الجذور التاريخية لعبدة الشيطان

د. محمود يوسف الشوبكي

يحيى علي يحيى الدجني

بسم الله الرحمن الرحيم

        إن الحمد لله نحمـده ، ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

        فإن خيـر الحديث كـلام الله تعالـى ، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإن شـر الأمور محدثاتهـا ، وإن كل محدثـة بدعـة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

        قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ([1]) وقال أيضاً : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ([2]) ، وقال أيضاً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) ([3]) .

أهمية البحث :  إن الناظر عبر صفحات التاريخ يقف على كثير من مظاهر انتصار الشيطان على كثير من بني آدم ، إلا أن أخطر هذه المظاهر على الإطلاق أن يبلغ هذا الانتصار حداً يجعل من إبليس معبوداً يعبد من دون الله عز وجل ، ويتقرب إليه بشتى صنوف القربات والممارسات ، التي لا تليق بآدمية الإنسان ، بل تنحدر به إلى مكان سحيق ، دون مراتب البهائم والجمادات ، الأمر الذي يعكس أهمية هذا النوع من الدراسة ، لأنها أول ما تعنى بكشف مخططات الشيطان ، وأتباعه في الأرض ، لتحذير الناس من مصائده ومخاطره ، خاصة وأن هذه الظاهرة قد أصبح لها جماعة منظمة ، تدعو لأفكارها ، وتنشر فسادها بين الناس ، في القديم والحديث .

سبب الاختيار :

1-   ندرة ما كتب في هذا الموضوع ، في اللغة العربية .

2-   وجود عبدة الشيطان في العالم العربي .

3-   ظن الكثير من الناس عامة ، ومن طلاب العلم خاصة ، أن هذه الفرية وليدة العصر وليس لها جذوراً تاريخية .

 العقبات والتغلب عليها :

1- عدم توفر مراجع علمية ، لهذا الموضوع ، إذ معظم ما وجد هو كتابات صحفية ، وتغلبت على ذلك من خلال التفتيش في ثنايا الكتب ، وخاصة كتب الفرق والأديان .

2-   البحث عبر وسائل الاتصال ، وخاصة الإنترنت .

3-   الاتصال ببعض الأصدقاء في مصر وغيرها لتوفير بعض الكتب والمجلات ، التي تحدثت عن هذا الموضوع .

منهج البحث :  وقد استخدم الباحثان المنهج التحليلي الوصفي ، حيث تمت دراسة أفكار وعقائد المذاهب والأديان والفرق المختلفة التي قامت بعبادة الشيطان ، وتحليلها وتتبعها عبر التاريخ وفق المنهـج التاريخي وذلك بالاعتماد على المصادر والمراجع الموثوقة والمتوفرة لخدمة غرض البحث .

خطة البحث :

        وقد تم تقسيم البحث إلى مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة، وهي على النحو التالي :-

1-  المقدمة : وقد اشتملت على أهمية البحث وسبب اختياره والعقبات وكيفية التغلب عليها ومنهج البحث وخطة البحث .

2-  المبحث الأول : وتناولنا فيه الحديث عن أصل الصراع مع الشيطان .

3-  المبحث الثاني : عبادة الشيطان في الفلسفة والديانات القديمة .

4-  المبحث الثالث : عبادة الشيطان في الفرق والتاريخ الإسلامي .

5-  المبحث الرابع : عبادة الشيطان في الشعر .

6-  المبحث الخامس : عبادة الشيطان حديثاً .

7-  الخاتمة : وبينا فيها أهم النتائج التي توصلنا إليها والتوصيات التي تخدم غرض البحث .

وبعد ... فقد استطعنا العثور على كم جيد من المعلومات التي قمنا بجمعها ، وصياغتها ، وترتيبها ، والتعليق عليها ، خلال هذا البحث المتواضع ، ونسأل الله تعالى أن نكون قد أضفنا لقارئه معلومات جديدة ، ونسأله أيضاً أن يجعله في ميزان حسناتنا يوم نلقاه ، وما كان فيه من توفيق فمن الله تعالى ، وما عثرنا فيه فمن أنفسنا ومن الشيطان .

والله ولي التوفيق

المبحث الأول

أصل الصراع مع الشيطان

        إن ظاهرة الصراع بين الشيطان ([4])  وأهل الإيمان ، قديمة قدم الوجود البشري ، فمنذ أن خلق الله آدم عليـه السلام ، وأمر الملائكة بالسجود له ، انفـرد إبليس بالرفض من دون الملائكـة ، قـال تعالـى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...)([5]) .

        وقد عزا الشيطان ذلك إلى ظاهرة التعالي والاستكبار ، حين قال مبرراً رفضه بالسجود بأنه خير من آدم عليه السلام ، قال تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِين * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين)[6]) .

        قال ابن كثير في سياق حديثه عن أمر الله للملائكة بالسجود : (فامتثل الملائكة كلهم ذلك سوى إبليس ولم يكن منهم جنساً . كان من الجن فخانه طبعه ، وجبلته أحوج إليه فاستنكف عن السجود لآدم ، وخاصم ربه عز وجل فيه ، وادعى أنه خير من آدم ، فإنه مخلوق من نار ، وآدم خلق من طين ، والنار خير من الطين في زعمه ، وقد أخطأ في ذلك وخالف أمر الله تعالى ، وكفـر بذلك فأبعده الله عز وجل ، وأرغم أنفه وطرده عن باب رحمته ومحل أنسه ، وحضرة قدسه ، وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة ، وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً إلـى الأرض فسأل الله النظرة إلى يوم البعث ، فأنظره الحليم الذي لا يعجل على من عصاه ، فلما أمن الهلاك إلى القيامة تمرد وطغى ، وقال : (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين([7]))([8]) .

        إن إبليس قد أخطأ حينما قاس نفسه على عنصره الذي هو النارـ وهذا يؤكد أن أصل الشيطان من الجن الذي خلق في الأصل من النار ـ ، وقياسه آدم على عنصره الذي هو الطين ، واستنتاجه من ذلك بأنه خير من آدم وأنه لا ينبغي أن يؤمر بالسجود لمن هو خير منه ، وذلك من سبعة وجوه وهي:

الأول : أنه فاسد ابتداءً ، لورود النص الصريح في قوله تعالى : }اسْجُدُوا لآدَمَ{ ولا قياس مع النص الصريح .

الثاني : إننا لا نسلم أن النار خير من الطين ، بل الطين خير من النار ، لأن طبيعتها الخفة والطيش والإفساد والتفريق ، وطبيعة الرزانة والإصلاح في الأرض ، فتودعها الحبة فتعطيكها سنبلة ، وتودعها النواة فتعطيكها نخلة .

         وإذا أردت أن تعرف قدر الطين فانظر إلى الرياض الناضرة وما فيها من الثمار اللذيذة ، والأزهار الجميلة والروائح الطيبة ، تعلم أن الطين خير من النار .

الثالث : إننا لو سلمنا جدلاً أن النار خير من الطين فإنه لا يلزم من ذلك أن إبليس خير من آدم عليه السلام ، لأن شرف الأصل لا يقتضي شرف الفرع ، بل قد يكون الأصل رفيعاً والفرع وضيعاً ([9]).

        وقد كان ذلك في حق إبليس لما صدر منه من التكبر والإباء ، وعدم الانقياد لأمر الله تعالى وهو ما أدى به إلى طرد الله له من الجنـة ، قال تعالى : (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)([10]) ، يضاف إلى ذلك غضب الله عليه ولعنته ، وأعد له جهنم وساءت مصيراً .

الرابع : وقد رد القرطبي قياس إبليس بأن الله قد جعل التراب مسجداً وطهوراً ، والنار تخويفاً وعذاباً([11]) ، قال تعالى : (ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ )([12]) .

الخامس : إن الخبر ناطق بأن تراب الجنة مسـك أذفر ، ولم يرد أن في الجنة ناراً وأن في النار تراباً .

السادس : إن النار سبب العذاب ، وهي عذاب الله لأعدائه ، وليس التراب سبباً للعذاب.

السابع : إن الطين مستغن عن النار ، والنار محتاجة إلى المكان ومكانها التراب([13])  .

ولما تيقن إبليس من إنظار الله عز وجل له ، وما وقع له من الإغواء أعلن العداء ، والحرب على من كان سبباً فيما أصابه وألمّ به – حسب زعمه – وهو آدم عليه السلام وذريته([14]) ، قال تعالى : (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)([15]) .

         ويستفاد من الآية السابقة أمور ثلاثة وهي([16]) :

أولاً : قوله تعالى : (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) ، قسم من إبليس أنه بما أوقع الله في قلبه من الغي والعناد والاستكبار ليقعدن لهم على صراط الله المستقيم ، وهذا لأن كفر إبليس ليس كفر جهل بل هو كفر عناد واستكبار .

ثانياً : نسب إبليس الضلال الذي وقع فيه لله تعالى ،وذلك تبريراً لمعصيته وإمعاناً في الكفر ، فقال (فبما أغويتني ). قال الامام الطحاوي رحمه الله : لقد ذم الله الشيطان على احتجاجه بالقدر لا على اعترافه بالمقدور وإثباته([17]) .

ومذهب أهل السنةألّا ينسب الشرمفرداً إلى الله تعالى ، بل بصيغة العموم لأن الله تعالى لم يخلق شراً محضاً ، وإنماهو شر من جانب وخير وحكمة من جانب آخر.([18]) .

والمراد بالاغواء في الاية هو أن الله تعالى أغوى إبليس بمعنى أنه لعنه وطرده وأبعده وأهلكه .([19])

ثالثاً : قوله تعالى : (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) إلى آخر الآية ، توعد من إبليس للإنسان بأن يصده عن الحق ويرغبه في الدنيا ، ويشككه في الآخرة ، ويغرقه في الشهوات ، حتى يخرجوا من دائرة التوحيد والطاعة إلى ما سوى ذلك .

         إنه لا يمكننا حصر أجناس الشر الناشيء والصادر عن إبليس، فضلاً عن آحادها ، فكـل شر في العالم الشيطان سبب فيه ، وقد أجمل ابن القيم هذه الشرور في ستة أجناس ، فلا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحداً منها أو أكثر وكلما عجز عن واحد انتقل إلى التالي له مباشرة ، وإليك مراتب هذه الشرور([20]) :

المرتبة الأولى : الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله ، فإذا ظفر بذلك من ابن آدم فقد كفاه واستراح من تعبه معه ، فهذا غاية ما يريد من العبد ، ولا يزال به حتى ينال ذلك منه ، كي يصيره بعد ذلك من جنده ويصبح من دعاة إبليس ونوابه .

         وقد برز ذلك في عبادة بعض الناس للحجر أو الشجر أو الشمس أو القمر حتى أن بعضهم عبد من الحيوانات البقر وعبد غيرهم الفأر ، وعبد الفرج ، ومنهم من عبد الملائكة ونحو ذلك من المعبودات التي تعكس عبادة أولئك للشيطان وذلك حسب مفهومها العام .

المرتبة الثانية : البدعة ، وهي أحب لإبليس من الفسوق والمعاصي لأن ضررها في نفس الدين ، وهي مخالفة لدعوة الرسل عليهم السلام ، وهي باب الكفر والشرك فإذا نال منه البدعة وجعله من أهلها بقي أيضاً نائبه وداعياً من دعاته .

المرتبة الثالثة : الكبائر ، فالشيطان حريص كل الحرص على الإيقاع بالإنسان بها ، وخاصة إذا كان عالماً متبوعاً لينفر الناس عنه ، ومن ثم يتولون أمر إشاعة الفاحشة بين الناس ، وبالتالي يكون نائب إبليس دون أن يشعر .

المرتبة الرابعة : الصغائر ، وهـي ذنـوب إن اجتمعت على الإنسان أهلكته ، ومن أخطارها أيضاً سهولة ارتكابها ، والاستهانة بها مما يجعل صاحب الكبيرة الخائف منها أحسن حالاً منه .

المرتبة الخامسة : انشغاله بالمباحـات التي لا ثواب فيها ولا عقاب ، وإنما باشتغاله بها يفوته الثواب .

المرتبة السادسة : انشغال العبد بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ، بتزيينه له وتحسينه ، ليزيح عنه الفضيلة ، ويفوته ثواب العمل الفاضل ، فالشيطان يأمر بسبعين باباً من أبواب الخير ليتوصل إلى باب واحد من الشـر ، وإما ليفوت بها خيراً أعظم من تلك السبعين باباً ، وأجل وأفضل .

         إن مكائد الشيطان وتعددها تفسر لنا تحذيـرات القرآن الكريم والسنة النبوية منه ، فقد بلغت آيات الكتاب التي ذكرت لفظ (الشيطان) بصيغـة المفرد والجمع ثمان وثمانون آية([21]) في حين بلغت عدد الآيات التي ذكرت لفظ إبليس إحدى عشرة آية([22])مما يعني أن مجموع الآيات التي أشارت إلى هذه المسألة تسع وتسعون آية في كتاب الله وهو ما يعكس خطورة الأمر ، ومن ناحية أخـرى فإن ما بلغه الشيطان من المكانة والقداسة في نفوس أتباعه عبر التاريخ يوضح أن الأمر جلل وأن المؤمن مطالب ومأمور بالحذر منه ، والانتباه لمكائده ، قال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عـَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّا)([23]) ، وقال تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ

عَدُوٌّ مُبِينٌ)([24]) .

 

المبحث الثاني

عبادة الشيطان عند الفلاسفة و الديانات القديمة

توطئة :

يجدر بنا قبل الحديث عن الجذور التاريخية لعبادة الشيطان أن نبين المراد بهذه العبادة، حيث لها إطلاقان .

1-  إطلاق عام : 

حيث جاء في الموسوعة العربية العالمية : "وتطلق عبادة الشيطان على كل عبادة لا يتوجه بها إلى الله تعالى"([25])  .

إن الشيطان حريص على إغواء بني آدم ، وصرفهم عن عبادة الله إلى معبودات أخرى ، لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً ، فيطيعها الإنسان ويتقرب إليها بشتى القربات ، وفي سياق الكلام عن المشركين وأهل الكتاب، قال تعالى : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) ([26]) .

         وقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الطاغوت : هو الشيطان ([27]) وهذا يعني أن المراد بعبـد الطاغـوت هم عبدة الشيطان ، وذلك لطاعتهم له وهو ما عليه أكثر المفسرين ([28]) .

إطلاق خاص :  

أ – جاء في الموسوعة العربية العالمية أن "عبادة الشـيطان : ممارسة تأليه العفاريت أو الأرواح الشريرة الأخرى التي انتشرت في عصور الخرافات والجهل"([29])  .

ب – جاء في الشبكة الإسلامية على الإنترنت أن عبدة الشيطان هم : "قوم اتخذوا من إبليس (لعنه الله) معبوداً ونصبوه إلهاً يتقربون إليه بأنواع القرب واخترعوا لهم طقوساً وترهات سموها عبادات ، يخطبون بها وده ويطلبون رضاه"([30])  .

        لقد تعددت صور واتجاهات عبادة الشيطان عبر التاريخ إلا أن الجامع بينها هو تقديس الشيطان، إما اتقاء لشره، أو تقرباً إليه، والخضوع له، لتحقيق بعض الغايات التي يتوهمونها ، وهو ما أدى إلى اختلاف الباحثين في تحديد النشأة القديمة لهذه الظاهرة .

         وقد برزت عبادة الشيطان في العديد من الفلسفات والديانات القديمة ، وهو ما يمكن توضيحه من خلال المطالب الآتية :-

المطلب الأول : الغنوصية : Gnosticism :

        يرى بعض المؤرخين أن بداية ظهور عبادة الشيطان كفكر منحرف كانت عند الغنوصيين، وهؤلاء يرون أن الشيطان مساوٍ لله في القوة والسلطان،   والعنوصية أو الغنوسطية فلسفة صوفية ، واسم علم على المذاهب الباطنية ، غايتها معرفة الله بالحدس لا بالعقل ، وبالوجد لا بالاستدلال ، وتقول بإلهين أحدهما كبير خير مفارق لا يدركه العقل ، ولا يحيط به العلم تفيض منه الحكمة (صوفيا) ، والتي فاض بها الشوق إلى الله فملئت بالتفكير فيه ، فمما أدى إلى تجرئها وخروجها عن الحدود لمملكة السماء وسقوطها ، ومن خطيئتها فاض إله الشر ، الملقب بـ (أركون) أي الشيطان ومنه خرج العالم السفلي ، وقد استطاع أركون أن يحبس النفوس في أجسامها ، لذا تجدها تهفو للخلاص فالإلهي منها ، أو الغنوصي يصعد للسماء والأرضي أو المادي يثبت على الأرض ويتوسطها الحيواني وهذه تتنازعها السماء والأرض ، وشرط الصعود إلى السماء الانتصار على شهواتها([31]) ، ومن أماكن تواجد الغنوصية العراق([32])  .

       وقد انبثق من الغنوصية عدد من المذاهب والديانات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.

الثنوية :

وهي مذهب فارسي قديم ، يذهب في تفسير العالم إلى القول بمبدأين متقابلين أزليين قديمين هما إله النور وإله الظلمة، والأول هو إله الخير والثاني هو إله الشر وللثنوية فرق كثيرة تجتمع في الاعتقاد بمبدأين أزليين هما إلهي الخير والشر وتختلف في الفروع من أشهر فرقهم المانوية - أتباع ماني بن فاتك الحكيم (215-276) – وهي مزيج من المجوسية والنصرانية ، ومن الثنوية: المزدكية – أتباع مزدك (488-531م) – ومن فرق الثنوية أيضاً الديصانية والمرقيونية ، والماهانية ، والصيامية ، والمقلاصية ، والثنوية من المذاهب الغنوصية ذات النزعة التلفيقية بين الفلسفات الباطنية العرفانية وبين الأديان وخاصة النصرانية والمجوسية([33]) . ونكتفي في هذا البحث بدراسة واحدة فقط من الفرق الثنوية([34]) وهي :-

الزرادشتية([35]) :

والتي تعد من الديانـات الغنوصيـة القائلة بإلهين للنور والظلام ، أو للخير والشر وما تزال موجودة حتى أيامنا هذه ، في الديانة الفارسية في الهند([36]) .

        ويعتقد الزرادشتيون أن الله هو السيد المهيمن الحكيم خالق السماوات والأرض ، ويعارضه الإله التوأم ، المسؤول عن كل الشرور في العالم ، واسمه (أهرمان) أي إله الشر أو الشيطان أو إبليس في الديانة الزرادشتية (Ahriman) ، وتاريخ العالم عندهم هو تاريخ الصراع بين الله والشيطان وينقسم هذا التاريخ إلـى أربـع فترات تمتد كل منها ثلاثـة آلاف سنة([37]) :-

1-   فترة تجهيز القوات : حيث كان الله والشيطان يجهزان قواتهما خلال الفترة الأولى والثانية.

2-   فترة الاشتباك والصراع وذلك في الفترة الثانية .

3-   هزيمة الشيطان ويكون ذلك في الفترة الأخيرة .

والناس خلال ذلك ينحازون إلى الإلهين ، فمنهم من ينصر أهورا (إله الخير) ، ومنهم من ينصر أهرمان ، لأن الإنسان تتجاذبه القوتان([38]) .

المطلب الثاني : الفرعونية :

        ذهب بعض الباحثين إلى أن المصريين القدماء كانوا يقدمون القرابين ، لبعض الآلهة التي تمثل الشر اتقاءً لشرها ، ومن أشهر هذه الآلهة : الإله – ست([39]) - ، وقد صوره الفراعنة على هيئـة مخلوق غريب الشكل له جسم كلب الصيد ، وذنب طويل مشقوق الطرف ، وعينان لوزيتان طويلتان غائرتان ، وقد مجد المصريون القدماء هذا الإله ، رغم شهرته السيئة ، وذلك لأن البلاد قد تعرضت آنذاك لغضب الشعوب الأخرى ، فضلاً عن غضب الطبيعة المدمرة ، مما جعلهم في حاجة إلى إله شرير ، كي يستطيع التعامل مع القوى الشريرة الأخرى ، وقد اتخذ هذا الإله لقب (حورس ست) مع التحامه بالأسرة الثامنة عشر التي أصبح لها امبراطورية مصرية واسعة الأطراف ، إلا أنه في القرن الثامن قبل الميلاد احتفل المصريون بهزيمة الإله ست على يد حورس وتم خصيه وسلخه وإحراقه فأصبح في نظرهم شيطاناً رجيماً([40])   .

                ويعد رمز (الأنك)([41]) الذي يتخذه عبدة الشيطان حديثاً واحد من الرموز التي ترجع إلى قدماء المصريين حيث يرمز إلى الحياة والخلود ، ويمثل الجزء العلوي منه الأنثى ، والجـزء السفلي منه يمثل الذكر([42]) ، وكان المصريون القدماء يعبدون إله الشر حاتمور – ابنة الإله رع – ويقدمون له القرابين اتقاءً لشره([43]) .

        إن الدارس للديانات القديمة السابقة يقف على الملاحظتين الآتيتين :-

الملاحظة الأولى : أن عبادة الشيطان بوصفها ظاهرة تعكس مدى الانحراف العقدي، والانحطاط الديني في الحضارات القديمة ، لها جذورها الضاربة في أعماق التاريخ بما تستلزمه من طقوس وشعائر يتقربون بها إليه ، وإن وجد إلى جانبها عبادة لغيره من الآلهة ، كما ظهر لنا في المذاهب الغنوصية والتي من بينها الديانة الزرادشتية ، أو الديانة الفرعونية القديمة ، ويعزى ذلك إلى أن الشيطان يكتفي من ابن آدم أن يضله عن التوحيد ، وأن يوصله إلى حقيقة الشرك ، فهذا مأربه كما أشرنا من قبل([44]) وإن كان غاية ما يريده الكفر بالله وعبادة الشيطان وحده . قال تعالى : (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)([45]) .

الملاحظة الثانية : إن اقتران عبادة الشيطان بعبادة غيره من الآلهة ، وهزيمة إله الشر (الشيطان) كما هو الحال بهزيمة (أهرمان) عند الزرادشتيين ، وهزيمة الإله (ست) عند الفراعنة القدماء ، يعكس اعتراف أصحاب تلك الديانات بضعف إله الشر في مقابل إله الخير وإن كانوا يعدونه رمزاً للقوة بدليل عبادتهم له اتقاءً لشره ، وفراراً من انتقامه ، إلا أن هذه العبادة اقترنت بكراهيته بدليل احتفال المصريين مثلاً بهزيمة إله الشر (ست) ، واعتقاد أصحاب الديانة الزرادشتية بنهاية إله الشر (أهرمان) وهزيمته في صراعه مع الله .

المطلب الثالث : اليهودية :

        برزت عقدة إبليس في الفكر والشخصية اليهودية ، وذلك بجامع التمرد على القيم والعقائـد والعبادات التي أمرهم الله باتباعها والقيام بها ، وقد أنزل الله فيهم قرآناً ، قال تعالـى : (وَاتـْلُ عَلَيْهـِمْ نَبـَأَ الـَّذِي آتَيْنـَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ

الْغَاوِين * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنـَاهُ بِهـَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ *  سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُون ) ([46])  . ضرب الله عز وجل في هذه الآيات مثلاً شبه فيه اليهود الذين تمردوا على آيات الله بعد أن علموا بها وعرفوها بالكلب في أسوأ أحواله([47]) .

        وقد وصفتهم التوراة بصفة التمرد والعناد والتكذيب بآيات الله ومن ذلك ما ورد فيها "وقال الرب لموسى رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة"([48]) وقال الرب لموسى "حتى متـى يهيننـي هذا الشعب ؟! وحتى متى لا يصدقونني ؟! بجميع الآيات التي عملت في وسطهم"([49]) .

        لقد تمثل اليهود بالشيطان في كل شيء حتى وصفهم النصارى – بحسب ما نسبوه إلى عيسى عليه السلام – بأنهم أبناء إبليس([50]) جاء في إنجيل يوحنا أن المسيح عليه السلام قال لهم خلال حوار "أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا"([51]) .

        وبالنظر في الفكر اليهودي نجد أن اليهود يرفضون إطلاق مصطلح عبدة الشيطان عليهم ، إلا أن الماسونية وهي أبرز المنظمات السرية اليهودية، شجعت عبادة الشيطان في أوروبا، منذ القرون الوسطى .

وقد ظهر ذلك في آثارها على فرقة فرسان الهيكل، التي أعلنت عبادتها للشيطان، وأنه قد أوصاها بالقضاء التام على رسالة الإسلام، وعلى كل من ينتمي إليه([52]) وقد أدى نشاط الماسونية في هذه الفرقة على خروج طائفة الكثاريين منها ، وسيأتي المزيد من البيان حول هذه الطائفة فيما بعد([53]) .

ورغم ذلك يوجد قواسم مشتركة، بين اليهود وعباد الشيطان، في بعض المعتقدات والطقوس والممارسات، والتي يمكن إجمالها في النقاط الآتية :-

أولاً – التقرب للشيطان بالذبائح :

        يعتقد اليهود بضرورة تقديم عنزين يوم عاشوراء – الفصح – أحدهما لله والآخر للشيطان، لأن الله تعالى أمرهم بذلك بزعمهم([54]) . ورد في التوراة "ويلقي هارون على التيسين قرعتين قرعة للرب وقرعة لعزازيل ، ويقرب هارون التيس الذي خرجت عليه القرعة للرب ويعمله ذبيحة خطيَّة وأما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حياً ، أمام الرب ليكفر عنه ليرسله إلى عزازيل إلى البرية"([55]) . وعزازيل اسم عبري معناه عزل ، ويطلقه أهل الكتاب على الشيطان([56]) ، ويعتقد اليهود أن قربـان الله في النص السـابق يذبح رمزاً للتضحية في الدنيا في حين قربان الشيطان يطلق كرمزٍ لاستباحة الحرمات والملذات ، واسترضاءً لإبليس([57]) .

ثانياً – تعاملهم بالسحر :

        لقد تعامل اليهود بالسحر من خلال اتصالهم بالشياطين وتعاونهم معهم، إلا أن ذلك عند اليهود وصل إلى حد الخرافة التي تتناقض مع الدين والعقل والواقع، ومن ذلك زعمهم أن بقدرة الساحر منهم إحياء الموتـى إن أراد ذلك، وخلق بعض الحيوانات الكبيرة، ويقومون بأكلها ، ويبدلون النباتات إلى حيوانات ، ويحولون الإنسان إلى حيوان إلى غير ذلك من أنواع الخرافات والضلالات .

        جاء في التلمود ([58]"إن أحد مؤسسي المذهب التلمودي اليهودي كان بمقدوره أن يحيي الإنسان بالسحر بعد قتله ، وقد كان في كل ليلة يخلق عجلاً ابن ثلاث سنوات بمساعدة أحد الربانيين ، ويأكلانه معاً ، كذلك كان أحد الربانيين المنتمي إلى المذهب التلمودي يزعم أنه بمجرد إرادته يستطيع إبدال القرع والبطيخ بالظباء والجداء"([59]) .

        ويزعمون "أن الرباني العازار كان يحول حقله المزروع قرعاً على هذه الصورة ، والرباني جاني عرف أن يقلب المياه إلى عقرب ، بل إنه في بعض الأحيان حول امرأة إلى حمار كان يركبه في نزهاته"([60]) .

        وقد تمادى اليهود في غيهم حتى نسبوا السحر إلى إبراهيم عليه السلام وأنه علمه لغيره ، حتى إنه كان يربط في عنق كل مريض حجراً يعيد إليه صحته"([61]) ، "ويزعم الحاخامات أن إبراهيم عليه السلام كان يعرف العرافة لأنه أعطى بعض الهدايا لأبنائه كانت فيها قوة السحر"([62]) ، ولا نستغرب ذلك منهم إذ هم قتلة الأنبياء ووصفوهم بأقبح الصفات وتطاولوا على رب العباد .

        وقد ذكر أليفاس ليفي – ساحر فرنسي كبير وهو يهودي ومعلم للسحر - بأن التلمود يعد الكتاب الأساسي لكل أنواع السحر([63]) .

ثالثاً – العنف وسفك الدماء :

        امتازت بعض الطقوس الدينية والحفلات والأعياد في التراث اليهودي بالاعتماد على العنف وسفك الدماء وصناعة الفطير بدماء الأمميين – غير اليهود – وتناولها في أعيادهم .

        ويستمد اليهود مشروعية العنف – والاعتداء على الآخرين واستباحة دمائهم وتدمير ديارهم وتحريقها – من كتبهم المقدسة والمتمثلة في التوراة والتلمود .

        ومن ذلك ما ورد في التوراة من أن إسرائيل سأله ربه لماذا خلقت خلقاً سوى شعبك المختار ؟! فقال له : "لتركبوا ظهورهم ، وتمتصوا دماءهم ، وتحرقوا أخضرهم ، وتلوثوا طاهرهم وتهدموا عامرهم"([64])  .

        وينسبون إلى نبي الله داود عليه السلام أفظع الجرائم، حيث جاء في سفر صموئيل الثاني: "وأخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد ، وفؤوس حديد وأمرَّهم في أتون الآجر وهكذا صنع بجميع مدن بني عَمُّون"([65]).

        وقد أمر الله تعالى موسى عليه السلام في التوراة بالانتقام من المديانيين بزعمهم "فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر ، وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم .. وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهـم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم ، وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار ، وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم"([66])  . 

        ويزعمون أن الرب تعالى يبارك هذه الأفعال ويعينهم عليها ، جاء في التوراة والخطاب لإسرائيل – يعقوب عليه السلام – عند دخول الأردن : "فاعلم اليـوم أن الرب إلهك ، هو العابر أمامك ناراً آكلة ، هو يبيدهم ويذلهم أمامك ، فتطردهم وتهلكهم سريعاً كما كلمك الرب"([67])  .

        وتعدى العنف عندهم وسفك الدماء إلى الاعتقاد بإمكانية قتل الشياطين وذلك بممارسة واحدة من الشعائر والطقوس الشيطانية من خلال إجادة صناعة فطير عيد الفصح .

        جاء في التلمود في سياق حديثه عن خلق الشياطين "وبعض الشياطين من نسل آدم الذي كان قد هجر حواء بعد اللعنة والتقى باثنين من نساء الشياطين فولدتا شياطين ويستطيع الإنسان في

بعض الأحوال قتل الشياطين إذا أجاد صناعة فطير الفصح"([68]) .

        كما جاء في التلمود ما يثبت أن قتل غير اليهود واجب لا بد من فعله ، ولا قيمة للعهود والمواثيق ، ومن ذلك أن "قتل المسيحي من الأمور الواجب تنفيذها ، وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم اليهودي به"([69]) .

وليس المراد بالمسيحي الحصر وإنما كل من ليس يهودياً ، وذكر المسيحي لأنها هي الديانة السائدة في العصر الذي كتب فيه التلمود .     

        ولقد صرح التلمود بأن الذين يقتلون غير اليهود يحتلون مكاناً عظيماً في الجنة . يقول زوهار : "في قصور الجنة الأربعة ، يعيش أولئك الذين تفجعوا على صهيون والقدس ، وجميع الذين أبادوا شعوباً وثنية ... والذين قتلوا شعباً يعبد الأوثان ارتدوا أثواباً أرجوانية (امبراطورية) ليتميزوا بها ويفخروا ..."([70]) .

كما قضى التشريع اليهودي بقتل كل من تجرأ وضرب إسرائيلياً فقد جاء في "سنهدرين ص 58" "يقتل الوثني إذا ضرب إسرائيلياً لأنه يكون قد ضرب القدرة الإلهية ولذلك قتل موسى مصرياً لأنه ضرب يهودياً"([71]) .

وهذا زعمهم يتهمون فيه موسى عليه السلام أنه فعله عن قصد ، وهذا يتنافى مع عصمة الأنبياء ، ومع نصوص القرآن (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )([72]) ، ونفى موسى عليه السلام هذا الزعم حين قال : (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين )([73]) .

وأضاف اليهود إلى هذا العنف وسفك الدماء بلا رحمة أنهم استحلوا شرب دماء غير اليهود وجعلوا ذلك من شعائرهم التعبدية كما يحصل في عيد الفصح حيث يضيفون بعض الدماء مع الفطير ليتناولها اليهود في ذلك اليوم ، ومما يؤكد ذلـك ما فعلـه اليهود في سورية سنة 1840م حيث استدرجوا الأب توما وقامـوا بقتلـه وجمع دمه لصناعة فطيرة عيد الفصح([74]) .

ويقوم اليهود باستخدام الدماء أيضاً في عدة أعمال منها([75]) :-

1-   الأعمال السحرية بالتعاويذ والرقى .

2-   في علاج بعض أمراض الحاخامين .

3-   في إطعام العروسين ليلة الزفاف .

4-   مزج بعضه بدم الطفل المختون ودهن حلقه به ليطهر .

5- دهن أصداغهم في ذكرى خراب أورشليم كل سنة كما يقومون برش بعضه على البيض المسلوق وتناوله في هذه الذكرى .

6-   دهن صدور موتاهم به مع تلاوة بعض الألفاظ الرمزية .

7-   مزج بعضه بخبز عيد البوريم .

ونلاحظ أن الطقوس والتعاليم السابقة تعكس جنوح اليهود نحو العنف قديماً حيث حاولوا قتل المسيح ولكن الله رفعه إليه وما يرتكبونه في العصر الحديث من جرائم قتل ومذابح لا تخفى على ذي لب .

رابعاً : الشذوذ الجنسي :

إن شريعة موسى عليه السلام حرمت الفواحش والشذوذ الجنسي كغيرها من الشرائع فقد جاء في الوصية العاشرة "لا تشته امرأة قريبك"([76]) ، وقال موسى "لا تشته امرأة قريبك فمن يزني بامرأة قريبة يستحق الموت"([77]) .

والملاحظ أن اليهود قد حرفوا النصوص السابقة بما يوافق أهواءهم وشهواتهم بحيث اقتصروا في منع الزنا مع امرأة القريب أي اليهودية فقط .

         وقد بين التلمود أن المقصود بالقريب هو اليهودي فقط وهذا يعني أن إتيان زوجات الأجانب جائز ومباح ، وبالتالي فإن اليهودي الذي يزني ويغتصب النساء غير اليهوديات لا يرتكب محرماً([78]) . 

         حتى إن التلمود نفى العقاب لمن زنى في غير اليهوديات وذلك رفعاً للحرج والإثم سواء كان ذلك مع النساء أو الرجال مما يعني أنهم أباحوا اللواط إضافة إلى إباحة الزنا .

         جاء في التلمود "إن الزنا بغير اليهود ذكوراً كانوا أم إناثاً لا عقاب عليه لأن الأجانب من نسل الحيوانات"([79]) كما أجازوا اللواط بالزوجة ، ففي التلمود "اللواط بالزوجة جائز لليهودي لأن الزوجة بالنسبة لليهودي للاستمتاع بها كقطعة لحمة اشتراها من الجزار ويمكنه أكلها مسلوقة أو مشوية حسب رغبته"([80]) .

         كما لا يمانع اليهود من إتيان المحارم كالأم والأخت ، لذا فإن الذي يرى روية من ذلك تفسر بأمور محببة وحسنة ، وهذا يدل على التشجيع على ذلك الفعل الشنيع .

         جاء في تلمودهم "من رأى أنه يجامع والدته فسيؤتى الحكمة ، ومن رأى أنه يجامع أخته فمن نصيبه نور العقل"([81]) .

        وفيمـا يبدو أن التوراة تحرم الاتصال بين المحارم إلا أن طبيعة اليهود الشاذة جعلتهم يستبيحون تلك المحرمات والصلات الممنوعة عنهم ، جاء في التوراة "ثم قال أمنون لثامار : إيتي بالطعام إلى المخدع فآكل من يدك فأخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به أمنون أخاها إلى المخدع وقدمت له ليأكل فأمسكها وقال لها تعالي اضطجعي معي يا أختي فقالت له : لا يا أخي لا تذلنـي لأنـه لا يفعل هكذا في بني إسرائيل لا تعمل هذه القباحة ، أما أنا فأين أذهب بعاري ، وأما أنت فتكـون كواحد من السفهاء في بني إسرائيل ، والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك فلم يشـأ أن يسمع لصوتهـا بل تمكـن منها وقهرها واضطجع معها"([82]) .

      وهذا يعني أن التوراة المحرفة قد سوغت لليهود الشذوذ الجنسي ، وهو من أبرز ما ظهر في ممارسات عبدة الشيطان في التاريخ الانساني .

خامساً : التعلم من الشيطان : 

إن اليهود يتعلمون من الشيطان أنواع الفساد والإفساد ويتخذونه مستشاراً لهم وكبير الشياطين يقتبس العلم من الملأ الأعلى بزعمهم .

جاء في التلمود "يجوز لهم – أي لليهود – أن يستشيروا الشيطان في آخر أيام الأسبوع – يوم الجمعة – "([83]) ، وفيـه أيضاً أن "أسموه سلطان الشياطين يصعد كل يوم إلى الملأ الأعلى لكي

يقتبس هناك العلم"([84]) .

وإذا كان اليهود قد ارتضوا أن يكون الشيطان أستاذهم ومعلمهم، فإن هذا يفسر لنا ظاهـرة الشذوذ والانحراف السلوكي والفكري، وقولهم على الله بغير علم، وتأليهـم على أنبيائهم .

لذلك لا غرابة من انتشار الرقص والاختلاط بالنساء لاعتقادهم "أن الشياطين تحب الرقص عند المياه وبين النساء وعند رجوعهم من الجنازة مما يعكس عدم تأثرهم أو احترامهم للموت . جاء في التلمود "أن الشياطين يحبون الرقص بين قرون الثيران الصاعدة من المياه ، وفي وسط النساء الراجعات من الجنازة ، وهم يرغبون في الدنو من الربانيين لأن الأرض العطشى تشتاق إلى المطر"([85]).

ومما يؤكد ما ذهبنا إليه من ظهور عبادة الشيطان عند اليهود ما يلي :-

1- ظهور الشعائر الشيطانية في التراث اليهودي قديماً وحديثاً والذي تمثل في الشذوذ الجنسي والعنف وسفك الدماء وجميع مظاهر الانحراف .

2- تبني التيار الماسوني لعبادة الشيطان ودعوته إليها : اتخذ الماسون موقفاً عدائياً من الدين، ودعوا إلى الإلحاد ونبذ الأديان، وتحويل المعابد والأماكن المقدسة إلى محافل ماسونية، وطالبوا بتكذيب الأنبياء، ومحاربة المتدينين، ونادوا بإهدار الأخلاق، وامتهان المرأة، واستخدامها مطية للإسقاط وكسب العناصر الجديدة والأتباع، عبر الجنس والشذوذ ، وذهبت بعض المحافل الماسونية إلى أن الله والشيطان إلهان متساويان، حيث يرمز الله إلى الظلام والشر بزعمهم، ويرمز الشيطان إلى النور والخير، ويكافح الشيطان ضد الإله ([86]) .

ولعل هذا الاتجاه الماسوني قد أوجد كثيراً من الأتباع في الواقع المعاصر، ممن اتخذوا عبادة الشيطان عقيدة تأمرهم بالتمرد على الله ونكرانه، وتقربهم لمعبودهم إبليس بشتى القربـات والطقـوس التعبدية ، كما ذهبت بعض المحافل الماسونية إلى عدِّ الإنسان إلهاً يعبد ([87]) .

وهذا الاعتقاد يعني عبادة الأهواء والرغبات والتمتع بالحياة الدنيا ، وقد ظهر لهذا الاتجاه الفكـري أتباع وأنصار من عبدة الشيطان الذين عبدوا أهواءهم ورغباتهم، وشـاركوا في

الطقوس الشيطانيـة لمـا تحققه من متعة ولذة في جانب الجنس ونحوه ([88]) .

3- ظهور جماعة إخوة الشياطين والتي مقرها تل أبيب وإيلات حيث تتخذ النجمة السداسية والصليب المعكوف شعاراً لها مع تواجدها في ألمانيا وفرنسا واليابان وجنوب أفريقيا([89]) .

4- قيام اليهودي الأمريكي أنطون ساندرو ليفي بتأسيس كنيسة عبادة الشيطان عام 1966م ، ونشر أفكارها وطقوسها ومبادئها([90]) .

المطلب الرابع : النصرانية

ظهرت عبادة الشيطان في التراث النصراني منذ القرن الثاني عشر الميلادي، وذلك لدى طائفة تعرف باسم (جماعة الكثاريين) ومعناها الأطهار ، وهي من أقدم الفرق الداعية إلى تطهيـر الكنيسـة من الفساد والانحراف الذي لحقها ، إلا أنها اتجهت نحو الهرطقة والقول بالثنائية([91]) .

وذهب أتباع هذه الطائفة إلى أن الشيطان –لا الله – هو الذي خلق العالم المرئي ، وجعل المادة كلها شراً بزعمهم بما فيها الصليب الذي مات عليه المسيح كما يزعمون وتمردوا على كثير من الطقوس والشعائر الدينية النصرانية ، كالعشاء الرباني والقداس ، وتعظيم الصور والتثليث ونحو ذلك([92]) . وقد استمرت هذه العبادة إلى أن قمعهم البابا أنوسيت الثالث في القرن الثالث عشر الميلادي بالتعاون مع ملك فرنسا ، حيث تم قتل سبعة آلاف من النساء والرجال والأطفال ، وذلك خلال محاكم التفتيش التي ظهرت في تلك الآونة([93]) .

ومن الجدير بالذكـر أن هذه الطائفة – (الكثاريين) – انبثقت من جماعة فرسان الهيكل ، التي شاركت في الحروب الصليبية ، إلا أن تأثرها بالماسونية دفعها إلى إنشاء كنيسة خاصـة بها، تمارس فيها عبادة الشيطان برعاية الكنيسة الكاثوليكية، في مدينة القدس عام 1118 م([94]).

الملاحظ أن جماعة الكثاريين وهم عبدة الشيطان في التاريخ النصراني، حين حاربتهم الكنيسة وأوشكت أن تقضي عليهم عن طريق محاكم التفتيش ، لم يرق ذلك لليهود ، فعملت الماسونية على إحياء هـذه العبـادة وهذه النشاطات الخاصة بعبدة الشيطان ولكن ذلك كان سراً .

عملت فرقة فرسان الهيكل في القدس على القضاء على المسلمين، معلنة أن الشيطان قد أوصى بالقضاء التام على رسالة الإسلام وعلى كل من ينتمي إليها ، واستمر هذا النشاط حتى جاء صلاح الدين الأيوبي عام 1291م فأجلاهم عن بيت المقدس ، وجردهم عسكرياً وتحولوا إلى فرنسا حيث مارسوا ألوان الفساد والشذوذ والجنس والعنف والقتل .

لقد أحس ملك فرنسا فيليب الرابع بخطرهم فأمر بالقبض عليهم ، واعترفوا بجرائم كثيرة وبانتمائهم لعبـدة الشيطان ، فصدر الحكم على جميع أتباع كنيسة عبدة الشيطان بالإعدام ، بما فيهم رئيسهم القديس (جاك دي مولي) وكان ذلك في عام 1314م ، فضعف نشاطهم أو انعدم . وعاودوا الظهور ثانية سنة 1335م في مدينة تولوز الفرنسية ، ولم يبالوا بالتحذيرات ، فقبض عمـدة المدينـة على 63 عضواً منهم ، وأمر بإعدامهم حرقاً بأفران النار الضخمة([95]) .

ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة حاولت منع عبدة الشيطان بقسوة، حيث صدرت كتابات عن الكنيسة في القرن الخامس عشر، تشير إلى أن الكنيسة في القرن الثالث عشر، حاكمت وأعدمت الملايين منهم([96]) .

وعلى الرغم من هذه الإجراءات والممارسات الشديدة من قبل الكنيسة ضد عبدة الشيطان إلا أن بقايا هذه الظاهرة استمرت، ردحاً من الزمان، تخللها ظهور توبة بعضهم ، واستمرار البعض الآخر .

ذكر فرويد في تقرير مفصل عام 1923م عن وثيقة مأخوذة من دار المحفوظات الإمبراطورية في فينا ، أن المصور كريستوف هايتزمان عاهد الشيطان وكتب معه عقداً موقعاً بالمداد الأسود وآخر موقعاً بالدم على أن يبيعه روحه ويسعد بمعونته ، وحدث ذات يوم عام 1677م أن هذا المصور كان يصلي في الكنيسة فسقط مصروعاً ، وجيء به إلى الأسقف فاعترف له بما كان بينه وبين الشيطان من معاهدة وتوسل إليه أن يسأل السيدة العذراء أن تعتقه من أوهام الرجيم وتساعده في استرداد تلك الوثيقة التي تسلط بها عليه ، وبعد فترة قضاها المصور في التوبة رأى أن الشيطان جاءه بوثيقة الدم وحفظ عنده وثيقة المداد الأسود فشفي من داء الصرع برهة، ثم عاودته النوبات، وتمثلت له خلالها الأطياف المقدسة من عليين، ووقع في روعه أنها لا ترضى عنه ما بقيت في حوزة الرجيم تلك الوثيقة السوداء([97]).

المبحث الثالث 

عبادة الشيطان لدى بعض الفرق في التاريخ الإسلامي

برزت ظاهرة عبادة الشيطان وممارسة بعض الطقوس الخاصة بهم لدى بعض الفرق في  التاريخ الإسلامي مما يؤكد قدم هذه الظاهـرة في مختلف الأقطار والأجناس والحضارات ، إذ لم تقتصر على الحضارات القديمة وإنما تعدت إلى الحضارة الإسلامية أيضاً ، وسنشير في هذه الدراسة إلى فرقة اليزيدية والتي تميزت بهذه الظاهرة .

اليزيدية :

         يزعمون أن لهم أميراً في الجاهلية اسمه شروين ، وأنه أفضل من محمد r وسائر الأنبياء عليهم السلام .

وهي من الفرق المنحرفة التي ظهرت في التاريخ الإسلامي إثر انهيار الدولة الأموية وذلك عام 132هـ([98]) وهم أتباع يزيد بن أبي أنيسة ، وتعد من الفرق الخارجة عن الإسلام لفساد معتقدها([99]) ، وقد تبلورت هذه المعتقدات فيما بعد على يد الشيخ عدي بن مسافر الهكاري وقيل (الحكاري) من بني أمية وينسب لمروان بن الحكم (467هـ - 557هـ) ويسميه البعض الشيـخ عادي وأرجـع بعض المؤرخين أصله إلى اليهودية ، وقبره في جبل لالش في العراق([100]) . 

ولعل عبدة الشيطان الموجودون اليوم في العراق ، يرجعون إلى هذه الطائفة وهذه الجذور.

من مزاعمهم وطقوسهم :

أ – تقديس يزيد بن معاوية وإبليس ويطلقون عليه (طاووس ملك) – ولعل يزيد تصحيف من يزدان وهو إله الخير عند اليزدانيين من أهل فارس([101]) - ، لذلك فهم يستنكرون لعن إبليس في القرآن وقاموا بطمس كل كلمة من كتاب الله بالشمع إذا كان فيها لعن أو لعنة أو شيطان أو استعاذة ، زعماً منهم أنه لم يكن موجوداً في أصل القرآن وإنما من صنع المسلمين([102]) .

ب – يعتقدون أن إبليس لم يطرد من الجنة بل نزل إلى الأرض من أجل رعاية الطائفة اليزيدية على وجه الأرض([103]) .

ج – يحرمون حلق الشارب ويرسلونه طويلاً بشكل ملحوظ([104]) .

د – لهم ليلة سوداء (شفرشك) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها الخمور والمحارم مثل بنات البنات ، وبنات البنين كما استباح ذلك المجوس([105]) .

هـ - يقوموا بتعميد أطفالهم بعد الولادة بأسبوع – بماء زمزم – وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ، ومؤمناً بطاووس الملائكة ، أي إبليس([106]) .

و – زيارة قبر مؤسس المذهب – عدي بن مسافر – أفضل من الحج وزيارة القدس حيث يأخذون من التراب حول قبره ويصنعون منه طيناً كالأقراص ويسوونه في الأفران ويتبركون بها ، ويقومون عند زيارة القبر بالانحناء وطأطأة الرأس تأدباً للشيخ([107]) .

ز – يؤمنون بالتناسخ والحلول ويعتقدون أن يزيد بن معاوية ولدته أمه من نور الله ،وهم بذلك يؤلهون يزيد بن معاوية([108])، وترتيبه عندهم بصورة التثليث:الله – يزيد-عدي ([109]).

ح – يعتقدون أنه سيبعث نبيٌ من العجم، بكتاب من السماء، وينسخ شريعة محمد r([110]) ، وشريعته الناسخة هي الشريعة الشيطانية الداعية إلى الفساد والانحلال والإلحاد .

ط – لهم كتابات مقدسان أحدهما يسمى (مصحف رش) ومعناه الكتاب الأسود – وهو نفس الاسم الذي اتخذه اليهودي ليفي لكتابه الإنجيل الأسود ككتاب مقدس لعباد الشيطان في العصر الحديث – ويتحدث هذا الكتاب عن خلق الكون والملائكة وتاريخ نشوء اليزيدية وعقيدتهم ، وفيه أيضاً أن العالم خلق من قوتين هما الخير والشر ، وأن الخير هو الله والشر هو الشيطان وأن الشـر تغلب على الخير . والآخر اسمه (الجلوة) ويتحدث عن صفات الله ووصاياه وعن الشيطان والوعد والوعيد وتناسخ الأرواح([111]) .

ي – من شعائرهم صيام ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول وتصادف عيد ميلاد يزيد بن معاوية ، ويزعمون أن المسلمين أخطأوا فحسبوا الأيام ثلاثين يوماً ، وصلاتهم عند الشروق والغروب وتكون بتقبيل الأرض ، ومن صلى عندهم في ليلة النصف من شعبان فإن ذلك يغني عن صلاة سنة كاملة . وقبلتهم هي ضريح عدي بن مسافر – وعيدهم الكبير اسمه (جار جار) وهو في الصيف([112]) .

     ولعل اليزيدية يصلون عند الشروق والغروب لأنهم يتقدمون ويتقربون بهذه الصلاة للشيطان، حيث تطلع الشمس وتغرب بين قرني شيطان كما جاء في الحديث الصحيح ، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز ، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ، ولا تحينـوا بصلاتكـم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان"([113]) .

ك – يقوم الزيدية بتدنيس القرآن ، ومسح أيديهم به بعد تغوطهم ، ويبولون عليه([114]).

ل – الزنا مباح عندهم شريطة أن يكون عن تراض ، ومن يرضى عنه الشيخ يزني بامرأته([115]) . والزواج عندهم أخذ شكلاً من أشكال الزنا حيث يقوم العريس بخطف عروسه أولاً ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر وإتمام مراسم الزواج([116]) .

م – يحرمون لحم الخنزير ، ولحم الديك ، والسمك لأن الشيطان يتمثل فيها بزعمهم([117]) ، وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم لأنه نظير لإبليس طاووس الملائكة([118]) .

أسباب تقديس إبليس عند الزيدية([119])  :

1- يعد إبليس عند الزيدية الموحد الأول لأنه رفض السجود لآدم – عليه السلام – في حين سجد الملائكة له متأولين أمر الله تعالى بالسجود أنه كان على سبيل الاختبار وقد نجح إبليس بذلك حيث كان إبليس محقاً في عصيانه لربه بزعمهم ، فكافأه الله بأن جعله طاووس الملائكة ورئيساً له .

2-  خشيتهم منه لقوته ودليلهم :-

أ – أنه تصدى للإله وتجرأ على رفض أوامره فهو بطل في العصيان والتمرد .

ب – إغواء إبليس لآدم عليه السلام بأن أكل من الشجرة فكان سبب خروجه من الجنة .

المبحث الرابع

عبادة الشيطان في الشعر

برزت فكرة الشيطان قديماً في الشعر، كرمز يعبر عما يجيش في صدر الشاعر من أفكار وأحاسيس ، ويعبر عن المكنونات النفسية له ، وكذلك اتجاهاته السلوكية ، وانحرافاته الدينية في بعض الأحيان ، والتي بلغت – عند بعض الشعراء – إلى حـد التزلف للشيطـان والتقرب إليه ، فضلاً عن عدهِ رمزاً للقوة والتمرد والكبرياء ، وقد اتخذ ذلك عدة اتجاهات وهو ما يمكن توضيحه في المطالب الثلاثة الآتية :-

المطلب الأول : الشيطان رمز البطولة والكبرياء والتمرد :

        صور بعض الشعراء الشيطان بصورة تخيلوها كبطل ملحمة ورمز للكبرياء والتمرد ومن بين هؤلاء الشاعر الإنجليزي ملتون (Milton) في الفردوس المفقود . ويلاحظ أنه عاش إبـان ثورةٍ عنيفة ، فوضع على لسانه الكلام الذي يريده ، ويخفيه في مضامين القول أو يعلنه ([120]).

يعـد الشيطان في قصيـدة جون ملتون الملحمية "الفردوس المفقود" الشخصية الرئيسة ، حيث عرض صورته بطريقـة مهيبـة ، حامـلاً كثيراً من صفات البطل التراجيدي – أي شخصيـة بارزة ذات مكانـة عاليـة ، تدفـع حياتها ثمن سقطة من أفعالها – فالقصيدة في بدايتها تلخص الأحداث التي أدت إلى نفـي الشيطـان إلى النار بسبب إعلانه الحرب على الله ، وقد سردت القصيدة هذه الأحداث بما يصور الشيطان بطلاً تمثلت فيه صفات القيادة ، وذلك لقيادته جيشاً من الملائكة ، وإعلانه الحرب على الله وملائكته .

ويرى ملتون أن هـذه الحرب التي يقودهـا الشيطـان لصالـح قضية عادلة ، فهو لا يحارب لأنه شرير ، ولا يحارب لشهرة ، ولا يحارب لكراهية ، إنما من أجل قضية يؤمن بها ، والنضال من أجل قضية عادلة معيار للبطولة – لذلك جعل ملتون الشيطان بطلاً تراجيدياً([121]) .

كما عبر ملتون عن النظرة الشيطانية ، التي تزعم أن الشيطان ملكاً يقود جيشاً من الملائكة الأشرار ([122]) ، حيث زعمت النصوص المقدسة للنصارى ، أن الله تعالى سيحاسب الملائكة الأشرار ، الذين سقطوا في الخطيئة ، وسيعاقبهم في جهنم .

جاء في رسالة بطرس الرسول الثانيـة : "لأنـه إن كـان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسـل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء ([123]) . وهو ما يتنافى وعقيدة الإسلام التي تثبت صفـة الطاعـة المطلقة للملائكة ، وانقيادها الكامل لله عز وجل ، قال تعالى : ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهـُمْ وَيَفْعـَلُونَ مَا يُؤْمـَرُونَ) ([124]) ، كما لا نسلم له زعمه أن إبليس من الملائكـة ، حيـث صرح القرآن الكريم كونه من الجن ، قال تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كـَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) ([125]) .

كما زعم ملتون – أيضاً – أن الشيطان بدأ حياتـه ملاكاً بارزاً من ملائكة الطبقة العليا ، يقود التمرد وينهزم ويعاقب في الهبوط إلى جهنم ، وهذا يعني أن كبرياء الشيطان وطموحه المبالغ فيه أدى إلى انهياره ([126]) .

ولعل ما ذكره ملتون في قصيدته في الجزء الأول منها ، والبيت رقم (263) يوضح إصرار الشيطان علـى السـير في طريـق البطولة والكبرياء والتعالي ، وذلك من خلال تطلعه إلى الحكم والرياسة ، ولو كان في جهنـم ، وزهـده في الجنـة ورفضه لهـا ، إذا كان سيفقد مكان الصدارة فيها ، يقول ملتون على لسان الشيطان : "أفضل أن أحكم في جهنـم على أن أخدم في الجنة" ([127]) .

ويلاحظ أن ملتون قد صور الشيطان بتلك الصورة البطوليـة ، متناسـياً صـورته الحقيقية كرمز للشر وتمرده على خالقه ، واستنكافه عن عبادته ، ورفضه طاعته ، وإعلان الحرب على الله وملائكته ، لكي يقنع القاريء ويشوقه لتقمص دور هذه الشخصيـة البطوليـة والرئيسة في القصيـدة بما يحقق أغراض الشاعـر وأهدافه الدينية والسياسية ، التي تضمنتها القصيدة وكانت ترمي إليها .

        ويرى النقاد أن شيطان ملتون قد تم اقتباسه من ظاهرة التمـرد لأقـدم الشـياطين المتمـردين ، وهـو الرب اليوناني القديم برومثيوس (Prometheus) الذي تمـرد على رب الأرباب زيوس، ليعلم أبناء آدم ما أخفاه الأرباب عنهم ، ومن ثم يتخذ من هؤلاء الآدميين تلاميذ له ومريدين ([128]) .

 المطلب الثاني : الشيطان رمز الجمال :

        إذا كـان الشيطان في التصور الإنساني السليم هو صورة للقبح في أعلى درجاته ، إلا أن

بعض الشعراء ذهب إلى خلاف ذلك ، فعده رمزاً للجمال وأضفى عليه أجمل الصور وأحسنها ، متهكماً على من خالفه في ذلك .

        فقد تخيل الشاعر الشـرقي السعدي صاحب البستان والجلستان بأن الشيطان فاتن وسيم ، يكذب بملاحته ما يقوله الآدميون عن دمامته وقبحه ، لأنهم حسب زعمه مطرودون وموتورون([129]) ومما قاله :

"رأيت الشيطان في حلم ... فيا عجباً لما رأيت ... رأيته على غير ما وهمت من صورة شنعاء تخيف من ينظر إليها ... قامة كفرع البانة ... عينان كأعين الحور... طلعة كأنها تضيء بأشعة النعيم !... قاربته وسألت : أحقاً أنت الشيطان المريد ؟

أحقاً ذاك ولا أرى ملكاً له جمال محياك ؟ ولا عيناً قد نظرت إلى شبيه سيماك ؟ ما بال أبناء آدم يتخذونك لهم ضحكة فيما يصورونك ؟

وفي وسعك أن تجلو لهم وجهاً كصفحة البدر ، ونظرة تتهلل ببهجة الرضوان ؟ وابتسامة تشرق بالنعيم ؟

أولئك الرسامون يبغضونك إلى العين ، وحماقات الإنس تكشفك لنا في صورة تنقبض لها القلوب !

ويقولون لي إنك كالليل البهيم ... وما أرى أمامي إلا الصباح المنير"([130]) .

        ونلاحظ أن الشاعر كان شاذاً في هذا التصور إذ أطلق كل معاني الجمال على الشيطان ، وهذا يعكس لنا مدى حب الشاعر للجمال واستجابته لمن يتصور به ، فهو بذلك يحب الشيطان ويستجيب له .

        ومن ناحية أخرى تعد القصيدة السابقة دعوة للآخرين إلى تصور الشيطان وتخيله بعين الشاعر نفسه ، مما يمثل دعوة إلى عبادة الشيطان وطاعته ، وخاصة أن الشاعر لم ينتقد الشيطان في شيء ، بل رفض وذم الذين وصفوه بالقبح والدمامة .

المطلب الثالث : الشيطان رمز الانحراف والتحرر من الشريعة :

        الشيطانية وعبادة الشيطان والشيطان نفسه رمز للانحراف والتحرر من الشريعة، ورفض التكاليف والتدين ، ومن الشعراء من أُعجب بالشيطان لدرجة اتباعه والتغني بالقربى إليه وتقديسه

والتتلمذ على يديه ، ومن أبرز الشعراء الذين وقعوا في ذلك أبو النواس([131]) .

        لقد كان أبو النواس كثير اللهج بذكر الشيطان ، وكان كثيراً ما يعول عليه في غواياته ومغامراته ، ومن صفات شيطان أبي النواس التيه والخبث والعلم والحيلة ونحو ذلك مما يؤدي إلى إرضاء أبي النواس وملازمته([132]) .

        ويصدق ذلك قصيدة أبي النواس والتي بعنوان (فتوى من فقيه عالم) ، ويقصد بذلك الفقيه العالم الشيطان الرجيم .

        قال أبو النواس في ديوانه([133]) :

قل للعذول بحانة الخَمَّار

 

 

والشرب عند فصاحة الأوتار

 

إني قصدت إلى فقيه عالم
 

 

متنسك حبر من الأحبار
 

متعمقٍ في دينه متفقه
 

 

متبصر في العلم والأخبار
 

قلت النبيذ تُحلّهُ ؟ فأجاب : لا
 

 

إلا عُقاراً ترتمي بشرار
 

قلت : الصلاة ؟ فقال : فرض واجب
 

 

صل الصلاة ، وبت حليف عُقار
 

اجمع عليك صلاة حول كامل
 

 

من فرض ليل ، فاقضه بنهار
 

قلت : الصيام ؟ فقال لي : لا تنوه
 

 

واشدد عُرى الإفطار بالإفطار
 

قلت : التصدق والزكاة ؟ فقال لي :
 

 

شيء يُعدّ لآلة الشطّار
 

قلت : المناسك إن حججت ؟ فقال لي :
 

 

هذا الفضول ، وغاية الإدبار
 

لا تأتين بلاد مكة محرماً
 

 

ولو أن مكة عند باب الدار
 

قلت : الطغاة ؟ فقال لي : لا تغزهم
 

 

ولو أنهم قرُبوا من الأنبار
 

سالمهم واقتص من أولادهم
 

 

إن كنت ذا حنق على الكفار
 

واطعن برمحك بطن تلك وظهر ذا
 

 

هذا الجهاد ، فنعم عقبى الدار
 

قلت : الأمانة هل تُرد ؟ فقال لي :
 

 

لا تردُد القطمير من قنطار
 

لا همّ إلا أن تكون مُضَمَّنا
 

 

دَيْنا لصاحب حانة خمّار
 

فاردد أمانته عليه ، ودينه
 

 

واحتل لذاك ، ولو ببيع إزار
 

قلت : اعتزَمْت ، فما ترى في عازب
 

 

متغرّب ، متقارب الأسفار ؟‍
 

فأجابني : لك أن تلذ بزَنْية
 

 

من جارة ، وتلوط بابن الجار
 

ودنا إليَّ وقال : نُصحك واجبٌ
 

 

زيّن خصالك هذه بقمار ‍
 

     والمتأمل للقصيدة السابقة يرى ظاهرة الشذوذ والانحراف الشديد الذي أصاب أبا النواس حيث برزت ظاهرة الاستخفاف بالعبادة والفرائض ، كالصلاة والصوم والحج وغيرها ، فضلاً عن دعوته للتلذذ بالزنا واللواط .

        ونلاحظ في قصيدة سابقة الذكر أن أبا النواس تمرد على شريعة الله ورفض حكم الله عز وجل ، واستحل المحرمات وحرم الحلال مستمداً مشروعية مواقفه من شيطانه الذي اعتبره فقيهاً عالماً يستمد منه الفتوى والعلم . وهذا يعارض صريح القرآن الكريم في قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم)([134])وقولـه تعالـى ذامـاً أهـل الكتاب : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه)([135]) .

        والناظر في ديوان أبي النواس وخاصة في شعر الزهد يجد بروز العاطفة الدينية لديه وميله إلى جانب العبادة والتدين مما يعكس تذبذب أبي النواس في حياته بين الانحراف والتحلل واتباع الهوى والشيطان ، وبين الزهد والتغني به ، وذلك يظهر ضعف شخصية أبي النواس ([136])، ومن أشعاره في الزهد([137]:

أيا من ليس لي منه مجير
 

 

بعفوك من عذابك أستجير
 

أنا العبد المقر بكل ذنب
 

 

وأنت السيد المولى الغفور
 

وقد ختمت حياته بالتحسر العظيم على الخمر حين حرم عليه الخليفة الأمين شربها، فأوقع به ذلك لوعة شديدة وكرباً زائداً حتى وافته المنية([138]) .

المبحث الخامس

عبادة الشيطان حديثاً

        ظهرت عبادة الشيطان في العصر الحديث على يد اليهـودي الأمريكـي انطوان ساندرولافي ([139]) ، مواطن أمريكي يهودي ابتدع هذه العبادة الشيطانية في مدينة سان فرانسيسكو ، وأسس كنيسة إبليس . وله كتاب يسمى (الإنجيل الإبليسي) والنسبة لإبليس هنا ترمز إلى تحدي الأديان التي هاجمت إبليس ([140]) وقد كتب لافي كتابه الشيطاني بلغة هي خليط من الإنجليزية واللاتينية أكثر مفرداتها تكتب وتنطق معكوسة ، وقد أطلق على هذه اللغة اسم (إنونسيان) ([141])، وقد انطلق ليفي بالدعوة إلى الإباحية والانحلال الخلقي وعبادة الجنس في سن مبكـرة ، حيث كـان في السادسة عشرة من العمر ، وكان ينفذ تعاليم الكابالا ([142])! فكان يسول الخوف من العفاريت ويزعم السحر ويمارس الشعوذة بإتقان ، معللاً فعله بأن الشيطان موجود ويتمتع بشعبية كبرى ([143]) . لذا قام بحلق شعره ، ولبس الملابس الخليعة ، وحاول تشويه وجهه كي يكون أقرب شبهاً بإبليس([144]) .

        ويعـد انطوان لافي أول من أقام كنيسة للشيطان على الأرض وكان ذلك عام 1966م ([145]) عرف بعنفه وتحديه لمن يخالفه حتى إنه لم يتورع عن قتل نجمة الإغراء الأمريكية (جين مانسفيلد) والتي تعد من أبرز إنتاج هذا الشيطان (انطوان لافي) وعشيقها ومحاميها (سام برودي) لأتفه الأسباب ، وقد أكد بعض أتباعه بولاية كاليفورنيا أنه لا يستطيع التحكم بلعناته التي تصيب أتباعه وأعداءه في نفس الوقت ولا أدل على ذلك مما حصل مع مانسفيلد ([146]) .

أفكار عبدة الشيطان وممارساتهم :

برزت ظاهرة الشذوذ في فكر عبدة الشيطان وممارساتهم في الواقع المعاصر امتداداً لتلكم الأفكار والجذور القديمة-سابقة الذكر- لهذه الظاهرة، بشكل لا يقبل التأويل، ويؤكد أن هذه الظاهرة معاصرة رغم قدم جذورها وأفكارها ويمكن إجمال  ([147] تلك الأفكار والممارسات فيما يلي :

أولاً : رفض الحقائق الدينية "المقدسة" :

اتخـذ عبَّـاد الشيطان موقفاً عدائياً من الله تعالى ، والدين الذي يقدس ويعظم الإله ، وقد برز ذلك في المظاهر الآتية :-

أ- موقفهم من الله :

اتخذ عبَّاد الشيطان في العصر الحديث اتجاهين في عبادتهم للشيطان أحدهما عبادة الشيطان عن طريق التمرد على الله تعالى وعلى الدين والمقدسات ، وتعظيم وتقديس الشهوات والانغماس في المتع والملذات ، ويزعمون أن من عبد غرائزه فإنه قد أرضى الشيطان وأحسن عبادته . قال ليفي في كتابه إنجيل الشيطان :"الشيطانيون لا يعتقدون بوجود آلهة ، أو شياطين ، بالنسبة للشخص الشيطاني كل إنسان هو سيد الكون ، وبالتالي لا يستطيع لوم كائن أعلى على نجاحه أو فشله ([148]"

ويقول أحد المنتمين إلى عبدة الشيطان إنه انتمى إليها دون أن يعتقد بأفكارها ، وإنما لإباحتها الجنس ، وسهولة الاتصال بمن شاء من الفتيات ، اللواتي ينتمين إلى هذه الجماعة الشيطانية ([149]) .

وثانيهما اعتبر الشيطان إلهاً وشككوا في وجود الله تعالى ، حيث نفوا صفة الرحمة عن الله تعالى ، ونسبوا لأنفسهم القوة وأعلنوا عدم خوفهم من الله عز وجل .

جاء في الإصحاح الثاني من الإنجيل الأسود :(نحن لم نعد أولئك الناس الضعفاء المتوسلين إلى الله الخائفين منه إنه لا يهتم بنا كثيراً سواء عشنا أو متنا ، ليس عنده شيء من

الرحمة . هذا إن كان يوجد إله كما يدعون) ([150]) .

لقد برزت عقيدة القوم في تقديس إبليس واتخاذه إلهاً يعبد من دون الله ، في صلواتهم وتراتيلهم ، حيث يتقربون إليه بقولهم (إلهنا إبليس الأكبر) ([151]) .

        لقد سمح كهنة عباد الشيطان لأتباعهم بالتحرر من الإله الحق ، وجعلوا لكل فرد منهم أن يختار الإله الذي يعجبه ، حيث أن كل من عُبد من دون الله تكون عبادة وقرباً من الشيطان . جاء في الإصحاح الثالث :(وليختار كل واحد الإله الذي يناسبه)([152]) .

ب- موقفهم من الدين :

        تنكر عباد الشيطان للأديان السماوية ، وظهر موقفهم العدائي السافر لها في عدة مظاهر، يمكن إجمالها في النقاط التالية :-

1-   إنكار الأنبياء عليهم السلام واتخاذ أبي النواس نبياً لهم([153])وشتم الأنبياء تقرباً للشيطان ([154]).

2- ازدراء الأديان من خلال امتهان الكتب السماوية ، حيث قاموا بالتبول عليها ، وتمزيقها ، ثم داسوها بأقدامهم ، خلال حفلاتهم الصاخبة ([155])  ، وإمعاناً في ازدراء القرآن وامتهانه كانوا يقرءون آياته بالمقلوب ([156]).

3- الاستهزاء بعقيدة الجزاء والجنة والنار خلال تراتيلهم وطقوسهم ، حيث يرددوا في طقوسهم استخفافهـم بعذاب الله ، وأنهم على استعـداد لدخـول النـار تقرباً للشيطان ([157]) .

4- اتخذ عبّاد الشيطان رمز الصليب المقلوب ، لكي يظهروا لغيرهم أن أفكارهم ومعتقداتهـم تسـير عكس الدين ، وأن عبادة الشيطان تخالف الشرائع السماوية جميعها ([158]) .

ثانياً : الشذوذ الجنسي :

        يعد الشذوذ الجنسي عند عبدة الشيطان من القداسة بمكان فقد جعلوه قربى وديناً يتعبدون به إلههم إبليس ، ويحققون لأنفسهم المتعة ، عن طريق اللواط والسحاق والزنا ، وقد أكّد هذه لقداسة نصوص الإنجيل الشيطاني عندهم .

        جاء في الإصحاح السابع :"ارتبط مع من تحب جنسياً حسب رغبتك ، خذ شهوتك ممن تحب ، ليكن تركيزك قوياً في استمتاعك ، لتكن شهوتك تامة مع نفسك أو مع آخر أو مع آخرين وليكن ذلك بين البالغين المناسبين ، والاتصال الأمثل يكون بين المتوافقين ، وعابد الشيطان لا يتقيد

في رغباته الجنسية بأحكام البشر أو قوانينهم" ([159])  وقد برزت صور الشذوذ الجنسي ومظاهره في

الممارسات والأشكال اللا إنسانية الآتية ([160]) :-

أ‌-                ممارسة الجنس بين الذكر والذكر (اللواط) ، والأنثى والأنثى (السحاق) .

ب‌- ممارسة الجنس مع المحارم ، كالأب ، والأم ، والابن ، والابنة ، والأخ ، والأخت وهكذا وكلما كانت الحرمة والقرابة أكثر كلما كان أمتع وأفضل .

ج- ممارسة الجنس مع الأطفال ، حتى مع أبنائهم الصغار ، وعلى مرأى من الجميع .

د- ممارسة الجنس مع البهائم على اختلافها .

هـ- ممارسة الجنس مع جثث الموتى ، دون النظر إلى جنسه ذكراً كان أم أنثى .

و- يمارسون الجنس بشكل جماعي ، وفي وجود الفتيات ، وخاصة خلال حفلاتهم الصاخبة وعلى أنغام الموسيقى ، حيث يتجمعون حول مائدة على شكل نجمة داود ويشربون أثناءها الدماء البشرية مصطحبين أثناءها الغناء وأفلام الفيديو .

ثالثاً : الموسيقى والرقص :

        تمثل الموسيقى والرقص نمطاً من الأنماط الملازمة لشخصية عبَّاد الشيطان وممارساتهم اليومية ، وطقوسهم التعبدية . فقد تميز عبَّاد الشيطان بموسيقى خاصة في حفلاتهم الهابطة ([161]) ، وأغان تعبر عن أفكارهم ومعتقداتهم ، التي تقوم على تقديس الشيطان وتعظيمه ، وعبادته ، والدعوة إلى الجنس ، والقتل ، والانتحار ، كي يفوزوا بزعمهم بدخول جهنم من أبوابها السبع ([162])ومنها البلاك ميتال والهارد روك وغيرها وأكثرها فرق يهودية وقد اقترنت هذه الموسيقى بطقوسهم الغريبـة ، وتناول المخدرات ،  والشذوذ الجنسي ، وشرب الدماء البشرية ، وانتهاك حرمات الموتى ([163]) ، إضافة إلى الرقص الهستيري الذي يصل إلى حد الإغماء ([164]) .

رابعاً : الخمور والمخدرات :

        إن الفكر المنحرف ، والأعمال الشريرة التي بلغت حد المغالاة والمبالغة في كل مظاهر الشر لا يمكن لإنسان أن يقدم عليها في حالة استفاقة العقل ، قال تعالى عن شقي قوم صالح "فتعاطى فعقر" ([165]) وهكذا عبدة الشيطان لا يمكن أن يقدم إنسان بوعيه على أفعاله إلا في حال سكره . لذا كان تعاطي الخمور والمخدرات من الأعمال الضرورية عنـد ممارسة طقوسهم الشيطانية([166]) . ومن ترانيمهم قبيل ممارسة هذه الطقوس : "اشـربوا الخمـور ... فلا بـد للعقـول من راحـة ... وأقيموا الولائم وافعلوا ما شئتم" ([167]) . 

خامساً : العنف :

يقوم عبَّاد الشيطان بتربية أتباعهم على العنف ، والاعتداء على الآخرين بمختلف الصور اللاإنسانية ، وهو ما عبرت به كتبهم المقدسة - لديهم – والمعتمدة ، وخاصة الإنجيل الأسود      ( الشيطاني ) .

جاء في الإصحاح الثامن منه : " اقتل واسحـر ما رغبت في ذلك ، امنع البقر من إدرار اللبن . اجعل الآخرين غير قادرين على الإنجاب . اقتل الأطفال أجنة في البطون . واشربوا دم الصغار أو اصنعوا منها حسـاءً . اخبزوا في الأفران لحومهم . اصنعوا من عظامهم أدوات للتعذيب " ([168]) .

        ويزعم ليفي أن هذه الأعمال يمارسها الأعضاء رمزاً لا على الحقيقة ([169]) .

وزعمه هذا باطل بالنظر إلى حقيقة الأعمال التي يفعلونها ، والجرائم التي يرتكبونها ، والتي يمكن إجمالها في مظاهر العنف الآتية :

أ‌-     القتل :

استخف عبَّاد الشيطان بأرواح البشر ، فأضحى قتل الإنسان حتى الأطفال منهم لديهم أمراً سهلاً وهو ما شهدت له جرائمهم في كثير من البلدان ([170]) وتعدى ذلك إلى قتل الحيوانات بشكل عام وخاصة القطط بوصفها عدو للشيطان ([171]) .

ب‌- شرب الدماء وإراقتها :

إن من أسرار ممارسة عبَّاد الشيطان للقتل هو حاجتهم للدماء ، وذلك لشربها وتلطيخ أجسامهم

 

وجدران معابدهم وأماكن تواجدهم بها ، وتقديمها قرباناً للشيطان ([172]) .

ج- الانتحار الجماعي :

وهو صورة من صور العنف التي يمارسها عبَّاد الشيطان ، وهو ما دعت إليه أغانيهم التي يترنمون بها ، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك([173]) .

د- انتهاك حرمات الموتى :

يقومـون باسـتخراج جثث المـوتى حديثة الدفن وذلك للتمثيل بها ويرشقونها بالصلبان المعقوفة ([174]) .

سادساً : طقوس العبادة :

        ارتبطت الطقوس التعبدية عند عباد الشيطان بإعلان الإلحاد ، والافتخار به ، والجنس ، وتناول المخدرات ، والخمور ، وكذلك الموسيقى والأغاني الخاصة ، والعنف ، وهو ما يمكن إجماله في النقاط التالية ([175]) :

أ‌-  تبتدئ الطقوس بترنيمات تدل على الكفر والإلحاد ومن ذلك قولهم:"الله سقط . يقرع الناقوس عندما يصوم الوقت . الموتى يعيشون . ليشاهدوا الملائكة محوَّطين أمام الشواطئ المقدسة الشر وحده هو الذي يمكنه أن يرتفـع مرة أخرى إلى السماء"([176]) فيقوموا بعد ذلك بتمزيق المصاحف تأكيداً على ولايتهم للشيطان ورفضهم للامتثال لدين الله عز وجل ([177]) .

ب‌- بعد انتهاء تلاوة الترانيم الخاصة يقوم عبدة الشيطان بتعاطي المخدرات ، وسط أعواد البخور المحترقة .

ج- يواصل الشيطانيون عبادتهم وطقوسهم على أنغام الموسيقى ، والأغاني الخاصة ، والرقص الهستيري ، وقد سبق الإشارة إلى ذلك ([178]) .

د- بعد أن  تختمر عقول عبَّاد الشيطان يقومون بممارسة الجنس حيث يختاروا فتاة جميلة من بينهم ثم يتناوبون عليها ، ويتعدى الأمر بعد ذلك إلى ممارسة الشذوذ الجنسي بينهم وبشكل جماعي .

 

الخاتمة

أولاً : النتائج :

        وبعد هذا الجهد المتواضع يمكننا إجمال أهم النتائج في النقاط الآتية :-

1- إن الصراع بين الشيطان والإنسان قديم قدم الوجود البشري ، حيث تزامن مع خلق آدم عليه السلام –كرمز لمعسكر الإيمان والتوحيد- حين رفض إبليس الامتثال لأمر لله عز وجل بالسجود ، فكان ذلك بداية لإعلان الحرب على التوحيد .

2- إن هذه الدراسة تؤكد أن عبادة الشيطان والتقرب إليه ، وعدَّه إلهاً يعبد من دون الله عز وجل لها جذورها في التاريخ الإنساني وليست وليدة القرن العشرين كما يظن البعض .

3- إن ظاهرة الانحراف السلوكي في حياة البشر ، في التاريخ الإنساني ، سواء كان شذوذاً جنسـياً ، أم تلذذاً بالقتـل ، وإيـذاء الآخريـن (السادية) ، ونحو ذلك من الممارسات اللاإنسانية تؤكد أمرين :

الأول : استمرارية الصراع مع الشيطان .

الثاني : رضوخ شريحة من البشر إلى أوامر الشيطان وإملاءاته .

4- إن غاية ما يريده الشيطان من الإنسان عبادتـه والكفر بالله ويرضى بما دون ذلك ولو كان اشتغالاً بالمفضول عما هو أفضل منه .

5- إن اعتماد الحدس والظن دون الوحي والاستدلال الصحيح ، أدى إلى انحراف بعض الفلسفات القديمة كالغنوصيـة ، ودفعهم ذلك إلى القول بوجود إله للشر وهو الشيطان .

6-   أبرزت هذه الدراسة الدور اليهودي في شيوع هذه الظاهرة –عبادة الشيطان- وهو ما يمكن إجماله في النقاط الآتية :

أ-  بروز بعض الطقوس الشيطانية في التراث اليهودي .

ب- التأثير الماسوني في التراث النصراني في القرون الوسطى ، والذي أدى إلى انحراف                   (فرقة الكثَّاريين) نحو عبادة الشيطان .

ج- إن ما ذهب إليه بعض الباحثين في كون مؤسس الفرقة اليزيدية –الشيخ عدي بن مسافر- يهودي الأصل ، يؤكد الدور اليهودي في محاربة الأديان ، ونشر الفساد في الأرض .

د- إن ظهور عبادة الشيطان في أواخر القرن العشرين في أمريكا ، من خلال مؤسسها اليهودي الأمريكي انطوان ساندرو ليفي ، يؤكد الدور اليهودي أيضاً .

هـ- إن من الشواهد –أيضاً- على الدور اليهودي لنشر عبادة الشيطان وجود جماعة في تل أبيب تسمى إخوان الشياطين ، تمارس طقوس عباد الشيطان وتتبنى أفكارهم .

7-   إن النصوص التوراتية والتلمودية التي يستند إليها اليهود في ممارساتهم الشيطانية ، تؤكد عدم قداسة الكتب ، وعدم نسبتها إلى الوحي .

8-   إن فكرة الشيطان لدى الشعراء لا تعني بالضرورة اتخاذه إلهاً يعبد من دون الله ، وإنما كان يمثل رمزاً يعبر عن ميول الشاعر ، ورغباته ، سواء كان ذلك الميل تحللاً من الشريعة ، واستجابة للهوى والرغبة أم كان غير ذلك كالجمال ، والكبرياء ونحو ذلك .

ثانياً : التوصيات :

إن من أهم التوصيات التي نوصي بها :-

1-   إفراد دراسة مستقلة عن الدور اليهودي في ظهور عبادة الشيطان عبر التاريخ ، وذلك استكمالاً وتفصيلاً للشواهد والأدلة التي تم سوقها خلال هذه الدراسة ، كأدلة دامغة تؤكد الدور اليهودي في القديم والحديث .

2-   إن معتقدات وطقوس عبدة الشيطان حديثاً تستحق أيضاً بحثاً مستقلاً ومفصلاً وخاصة في ظل التراث والكتابات الكثيرة التي خلفها دعاة هذه الظاهرة ومنها (الإنجيل الشيطاني) لأنطوان ساندرو ليفي وكتاب (الشيطان يتكلم) لنفس المؤلف وغيرها .

3-   إفراد دراسة مستقلة حول عبادة الشيطان في الشعر العربي والأجنبي .

4-   إن عبادة الشيطان أضحت من الخطورة بمكان ، مما يوجب على الدعاة والدارسين التصدي لهـا ، ولدعاتها ، وأوكارها ، وذلك بالكشف عن أخطارهم ، وفضح مخططاتهم ، وارتباطهم باليهود .

5-   وبالنظر إلى آثار عبادة الشيطان السلبية على عقيدة الأمة وأخلاقها وأمنها ، فإن ذلك يستلزم من ولاة الأمر في العالم الإسلامي ، والمجتمع الإنساني ، أن تتضافر جهودهم لمحاربتها ، واستصدار القوانين الصارمة لاجتثاث هذه الظاهرة .

وأخيراً فإن هذا العمل المتواضع ما هو إلا جهد المقل ، وهو خطوة على الطريق تفسح المجال للدارسين والباحثين لاستكمال هذا الجهد لتحقيق أهدافه المرجوة في خدمة الدعوة الإسلامية ، راجين من الله عز وجل أن يجعلـه في ميـزان أعمالنا يوم القيامة ، فإن أصبنا فمن الله عز وجل – فله الفضل والمنة - وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1])  آل عمران / 102 .

([2])  النساء / 1 .

([3])  الأحزاب / 70 .

([4])الشيطان على وزن فعلان ، وقد ورد اشتقاقه عند أهل اللغة على عدة معان :ـ

   ا – من الشطن : وهو الحبل شديد الفتل ، والشطن من البعد عن الحق وهو بذلك قريب لمعنى التمرد .

   ب – من شاط : أي هلك واحترق .

  جـ -من الشطط : وهو مجاوزة الحد و البعد والظلم والغلو .

   انظر : لسان العرب ، ابن منظور ، تحقيق نخبة من العاملين بدار المعارف ، 4 /2264 – 2266 ،بدون رقم طبعة ،دار المعارف بيروت ، بدون تاريخ . وانظر أيضاً : المحيط في اللغة ، الصاحب إسماعيل بن عباد ، تحقيق محمد حسن ال ياسين ،7 / 293 ، بدون رقم طبعة ، عالم الكتب بيروت ، بدون تاريخ .

([5]) الكهف / 50 .

([6]) ص / 75-83 .

([7]) ص / 82 –83 .

([8]) تفسير القرآن العظيم ، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، 4/43 ، بدون رقم طبعة، دار المعرفة ، بيروت – لبنان (1402هـ - 1982م) .

([9]) زكر الأوجه الثلاثة الأولىالامام الشنقيطي ،انظر ، أضواء البيان، محمد الأمين للشنقيطي 1/66 ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، لبنان ( 1417هـ - 1996م )، وقد ذكر الإمام الطحاوي الوجهين الأول والثاني ، انظر : شرح العقيدة الطحاوية ، تحقيق جماعـة من العلمـاء ، ص 340 ، ط4 ، المكتـب الإسلامي ، بيروت – لبنان  (1391هـ) .

([10]) ص / 77 .

([11]) انظر : الجامع لأحكام القرآن ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، مراجعة وضبط وتعليق محمد إبراهيم الحفناوي ، 7/167 ، ط2 ، دار الحديث ، القاهرة (1416هـ - 1996م) .

([12]) الزمر / 16 .

([13])الأوجه الثلاثة الخيرة نقلها القرطبي عن الحكماء لبيان فساد قياس إبليس ، انظر : الجـامع لأحـكام القرآن ، 7/166-167 .

([14]) انظر : تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، 4/43 .

([15]) الأعراف /16-17 .

([16]) انظر : الجامع لأحكام القرآن ، 7/169-171 .

([17]) شرح العقيدة الطحاوية ، خرج أحاديثه الألباني ، توضيح زهير الشاويش ص 155 ،ط6 ، المكتب الاسلامي ،بيروت ، 1400 هـ

([18]) لمزيد من البيان انظر المرجع السابق ،ص 155 ،281 ، 283 ،412 .

([19]) انظر تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، صحح باشراف خليل الميس ، 2 /178 ، 476 ، بدون رقم طبعة ، دار القلم بيروت ، بدون تاريخ . وانظر ايضاً فتح القدير ، محمد بن علي الشوكاني ،2 / 162 ، بدون رقم طبعة ، دار الفكر بيروت ، بدون تاريخ .

([20]) انظر : بدائع الفوائد ، شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية ، المجلد الأول ، 2/260-261 بدون رقم طبعة، دار الفكر، بيروت – لبنان ، بدون تاريخ .

([21]) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، وضعه محمد فؤاد عبد الباقي ، 382-383 ، بدون رقم بطعة دار الحديث ، مصر (1407هـ-19987م) ..

([22]) المرجع السلبق ، ص 134.

([23]) فاطر / 6 .

([24]) يس / 60 .

([25]) الموسـوعة العربية العالمية ، مجموعة من الباحثين 16/72 ، ط2 ، مؤسسة أعمال الموسوعة السعودية      (1419هـ - 1999م ).

([26])  المائدة / 60 .

([27]) انظـر : فتح القدير، محمد بن علي الشوكاني ، 1/275، بدون رقم طبعة، دار الفكر، بيروت(1403هـ-1983م). انظر أيضاً : تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن كثير ، صححه خليل الميس، 1/269، بدون رقم طبعة، دار القلم، بيروت، بدون تاريخ.

([28])  انظر : تفسير الجلالين ، لجلال الدين المحلي ، وجلال الدين السيوطي ، ص 118 ، بدون رقم طبعة أو تاريخ دار الكتب العلمية بيروت ، وانظر أيضاً : تفسير البغوي معالم التنزيل ، للحسين بن منصور البغوي، 3/75 بدون رقم طبعة ، دار طيبة، الرياض (1409هـ ).

([29]) السابق والصفحة .

([30]) "عباد الشيطان" موقع الشبكة الإسلامية على الإنترنت www.islamweb.net/aqeda .

([31]) انظر : الموسوعة الفلسفية ، عبد المنعم الحفني، ص 296 ، ط1 ، دار ابن زيدون ، بيروت ، مكتبة مدبولي مصـر ، بـدون تاريـخ ، انظـر أيضـاً : تاريخ الكنيسـة ، القس جون لويلمر ، ترجمة عزرا مرجان ، ص 104-105، ط1 ، دار ذوبان ، القاهرة(1990م) .

([32]) انظر : المرجع السابق ، ص 297 .

([33])  انظر : الملل والنحل ، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، 2/268 وما بعدها ، ط2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان (1413هـ-1992م) . انظر أيضاً : الوسيط في المذاهب والمصطلحات الإسـلامية محمـد عمـارة ، ص 108 ، بدون رقم طبعة ، نهضة مصـر ، القاهرة (2000م) نقلاً عن : المغني في أبواب التوحيـد والعدل، القاضي عبد الجبار ابن أحمد الهمذاني ، ج5 ، طبعة القاهرة .

([34])  لمزيد من البيان حول فرق الثنوية : انظر : المنية والأمل في شرح الملل والنحل ، المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى بن المفضل بن منصور الحسيني اليماني ، تحقيق محمد جواد مشكور ، ص 60-67 ، بدون رقم طبعة ، مؤسسة الكتاب الثقافية ، جامعة تبريز (1988م) ، كتاب الفهرست للنديم أبو الفرج بن إسحـاق المعروف بالوراق ، تحقيق رضا المازندراني،ص402، بدون طبعة، دار المسيرة  ، طهران       ( 1391هـ-1971م) .

([35])    نسبة إلى زرادشت أو "زور آستر Zoro aster" – مارس نشاطه في شمال شرق إيران في الفترة الممتدة بين (628-551ق.م) وقيل أن ذلك كان في فترة مبكرة من هذا التاريخ ، انظر : المعتقدات الدينيـة لدى الشعوب، جفري بارندر ، ترجمة أ. عبد الفتاح إمام، مراجعة عبد الغفار مكاوي ،         ص 137 ، ط2 ، مكتبة مدبولي ، مصر (1996م) .

([36])  انظر : الموسوعة الفلسفية ، ص 297 .

([37]) انظر : المعتقدات الدينية ، ص 138-144 ، 413 . انظر أيضاً : المنية والأمل، ص 64-67 .

([38]) انظر : غرائب المعتقدات والعادات ، محمد كامل عبد الصمد ، 3/52 ، ط1 ، الدار العربية للكتاب،   مصر    (1416هـ - 1995م) .

([39])  انظر : المعتقدات الدينية ، ص  478 .

([40])  انظر : احنا التلامذة عبدة الشيطان ، فمن الجاني ؟  حسن الهواري ، ص 96-97 ، بدون رقم طبعة ، دار الهلال ، القاهرة (1997) .

([41])  انظر الملحق  ، ص 40 من هذا البحث .

([42])  انظر: عبدة الشيطان في مصر ، أبو إسلام أحمد عبد الله وآخرون ، 79 ، ط1 ، مركز التنوير الإسلامي ، القاهرة (1417هـ - 1997م) ، انظر أيضاً : موقع الشبكة الإسلامية على الإنترنت www.islamweb.net/aqeda/

([43])  انظر : عبد الشيطان ، تاريخهم ومعتقداتهم ، ممدوح الزوبي ، ص 28-29 ، ط1 ، المكتبة الثقافية ، بيروت ( 1418هـ - 1998م ) .

([44])  راجع كلام ابن القيم ، ص 6 من البحث .

([45])  الحشر / 16 .

([46])  الأعراف/ 175-177 .

([47])  انظر : فتح القدير للشوكاني ، 2/265-266 ، بدون طبعة، دار الفكر ، بيروت ، بدون تاريخ .

([48])  سفر الخروج ،  32 : 10 .

([49])  سفر العدد ، 13 : 11-12 .

([50])  انظر: معركة الوجود بين القرآن والتلمود ، عبد الستار فتح الله سعيد ، ص 46-47 ، ط2 ، مكتبة المنار ، الأردن ( 1402هـ) .

([51])  إنجيل يوحنا –  8 : 44 .

([52])  انظر : عبدة الشيطان في مصر،أبو إسلام وآخرون، ص20  .

([53])  انظر : ص 22 من البحث  .

([54])  انظر : الحسام الممدود في الرد على اليهود، عبد الحق الإسلامي المغربي( من أحبار اليهود الذين من الله عليهم بالإسلام، تحقيق وتعليق عمر وفيق الداعوق، ط1، ص163-164، دار البشائر الإسلامية بيروت- لبنان ( 1422ه-2001م)

([55])  اللاويين- 16 : 8-10 ، وقد اعتمدنا الكتاب المقدس نسخة دار الكتاب المقدس .

([56])  قاموس الكتاب المقدس ، نخبة من الأساتذة المتخصصين من اللاهوتيين ، ص 620 ، ط7 ، دار الثقافة ، القاهرة ، بدون تاريخ .وقد أورد ابن حجر العسقلاني أن من أسماء إبليس (الشيطان)الحارث والحكم وكنيته أبومرة ، انظر فتح الباري،ترتيب محمد عبد الباقي ،6 / 339 ، دار المعرفة بيروت ،بدون تاريخ .

([57])  انظـر : موسـوعة الفـرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية ، عبد المنعم الحفني ، ص 691 ، ط2 ، مكتبة مدبولي ، مصر( 1999م) .

([58]) والتلمود هو مستخرج من كلمة لامود وتعني التعاليم وعليه فهو الكتاب الذي يحتوي على التعاليم اليهودية الشفوية ، وهو كتاب عقائدي يفسر ويبسط عقائد اليهود ومعارفهم وله عندهم قداسة مثل ما للتوراة انظر : فضح التلمود الأب آي . بي . برانايتس . إعداد زهدي الفاتح ، ص 21 ، ط3 ، دار النفائس ، بيـروت ، وانظر : الكنز المرصود في فضائح التلمـود محمـد عبد الله الشرقاوي ، ص 11 ط1 ، دار عمران ، بيروت         ( 1414هـ - 1993م ).

([59])  همجية التعاليم الصهيونية ، بولس حنا مسعد ، تقديم محمد خليفة التونسي ، ص 121-122 ، ط1 ، دار الكتاب العربي، لبنان ( 1969م )،أيضاً: اليهودي على حسب التلمود،روهلنج، القسم الأول من : الكنز المرصود في قواعـد التلمود، ترجمة يوسف نصر الله ، ص 62 ، ط1 ، دار القلم ، دمشق ، دار العلوم ، بيروت       ( 1408هـ-1987م).

([60])  همجية التعاليم،122،أيضاً: اليهودي على حسب التلمود ، ص 63.

([61])  السابقين ونفس الصفحات .

([62])  التلمود  تاريخه وتعاليمه، ظفر الدين خان، ص81، ط6، دار النفائس، بيروت، (1405هـ-1985م).

([63])  انظر : اليهودي على حسب التلمود ، ص62.وانظر أيضاً: همجية التعاليم ، ص121 .

([64])  سفر المكابيين الثاني-  15 : 34 .

([65])  سفر صموئيل الثاني - 12 :31.

([66])  سفر العدد – 31 : 7-12 .

([67])  سفر التثنية – 9 : 3 .

([68])  قصة الديانات ، سليمان مظهر ، ص 366 ، بـدون رقم طبعة ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ،     (1415هـ- 1995م ).

([69])  إسرائيل والتلمود ، دراسة تحليلية ، إبراهيم خليل أحمد ، ص 68 ، مكتبة الوعي العربي ، مصر ( 1403هـ - 1983م ) .

([70])  فضح التلمود ، ص 147 .

([71])  كتاب تاريخ سوريا لسنة 1840م ، شارل لوران ، وهو القسم الثاني من : الكنز المرصود في قواعد التلمود ، ترجمة يوسف نصر الله ، ص 151 .

([72])  القصص / 15 .

([73]) القصص / 15 .

([74])  انظر : تاريخ سوريا،  ص 115 وما بعدها .

([75])  انظر : الكنز المرصود ،محمد الشرقاوي، ص 307 وما بعدها .

([76])  الخروج - 2 : 17 ، التثنية - 5 : 21 .

([77])  اليهودي على حسب التلمود ، ص 95 .

([78])  المرجع السابق ، نفس الصفحة .

([79])  إسرائيل والتلمود ، ص 76 .

([80])  السابق ، ص 77 .

([81])  السابق ، ص 76 .

([82])  صموئيل الثاني – 13 : 10-14 .

([83])  التلمود  تاريخه وتعاليمه ، ص 77 .

([84])  همجية التعاليم ، ص 31 .

([85])  المرجع السابق ، ص 120 ، أيضاً : اليهودي على حسب التلمود ، ص 61-62 .

([86])  انظر واقعنـا المعاصر ، د. صالـح الرقـب ، ص 170 -172، ط4 ، مطبعة الرنتيسي – غزة (1422هـ-2002م) ، وانظر أيضاً : المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها ، د. عبد الرحمن عميرة ص 69-71 ، بدون رقم طبعة أو دار نشر أو تاريخ . انظر أيضاً: الاتجاهات الفكرية المعاصرة، علي جريشة، ص235- 238، ط3، دار الوفاء المنصورة( 1411ه - 1990م). وانظر أيضاً :بروتوكولات حكماء صهيون،ترجمة وتقديم إحسان حقي ،ص40-41 ،49-50، 76-87 ،ط2 ،دار النفائس ،بيروت ،1410 هـ 1990 م.

([87])  المرجع السابق ص 172 ، وانظر أيضاً:  المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها ، ص 65-67 .

([88])  انظر هذا البحث ص 18، 19    .

([89])  مجلة البيان ، عدد 113 ، ص 199 ، تصدر في لندن( 1996م).

([90])  كتاب ليفي هو الإنجيل الشيطاني .

([91])  انظر : تاريخ الكنيسة ، القس جون لوريمر ، ترجمة عزرا مرجان، 4/42 ، ط1 ، دار نوبان ، القاهـرة ( 1990 م) .

([92])  انظر : قصة الديانات ، ص 438-439 .

([93])  انظـر : السـابقين ونفس الصفحات ، وانظـر أيضاً : عبـدة الشيطـان في مصر ، أبو إسلام وآخرون ص 20.

([94])  انظر : عبـدة الشيطان في مصر ، أبو إسلام وآخرون ، ص 19-20 ، وانظر أيضاً : أضواء على الحركة الماسونية ، سعيد عبد الله محارب، 87 ، 88 ، ط1 ، مكتبة الأمة ، الإمارات( 1405هـ-1985م )، انظر أيضاً : مجلة نصف الدنيا ، العدد 31 سنة 1990م ، السنة الأولى – مصر .

([95])  انظر : عبدة الشيطان في مصر ، أبو إسلام، ص 20-21 ينقل من كتاب Kahaner, Larry. 1988. Cults That Kill : Probing the Underworld of Occult Crine, New Yourk : Warner Books. P: 35 .

([96])انظر:  السابق والصفحة . انظر أيضاً: عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي، ص 22 .

([97])  انظر : المجموعة الكاملة لمؤلفات الأستاذ عباس محمود العقاد ، 16/111-112 ، ط1 ، دار الكتاب اللبناني بيروت ( 1980م ).

([98])  انظر : الموسوعة الميسـرة في الأديان والمذاهب المعاصرة ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، السعودية    (1409هـ-1989م) .

([99])  انظر : الفرق بين الفرق ، ص 44 ، 94 ، انظر أيضاً : الملل والنحل ، 1/133 .

([100])  انظـر : موسـوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية ، عبد المنعم الحفني ، ص 690-691 ، ط2 ، مكتبة مدبولي ، مصر( 1999م ) .

([101])  انظر : المرجع السابق ، ص 690 .

([102])  انظر : الموسوعة الميسرة ، ص 552-553 .

([103])  انظر : المرجع السابق ، نفس الصفحات .

([104])  انظر : المرجع السابق ، نفس الصفحات .

([105])  انظر : السابق ، نفس الصفحة ، الفرق بين الفرق للبغدادي ، ص 44  .

([106])  انظر : الموسوعة الميسرة ، ص 554 .

([107])  انظر : موسوعة الفرق ، ص 690-691 .

([108])  موسوعة الفرق ، ص 690-691 .

([109])الموسوعة الميسرة ، ص 554 .

([110])انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ، ص 44 . انظر أيضاً:  التعريفات ، الشريف علي بن محمد الجرجاني ، ص 258 – ط3 ، دار الكتب العلمية لبنان ، بيروت ( 1408هـ-1988م). الملـل والنحـل للشهرستاني ،  1/133. لوامع الأنوار للسفاريني ، 1/88، ط3، المكتب الإسلامي ، بيروت ( 1411هـ-1991م ).

([111])  انظر: موسوعة الفرق ، ص 692 .انظر أيضاً: الموسوعة الميسرة ، ص 553 .

([112]) انظر :   موسوعة الفرق ، ص 692 ، انظر أيضاً: الموسوعة الميسرة ، ص 552 .

([113]) أخرجه البخاري، فتح الباري ، ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده ،  ح( 3272 ، 3273 )، 6/335 ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

([114]) انظر:  موسوعة الفرق ، ص 692 .

([115]) انظر : السابق والصفحة .

([116])  انظر : الموسوعة الميسرة ، ص 553 .

([117])  انظر : موسوعة الفرق ، ص 692 .

([118])  انظر : الموسوعة الميسرة ، ص 553 .

([119])  انظر : الموسـوعة الميسـرة ، النـدوة العالمية للشباب الإسلامي ، ص 551. انظر أيضاً: موسوعة الفرق ، ص 690 ، وانظر أيضاً : عبدة الشيطان  تاريخهم ومعتقداتهم ، ممدوح الزوبي ، ص 43-44 .

([120])  المجموعة الكاملة ، 16/102 .

([121])Image of sataninparadiselost, 20/5/2002.   www.chuckiii.com/report

([122])  انظر : الملائكة ، بيلي إغراهام ، ترجمة القس جريس دله ، 79-80 ، بدون رقم طبعة ، دار النشر المعمدانية ، لبنان (1989م) .

([123])  رسالة بطرس الثانية – 2 : 4 .

([124])  التحريم / 6 .

([125])  الكهف / 50 .

([126])  Image of sataninparadiselost, 20/5/2002.   www.chuckiii.com/report

([127])  الموقع السابق .

([128])  المجموعة الكاملة ، 16/102 .

([129])  السابق ، 16/103 .

([130])  السابق ، 16/103-104 .

([131])  هو الحسن بن هانيء ، ولد في الأهواز من بلاد فارس ونشأ في البصرة ، وتخرج في الشعر على يد الشاعر الماجن المتهتك والبة بن الحباب ، فتفوق عليه في تهتكه ومجونه .مات في بغداد بعد أن أناب إلى الله ونـدم عاش في الفترة (145-199هـ) ، يوافق (762-814م )، انظر : موسوعة شعراء العرب ، إعداد يحيى شامي ، 2/105 ، بدون رقم طبعة ، دار الفكر العربي ، بيروت ، بدون تاريخ انظر أيضاً : ديوان أبي نواس، ص 5-6 ، بدون رقم طبعة ، دار صادر ، بيروت ، بدون تاريخ.

([132])  انظر : المجموعة الكاملة ، 16/106 .

([133])  ديوان أبي النواس ، ص 267-268 .

([134])  الأحزاب / 36 .

([135])  التوبة / 131 .

([136])  انظر : ديوان أبي النواس ، شعر الزهد ، ص 346 .

 ([137])  انظر : نفسية أبي النواس ، محمد النويهي ، ص 64 ، 115-116 ، ط2 ، دار الفكر ، بيروت ، بدون تاريخ ، وانظر أيضاً : المجموعة الكاملة للعقاد ، 16/148 ، 168 ، وانظر أيضاً : مفهوم الأخلاق في الشعر العربي في العصر العباسي الأول ، محمد تيم – رسالة دكتوراه غير منشورة – ص 96 ، جامعة أم القرى ، السعودية ( 1415هـ-1994م ).

 ([138])  انظر : نفسية أبي النواس ، ص 115-116 .

([139]) انظر : موسوعة الفرق ، ص 691 ، وانظر أيضاً مجلة البيان ، أعبدة للشيطان في مصر ؟! مظاهر الخلل وأسبابه وعلاجه ، صفوت وصفي ، 199 ، العدد 113 .

([140]) انظر : عبّاد الشيطان ، الظاهرة والعلاج ، عبد المعز خطاب ، 28 ، بدون رقم طبعة ، الدار الذهبية القاهرة (1997م) .

([141])مجلة نصف الدنيا ، عبادة الشيطان ، يحيى غانم ، العدد 31 .

([142]) الكابالا : مزيج من الفلسفة والتعاليم الروحية والسحر والشعوذة متعارف عليه قديماً عند اليهود .  انظر: واقعنا المعاصر ص160.

([143]) انظر : أضواء على الحركة الماسونية ، سعيد عبد الله محارب ، 89 ، ط1 ، مكتبة الأمة ، دبيّ ، الإمارات (1405هـ - 1985م) .

([144]) انظر : عبّاد الشيطان ، 28 .

([145]) انظر : مجلة نصف الدنيا ، أسرار عبدة الشيطان الجدد ، هاني فاروق ، العدد 588 ، السنة 12 ، الأحد 26 صفر 1422هـ الموافق 20 مايو 2001م .

([146]) انظر : المجلة السابقة ، عبادة الشيطان ، يحيى غانم ، العدد 31 ، السنة الأولى ، 1990م .

([147]) والتفصيل في هذه الأفكار يطول وفي حاجة إلى كتابة مستفيضة في كتاب أو بحث مستقل .

([148]) انظر ، عبَّاد الشيطان ، ص28 ، وانظر : عبدة الشيطان، ممدوح الزوبي ،  ص21 .

([149]) انظر: السابق ، ص65 .

([150]) السابق ، ص19 ، وعبدة الشيطان في مصر ، أبو إسلام وآخرون ، ص 47 ..

([151]) عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، ص115 .

([152]) عبدة الشيطان ، أبو إسلام وآخرون ، ص47 .

([153]) انظر: واقعنا المعاصر ، ص 178 .

([154]) عبّاد الشيطان ، ص59 .

([155]) انظر عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، ص56،89 ، عباد الشيطان ، ص59،67 .

([156])  انظر عبّاد الشيطان ، ص29 .

([157]) انظر عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، ص81-82 ، 115 ، .

([158]) انظر: السابق ، ص62 ،63 .

([159]) عبدة الشيطان ،  أبو إسلام وآخرون ، ، ص49 .

([160]) انظر : المرجع السابق ، ص53 ، انظر : أيضاً : عباد الشيطان ، ص29-30، 34 ، انظر أيضاً : عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، ص90 ، 126 .

([161]) انظر : إحنا التلامذة ، ص 50-56 .

([162]) انظر موقع الشيكة الإسـلامية علـى الإنترنت Http : //www. Islam web. Net /aqeda . انظر أيضاً ممدوح الزوبي ، 121 .

([163]) انظر : المرجع السابق ، 121-122 .

([164]) انظر المرجع السابق ، ص 56 ، انظر أيضاً : مجلة نصف الدنيا، العدد 588 .

([165])  القمر / 29 .

([166]) عبّاد الشيطان ، ص 54 .

([167]) عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، ص 88 .

([168]) عبدة الشيطان ، أبو إسلام وآخرون ، ص59 .

([169])انظر: المرجع السابق والصفحة

([170]) انظر : عباد الشيطان، ممدوح الزوبي ، ص50 ، 52 .

([171]) انظر : عباد الشيطان ، ص30 – 31 ، انظر أيضاً : عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، ص 62 ، انظر أيضـاً : مجلة نصف الدنيا ، العدد 588 .

([172]) انظر : عبدة الشيطان، ممدوح الزوبي ، ص62 ، انظر أيضاً عبّاد الشيطان ، ص31 .

([173]) انظر : ص 30-31 من البحث . انظر أيضاً : عبّاد الشيطان ، ص29 .

([174]) انظر : المرجع السابق والصفحة   .

([175]) انظر : عبدة الشيطان ، أبو إسلام وغيره ، ص35 ، 58 ، انظر أيضاً : عباد الشيطان ، ممدوح الزوبي ص90 ، 119 انظر أيضاً : واقعنا المعاصر ، ص 172-180 انظر أيضاً : مجلة نصف الدنيا ، عدد (31 ) .

([176]) عبدة الشيطان ، ممدوح الزوبي ، 83 ، 84 .

([177]) انظر عبدة الشيطان ، أبو إسلام وآخرون ، ص58 .

([178]) انظر : ص 37 من البحث .

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/60736

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك