إشكالات الحوار على شبكة تويتر

فايز الشهري

 

الحوار في صورته المثلى هو فرصة لتبادل الأفكار والآراء بين المتحاورين حول قضيّة أو موضوع بلغة التقدير والاحترام بعيدا عن الخصومة والتعصّب. وهدف الحوار لا ينبغي أن يكون “الإفحام” والإحراج، بل السعي للوصول إلى نقاط التقاء. ولكن ما حال الحوار الإلكتروني عبر شبكة “تويتر” وإلى أين يسير بنا؟ وهل ما يجري من استعراضات “قصف الجبهات” بطولة؟ وهل تصيّد عيوب الناس والشتائم والتحريض أخلاق ودين؟

منصّات الحوار الإلكتروني قدّمت “فرصة” حضارية تاريخية استثنائية لنا “لنتعارف” ونتحاور حتى نعيش بسلام، ولكن هل أحسنا استثمارها؟ على المستوى الشخصي كنت قد أعلنت مغادرة “تويتر” وبيّنت الأسباب في مقالة شهيرة بعنوان “احذف تويتر وعش حياتك”. وبعد ثلاث سنوات نجح بعض طلابي في استدراجي إلى عالم “تويتر” مرة أخرى بحيلة ذكيّة؛ وهي أنهم سيديرون الحساب بأنفسهم وسيخصّصونه لنشر مقالاتي وبعض النشاطات العلميّة ثم توسّع الأمر.

ولعل أبرز مشكلات الحوار عبر “تويتر” وضوح تصاعد حالات التشاحن والتصنيف ثم “التحشيد” و”التحريض”. كثيرون يتدافعون “غيرة وحماسا” لقضيّة غير مدركين أن “الفوز” في ساحة “توتير” حليف من يتقن “لعبة” تكثير عدد المتابعين ويجيد “خدعة” تصعيد “الهاشتقات”، وقد اختبرت (وما زلت أختبر) كل هذه الممارسات لوضعها في نموذج (Model) للبحث العلمي في قادم الأيام.

ولمن سألني كيف لا أرد “بقسوة” على بعض من يتجاوزون لغة الحوار أقول له: فرّق في ردودك على مخالفيك في “تويتر” بين ثلاث حالات، الأولى: أن يكون مخالفك قد بنى رأيه على معلومات غير صحيحة أو مشوّهة، وهنا عليك أن تسعى للتصويب دون تسفيه أو تشهير.. الثانية: حين يهاجمك أحدهم بهدف فرض أو رفض فكرة أو سلوك متجاوزا ضوابط دينك وقيم مجتمعك فالواجب هنا “المجادلة” “بالتي هي أحسن”، وإن آذاك وشتمك مناصروه فلا تنفعل، تستغرب أحيانا حين ترى عاقلا سحبه الانفعال إلى الشتائم وهو الذي وضع في “تعريفه لنفسه” أجمل عبارات مكارم الأخلاق.. الحالة الثالثة: تأتي مع مخالف لا يريد سماعك ولا يرغب في إقناعك؛ بل يتعمّد ذمّك وتحقير آرائك واستهداف “شخصك”.. أمام هذه الحالة لا مناص من أن “تحتسب” وتصبر وترد بالحسنى موقنا أن الانضمام إلى “تويتر” لا يتطلب فحصا عقليّا أو تأهيلا علميّا، وقد يكون بين هؤلاء المتربّصين بك من يحمل ثارات السنين القديمة أو غيرة الأقران الأليمة.. والله المستعان.

  • قال ومضى:

وظيفة القلب (ضخ الحب والعطاء) (فلا تملأه بالكراهية) فتعطّله عن (أروع وظائفه).

المصدر: http://hewarpost.com/?p=2975

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك