الحوار هو فن ودراية

رباب محيل سليمان العتيبي

 

الحوار هو فن ودراية،نحن نتحاور من أجل كسب المعرفة، و طرح آرائنا لكي نتعرف على أراء الآخرين و وجهات نظرهم، وعلينا احترام رأي الآخرين حتى لو خالفونا الرأي لكل موضوع هناك أكثر من وجهة نظر ولكل شخص تجربة مختلفة و وجهة نظر مختلفة للموضوع من الجميل أن تستخدم في الحوار لغة مهذبة وتبتعد عن التهجم و الكلمات الجارحة.

لماذا نتحاور؟

أعتقد أن الحوار هو وسيلة قد تصل لأن تكون غاية لعرض أفكارنا و آراءنا إزاء قضية معينة و من ثم الخروج بنتائج إيجابية تشتمل حلول للقضية صلب الحوار. وفي الغالب لأن للحوار دور أساسي في تقويم سلوكيات البعض من المشاركين و غيرها من النتائج الناتجة من هذا الحوار البناء...
ماهي أسس الحوار الناجح ؟
أعتقد إن هناك أسس كثيرة منها الرئيسي و منها الفرعي و أختصر جميع هذه الأسس فيما يلي:
1. 
عرض الفكرة بطريقة واضحة ومفهومه لكي تصل الى الجميع بوضوح وبالتالي يتقبلها.
2. 
إحضار البديهة في الحوار و عدم شرود الذهن فيما لا يليق الحوار..
3. 
استخدام الصيغة المقبولة و المناسبة للحوار
4. عدم الاستبداد بالرأي و تقبل آراء الآخرين برحابة صدر

إذاً ماذا نريد من الحوار؟؟؟

هل نريد الانتصار للنفس أم الهدف هو الوصول إلى الحقيقة .. والرأي السديد الذي يصلح الحال ..
 

النقاط والأساسيات في الحوار الناجح والهداف 
الحوار فن ودراية...فهناك أمور كثيرة لا نكتشفها إلا أثناء الحوار
نحن نتحاور كي نكسب المزيد من المعرفة وكي نزيد من معلوماتنا
نطرح ما لدينا من آراء ومعتقدات ...
لكننا لسنا ملزمين بإقناع من أمامنا بوجهة نظرنا 
ولهذا الحوار أصولا و آداب يجب مراعاتها:
1/ لا بد أن تعلم انه لكل موضوع أكثر من وجهة نظر ويجب عليك تقبلها بصدر رحب.
2/ 
الابتعاد عن التقليل من شأن الآخرين واحتقار وجهة نظرهم حتى وان لم تعجبك ولتعلم 
أن الناس ليسوا سواسية فهناك من يختلف معك في الرأي والمبدأ وربما في العقائد.
3/ 
إذا وجها احدهم انتقاداً لاذعاً تعلم كيف تتقبل هذه الانتقادات مادمت واثقاً من أسلوبك وقدرتك الذهنية علىالفهم
 

4/ أهم ميزه يجب أن يتحلى بها المحاور الجيد أن يكون مستمع ومتلقي جيد للموضوع .
5/ 
الابتعاد عن الانفعال والتوتر لان هذا يخرج الموضوع عن مادة النقاش الأساسية.
6/ 
الاختلاف موجود لكن لا بد أن يكون النقد باحترام وموجه لأرائه ووجهة نظره وكتاباته دون التعدي على الشخص نفسه
7/ عند طرح المواضيع من قبل الأعضاء يجب أن يكتب منقول إذا كان منقول وان يكتب عنوان مناسب لمضمون >>
الموضوع المطروح والأجدر به أن يكتب هو الموضوع وان أعجب بموضوع في منتدى أخر يصبغه بأسلوبه حتى لو كان بسيطاً.
8/ 
عند طرحك للموضوع من الأفضل أن تتابع موضوعك للمناقشة والرد على الأعضاء تقديراً لتفاعلهم ومشاركتهم.
9/ 
أثناء المناقشة خصوصاً إذا احتدم الوضع وكثرت اختلافات وجهات النظر عليك الابتعاد عن السخرية بالأعضاء أو استخدام ألفاظ نابيه أو جارحه أو التنابز بالألقاب .
10/ 
قبل البدء بالمشاركة في الحوار والنقاش عليك قراءة الموضوع جيداً واستيعاب ما هو المراد منه.

الحوار فن من الفنون له أدواته ووسائله الخاصة به حاله في ذلك حال باقي الفنون الأخرى التي يمارسها الإنسان في حياته، ولذا لا يمكن أن يكون كل متكلم قادر على فن الحوار وإجادته. واهم هذه الوسائل، هي:
1ـ تحديد المنهج الذي سيقوم عليه الحوار مع الطرف الآخر، فمثلا هناك منهج عقلي ، بمعنى أن الحوار سيكون أساسه لغة العقل والقضايا التي يؤمن بها. وهناك منهج نقلي بمعنى أن الرواية التاريخية ستكون هي الأساس في الحوار.
أن تحديد المنهج مهم جدا لأنه سيجعل الحوار مركّزا ومحددا، وبالتالي سيكون مجديا وبعيدا عن التسويف والتضييع.
2
ـ تحديد وبشكل دقيق جدا محل النزاع، فما لم تحدد القضية المتنازع عليها لا يمكن الوصول إلى أي نتيجة أو ثمرة من الحوار، وإنما سيتحول الحوار إلى جدلٍ ونقاشٍ لا طائل منه
3
ـ الابتعاد عن حالة الاستطرادات والاسترسال في الكلام وحصر الحديث فقط في محل النزاع، فحتى لو استرسل الطرف الأول فعلى الطرف الثاني إرجاعه من خلال لباقته وذكائه الذهني إلى اصل المشكلة التي وقع النزاع حولها. فقد يحلو لبعض المتحاورين أن يقوم بلعبة خلط الأوراق من خلال الاستطراد في ذكر قضية من القضايا أو مجموعة من القضايا لتشتيت رؤية الطرف المقابل وتضعيف تركيزه.
4
ـ احترام الرأي الأخر مهما كان ضعيفا ومناقشته مناقشة موضوعية قائمة على أسس علمية، لان مجرد الاستهزاء والسخرية من الآراء المطروحة للنقاش لا يجعل رأي الساخر صحيحة كما انه لا يجعل وجهة نظر المستهزئ به باطلة، بل يعتبر الاستهزاء بالرأي المقابل نوع من أنواع الهروب من الواقع والفرار من ساحة الحوار الجاد.
5
ـ الإنسان كائن ضعيف ويبقى ضعيفا ومحدودا مهما بلغت قدراته وإمكانياته، ويبقى الواقع بالنسبة إليه أمرا تغلّفه الضبابية والحواجز، ولذا لابد للمتحاور أن يتحلى بأعلى درجات الموضوعية ، فليس غريبا ولا مستغربا أن يصل الإنسان إلى نتيجة يعتقد بصحتها ولكن في واقعها غير صحيحة. فالموضوعية في الطرح العلمي أمر في غاية الأهمية. والاعتراف بخطأ النتيجة يمثل قمة الشجاعة

 

هناك مشهد غاية في الإبداع التصويري لأساسيات الحوار الناجح ..
جاء النبي صلوات الله وسلامه عليه إلى أعرابي فقال له : اسمعني .. فقال الأعرابي : لا أريد ..
فقال: عندي خير كلام .. فقال الأعرابي : عندي خير منه .. عندي صحائف لقمان ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اسمعني ..فأسمعه وهو مفتخر .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم .. هذا كلام حسن وعندي خير منه .. 
فقال الأعرابي : اسمعني .. فأسمعه القرآن الكريم . . فقال الأعرابي : هذا والله خير مما عندي

الخلاصة : أعجبتني هذه الكلمة للدكتور (طارق السويدان) .. حيث يقول : إن الأمر كله في النهاية يُبنى على النية .. (إنما الأعمال بالنيات) .. إذا كانت نيتك صالحة سيوفقك الله تعالى .. (إن يريدا 

إصلاحاً يوفق الله بينهما) ..

 

إتقان فن الحوار يمكنك من التقرب من الناس 
و كسب احترامهم و محبتهم و بالتالي تيسر لك التعامل معهم
يعتبر الحوار من الأمور التي نمارسها باستمرار
لذا فإتقان هذا الفن، أمرا مهماً جداًفأسلوب الحوار
والكلام يدل على شخصية وسلوك وأخلاق المتحدث

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/150706

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك