حاجتنا لِـثَقَافة الحِوار!

عبد الله منور الجميلي
 
– المفهوم الاصطلاحي للحِـوار: أنه مُـرَاجَـعَـةُ الكلام وتداوله بين طَـرفين أو أكثر، بأسلوب يتصف بالهدوء والبعد عن التعصّـب والخصومة والعنف، أو هو مناقشة بين طرفين أو أكثر؛ بهدف تصحيح كلام، أو إظهار حُـجّـه، وإثبات حقّ، ودفع شبهة أو فساد.

– الحوار مهم في حياة الناس، فالحاجة قائمة ودائمة فهو ممارسة يومية؛ لأنه من أدوات الاتصال الفَـعّـالَــة.

– قصص الحوار وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أكثر من (500 مرة) في مواقف وأساليب متنوعة، والله سبحانه وتعالى قد حاور الشيطان والملائكة والأنبياء؛ فالحوار لا يعرف لَـوناً أو جنساً أو لغة أو حتى دِيْـناً.

– الحوار يبني الإنسان علمياً وثقافياً، ويصنع علاقات إنسانية إيجابية مع الآخَــرين.

– وهو وسيلة للتفاهـم والتعايش الـســلمِـي المشترك، وبه تعالج الكثير من المشكلات التربوية والأُسَـريّــة والـنّـفْـسِـيّـة والاجتماعية والسياسية.

– الحِـوار الناجح قَــد يُـغَـيّــر حياة الإنسان (دينياً ، أو ثقافياً، أو اجتماعياً، أو اقتصادياً…)!

– والحوار فضيلة لها آدابها التي من أبرزها: (حُــســن الخُــلــق، والــصِــدق والرحمة، وسلامة الصدر؛ فهي صفات لابد أن تُـلازم طَـرَفَـي الحِــوار؛ فلاتَـشَـفٍّ ولا عُــنف ولاتجريح.

ومن آداب الحوار: الــتّــواضع والاحترام، وإحسان الـظّــن بالآخرين، والـعَــدل معهم؛ ونَـقْـد الأفكار لا الـذوات، فهي مما يُـسَـاهِـم في قَـتل التعصب، وأُحَـادِيّـة الرأي؛ وبالتالي نجاح الحِـوار، وقبول أحدهما بالـحَــقّ والأخذ به).

– ولأن الحِــوار ثقافة مهمة لها دورها في بناء المجتمعات الصّـحية والصالحة والمتعايشة والمتصالحة مع الذات؛ فهل غرسنا مفهومها وآدابها في مجتمعنا؟!

أما المناهج الدراسية فتبدو غائبة عن المشهد إلا من بعض الإشارات، بينما الحق أن تكون في مقررات مستقلة، وأما اُسَـريّـاً وإعلامياً (فرغم بعض الاجتهادات) إلا أن لغة التعصب، وإقصاء الآخَــر حاضرة ثقافياً وفكرياً وحتى رياضياً!

-أخيراً (مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني) محاولة جادة لنشر ثقافة الحوار المجتمعي، وقد قَــدم العديد من الجهود والبرامج والمبادرات؛ ولكن تجربته بالتنسيق مع وزارات التعليم والشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام وهيئة الشباب تحتاج للتقييم والتطوير؛ لتكون أكثر فاعلية!
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك