست في تسييج الأفكار بل في قراءتها ومن ثم «فلترتها».
المصدر: http://hewarpost.com/?p=746