قبل الحوار مع الآخر

من لا ينجح في حوار داخلي كيف سيمثل بلده في حوار خارجي؟

يوسف القبلان
 

رغم الحاجة إلى الحوار مع الآخر إلا أن الحوار مع الذات خطوة مهمة تسبق الحوار مع الآخر ولهذا جاء إنشاء مركز الحوار الوطني ومن خلاله طرحت قضايا بالغة الأهمية انتهت إلى وضع تقارير وتوصيات ربما تكون تحت الدراسة.

مناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية والتربوية من خلال مركز الحوار الوطني أو غيره من المنابر وتعدد الآراء حول تلك القضايا هو نشاط يساهم في التغيير والتطوير في كافة المجالات، ومن الجوانب الإيجابية لهذا النشاط أن نكتسب مهارة الحوار الموضوعي فنحن لازلنا نتعلم في هذا المجال وسوف نظل على مقاعد الدراسة لأننا لا نزال نحكم على الرأي بالمعايير الشخصية فإذا طرح شخص رأياً صفقنا له وإذا طرح شخص آخر نفس الرأي انتقدناه.

وفى بعض الأحيان ينحاز المحاور إلى نفسه وتصل به الثقة بالنفس إلى تسفيه محاوريه وتوزيع التهم عليهم، وهذه حالة تقودنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة حول الملاحظات التي تسجل في الحوارات:

– لماذا يخرج المحاور عن الموضوع المطروح للنقاش؟

– لماذا يلجأ البعض إلى رفع الصوت في الحوار؟ هل رفع الصوت مؤشر عل ضعف الحجة؟

– متى نتخلص من شخصنة الحوار وكيف؟

– لماذا لا يكون العالم أو الشيخ أو المثقف قدوة للآخرين في لغة الحوار وأدب الحوار؟

– لماذا لا يتم تدريب الطلاب على اللغة العلمية للحوار؟

– إذا كانت لدينا أفكار جاهزة وآراء قاطعة فلماذا نتحاور؟

– لماذا أفرض على نفسى تصنيف الناس قبل التحاور معهم؟

– لماذا حين نقع في الخطأ لا نملك الشجاعة العلمية على التراجع، ولا الشجاعة الأخلاقية لتقديم الاعتذار؟

– متى ننصت للرأي الآخر حتى نتمكن من النقاش، بدلا من التفكير بالرد المعارض بدون استيعاب لما يقال؟

– هل تعدد الآراء في بيئة العمل إثراء للنقاش أم مدعاة للمقاطعة؟

– هل يجامل البعض في الحوار ويتنازل عن آرائه خشية التصنيف أو الإقصاء، أو خسارة الوظيفة؟

– هل يتراجع الطالب عن رأيه احتراماً للمعلم رغم عدم قناعته؟

وأخيراً تلك أسئلة يمكن طرحها على طاولة مركز الحوار الوطني للنقاش والتنسيق مع وزارة التعليم لتأسيس مهارات الاتصال والحوار لدى الطلاب وإعطاء هذه الموضوعات أهمية في برامج وأنشطة الجامعات.

علينا أن نكتسب مهارات الحوار الموضوعي حتى تتوفر لدينا المقومات الضرورية للحوار مع الآخر بطريقة علمية تقود إلى نتائج عملية ومن لا يملك هذه المقومات فليشترك بدون حرج في دورات تدريبية ليكون مؤهلاً وقادراً على المشاركة الإيجابية في المناسبات الداخلية والخارجية، ومن لا ينجح في حوار داخلي فكيف سيمثل بلده في حوار خارجي؟.

المصدر: http://hewarpost.com/?p=278

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك