خير يوم لخير أمة
كلمة الرياض
يقف حجاج بيت الله الحرام اليوم على صعيد عرفات الطاهر ملبين داعين مهللين مكبرين مستغفرين في يوم من أعظم أيام الله عز وجل، يوم تُغفر فيه الذنوب وتستجاب الدعوات ويعتق فيه رب العزة والجلال عباده من النار مُشهداً ملائكته الكرام ، متباهياً بعباده، يوم عظيم لمن حج ولمن من يحج، يوم يتساوى فيه عباد الله الذين جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله في أيام معلومات.
الحج مناسبة عظيمة يتوحد فيها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، يأتون فرادى وجماعات راجين القبول وغفران الذنوب من المولى عز وجل، لا تفرقهم أهواء ولا سياسات، يسيرون في ذات الاتجاه لأداء ذات النسك في وقت واحد ومكان واحد، لا يشغلهم عن ذكر الله سبحانه وتعالى شاغل، كل الإمكانات سخرت من أجل خدمتهم وتيسير حجهم رغم اختلاف أجناسهم وتباين ألسنتهم وعاداتهم وتقاليدهم وقدومهم من مئة وأربع وستين دولة.
الحج في الزمن القديم كان مشقة، والوصول إلى الأراضي المقدسة كان رحلة لا تخلو من المغامرة والمصاعب الجمة، كان من يسافر ليؤدي فريضة الحج يتم توديعه وداع مفارق قد لا يعود، كانت الطرق البرية والبحرية تتعرض لكوارث طبيعية قد لا ينجو منها الحجاج، هذا عدا عن قطاع الطرق الذين دأبوا على نهب قوافل الحجاج دون رادع يردعهم.
اليوم الحج أصبح رحلة أكثر سهولة عما كانت عليه في أزمنة سابقة، أصبح رحلة إيمانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكل حاج يعرف كافة المعلومات التي تتعلق بحجه وفق أنظمة ومواعيد مجدولة تجعله يتفرغ لعبادته دون أن يحمل هماً من يوم وصوله إلى يوم مغادرته عائداً إلى بلاده، لا يوجد ما يعكر صفو حجه فالكل في خدمته والكل يبحث عن راحته وأمنه وسلامته.
الوقوف بعرفة يوم عظيم تتجلى فيه الروح الإيمانية الحقة يجب أن يستغل في أداء الشعيرة العظيمة والبعد عن الأمور الدنيوية، يوم تتوحد فيه قلوب أمتنا الإسلامية خير أمة أُخرجت للناس كما أراد لها ربنا عز وجل أن تكون.