بعيون الألمان

أحمد الهلال

 

هناك من يؤرخ للعلاقة بين العرب والألمان في القرن الثاني عشر الميلادي زمن الدولة العباسية في عهد الخليفة هارون الرشيد، حينما نشأت علاقة بينه وبين الإمبراطور الألماني شارلمان، وهنا كان اللقاء الأول بين الحضارة العربية والحضارة الألمانية - إن جاز القول، خصوصاً أن الحضارة العربية الإسلامية كانت في تلك الحقبة تعيش أزهى عصورها.

 

أما الانطلاقة الحقيقية لدارسة الحضارة العربية الإسلامية فقد كانت مع المستشرق يوهان جاكوب رايسكه الذي يعد مؤسس الدراسات العربية في ألمانيا، حيث قدم بحوثاً عديدة عن اللغة العربية، وكان بحق منصفاً للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ودفع ثمناً لهذا الإنصاف من قبل رجال اللاهوت الذين نعتوه بالزندقة.

 

والمتابع للاستشراق الألماني يجد اللغة العربية وآدابها تحظى لديهم بعناية خاصة، ويجد ثراء وتجربة ملفتة للنظر. فعلى سبيل المثال المستشرق الألماني المعاصر مانويل برنارد فيشر قدم دراسات عديدة في الشعر العربي الحديث لشعراء أمثال بدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور وعبد الوهاب البياتي وغيرهم.

 

ومما أعطى الاستشراق الألماني مصداقية أكبر قياساً بالمستشرقين الغرب؛ أنه لم يكن ذا مأرب سياسي أو ديني، أو حاقد؛ وإنما كان المستشرق الألماني يبحث عن الحقيقة ويقر بها متى وجدها.

 

المصدر: http://www.arabicmagazine.com/Arabic/ArticleDetails.aspx?Id=4151

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك