داريوش شايغان – الرجل الذي في الوسط
داريوش شايغان – الرجل الذي في الوسط
مقابلةٌ مع داريوش شايغان
لا توجد إلا حضارةٌ واحدةٌ: تلك هي الحضارة الحديثة، شئنا أم أبينا. إنها عالميةٌ وتُحيط بنا مِن كل جانب. وليس هناك مِن هوياتٍ خالصةٍ – جميعنا لديه هوياتٌ مُتعددة، يقول الفيلسوف الفرنسي الإيراني داريوش شايغان، صاحب مفهوم “حوار الحضارات”.
بيرنيل برامينغ
علينا جميعاً أن نتكلم بعشرين لسان. إنه العبء المُلقى على عاتق الفرد مِنّا في العصر الحديث، ويمكن للأمر أن يكون ميزةً كبيرةً وكذلك نقيصةً كبيرةً في الوقت نفسه. إنه رأي داريوش شايغان، الفيلسوف الإيراني ذي الخمسة وسبعين عاماً الذي حاز مؤخراً على جائزة الحوار العالمي الدنماركية التي تبلغ قيمتها 84,000 دولار والتي تبرعّت بها مؤسسة بول ديو جينسين (غروندفوس)، في حفلٍ أقيم بالمناسبة في جامعة آرهوس. أن نتكلم جميعنا لغاتٍ مختلفةٍ هو الاستنتاج الشرطي الذي خلُصت إليه أفكاره عن الحضارات والحوار طوال حياةٍ طويلةٍ قضاها في خدمة الفلسفة المقارنة. وقبل أن نُلقي نظرةً عن كثب على ما يعنيه داريوش شايغان بهذا، دعونا نعرف إجابته على السؤال فيما إذا كان الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، يستحق أيضاً أن يحصل على الجائزة، وكما كانت لجنة الجائزة قد قررت في الأصل:
“كنت سأشعر بالسعادة لو أنه حصل على الجائزة، وإني آسفٌ أنه لم يكن بإمكانه أن يفعل ذلك. في عام 1977 بدأت العمل على مشروعٍ لإستئناف الحوار بين الحضارات، ويمكنني القول بأنه حاول المُضي في هذا، لكنه لم ينجح. وخيار لجنة منح الجائزة كان خياراً صائباً، لكنّ محمد خاتمي يمُر في وضعٍ صعبٍ جداً في الوقت الحالي. إنه يعيش وضعاً مُضطرباً وعليه أن يختار المعارك التي يخوضها – لا يمكنه أن يخوضها جميعاً. وقد كتبوا في الصحيفة الناطقة باسم النظام، كايهان، بأنه إذا ما حصل على هذه الجائزة، وأنه إذا ما شاطرها أحد الرجال من جماعة الشاه – أنا – فذلك دليلٌ على أنه هو ومعه الحركة الخضراء أيضاً، والتي هو أحد زعمائها، يتلقيان الدعم من الغرب وأنهما ليس لهما أهدافٌ شرعيةٌ”.
داريوش شايغان لا يتفق مع النقد الذي تقدّم به بعض المفكرين الدنماركيين الذين قالوا بأن محمد خاتمي يتبنّى حواراً بين المُتديّنين من الناس ويستبعد مِن يُريد أن يشارك فيه مِن غير المُتديّنين: “إنه يُحبّذ حواراً حقيقياً بين الحضارات. إنه مُنفتحٌ وصادقٌ ومُتديّنٌ في الوقت نفسه. إنني أفهم الكيفية التي يمكن للناس أن يُكوّنوا بها هذا الإنطباع. طبعاً كان محمد خاتمي يشغل منصب الرئيس وكان يُمثل النظام الإيراني، لكنّه مُنشقٌ بالدرجة الأساس. وفكرته عن الحوار بين الحضارات كانت فكرةً جيدةً، لكنّه كان بحاجةٍ لبرنامجٍ مدروسِ لتنفيذ أفكاره”.
“غورباتشوف كان يريد الإصلاح، لكنّ الإتحاد السوفييتي لم يكن بالإمكان إصلاحه، وإنهار لوحده؛ وخاتمي أراد الإصلاح، لكنّ جداراً كان قائماً أمامه فكان يضرب رأسه به. ولم ينجح في إيجاد الحرية الضرورية للمجتمع المدني خلال فترة توليه المنصب”. ولكن، خلال الأشهر الثمانية الماضية، حدثت تطوراتٌ سريعةٌ في إيران، وداريوش شايغان مُتفائلٌ
تماماً:”أعتقد بأن الأمر سينجح – سيستغرق الأمر وقتاً، لكنّ النجاح آت. لقد كانت فرصةً رائعةً بحق عندما خرج ثلاثة ملايين شخص الى الشوارع في طهران في حزيران العام الماضي. تلك كانت أهمُّ تجربةٍ في حياتي”.
وأضاءت عيناه مستبشراً. شعرُه الطويل ولحيته الكثّة بيضاء كالثلج، وقُبّعته على المنضدة. والمقابلة هذه أُجريت معه باللغة الفرنسية التي يُتقنها بطلاقة. فبعد الثورة مباشرةً إنتقل الى باريس، حيث عاش هناك إثنا عشر عاماً وحيث ما زال يملك شُقةً هناك. وقد كتب ونشر العديد من أعماله المهمة باللغة الفرنسية، وهو السبب الذي يجلعهم يصفونه في غالب الأحيان بأنه فيلسوفٌ فرنسيٌ إيراني. وفي عُجالةٍ منه للعودة الى طهران، تجنّب زيارة كوبنهاغن:
“إن إيران تمُرّ بعملية تحوّلٍ عولميٍ واسع. فالإيرانيون قد وصلوا الى إدراكٍ وجوديٍ بأنه من الضروري أن نفصل الدين عن الدولة، وبهذه الطريقة يتم تمهيد الطريق نحو الديمقراطية. فالعملية الديمقراطية في البلدان الإسلامية تعتمد على قدرتها على التعامل مع التعدّدية الإثنية والدينية والسياسية؛ وهي لا تعني بأن الناس يجب أن لا يكونوا مسلمين أو مُتديّنين، وهي لا تتعارض مع إقامة دولةٍ علمانيةٍ، بل هي تتعلّق بإخلاء الإسلام وإفراغه عن ميدان الحياة العامة. فمُفكّرون بارزون مثل عبد الكريم سوروش ومحسن قاديفار، الذين لعب كلاهما أدواراً مهمةً في الحركة الخضراء، يقولون الشيء نفسه، وهُم مسلمون يمارسون شعائرهم الدينية”، يقول فيلسوفنا، مُضيفاً بأنه هو الآخر يعتقد بأن إيران ستنجح في ذلك.
والسبب الذي سيجعل هذه العملية تستغرق وقتاً يُوضّحه داريوش شيغان بطريقةٍ هي غايةٍ في البيان والوضوح في كتابه الذي نُشر في عام 1989 “شيزوفرينيا ثقافية – المجتمعات الإسلامية تُصارِع الحداثة”. ففي هذا الكتاب، يُحلل الفيلسوف الكيفية التي هزّت الحداثة بها البشرية حتى صُلبها. ففي إحدى الفقرات من هذا الكتاب، يضع نفسه مكان الفرد الإعتيادي ويكشف التعارض العميق الوجودي الذي يشعر به المسلمون المُلتزمون على وجه الخصوص وهم يواجهون نموذج الحداثة:
أُحب الأفكار المُكتملة الواضحة التي تُخربني بوضوح مِن أين أتيت، وإلى أين أنا ذاهب، ولماذا أنا سيد مخلوقات الله، وكيف أموت – إن كان صحيحاً أنّ روحي يمكن أن تختفي حقاً – وكيف أُبعَث حياً بعد ذلك عندما أصبح ملاكاً بين السعداء.
ومِن هنا تأتي الشيزوفرينيا، لأن الحكمة هذه التي نسعى وراءها تتحدّاها في الوقت نفسه حقيقةٌ يقينيةٌ أخرى: أنّ ملياراتٍ مِن الناس لديهم قناعاتٌ أخرى، وكل شيءٍ يعود للمرء نفسه.
“اليوم ليس لدينا إلا عالمٌ واحدٌ وتاريخٌ واحد. عندما خرج ماركو بولو في رحلاته البحرية الاستكشافية، ذهب الى عوالم مختلفة: فإيران كان لها عالمها الخاص، والهند لها عالمها الخاص، وهكذا. أما اليوم فلا يمكننا في أبعد الأحوال إلا أن نتكلم عن أفلاكٍ مختلفةٍ من الوعي والإدراك؛ عن أن تكون صينياً أو يابانياً. والهند دولةٌ روحانيةٌ، وبلدٌ لو وجوده، وهي طريقته ليكون في هذا العالم، لكنّ هذه الطريقة للتواجد في العالم غير مرتبطةٍ بسياقاتٍ محيطيةٍ مُتفرّدة. ونحن نرى الشيء نفسه في كل مكان – نفس الطرق ونفس المدن ونفس المطارات.
لا توجد إلا حضارةٌ واحدةٌ وهي الحضارة الحديثة، شئنا أم أبينا. إنها عالمية، وهي تحيط بنا مِن كل جانب. وليس باستطاعتنا أن نرفضها، ولا يمكننا أن نبني سوراً صينياً أو نعزل أنفسنا عنها. نتيجةً لذلك، لا نرى مِن هوياتٍ خالصةٍ اليوم – وجميعنا لديه هوياتٌ مُتعدّدة؛ وأنا الآن أتحدث بهويتي الغربية”، يقول داريوش شايغان بابتسامةٍ معها نظرةٌ ترسم الرِّضا على وجهه.
إنه يصف نفسه بالتحديد كـ”رجلٍ في الوسط”، وهو نفسه يُجسّد الحداثة، إن كان هناك مَن يُجسّدها. فهو لم يكتفِ فقط بقراءة الأدب من جميع أنحاء العالم وسافر الى كل مكان – وهو ما ظهر من خلال الحكايات العديدة التي تخلّلت المقابلة – بل إن طفولته كانت هي أيضاً “في الوسط”: فأُمه كانت مسلمةً سُنيةً جورجيةً تنحدر من عائلةٍ كانت قد فرّت هرباً بعد الثورة الروسية. أما أباه فكان مسلمٌ شيعيٌ ينحدر من الأقلية الأذرية في إيران. ففي بيت طفولته، كان الساكنون يتحدثون باللغات الروسية والفارسية والتركية؛ وكان مُدرّسه للموسيقى أرمنيٌ إيرانيٌ، وطبيب العائلة زاراداشتي، والسائق مسيحيٌ آشوريٌ. وهكذا فإن كُل مكونات الفسيفساء الإيرانية الإثنية والدينية كانت مُتمثّلةً في حياته اليومية. وعندما كان طفلاً، دخل شيغان مدرسةً تبشيريةً فرنسيةً، وهو يصف بيت طفولته الثري بأنه “مأدُبةٌ طويلةٌ”، جمع ضيوفاً مِن بينهم إيرانيون مُتعلّمون إختلطوا بمهاجرين قوقازيين وروس.
“أردنا أن ننسى التقاليد ونُصبح أُناساً عصريين”، قال شايغان.
بعد إنهائه دراسته الإعدادية في عام 1954، أُرسِل شايغان الى سويسرا ليدرس الطب. لكنّه كان مُهتماً بالأدب والفلسفة واختار ما يجمع بين الإثنين: العلوم السياسية. فبعد اجتيازه امتحاناته، ذهب الى كولين، حيث تلقّى محاضراتٍ ألقاها الفيلسوف الألماني مارتن هايديغير. وأصبح بعدها طالباً عند مؤسس علم النفس النمائي الفرنسي الشهير جان بياجيت.
عودةً الى إيران في عام 1960، قرر أن يُصبح مُتخصّصاً باللغة والثقافة الهندية وبدأ يدرس السانسكريتية. وبعد عامين ونصف، بدأ يُدرّس السانسكريتية والأسطورة الهندية في جامعة طهران. وفي الأعوام اللاحقة وصولاً الى عام 1976، عندما أسس المركز الإيراني لدراسة الحضارات بعد قرارٍ ملكيٍ أصدرته فرح ديبا، ركّز عمله على الفلسفة المقارنة.
وبإشرافٍ من مؤرخ الأديان الفرنسي الشهير هنري كوربين، كتب المخطوطة التي أصبحت فيما بعد أطروحته لنيل الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس: دراسةٌ مقارنةٌ للهندوسية والصوفية. وقبل هذا، فقد واجه رغباته الذاتية، التي زرعتها عائلته فيه، بأن ينسلخ عن جميع التقاليد. أصبح مسلماً ممارساً للعبادات، وإنضمّ لجماعةٍ صوفيةٍ، وتعلّم العربية، ومارس التقشّف – فترةٌ مِن حياته دامت سبع أعوام، إنصرف بعدها الى دراسة الظواهر والفكر النقدي والتفكيكية.
وفي المؤتمر الذي حظي بثناءٍ كبيرٍ والذي عُقِد في مركز دراسة الحضارات في عام 1977، أدخل مفهوم “الحوار بين الحضارات”:
“أردنا أن نستأنف التبادل بين الحضارات الآسيوية. فمِن الناحية التاريخية، كان التواصل النشط موجوداً بين الحضارات الصينية واليابانية والهندية والإيرانية، لكنّه قوطِع بفعل الإستعمار”، يوضح شايغان.
وهذا هو السبب الذي جعل فكرة المؤتمر الرئيسية تُصاغ في صورة سؤال: “هل يفسح تأثير الفكر الغربي المجال أمام احتمالية قيام حوارٍ حقيقيٍ بين الحضارات؟”.
وفي كلمته الإفتتاحية في المؤتمر الذي عُقد في طهران في عام 1977، كان لدى داريوش شايغان ما يقوله عن هذا الحوار: “ما نعنيه بكلمة ’حوار‘ هو التواصل والإنسجام؛ وما نعنيه بـ’الإنسجام‘ هو القبول، فبقبول الآخر فقط يمكننا أن نصدق مع أنفسنا”. وقد شارك أكاديميون بارزون من أنحاء العام في هذا المؤتمر، وكان لدى جميعهم أجوبةً مختلفةً على مسألة إحتمالية الحوار.
“إجابتي كانت أننا جميعاً نُشارك بعضنا القدر التاريخي نفسه فيما يتعلق بالحداثة. وعلينا جميعاً أن نقبل بزمان الحداثة. في القرن التاسع عشر، سمّاها الروس “المسألة البغضية” – هل روسيا غربيةٌ أم شرقيةٌ؟ واليوم نملك جميعنا هوياتٍ متعددةٍ علينا أن نتعامل معها، والتحدي هو أن نجمع ونوافِق فيما بينها. يمكن أن يكون في ذلك إيجابيةٌ لنا إن كُنّا واعين للأمر، ويمكن أن يكون سلبيةً علينا إن كُنّا عاجزين مشلولين، كما هو الحال مع جميع المُتطرّفين على وجه الخصوص، أولئك الذين يرفضون أن يجمعوا بين هوياتٍ مُتعددة”.
كان المُتطرفون، الذين تمثّلوا في صورة نظام آية الله الخميني، هم أيضاً مَن قرروا أن يُغلقوا مركز دراسة الحضارات في عام 1979 لأنهم اعتبروه مِن “الكماليات التي لا فائدة منها”.
عدم إعترافنا بهوياتنا المُتعددة يعني ضمنياً عدم قدرتنا على التكيف مع تحدّي الحداثة أيضاً، بأن “نتكلم بعشرين لسان”، وهو التعبير الذي يستخدمه داريوش شايغان واستعاره من فيلسوف عصر التنوير الفرنسي دينيس ديديرو. “يمكن قراءة رواية ’Jacques le fataliste‘ كروايةٍ ما بعد حداثوية. فقد كان ديديرو مُتقدّماً على زمانه، ولم يكن تفكيره سائراً على خطٍ واحد – فقد كتب بدِقّة بعشرين لسان”.
ولهذا السبب اختار شايغان أن يُنهي أحدث أعماله بفصلٍ عن ديديرو وعن الإلهام الذي يمكن أن يمنحه هذا الرجل للإنسان العصري. والعمل هذا يحمل عنوان “La lumiere vient de l’Occident” (النور يأتي من الغرب). ويتناول أحد الفصول الأخيرة في الكتاب هذا البوذية:
“في قرارة نفسي، أنا بوذي. فالبوذية هي الطريق الوحيد الى الخلاص الذي لا يمُرّ عن طريق الله. إنها طريقٌ عقلانيٌ الى أبعد الحدود وهي طريقٌ ينسجم مع وضع الإنسان العصري، وهذا هو السبب أيضاً الذي جعلها تنجح جداً في أنحاء العالم. فالبوذية لا تتحدث عن إبراهيم أو محمد، فالناس أحرارٌ في أن يعيشوا حياتهم الخاصة، ومفهوم الخطيئة غير موجود، والناس يمكنهم أن يكونوا واعين أو غير واعين”. وبخصوص أفكار شايغان حول الحوار بين الحضارات، فإن ما يعنيه هذا كُله هو أنه يرى تنوّعاً كاملاً لمستوياتٍ مختلفةٍ يمكن الدخول من خلالها في الحوار:
“الحوار بين الحضارات في عالم اليوم يعني أن كُل فردٍ مُنشغلٌ في حوارٍ مع نفسه عن تجربة الإنسانية منذ الأزل. وقد سألت مرةً، قبل وقتٍ بعيد، فيلسوفاً إيرانياً مشهوراً لِمَ لَم يكتب تاريخ الفلسفة الإسلامية. فأجابه بأنه لم يستطع والسبب هو: ’إنني أنا هي تلك الفلسفة‘؛ إنني لا أملك المسافة الضرورية لأقوم بذلك‘. لكنّ مؤرخ الأديان الفرنسي هنري كوربن كان يملك المسافة الضرورية ليكون قادراً على كتابة ذلك التاريخ. واليوم، نحن مُجبرون على أن نكون قادرين على إيجاد هذه المسافة لأنفسنا ولما نملكه. عليك أن تكون قادراً على أن تضع نفسك في مكاني والعكس بالعكس، في إدراكٍ كاملٍ مِنّا بأننا متشابهان ومختلفان عن بعضنا البعض في الوقت نفسه”.
لقد أدرك داريوش شايغان خلال نُزهة سيرٍ على ساحل فينيسيا في لوس أنجلوس ما تعنيه “تزامنية” ما بعد الحداثة بحق:
“هنا يكمن التاريخ الكامل للإنسانية، في تعايشٍ جنباً الى جنب: طقوس السّحرة الهنود، واليوغا الكلاسيكية، والتداوي بالإبر الصينية، ولعبة التاروت، وجميع أنواع الرسائل اليابانية التقليدية، وعلم الفلك، وأجهزة الحاسوب التي تمنح الوصول الى الواقع الإفتراضي، وموسيقى الروك ورقص الشباب. كل شيءٍ موجودٌ في الوقت نفسه”.
خاصةً منذ أن هبط الإنسان على سطح القمر ورأى الأرض من هناك – كوكبٌ صغيرٌ ضئيلٌ يسبح في الكون الشاسع اللامتناهي – تَوَلّد لدى الإنسان نوعٌ من الوعي الكوكبي بكل شيءٍ ينتمي للسنوات العشرة آلاف من مسيرة التاريخ. ونحن نسعى لحماية الموارد الطبيعية والإرث الثقافي للعالم لأننا لا نملك إلا هذا الكوكب الوحيد الصغير، وكل ذلك هو جزءٌ مِنّا. هذه هي الكيفية التي أنظر فيها للعالم”.
ترجمة: عمار ياسر
نقلا عن “الصباح الجديد”
المصدر: http://www.hekmah.org/portal/%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B4-%D8%B4...