دور التربية الأسرية في حماية الأبناء من الإرهاب

د. سـارة صالح عيادة الخمشي

بسم الله الرحمن الرحيم 

الجزء الأول 
الإطار المنهجي للدراسة

أولا مشكلة الدراسة وتساؤلاتها

ظهر الإرهاب في الآونة الأخيرة بالمملكة العربية السعودية ليكون مشكلة اجتماعية لها مسبباتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بصورة لم يسبق لها مثيل في المملكة، ومما زاد من خطورة هذه المشكلة نظرة بعض القائمين بتلك الأعمال الإرهابية على أن أفعالهم بطولية، بالإضافة إلى الآثار السلبية التي تتركها على المجتمع بكل قطاعاته، وتعنى التربية الأسرية برفع درجة وعي الفرد في مختلف الأعمار وفي شتى الظروف والملابسات وتنمية السلوك الإنساني وتغييره وتطويره حتى تتكون لديه المواطنة الصالحة في مجتمعه.

ومن هنا برزت أهمية هذه الدراسة في كونها تركز على دور التربية الأسرية في حماية الأبناء من الإرهاب.

وعلى الرغم من أن المجتمع السعودي من المجتمعات التي تتصف بالأمن والأمان والوحدة الوطنية وخاصة أن له ميزة تميزه عن بقية المجتمعات الأخرى وهو وجود الحرمين الشريفين وتطبيقه للشريعة الإسلامية واتخاذه دستورًا ومنهجًا هي المادة الأولى في النظام الأساسي للحكم، وأن إحدى المميزات لسياسة المجتمع السعودي هو المحايدة السياسية وذلك عكس ما هو موجود في كثير من المجتمعات العربية والأجنبية التي تنحاز في تربيتها لمذاهب سياسية عالمية شرقية أو غربية.

والحيادية في التربية مطلوبة في بلد مثل المملكة، فهي منبع الرسالة الإسلامية وعليها تكرس جميع المواد الإعلامية والتعليمية بقوة لصالح العقيدة الإسلامية ونشرها وتثبيتها في نفوس أفرادها وهذا هو ما يدعونا إليه الإسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة دون مبالغة أو تطرف، فالإسلام هو دين المحبة والرحمة - واستخدام القوة والعنف من قبل بعض الجماعات لإحداث التغيير ليس هناك أي سبب مقنع لها، وهؤلاء الأفراد هم من أبناء هذا المجتمع نشؤوا في ظل ظروف معينة وتربية أسرية كان لها الأثر الكثير في هذه السلوكيات.

وفي المملكة العربية السعودية التي تعترف بالأسرة وتصفها ضمن النظام الأساسي للحكم الذي نصت المادة التاسعة منه على أن (الأسرة هي نواة المجتمع السعودي وتربي أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية وما تقتضيه في الولاء والطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر واحترام النظام وتنفيذه وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد).

ولكن في حقيقة الأمر وفي ظل الظروف الراهنة والأحداث المتوالية وانتشار المفاهيم الخاطئة بين جماعات تتعارض مع الفهم الصحيح للإسلام والجنوح إلى التطرف والمبالغة فكرًا وممارسة وإثارة نفوس الشباب وتعبئتها ضد الدولة وعلماء الدين.

وقد تبين من بعض الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية التي أجريت في المجتمع السعودي وتناولت التغيرات في علاقة الأبناء بالوالدين أن هناك ضعفًا في الأدوار التربوية لبعض الأسر.

وهنا تبرز لنا مشكلة الدراسة الرئيسة في دور التربية الأسرية نحو حماية الأبناء من الإرهاب.

ويتفرع من هذه المشكلة عدة محاور فرعية تستحق المناقشة:

* ما مدى غرس تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة والقيم المعتدلة لحماية الأبناء من الإرهاب.

* ما مدى إشباع الاحتياجات لحماية الأبناء من الإرهاب.

* ما مدى تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو العمل بوصفه قيمة وشغل وقت فراغ الأبناء.

* ما مدى ممارسة أسلوب الديموقراطية وحرية الرأي عند التعامل مع الأبناء لحمايتهم من الإرهاب.

 

ثانيًا مفاهيم الدراسة

تعد المفاهيم العلمية بمثابة الوسيلة الرمزية التي يستعان بها في التعبير عن المعاني والأفكار بغية توضيحها، وتعد تحديدًا مختصرًا لمجموعة من الحقائق التي تساعد على توجيه مسار البحث:

1) تعريف التربية:

هي تعلم مهارات أساسية ولازمة لاستمرار المجتمع وتكون الوراثة دافعًا للتفكير والعمل الخلاق الذي يعد بدوره ضروريًّا للتغير الثقافي، في الوقت الذي يكون فيه تغير الثقافة دافعًا لمزيد من التجديد والتغير ( غيث، 1998م، 152). وتهتم التربية بتعليم أفراد المجتمع من جيل الصغار - وعن طريق التعليم الرسمي وغير الرسمي سواء أكان ذلك عن طريق الأسرة أو المدرسة - كيف يسلكون في المواقف الاجتماعية المختلفة على أساس ما يتوقعه منهم المجتمع الذي ينشؤون فيه.

وتشير أكثر استخدامات هذا المصطلح عمومًا إلى التنشئة والتدريب الفكري والأخلاقي وتطوير القوى العقلية والأخلاقية وبخاصة عن طريق التلقين المنظم سواء في الأسرة أو في منظمات أخرى تتولى عملية التربية طوال اليوم... وتتضمن التعريفات المختلفة للتربية بعض الفروض المتعلقة بمناهج التربية ومضمونها.

وتعنى التربية كذلك بالسلوك الإنساني وتنميته وتطويره وتغيره أي أن هدفها أن تنقل أفراد الأجيال الصغرى المهارات والمعتقدات والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة التي تجعل منهم مواطنين صالحين في مجتمعهم متكيفين مع الجماعة التي يعيشون فيها. بناء عليه فإن التربية هي عملية تعليم وتعلم الأنماط المتوقعة من السلوك الإنساني.

وبناء عليه فالتربية هي نظام اجتماعي يحدد الأثر الفعال للأسرة والمدرسة في تنمية النشء من النواحي الجسمية والعقلية والأخلاقية حتى يمكنه أن يحيا حياة سوية في البيئة التي يعيش فيها، فالتربية أوسع مدى من التعليم الذي يمثل المراحل المختلفة التي يمر بها المتعلم ليرقى بمستواه في المعرفة في دور العلم.

إذن فالتربية هي عملية عامة لتكييف الفرد ليتمشى ويتلاءم مع تيار الحضارة الذي يعيش فيه، وبهذا تصبح التربية عملية خارجية يقوم بها المجتمع لتنشئة الأفراد ليجاروا المستوى الحضاري العام.

أما المقصود بالتربية الأسرية فتعني رفع درجة وعي الفرد من مختلف الأعمار بشتى الظروف والملابسات والنواحي المختلفة المرتبطة بحياة الأسرة من الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والنفسية، بغية تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع.

وإذا كانت دروس التربية الأسرية تشمل التوعية العلمية المبسطة لجميع الأبعاد المختلفة المؤثرة في حياة الأسرة المعاصرة والتي تؤثر بالتالي في تنمية المجتمع خصوصًا وأن الأسرة المعاصرة تعيش في عالم متغير... محاط بموجات متتالية من التغيرات على المستوى المحلي والعالمي... هذه التغيرات والمتغيرات يتأثر بها الفرد في الأسرة مهما كان البعد المكاني عن مركز التغيرات بعد اتساع شبكة الاتصالات وزيادة أدوات الاتصال الثقافي وتنوعها وتمايزها وسرعتها... فيعيش الفرد الآن في قرية صغيرة وهذا يتطلب منه أن يعرف من هو وطبيعة دوره المتغير وكيف يستطيع أن يحيى خلال الصراع الأبدي بين قوى الشر والخير... كيف يبحث عن قوت يومه بعيدًا عن الصراع المستمر الذي يؤثر في صحته النفسية والتي تمثل في نهاية المطاف ركيزة أساسية لصحة المجتمع. ( دعبس، 1999م،117).

2) تعريف الإرهاب (Terrorism)

نشأت مشكلات عديدة حول تحديد مفهوم دقيق وواضح لمصطلح "الإرهاب" وتحديد أبعاده، نظرًا لاختلاف نظرة كل مجتمع من المجتمعات لعملية الإرهاب والإرهابيين. وبناء عليه يكون هناك حكم نسبي في النظر إلى تلك الأعمال العنيفة والقائمين عليها. فالإرهابي في نظر بعضهم مناضل من أجل الحرية والدين، وفي نظر بعضهم الآخر مجرم.

وبالبحث عن المعنى اللغوي لكلمة "إرهاب" في اللغة العربية، نجد أنها كلمة من أرهبه أي أخافه، أقرها المجمع اللغوي من الفعل "رهب" أي خاف، وفزع والإرهابيون لفظ يطلق على الذين يسلكون سبل العنف والقوة لتحقيق أهدافهم (المعجم الوجيز، 1990م، 32).

وتطلق كلمة "إرهاب" للدلالة على أي فعل يتضمن إحداث خلل في الوظائف العامة للمجتمع، وينطوي تحتها ألوان متعددة من العنف ابتداء من عمليات اختطاف الطائرات في الفضاء إلى إلقاء القنابل بلا تمييز، إلى عمليات الاختطاف ذات الطابع السياسي، والاغتيال، وحوادث القتل باسم الدين وإتلاف الملكيات العامة، أي أنه تهديد باستعمال عنف غير عادي لتحقيق غاياته السياسية والدينية، ويستخدم في إحداث تأثير معنوي أكثر منه مادي. ( موريس، 1991م، 53).

وفي تعريف " واردلو Wardlow للإرهاب على أنه "استخدام العنف أو التهديد باستخدامه من فرد أو جماعة تعمل إما لصالح سلطة قائمة، أو ضدها، عندما يكون القصد من هذا العمل خلق حالة من القلق الشديد عند عدد كبير من الضحايا ممن توجه إليهم سهام الإرهاب حتى يضمن الإرهابيون الموافقة على مطالبهم السياسية".

وعرف " محمد السباعي " الإرهاب بأنه "رعب تحدثه أعمال العنف كالقتل، وإلقاء المتفجرات أو التخريب، وذلك بغرض إقامة سلطة، أو تفويض سلطة أخرى" ( السباعي، 1991م، 36).

أي أن الإرهاب هو العنف المنظم بمختلف أشكاله أو حتى التهديد باستخدامه والموجه لدول ما أو مجموعة من الدول أو جماعة سياسية أو عقائدية على يد جماعات لها طابع تنظيمي بهدف محدد هو إحداث حالة من التهديد والفوضى لتحقيق السيطرة على هذا المجتمع أو التقليل من هيبة القائمين عليه ( دعبس، 1994م، 9).

وتتبني الباحثة المفهوم الذي يعرف الإرهاب بأنه محاولة يقوم بها فرد أو مجموعة أفراد ينتمون لجماعة أو تنظيم معين، تحت قيادات محددة تعمل على بث الرعب وإحداث الخراب باستخدام العنف بكل أشكاله المعنوية والمادية ضد الممتلكات العامة والخاصة والأشخاص سواء كانوا مواطنين عاديين أو كانوا ممثلين للسلطة التي تعارض أهداف هذه الجماعة أو التنظيم ويعتمدون في عملياتهم الإرهابية على مجموعة من الأسباب.

 

ثالثًا منهج الدراسة

يعد المنهج العلمي هو الإطار الموضح لمسار الدراسة أو البحث لتحقيق أهدافه واختيار فروضه أو تساؤلاته، وعلى ذلك فهو طريقة علمية منظمة لتقصي الوقائع.

وتقوم هذه الدراسة على استخدام المنهج الوصفي التحليلي بوصفه المنهج الملائم لطبيعة الدراسة وتساؤلاتها.

رابعًا البحوث والدراسات السابقة

اطلعت الباحثة على عدد من الدراسات والبحوث التي تتناول الإرهاب والتطرف والثقافة الدينية وسوف تستعرض بعضًا منها ومما له علاقة مباشرة بهذه الدراسة:

الدراسة الأولى بعنوان: " التوجيه الإسلامي لمواجهة التطرف في الدعوة الإسلامية " قام بها السيد عفيفي.

وقد تناول البحث في إطاره النظري التوجيه الإسلامي في نشر الدعوة الإسلامية وكيفية الدعوة للإسلام.

ومشكلات الدعوة التي من أهمها تخوف بعض حكام المسلمين من تطبيق الشريعة الإسلامية في بعض المجتمعات الإسلامية وكذلك غياب التخطيط العلمي لنشر الدعوة والحاجة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عنها لدى الشباب المسلم وأيضًا الفهم الخاطئ للدين للشباب مع التركيز على الشباب المصري في ظل المتغيرات والتحول من الإحياء الديني إلى التطرف، ثم اقترح الباحث إستراتيجية جديدة لمواجهة التطرف والرؤية المستقبلية وهي ما أسماها بالإستراتيجية التربوية ( عفيفي، 1993م ).

الدراسة الثانية بعنوان: "المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بمشكلة الإرهاب" قام بها محمد حامد يوسف حيث ذكر أن من أهم الأسباب التي ساعدت على تكوين الجماعات الإرهابية عوامل اقتصادية وعوامل اجتماعية أسرية ومشكلة وقت الفراغ وجماعة الرفاق وعوامل نفسية، ثم عرض بعض مظاهر سلوك الجماعات الإرهابية وبعض الخصائص النفسية والاجتماعية لهم ثم توصل إلى بعض الآثار المترتبة على الانضمام إلى الجماعات المتطرفة وعملياتهم على أعضائها بالإضافة إلى عوامل نجاح واتساع نطاق الجماعات والعمليات الإرهابية ( يوسف، 1995م ).

الدراسة الثالثة بعنوان: " القيم الدينية للشباب من منظور الخدمة الاجتماعية " قامت بها نورهان منير فهمي من منظور الخدمة الاجتماعية وقد توصلت الدراسة إلى أن الثقافة الدينية وشغل وقت الفراغ بطريقة إيجابية من العوامل التي تحول دون تطرف الطلاب الجامعيين أو تشددهم وأفعالهم بالدين، وأن الفراغ الفكري الذي يعيشه الشباب بصفة عامة والشباب الجامعي بصفة خاصة يؤدي بهم للوقوع فريسة للأفكار المتطرفة، وأن الشباب الجامعي في حاجة للانضمام لجماعات دينية منظمة والتفقه في أمور دينه بطريقة سليمـة ( فهمي، 1999م).

الدراسة الرابعة بعنوان:" اتجاهات الشباب ومشكلاته " - "الكويت- دراسة تطبيقية" قام بها عبد الله غلوم حسين وعبد الرؤوف عبد العزيز وقد تناول هذا البحث في إطاره النظري عرضًا لاحتياجات النمو في مرحلة الشباب والمشكلات المصاحبة لنمو الشباب مثل التمرد على السلطة والعنف والثورة، والانحرافات السلوكية والاغتراب.

كما ناقش وضع الشباب العربي في مواجهة الاغتراب، وأوضاع الشباب في الكويت والخليج العربي، وعرض البحث نتائج الدراسة الميدانية التي طبقها باستخدام إستمارة بحث شملت (71) سؤالًا تم تطبيقها على عينة عشوائية من الشباب الكويتي ممن تتراوح أعمارهم بين 18-24 سنة وقد بلغ حجم العينة 73 حالة.

وقد أسفر البحث عن اتجاهات إيجابية من المبحوثين نحو الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الدستورية، والصحافة، والتعاون العربي والخليجي واتجاهات سلبية نحو العمل ونحو مراكز الشباب والمكانة الاجتماعية وارتباطها بالمستويات الطبقية والعائلية، وظهور المشكلات السلوكية بين الشباب وعجز المدرسة عن حل كثير منها، ونقص مجالات الترويح ( غلوم والجرداوي، 1985م ).

الدراسة الخامسة بعنوان "الشباب والتطرف" دراسة تقويمية قام بها محمد سيد فهمي لاتجاهات شريحة من الشباب نحو قضية التطرف وتهدف إلى محاولة تحديد الاتجاهات الاجتماعية وتقديم نشاطات الخدمة الاجتماعية لتكون مرشدًا للشباب وأهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة أن الفراغ الفكري وضعف الثقافة الدينية يجعلان الشباب فريسة للوقوع في التطرف الديني، وأن هناك علاقة إيجابية بين أنشطة رعاية الشباب الجامعي والوقاية من التطرف الديني وأوصت بالتأصيل الفكري للشباب حتى لا يترك التراث الديني نهبًا لتفسيرات جامدة أو لدعوات ناقصة ( فهمي، 1995م ).

الدراسة السادسة بعنوان "دور التربية الإسلامية في مواجهة الإرهاب" وقام بها خالد صالح الظاهري وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها أن التقصير الحاصل في تدريس المقررات الدينية في بعض البلاد الإسلامية كان السبب المباشر في بروز مشكلة الإرهاب.

كما أوضحت الدراسة أهمية الدور التربوي للمدرسة الثانوية لكونها إحدى المؤسسات التربوية الإسلامية التي تسهم عمليًّا في تحقيق الأهداف النظرية للتربية الإسلامية من خلال النشاطات المدرسية الصفية وغير الصفية كما أوصت الدراسة بضرورة تعاون جميع المؤسسات الاجتماعية والتربوية مع الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب ( الظاهري، 2002م ).

 

 الجزء الثاني
 الإطار النظري للدراسة

إذا أمعنا النظر في التراث النظري لمشكلة الدراسة وجدناه قد برز في محاور معينة لها أكبر الأثر في تشكيل الشخصية واتجاهاته حيث أيدت الكثير من الدراسات على أهمية تلك العوامل.

وقد حرصت الباحثة على تناول التراث النظري بمنظور نقدي يقوم على الموضوعية والتحليل العلمي وسوف تعرض تلك الموضوعات على النحو الآتي وفي إيجاز شديد نعرض لتلك الموضوعات على النحو الآتي:

1- غرس تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة والقيم المعتدلة في الأبناء:

إن الإسلام هو الدين العظيم، كفل للبشرية النجاة والرفعة في الدنيا والآخرة إذا فقهوه وطبقوا شريعته وأحلوا حلاله وحرموا حرامه لأنه منزل من خالق الإنسان، والصانع أدرى ما يكون بصنعته فما بال الخالق بخلقه.

وهنا يأتي دور التربية الأسرية وهي تبني المسلم الحق وتعده فهو ليس مكونًا من جسم وعقل فحسب بل تربيه على أن له قلبًا يخفق وروحًا تهفو ونفسًا تحس وأشواق عليا تدفعه إلى السمو والاستغراق في عالم العبادة والتطلع إلى ما عند الله من نعيم والخشية مما لديه من أنكال وجحيم.

وهنا ترتكز التربية الأسرية على الفرد بالعناية بروحه ليقبل على صقلها بالعبادة ومراقبة الله محتذيًا بذلك برسول الله r .

وعلى التربية الأسرية أن تعلم الفرد تقوية الروح وإصلاح النفس وأن الطريق إلى ذلك هو العبادة كتلاوة القرآن عن أناة وتدبر وخشوع والصلاة القويمة المستكملة شروط الصحة وحضور الذهن وغير ذلك من ألوان العبادة والرياضة الروحية، مدربًّا نفسه على القيام بهذه الطاعات بحيث تصبح دنياه وعاداته وسجاياه التي لا مكان لها ولا انفصام منها ( الجوير، 1415هـ، 22- 30).

ويجب أن تكون التربية الأسرية موضحة لمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يقع الفرد ضحية لتلك الجماعات الإرهابية التي تستند إلى فهم قاصر لذلك المعنى وتحاول أن تضر بالمسلمين وغيرهم اعتقادًا منهم أن ذلك هو طريق الصواب وتكون المرجعية عند من يعتقدون بأن لديهم القدرة على الفتوى الشرعية، ولكن هنا يبرز دور التربية الأسرية التي توضح للأبناء نهج القرآن الكريم والسنة النبوية التي تعتمد في أساليب الدعوة على الحكمة والموعظة الحسنة ومخاطبة الناس بالأسلوب المناسب لهم تنفيذا للتوجيه الرباني.

في قوله تعالى: {  äí÷?$# 4?n<Î) È@?Î6y? y7În/u? ÏpyJõ3Ïtø:$$Î/ ÏpsàÏãöqyJø9$#ur ÏpuZ|¡ptø:$# ( } ([1]) وقوله U {  `tBur |N÷sã? spyJò6Åsø9$# ô?s)sù u?ÎAré& #Z?ö?yz #Z??ÏW?2 3 } ([2]) .

والأخذ بمنهج الرسول r في جميع شؤون حياته فقال: { ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان العنف في شيء إلا شانه } ([3]) .

وكذلك يجب استغلال الأحداث الإرهابية وحدوثها لتوضيح أن أسلوب التغير بالقوة والذي يترتب عليه إضرار بالآخرين ليس هو منهج الإسلام في طريق الصلاح والإصلاح وإيضاح ذلك للأبناء وأن من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير فقه أو علم وبلا حكمة ونظر فيما يصلح وما لا يصلح، ويمكن ولا يمكن فيصفهم الإمام ابن تيمية بأنهم معتدون في حدود الله مع أنهم يأتون بالأمر والنهي معتقدين أنهم بذلك يطيعون الله ورسوله، وقد فعل ذلك كثير من أهل البدع والأهواء كالخوارج والمعتزلة والرافضة.

وكذلك يجب أن يتحقق أيضًا في نفوس الأبناء طاعة أولي الأمر امتثالًا لقوله تعالى: {  $pk??r'¯»t? tûïÏ%©!$# (#þqãYtB#uä (#qãè?ÏÛr& ©!$# (#qãè?ÏÛr&ur tAqß?§?9$# ?Í<'ré&ur Í?öDF{$# óOä3ZÏB ( } ([4]) .

ويجب توضيح ذلك المفهوم وأن تقوم التربية الأسرية على تفسير ما يقوم به هؤلاء الجهلاء من عامة المسلمين لخروجهم عن طاعة أولي الأمر وخضوعهم لقادة الجماعات الضالة المضلة وذلك لتقوية شوكة المجتمع وتضامنه الذي يجب أن يحرص عليه الأبناء ويسعون إليه.

2- إشباع احتياجات الأبناء:

ترتبط احتياجات الأفراد بخصائص المرحلة العمرية والأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها والتي تجعل لهم طبيعة خاصة ولكي يؤدي الأبناء الدور المطلوب منهم يجب أن تتفهم تلك الاحتياجات وتوفر سبل إشباعها ويعرف علماء النفس الحاجة بأنها حالة من النقص والافتقار والاضطراب الجسمي والنفسي، إن لم تكن إشباعًا أثارت لدى الفرد نوعًا من التوتر والضيق لا يلبث أن يزول متى أشعت الحاجة. وترى نظرية الحاجات أن الحاجة هي الدافع وراء كل سلوك وكل إنسان له عدد من الحاجات التي يتنافس بعضها بعضًا وتوجه سلوك الإنسان من أجل إشباعها وإذا لم تشبع يترتب على ذلك خلل يؤثر في صاحبها.

ومن هنا يأتي دور التربية الأسرية لإشباع احتياجات الأبناء الصحية والنفسية والاجتماعية وذلك لكي يتحقق لهم التوافق الاجتماعي الأفضل ويعملوا على تحقيق الأهداف المجتمعية في الوقت نفسه وقد أكدت الكثير من الدراسات أن انضمام الشباب إلى الجماعات الإرهابية يرجع إلى أسباب نفسية ومن أهمها عدم إشباع الحاجات الضرورية أو النمو المضطرب للذات أو بسبب الحرمان من الوالدين وخاصة الأم بل إن 78% من أسباب ظهور الجماعات الإرهابية هو بديل لما يعانيه الفرد من الحرمان النفسي.

وكذلك نجد أن عملية التنشئة تلعب دورًا مهمًّا في تشكيل سلوك الإنسان ومن ثم شخصيته الإنسانية ولذلك تكون الذات والشخصية نتاجًا اجتماعيًّا يتكونان من تفاعل الإنسان مع البيئة في مراحل عمره المختلفة. وبناء عليه فإن الخلفية الاجتماعية والنفسية للفرد لها أهمية كبرى في تحديد أنماطه السلوكية وتفاعله الاجتماعي مع الآخرين.

ويجب على الأسرة أيضًا تأصيل وتعميق قيم الانتماء لدى أفرادها والتي تعد من الحاجات الأساسية للنمو النفسي والنمو الاجتماعي ومن ثم الانتماء بالمجتمع كله في مرحلة تالية وهذا يدفع الوالدين إلى ضرورة عدم الإتيان بأي أفعال من شأنها أن تشعر الأبناء بأنهم غير مرغوب فيهم وإهمالهم وتوبيخهم ونبذهم بصورة متكررة، فلمثل هذه الأفعال أثر سيئ في التكوين النفسي والاجتماعي للأبناء والصحة النفسية للفرد في مرحلة تالية بصفة عامة.

مما تجعل الفرد يحاول أن ينتمي إلى جماعات وعصابات يحاول بها إشباع شعوره بالانتماء والألفة لتلك العشرة والتوافق والانسجام عند التعامل وكلما انعزل الفرد عن أسرته أو ابتعد عنها ازداد شعوره بالحاجة إلى تلك الجماعات البديلة التي يجد فيها ما افتقده والتي تحاول تلك الجماعات الإرهابية تعويضه ذلك وتقوم باستدخال قيم ومعايير الجماعة في شخصية الفرد والتي تعارض قيمًا ومبادئ اجتماعية ودينية في المجتمع بحيث تدفع الضرر إلى أن يقوم لسلوك اجتماعي يتسق مع قيم ومعايير الجماعة التي لا تعطي على الأقل أهمية بالالتزام بقيم ومعايير المجتمع الأساسية. ولا عجب أن وصل بعض الباحثين إلى حقيقة أن طول الزمن والانتباه اللذين يستثمرهما أولياء الأمور في التعامل مع أبنائهم يرتبط ارتباطًا عكسيًّا بأثر جماعة الرفاق على السلوك بمعنى أن الوالدين وباقي أعضاء الأسرة إذا ما تفاعلوا مع الشباب لوقت أطول وبانتباه مركز، يؤدي ذلك إلى اضمحلال تفاعل الشاب مع رفاقه، وبالتالي إلى أن تكون علاقته بالجماعة علاقة سطحية لا تعرض الشاب إلى الانحدار في مزالق الجنوح والجريمة ( السيف، 2003م: 45).

3- تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو العمل بصفته قيمة وشغل وقت فراغ الأبناء:

تلعب الأسرة الدور الرئيس في حياة الفرد ويكتسب من خلالها كل القيم والمعايير وبها يبدأ أولًا بتعلم الاتجاهات وكما تشير الكثير من الدراسات النظرية ( مرعي، 1984م، الحيلة، 1998م) حول هذا الموضوع من أن الوالدين هما المؤثر الأساسي في تكوين الاتجاهات وذلك من خلال التواصل معهما وأيضًا من خلال التربية الأسرية وبالتالي ينطبق ذلك على الاتجاه نحو التعليم والعمل وإبراز قيمته وأهميته سواء كان لإشباع حاجات الإنسان أو لتحقيق الذات أو لتحقيق المكانة ويتم ذلك من خلال تبصير الإنسان عمليًّا أو شفهيًّا أو سمعيًّا أو بصريًّا من خلال جميع الوسائط التربوية المسموح بها وفق السياج الثقافي والاجتماعي للمجتمع الذي ينمي اتجاهات الأبناء من مختلف الأعمار نحو اكتساب المهارات الحرفية والتدريب على ممارستها حتى لا يتكون لدى الفرد الكثير من وقت الفراغ الزائد الذي لا يجد ما يشغله بطريقة صحيحة حيث إن أوقات الفراغ تعد تربية صالحة لاستنبات السلوك الإرهابي والإجرامي وخاصة لو أسيء استغلالها ويرجع ذلك إلى أنها تهيئ الفرصة للاختلاط والرفقة السيئة من ناحية وللتعرض لاكتساب العادات السيئة والرذيلة التي يشغل بها بعض الشباب أوقات فراغهم من ناحية أخرى. هذه النقطة تتفق مع ما ذهب إليه ( جلوك ) في دراسته لبعض السلوكيات الانحرافية بما تتضمنه من جرائم، ومدى صلتها بكيفية شغل أوقات هؤلاء المنحرفين حيث رأى أن هناك:

1% كانوا يشغلون أوقات فراغهم بنشاط منتج.

6% كانوا يشغلون أوقات فراغهم بنشاط غير منتج ولكنه غير ضار.

93% كانوا يشغلون أوقات فراغهم بنشاط ضار ( يوسف، 1995م).

وهنا يكون دور التربية الأسرية في محاولة شغل وقت فراغ الأبناء بما يفيد فقد تسهم أنشطة الفراغ بالاتصال والتكامل الأسري عندما تتوحد الأنشطة بين الوالدين والأبناء وأيضًا توجيه الأبناء نحو ممارسة الأنشطة الترويحية المرغوبة خاصة بالإجازات المدرسية كالرياضة وارتياد المكتبة وحفظ القرآن الكريم والأنشطة الثقافية والمسرحية والجمعيات العلمية والرحلات وذلك عن طريق المراكز أو الأندية ويكون ذلك تحت عناية ورعاية أسرية.

وأيضًا يجب أن تغرس التربية الأسرية في الفرد منذ طفولته بأهمية العمل وقيمته وأن يتقبل العمل مهما كان نوعه وتزيل جميع التحفظات حول التعليم المهني والصناعي.

وقد نجد في السنة النبوية المطهرة عامرة بخير هدي وأعظم إرشاد في حديث رواه أبو هريرة عن الرسول عليه السلام قال: { والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلًا ويحتطب على ظهره خير من أن يأتي رجلًا أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه }([5]) رواه مالك.

وبالتالي فإن التربية الأسرية عندما تشجع الأبناء على العمل أيا كان نوعه فتبعد بذلك أبناءها عن التعرض للفراغ الذي يدفع بالشباب إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية مستغلين وجودهم بلا عمل أو مورد رزق فالإنسان العاطل الذي ليس له مورد رزق ثابت يجد فراغًا غير محدود في وقته يؤدي إلى حالة من الإحباط الوقتي تعطي القائمين على تلك الجماعات منفذًا سهلًا لجذبه بحجة انتشاله من ثالوث البطالة والفراغ والفقر بعد إغراقه على أمر يطالبه.

وكما تشير إحدى الدراسات إلى أن من أسباب التطرف في مصر هو انعدام فرص العمل والوظيفة أمام الخريجين ونتيجة للبطالة والظروف القاسية فهم لا يجدون أمامهم سوى الانحراف والاستعداد للانخراط في الجماعات الإرهابية ( الشرقاوي، 1415هـ ).

4- ممارسة أسلوب الديمقراطية وحرية الرأي عند التعامل مع الأبناء:

الحرية هي الحالة التي يستطيع فيها الأفراد أن يختاروا ويقرروا ويفعلوا بوحي من إرادتهم، ودونما أية ضغوط من أي نوع عليهم، كما تشمل حرية الإنسان وكرامته لكونه مسؤولًا عن أفعاله أمام الله وأمام الشرع مستهدفًا بذلك حماية النفس والمال والعرض والكرامة الإنسانية بشكل متوازن". (الموسوعة العربية العالمية، 1995م) وحرية الرأي: "حرية التعبير عن الأفكار، فالناس بحاجة للمناقشات لتبادل الآراء حتى يتمكنوا من التواصل والتوصل إلى قرارات مبنية على المعرفة في شؤون حياتهم السياسية، والاجتماعية، وحرية التعبير". (الموسوعة العربية العالمية، 1995م، 299) وتأخذ حرية الرأي بعض الصور منها: أسلوب المناقشة وأدب الحوار، وطريقة اتخاذ القرار، ومهارات الاستماع والمناقشة، واحترام الرأي الآخر ( معارضًا أو ممثلًا وجهة نظر مختلفة )، والتعبير عن الرأي وفق معايير محددة.

تدريب الفرد في مراحل العمر المختلفة على آداب الحوار والقدرة على الاستماع والاستيعاب للرأي الآخر والتدريب على ممارسة حرية الرأي ما يقدره على تحمل المسؤولية ويمكن إشباع ذلك أيضًا عن طريق تشجيع الأبناء الاشتراك في جمعيات الخطابة والصحافة المدرسية ويجب أن تقوم الأسرة بالتعليق على الأحداث الإرهابية ولا تترك المجال وتستغل ذلك لمناقشة الأبناء وتوضيح الصورة السلبية لتلك الأفعال المشينة ولا شك أن بعض وسائل الإعلام المعادية تستغل تلك الأحداث لتؤلب الرأي العام ويتأثر الأبناء بذلك وهنا يأتي دور التربية الأسرية أن توضح تلك الحقائق وتناقش الأبناء وتسمع وجهة نظرهم وتوضح لهم الحقائق الخاصة بذلك الفكر الإرهابي والتطرف الذي يؤدي إلى العواقب الوخيمة.

أما الديمقراطية التي تعد أسلوبًا للممارسة في الحياة الأسرية فإننا نعني بها روح التسامح، وأسلوب التعامل المرن الذي يقدر المواقف، ويعترف بالإمكانات، ويقدم النصح والمشورة في قالب التوجيه والإرشاد بشكل لا يُفْرط في التشدد، ولا يفْرِط في التسيب. فمناخ الأسرة التي تنتهج أساليب التنشئة الاجتماعية هي التي يسودها جو من الوئام، والتماسك، والتفاهم، والهدوء المصحوب بالوعي بكل أبعاد الموقف الاجتماعي داخل الأسرة وخارجها من أجل المحافظة على قوامها بشكل ينمي لدى أبنائها أسلوب التسامح مع الآخر، والعفو عند المقدرة، والقبول بالاختلاف في الرأي، والمساواة بين الجميع، وأن يحترم الصغير الكبير، وأن يعطف الكبير على الصغير، ويتعامل الجميع دون تفرقة بين أفراد الأسرة، حتى يشب الجميع في بيئة صحية خالية من الاضطرابات النفسية.

وفي هذا الصدد يمكن أن نقدم تعريف التربية الديمقراطية كما وردت في المعجمات: "بأنها نظام اجتماعي يؤكد على قيمة الفرد وكرامته، وشخصيته الإنسانية، ويقوم على أساس مشاركة أعضاء المجتمع (أو الأسرة) في إدارة شؤونهم، وتتخذ المشاركة فيه أنماطًا مختلفة.

وتعنى الديمقراطية بصورتها الحديثة حرية الفرد، مشتملة على المواطنة والحقوق والمسؤوليات، من أجل النهوض بالوظائف التي يختارها الفرد دون تفرقة في التعليم، ودون النظر للخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، أو العرقية، أو الجنس، أو اللون. وأنها تعني الحق في الحياة، والتعبير عن الرأي والمعتقد دون معوقات أو تهديد، وأن تختار الشعوب مصيرها ( نذر، 2001م،60). حتى لا ينشأ لدى الأفراد تعصبُ ُ بالرأي بل يسمع الرأي الآخر ويحاول أن يقتنع به إذا كانت التفسيرات التي أمامه مقنعة.

فالأسرة بقيمها الديمقراطية تنتج جيلًا ديمقراطيًّا متسلحًا بالقيم التي ترفض التسلط والاستبداد وتعزز مفاهيم الخير والأمن وتتمسك بقيم العدالة وتنادي بحقوق الإنسان وفق القنوات السليمة المستمدة من الشريعة الإسلامية وتعمل على احترام الحقوق والواجبات وتؤمن بالتعايش السلمي واحترام الأقليات ونبذ العدوانية.

وحل الخلافات بالحوار والمناقشة وبمعنى آخر فالتربية الأسرية هي صانعة الديمقراطية والديمقراطيين فهي أساس الحياة ونبذ التعصب والتربية الأسرية نواة التربية المجتمعية لأنها قلب الديمقراطية في المجتمع ( نذر، 2001م، 88). بل أن تلك التربية الأسرية التي تعتمد على حرية الرأي والديمقراطية تربي لدى الفرد القدرة على إبداء وجهات نظره وامتلاك الوعي والإدراك ضد بعض صور الإرهاب كاختطاف الطائرات أو التفجيرات والاغتيالات وإيهام أفراد أن من يقوم بمثل تلك الأعمال هو شهيد في سبيل الله.

وبالتالي يستطيع الفرد الابتعاد عن تلك الجماعات لأنه تكون لديه مانع دفاعي وهو الحرية والكرامة التي ساعدت التربية الأسرية ووسائطها في التكوين السليم الواعي لها.

 

 المراجع

* الجوير 1994، إبراهيم مبارك، أثر تطبيق الشريعة الإسلامية في حل المشكلات الاجتماعية، الرياض، مكتبة العبيكان.

* حسين 1985، عبد الله علوم والجردواى عبد الرؤوف، اتجاهات الشباب ومشكلاته دراسات وقضايا من المجتمع العربي الحلمي، المنامة، مكتب المتابعة لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية.

* الحيلة 1989، محمد، التربية المهنية وأساليب تدرسها، عمان، دار المسيرة.

* دعبس 1999، محمد دعبس التربية الأسرية وتنمية المجتمع، الإسكندرية، وكالة البنا للنشر والتوزيع.

* دعبس 1994، محمد يسري الإرهاب، الإسكندرية، وكالة البنا للنشر والتوزيع.

* السباعي 1991، محمود محمد، الدلالات اللغوية والسياسية لمفهوم الإرهاب مجلة الأمن العام، العدد 135.

* السيف 1424، محمد إبراهيم، المدخل إلى دراسة المجتمع السعودي، الرياض، دار الخريجي للنشر.

* الشرقاوي 1995.

* الظاهري، 2002،مريم، مدى إسهام الإدارة الجامعية في مواجهة العنف الطلابي، مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، كلية التربية العدد (11) المجلد (1)، خالد صالح دور التربيـة الإسلامية في مواجهة الإرهاب، الرياض، عالـم الكتب.

* عفيفي1993،السيد عبد الفتاح، التوجيه الإسلامي لمواجهة التطرف في الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر- المؤتمر الثاني للتوجه الإسلامي للخدمة الاجتماعية.

* فهمي1995،محمد سيد الشباب والتطرف، الندوة العلمية السادسة، جامعة الإسكندرية - كلية الآداب.

* فهمي1999،نورهان منير، القيم الدينية للشباب من منظور الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية - المكتب الجماعي الحديث.

* مرعي 1984، توفيق التوعية والإرشاد النفسي، القاهرة، عالم الكتب.

* موريس 1991، إريك الإرهاب التهديد والرد عليه ترجمة الدكتور أحمد محمود القاهرة - الهيئة المصرية العامة للكتاب.

* نزر2001، فاطمة، التنشئة الديمقراطية كما يدركها الوالدان والأبناء في الأسرة الكويتية، الكويت، مجلة العلوم الاجتماعية، مجلد (29) العدد (4).

* يوسف، 1995، محمد حامد، المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بمشكلة الإرهاب، جامعة حلوان، المؤتمر العلمي الثامن لكلية الخدمة الاجتماعية.

* الموسوعة العربية العالمية، الرياض، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، ج9 العالمية1995.

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/82412

الحوار الداخلي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك