المثقف والمعلومات
ناهد باشطح
( ( بالاشتغال بالحدادة يصبح المرء حداداً)) حكمة لاتينية
هناك نقطة خطيرة يمارسها المثقف بوعي منه أو دون وعي في التعامل مع الطائفية، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك ومجموعات الواتس اب وهي المشاركة في تشكيل الرأي العام دون إدراك لقيمة مشاركته.
هذه النقطة تتحقق في تداوله لمعلومات عبر شبكات التواصل دون التثبت من صحتها، ويغفل أنه كمثقف يعتبر مصدر معلوماتي يمكن أن يبني عليه الجمهور رأيه في الأحداث.
وهو ليس اتهاماً لزملائي؛ فلطالما وجدت نفسي متورطة في هذا الدور في نقل معلومات أحسبها صحيحة.
إذا كنا ننتقد عامة الناس في تداولها للمعلومات دون تحقق، فالأولى أن ننتقد دورنا كإعلاميين؛ صحافيين أو كتّاب في الاهتمام بمصداقية المصدر المعلوماتي وفي إدراك خطورة كوننا مصدراً أمام الجمهور.
قادة الرأي أو الصفوة او النخبة في أي مجتمع انساني يمثلون أحد المتغيرات الحاسمة في التأثير الشخصي، على معلومات وآراء ومواقف وسلوك الآخرين في نفس المجتمع.
لذلك، فإن على المثقف دورا في التمثل بالمصداقية قبل أن يطالب المجتمع بها؛ فهو يشكل أحد أهم عوامل تشكيل الرأي العام في المجتمع.
قد تبدو العملية صعبة في زمن ثورة المعلومات من جهة ومن جهة أخرى التعامل مع أنا المثقف وترويضها عن التمركز حول ذاته، لكن هذا هو المحك الحقيقي لدور المثقف، والذي يبرز في وجود أي ظاهرة تطفو على سطح المجتمع ولها تاريخ طويل من النشوء كالطائفية.
لذلك، فإن على المثقفين في هذا الوطن أياً كان مذهبهم الديني دورا خطيرا في إحداث التوازن في نقل المعلومات التي يمكن أن تشكل الرأي العام تدريجيا في ظل غياب دور المؤسسات الإعلامية لوضع استراتيجية بناءة لتشكيل الرأي العام.