حتمية التغيير و الفلسفة القرآنية!

د.عامر السبايلة

التغيير هو سنة الكون, و مهما طالت الحقب  الزمنية في حياة الامبراطوريات و الدول لابد أن تصل كل منها الى نهايتها. فكم من شعوب عمرت الأرض و علت, اختفت و اندثرت في قصص أقرب ما يكون سقوطها فيه الى المعجزات, و ان بدأت الذاكرة باستحضار الأمثلة من أنباط و اغريق و رومان الخ فلن ننتهي. فكل شيء على هذه الأرض محكوم من قبل المنطق, و الذي استطيع أن اسميه المنطق الدنيوي العقلاني و الذي يرتبط بمحكومية العقل الانساني من شروط و و خطوات عقلانية يقبلها العقل البشري.

يقول الله سبحانه و تعالى: {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ}"غافر:21 "

اذاً ان التأمل في عظمة الحضارات السابقة و ما تركت من انجاز يصعب من مهمة العقل على استيعاب كيفية سقوط و اندثار هذه النماذج العظمية.

اذاً ما هي منطقية العقل التي تضمن تنفيذ الارادة الالهية؟

العقل البشري محكوم بضوابط و محددات, و قدرة استيعاب محدودة, فالمعطيات التي يتعامل معها العقل محدودة و لا يمكن ان يقبل تغييرات ميتافيزيقة او خارجة عن ارادة الطبيعة, فلكل سبب مسبب يجب على العقل استيعابه ضمن ما يسمى دائرة المنطق العقلاني.

و للمقاربة لابد من استعادة بعض الأمثلة التاريخية, و سنتطرق في هذه الورقة لثلاثة امثلة قد يساعد تحليلها على فهم رمزية التغير و طريقته في الحالة البشرية.

لنبدأ بقصة فرعون موسى  والنبؤة التي حصل عليها الفرعون.

يوصف الفرعون في القرآن بأوصاف عديدة, و لعل الوصف القرآني لما كان عليه الفرعون يشير الى العظمة و القوة التي كان يحظى بهما هذا الفرعون, اذ كان يعتبر نفسه الهاً على الأرض, يقول الله عز وجل قاصاُ قول الفرعون:

{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}"الزخرف: 51"

اذاً الوصول الى مرحلة من الكبر و العلو في الأرض يجعل من الصعب على العقل الاقتناع بان هذا النموذج العظيم ممكن أن ينتهي و يزول. قصر النظر الانساني هذا هو أمر طبيعي حيث ان الانسان في غالب الاحيان يحكم على الصيرورة الزمنية و يفتقر الى رؤية بعيدة المدى.

 

ـ نبوءة الفرعون

سمع فرعون بعض المصريين القدماء يتحدثون عن نبوءة تقول إن واحدا من أبناء إسرائيل سيسقط فرعون مصر عن عرشه. فما كان الا أن أصدر أمراً بأن يقتل أي وليد ذكر من بني اسرائيل. وبدأ تطبيق النظام لكن  مستشارو الفرعون أبدوا قلقهم حيث قالوا ان الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم، والصغار يذبحون، وهذا سينتهي إلى فناء بني إسرائيل، فستضعف مصر لقلة الأيدي العاملة بها. والأفضل أن تنظم العملية بأن يذبحون الذكور في عام ويتركونهم في العام الذي يليه. جاءت ولادة موسى عليه السلام في العام الذ يقتل فيه الصبيان, و حتى يحق الله الحق ضمن اطار المنطق العقلي, كان خيار الابقاء على موسى بيد الفرعون نفسه, فهو من فكر و تأمل و من ثم قرر بان يبقي عليه و يتخذه له نفسه. و تمضي الارادة الالهية في اطارها الدنيوي المقبول للعقل, فالتفكر في مواجهة الفرعون الأقوى على الأرض و تكفينا قراءة الآية الكريمة التالية لندرك ماذا تعني هذه المواجهة مع الفرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي  فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي   أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِين}. "القصص38"

 في هذه الحالة من الصعب على العقل البشري أن يؤمن بقدرة اي انسان و لو كان نبي الله موسى أن يواجه هذا الشخص الذي يعتبر نفسه الاله على الأرض. لايمكن لاي شخص تسكن هيبة الفرعون في نفسه ان يواجه الفرعون, الشخص الوحيد القادر على مواجهة الفرعون هو شخص استطاع تكسير هذه الهيبة و لم تعد ذات وقع في نفسه, و لن يستطيع أحد أن يقضي على هذه الهيبة و سطوتها الا ان تربى في كنف الفرعون و قام الفرعون نفسه بتربيته  هذا ما كان في حالة موسى الذي واجه الفرعون و هزمه. هذه هي عظمة الحكمة الالهية و التي تأخذ بعين الاعتبار استيعاب المنطق الجدلي للعقل الانساني.

فالقرآن الكريم و في عدة مواضع أيضا  تحدث عن تثبت قصور الذهن البشري على رؤية التغيير القادم و عدم قدرة العقل الانساني على استيعاب امكانية حصول التحولات, تقول الآية الكريمة في سورة  الكهف:

 {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} "سورة الكهف آية 35-36"

و تشكل حادثة لقاء نبي الله موسى بالخضر عليه السلام في نفس السورة الاثبات القطعي بعدم قدرة العقل البشري حتى في صورته الأعمق على استيعاب الغايات المرادة و الأهداف العميقة التي تتجاوز الفعل اللحظي الظاهر, لذلك كان القتل في حقيقته نعمة, و تخريب السفينة انقاذ و اخفاء الكنز عن المحتاج حماية.

ـ يهود بني النضير

المثال الثاني يتمثل في الصورة القرآنية ليهود بني النضير المتمترسين في حصونهم التي ظنوا انها حاميتهم, الا أن المنطق الجدلي يثبت أن اليهود بعد أن أصابهم الرعب أصابهم الهلع و التخبط فقاموا بتخريب بيوتهم بايديهم حتى لا تبقى للمسلمين من بعدهم, و بغض النظر عن أهداف اليهود من التخريب فقد تحققت صورة هدم الحصون ضمن منطقية عقلانية مقبولة للعقل الانساني, يقول الله سبحانه و تعالى:

 {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار}" سورة الحشر - الآية 2 "

ـ معركة بدر

الصورة الثالثة ترتبط باتباع القرآن جدلية العقل, و بعيداً عن فكر المعجزات و الصور الخارجة عن الطبيعة يظهر المشهد في سورة الأنفال, فعدد المشركين في مواجهة المسلمين كان كبيراً جداً, و من المنطق أن تسكن الرهبة صدور الفئة القليلة من مثل هذه المواجهة, و هذا سيشكل عقبة حقيقية, لهذا و حتى تشحن العزائم بمنطقها الدنيوي و تكون الأمور منطقية لابد لهذه الرهبة أن تسقط فما كان من الله عز وجل الا أن يهيئ لرسوله رؤية المشركين صورة أعداد قليلة، فبشر بذلك أصحابه، فاطمأنت قلوبهم وتثبتت أفئدتهم, لهذا يقول الله سبحانه و تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} "الأنفال 43".

و كانت الارادة الالهية قد هيأت اجواء تهدئة النفوس, فالنوم عامل أساسي لتهدئة النفوس المضطربة,  كما هو معلوم أن النوم حالة القلق الزائد يكون شبه مستحيل, و بالتالي لا يمكن الخلود الى النوم الا بخلق حالة خارجة عن ارادة الانسان, و بالتالي كان سقوط المطر و انتشار السكينة و الهدوء و تهيئة ظروف النوم, يقول الله سبحانه و تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنـزلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ "عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدَامَ}" الأنفال 11".

ـ سقوط الأنظمة و حتمية التغيير

بالرغم من استحالة أن يبقى نظام دنيوي الى الأبد, اذا فلابد له من نهاية, و الوصول الى النهاية يتفق مع الفلسفة القرآنية المتعلقة بمنطقية التغيير و طريقته و مسبباته التي يجب أن يدركها و يستوعبها العقل البشري. فالانسان يصنع نهايته بيده فلابد من تصرفات او قرارات تشكل بداية النهاية أو اعلانها, و للحديث عن هذا فلابد من الاجابة على سؤال يتعلق بصحوة الشعوب على حكامها, فمن الذي يوقظ الشعوب؟

سؤال لا بد من التوقف عنده ليتسنى لنا أن ندرك المصير الذي كان من الممكن أن ينتهي عليه حال كثير من الشعوب المستضعفة لولا اليقظة التي أتت لتضع حداً لسلطة السلاطين. خصوصاً أن معظم أنظمة الحكم القمعية كانت في شكلها أقرب الى مزارع خاصة منها الى بلدان, يكون صاحب المزرعة فيها الامر الناهي, المانح و المانع و مقيم الحد و موزع صكوك الغفران.

و في خضم مثل هذا المشهد يشكل مؤشر النتائج و اتجاهاته و الحال الذي ستنتهي عليه أساليب الحكم هذه العامل الأكثر اثارة للفضول. فمجرد التفكير بأشكال و أساليب الحكم السائدة تجعل المرء يدرك تماماً أن ما كان في انتظار  الشعوب هو كابوس مرعب لم تنقذه منه الا صحوة الشعوب.و التي تسببها أخطاء الحاكم نفسه و سياساته و قراراته.

و لا بد لنا اليوم من العودة الى التاريخ في محاولة لفهم الواقع الحالي و الاجابة على الاسئلة المتعلقة بسيناريوهات نهاية نماذج السلطة المطلقة للحاكم من قاعدة أنه من لا يعلم ماضيه لا يدرك حاضره و لا يبني مستقبلهيشير التاريخ أن الحكم اليوناني كان الأكثر تطبيقاً لقاعدة "الناس سواسية". و في العهد الروماني اعتبرت هذه القاعدة أساساً للحكم أيضاُ مع اجراء بعض التعديلات و التي قالت أن الناس سواسية لكن ذلك لا ينطبق على الفئة الحاكمة. هذه التعديلات سجلت بداية التحول الحقيقي من صورة الجمهوريات الى الممالك, و كانت النتيجة الطبيعية لهذا التحول ظهور أباطرة اشتهروا باغتصاب الحقوق و التقتيل و الاعدام.

هذا التفرد بالسلطة و الذي يشابه في تاريخنا المعاصر معظم أشكال الحكم في الدكتاتوريات العربية. و بلا شك فان النسخة الأكثر مقاربةً و مشابهة لحكامنا كان الامبراطور كاليجولا و الذي وصل فيه الأمر الى تعيين حصانه عضواً في مجلس الشيوخ و ذلك لشدة ولعه فيه, مما اضطر المجلس و أعضاءه أن يتكيفوا لضمان مشاركة الحصان في الجلسات و الحفاظ على مشاعره.

و لعل حكام العرب لم يصلوا الى هذا الحد من التبجح بصورته الحرفية لكنهم و صلوا بلا شك الى مراحل تفوق هذا المشهد في مشابهة المضمون. فاصدقاء الحكام و الأحباب و الأقارب و المطيعيين و مقدمي الولاء و العطاء و التجار و السماسرة و زملاء الدراسة و غيرهم نالوا ما نال حصان كاليجولا.

الدرس المستفاد من اعادة قراءة التاريخ و تاريخ سقوط روما بالذات يهدف الى اثبات أن الأقوال لا بد أن تُقرن بأفعال, فالنوايا الطيبة بالاصلاح لا تكفي لتفادي السقوط, فالناس تسمع الكلام و لكنها تحاكم الأعمال. فالحكام و النوايا يتغيرون بينما تبقى الشعوب.

 الا أن تطبيق الارادة الالهية على الأرض – كما أسلفنا آنفاً-  بحاجة الى منطق دنيوي, فمن طغى و تجبر من أولئك الطغاة  لابد أن ينال حسابه, و لا بد أن يعمى على بصيرته فيخرب بيته بيده و بعدها تكون منطقية النهاية.  يقول الله سبحانه و تعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لاًّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً}،"آل عمران:178" وقوله: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَـٰهُمْ بَغْتَةً}"الانعام:44"

{فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ* أَفَلَمْيَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنتَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} "الحج الآية 45-46"

اذاً فالحاكم الظالم تعمى بصيرته و تكون خياراته هي الطريق الى نهايته, فهم يخطها بيده.

و في قراءة للتراجيدية الشكسبيرية "الملك لير" يشير الكاتب الى مؤامرة تجريد الملك من عرشه باستخدام أدوات تتسم بالدهاء, الا أن الخيار الحقيقي يكون للملك فهو من يقرب و يقصي و يكافأ و يعاقب.

 لهذا فالدهاء في الاستيلاء على العروش كان حاضراً على مر العصور, مؤامرة يسقط فيها معظم الملوك, تبدأ بالتقرب من السلطان و الاستحواذ على عقله بصورة أقرب الى ضرب من ضروب السحر فيقصي الملك كل الشرفاء و يقرب كل الخوان, الى أن يجرد من عرشه و كرسيه فتبدأ مرحلة الندم و التي لا تجدي نفعاً... العبرة كانت واضحة دوماً و في "الملك لير" تسطيع بنتا الملك جنريل و ريجان سحر الأب باسماعه أكاذيب تُطرب الأذان و ينجحوا باقصاء اختهم بالدهاء, كردليا العاشقة المخلصة لأبيها, و بعدها يكون السجن مكان الأب و تفضل كردليا أن تشارك أباها سجنه و يقتل الندم الأب و لكن كالعادة بعد فوات الأوان!! الآن يا ترى كم من حاكم تحيط به جنريل و ريجان يعيشان بيننا اليوم؟ و هل هناك من حكام لازالوا يحافظا على كردليا بجانبهم؟

 

ـ الخلاصة

الكثير من الأنظمة لازالت تصر على مواجهة المتغيرات بنفس الأدوات و نفس الرجال الذين هم في الحقيقة أساس التأزيم. بناء الدولة الحديثة بعيداً عن مركزية الحاكم و صورته هو المخرج الوحيد الذي قد يشكل الخلاص بالنسبة لهذه الأنظمة. والتحدي الحقيقي يكمن في النجاح ببناء مؤسسات قائمة بحد ذاتها داخل المجتمع, بعيدة كل البعد عن الأشخاص و الأفراد, و لا ترتبط أو تنتهي بالشخوص.

اليوم و ضمن المسار المتسارع للأحداث و الفشل في تقديم حلول توازي حجم المرحلة و تلبي طموحات و أحلام الشعوب التي كسرت القناع و أبصرت النور بعد السبات. و قد يحمل قول فريد زكاريا في كتابه"مستقبل الحريةالعلاج الأمثل لمجتمعاتنا فما نحتاجه اليوم مرتبط تماماً بقدرتنا على :"تحويل هذه البيروقراطيات العنيدة الفاقدة للحماسة الى أدوات جماهيرية مفعمة بالروح و هذا لن يكون الا بالحكم العادل."

اذاً الحكم العادل هو الأساس ولا بد من التخلي عن البيروقراطين المستنزفين و الذين لا زالوا يبدعون في فن التأزيم و ابتكار المشاكل, و يزيدوا من صعوبة مشاكلنا. و السؤال المنطقي, اذا كان هؤلاء لا يبدعو الا الأزمات في زمن الرخاء فكيف يمكن لهم أن يتصدروا المشهد في زمن الصعاب؟

المصدر: http://www.hamoudi.org/dialogue-of-intellenct/20/05.htm

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك