فــــــــن الحــــــــوار

رقية أحمد بن محمد بنو فلاتة

المقدمــــة

 

 الحوار هو أعلى المهارات الاجتماعية قيمةً، وتُعرَف قيمة الشيء بمعرفة قيمة المنسوب إليهم. والحوار هو عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكرين، وقادة السياسة، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأب مع إبنة، والزوج مع زوجه، والصديق مع أخيه، والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية ( التسلط، الذل، الكذب، المخادعة .. الخ).

وكلما ابتعد الفرد عن التعبير عن الذات بالحوار السليم عانى من العقد النفسية والاضطرابات.

لو أردت أن تكون جذاباً في حديثك فعليك أن تصوغه على شكل حوار .

لو أردت أن تكون  مقبولاً في كتاباتك فلا تتجاهل أسلوب الحوار ، فقد صار الحوار بلا مبالغة كالشمس للنهار . فلا تهمله لأنك كلما أحسنت إدارة الحوار كان جاذبيتك أكثر . فالحوار هو جدل النفس الصادقة في سعيها للاطمئنان عن طريق سعيها للمطابقة بين ثوابتها في العقل التكويني مع حقائق الكون الأخرى في الحياة وفي العقل فالحوار لابد أن يكون بقصد الحصول على المعرفة لا غير فلو جاء بغير هذا أي بالعجب أو بالفعل  أو التشهير فقد ألغي الحسن فيه وصار قبيحاً .

الحوار....... أدواته وأهدافه

الحوار:  حاوره.. محاوره.. وحوارا

قال تعالى: { قال له صاحبه وهو يحاوره}

والمحاورة: المجاوبه، أو مراجعه النطق والكلام في المخاطبة.

وفي الحوار لابد من متكلم ومخاطب  

" المعجم الفلسفي.. د/ جميل صليبا"

 وفي تعريف آخر " أما الحوار والمحاورة فهي مراجعه الكلام بين طرفين بطريقه متكافئة، ينتقل من الأول إلى الثاني، ثم يعود إلى الأول وهكذا دون أن يكون بين هذين الطرفين ما يدل بالضرورة على وجود خصومه أو تعصب"

 "فن الحوار..... زهير محمد كبشي"

جاء في مختار الصحاح لأبي بكر الرازي

" والمحاورة: المجاوبة، والحوار التجاؤب"

 

*...*...*...*...*...*

 

أدوات الحوار:-

قد يتبادر للذهن أن الحوار يقتصر على الحديث الشفهي وإن كان يعتبر الأكثر انتشارا.

وسوف نرتب أدوات الحوار حسب فاعليتها ودورها الفاعل:

(1)    الحوار الشفهي:  وهو القائم على أساس تبادل أطراف الحديث بين فردين أو أكثر. ويرتكز الحوار الشفهي على محاولة إزالة اللبس والغموض بين الطرفين حول قضية ما. وتعتبر الحوارات الشفهية من أكثر أدوات الحوار رواجاً وتأثيراً في كافة القضايا.

(2)    الحوار بالقلم: الحوار الموثق بالكتابة بين طرفين من أهم الحوارات العلمية الذي غالباً ما يدور على مستوى العلماء والمفكرين والمثقفين والشعراء. يتميز الحوار التحريري بتوثيق الحوار مما يضمن حفظه ودوامه وتوسيع دائرة المستفيدين منه ودفعه في النقل المصادر والاستناد إلى الأدلة العلمية إذا كان هذا الحوار في إطار الحوار العلمي لا الجدل والتهيج.

(3)    الحوار بالإنصات: يعد من أهم أدوات الحوار الناجحة والمؤثرة والصمت يعني الإنصات الواعي كما جاء في الآية الشريفة: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} وفي الإنصات..

(( أ- الحصول على معلومات من المتحدث أي من أشخاص أو حتى من أنفسنا مع استمرار حالة الثبات والهدوء.

    ب-إشعار المتحدث بالاهتمام بطريقة تسمح باستمرار عملية الأتصال.

ج- التفوه بتعليقات موجزه ومحدوده على ما يقوله المتحدث بطريقة تدعم أفكاره وآراءه))

" الإنصات.. فهم ما وراء الكلمات/ مادلين بيرلي ألين.

ترجمة هالة صدقي"

وللإنصات ثلاث مستويات

v الإنصات بالتقمص: تقمص شخصية الآخر للإغراق في الإنصات للآخر.

vالسماع وليس الاستماع: الاهتمام بالفكرة العامة ولا يعنيه الإطلاع على الحقيقة ويغلب عليه الانفصام عن جو المناقشة.

vالإنصات المتقطع: الإنصات لفترات قصيره وغير متصلة.

 

(4)    الحوار بالفكاهة:  الضحك نعمه إلهية خص بها الإنسان ويعد الضحك من الأدوات المهمة في التقارب وإزالة العوائق النفسية بين الأفراد. وللفكاهة دور مهم في إيصال الكثير من المعلومات والأمور التي قد يستعصي إبلاغها عبر الأدوات.

   " يعمل الضحك والفكاهة على حدوث زيادة حالة الاستشارة والنشاط في المخ والجهاز العصبي للإنسان"

وأحد من أهم أوجه الممارسة الاجتماعية للضحك هو أسلوب التهكم والطرفة التي يختزن في محتواها الكثير من الإشارات والمعلومات وللضحك أدوار مهمة نقتطف منها اثنان:

(أ‌)     النقد الاجتماعي: من خلال السخرية والنكتة والفكاهة تنقد بعض المؤسسات الاجتماعية والسياسية وبعض الشخصيات والسلوكيات.

(ب‌)         ترسيخ عضوية الفرد في الجماعة.

 

الابتسامة هي أول أشكال السلوك الضاحك، وهي أول دليل إيجابي على رغبة الطفل في التواصل مع والديه الموجود معهم. وقد يضحك الناس من هؤلاء الذين يخرجون على معابير الجماعة وقيمها رغبة في أن يعيدوهم إلى نطاق هذه المعايير والقيم مدة أخرى كما أشار برجسون، فالضحك والنكتة سلوك زاخر بالقيم والمعايير والسلوكيات الاجتماعية"

" الفكاهة والضحك.. رؤية جديدة

                                       د/ شاكر عبد الحميد"  

مجالات الحوار:-

الحوار احد أهم الأدوات الفاعلة في الميادين التالية..

(1)            الحوار السياسي وعلم التفاوض.

(2)            الحوار الاجتماعي والرأي العام.

(3)            الحوار الحضاري.

" فن الحوار  زهير محمد كبشي"

السمات العامة للحوار:

أن الهدف الأساس من الحوار هو الهداية، أي بلوغ المرء الغاية التي يبحث عنها العقل وهي الكلمة. فالمائز المهم بين الحوار والجدل هو أن الأول يهدف التربية والتعليم والثاني العبثية والفوضى.

فأهم السمات العامة للحوار يجب أن تقوم على هذا الأساس وهي

 

لغة الحوار ومفرداته

 

أدب الحوار

                  الأقدام الشجاعة                                       الإنصات

                     

                               أدلة الحوار                            تمتين الصلة

 

 

الحوار

 

        العلم        حقول الحوار                                    مرحلة بعد الحوار   تجسير

        بالحقل                                                                     المفاهيم

 

هدف الحوار

                  تطابق المتحاورين                                توسع الأفق

 

                           الأمتناع                                  العمل والتبني للحقيقة

  بلوغ الحقيقة

 

 

أهداف الحوار:

 

(1)          إزالة كل أسباب الاختلاف والتناحر والتنافر.

(2)          إشاعة روح البحث عن الحقيقة لإرساء قواعد الحب والمودة.

(3)          تفجير الطاقات الفكرية في بث المعرفة.

(4)          القضاء على روح الفردية والتزمت والانغلاق.

(5)          إزالة مفاهيم الحقيقة المطلق وإشاعة روح الشراكة في المجتمع.

(6)   المجتمع المحاور مجتمع يتمتع بالصحة والحركة والنمو والاضطرار والمجتمع الجامد الراكد مجتمع الماضي الآئل إلى الزوال.

(7)          الحوار بوابة لتبادل المعرفة بين الحضارات وإزالة نقاط التماس والأزمة.

(8)          الحوار القرآني يؤسس:-

                                 أ‌-        السؤال بوابة المعرفة ( سؤال الملائكة في خلق آدم)

                              ب‌-     لا عقاب دون معرفة وبرهان (حوار الشيطان مع الله)

           ج- لا حدود في طلب الحقيقة مادامت الغاية بلوغها

( حوار إبراهيم عليه السلام حول الموت وإحياء الموتى)

 ( حوار موسى عليه السلام حول رؤيه الله)

           د- الهداية وإثبات الحقيقة ويربي روح البحث عن البرهان والامتناع.

( حوار الأنبياء، حوار الناس، حوار الله مع الإنسان)

 

أسرار الحوار الناجح :-

 

لأهمية العمليات العقلية جاء الإسلام مخاطباً للعقل مراعياً لقدراته فهذا على بن أبي طالب يقول : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتحبون أن يكذب الله ورسوله ) فقد راعي الإسلام وحتم علينا إدراك الفروق الفردية بين البشر من أجل ضمان كون الرسالة الموجهة مؤثرة ومقنعة فما يروق لزيد ربنا ينفر عمرو وما يدرك قوم ربما أعجز آخرين فلكل مقام مقال .

فعلا سبيل المثال لو حاولت تغيير قناعات عالم بأسلوب عاطفي ربما ردك ولم يلتفت إليك في حين ولم يلتفت إليك في حين لو أنك استخدمت أسلوباً منهجياً أو فلسفياً أمام الكثير من الجهلاء لقالوا لك : ماذا تتفلسف ؟ فل كلاماً يمكن فهمه ولما قبلوا حجتك فأختر لكل إنسان ما يناسبه من داخل تستطيع بها أن تغير قناعاته وهذا يقودنا إلى أول سر من أسرار الحوار الناجح ([1]) وهو:

  1. معرفة مستوى تفكير من تحاورينها حتى تراعي انتقاء الكلمات المناسبة لقدراتها الذهنية .([2])

2. لابد وأن يكون لك في الحوار عادة عقلية بسيطة كما كانت لرادون في حياته فقبل أي حوار عليك أن تستعد وبعد كل اجتماع قيم التقدم الذي أحرزته وعدل في استراتيجيك واستعد مرة أخرى فإن السر في الحوار الناجح هو الاستعداد .([3])

3. إذا أردت أن تكون متحدثاً بارعاً كن مستمعاً جيداً كما قال أحد الحكماء : ( لتكون مهماً كن مهتماً ) وهذا ما يبحث الناس عنه ففي أحدى المجلات الإجتماعية ريدز دايجست ( أن معظم يستدعون الطبيب لا ليفحصهم وإنما ليستمع إليهم ) والناس اليوم ليست بحاجة إلى من يسمعها فحسب بل إلى من يقبل عليها . والإقبال / هو أن تقبل محدثك بسمعك بصرك بكل حواسك بينما الاستماع / يعني المتابعة ، لذلك قال الله تعالى في كتابه : ( فاستمعوا له وأنصتوا له لعلكم ترحمون ) . ([4])

فالإقبال بالحواس خاصة العينين دليل الانتباه لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه على شر القوم بتالفة بذلك كما أخبرنا بذلك عمر بن العاص وكان يقبل بوجهه وحديثه علي ، حتى ظننت أني خير القوم خاصة عينيه فقد كان صلى الله عليه وسلم ( إذا نظر ينظر إلى عين الآخر ) ، فحركات العيون تدل على ما نقوم به من عمليات عقلية . في الحوار على سبيل المثال أن النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار يعني أن الإنسان يعبر عن صورة داخلية في الذاكرة وأن كان يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين إلى الأعلى فهو ينشئ صورة داخلية ويركبها لم يسبق له أن رآها .

أما إذا كانت عيناه تتجهان إلى اليسار مباشرة فهو يستذكر كلاماً يسب سمعه وأن كانت لجهة اليمين مباشرة فهو يستذكر كلاماً لم يسبق له أن سمعه وإن النظر من جهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية وإن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمع إلى نفسه و يحدثها في داخله . (([5]

 وإليك مبادئ سر وروعة جمال العيون :-

 

  1. جهز نفسك لعملية الإنصات وركز انتباهك على كل ما يقول محدثك من خلال المحافظة على اتصال العينين .
  2. أصغ ِ بهدف الفهم والاستيعاب ليس بهدف المناقضة والرد .
  3. أغمض عينيك في هدوء وافتحها في هدوء فذلك يمنحك خيالاً واسعاً ويزيدك هدوء ويعطي من يشاركك الحديث فرصة التوازن والتفكير وترتيب الكلمات .
  4. إياك أن تصرف نظرك هنا وَ هناك فإن ذلك يبدد الانتباه ويشعر المتكلم باللامبالاة .
  5. وفر المناخ المناسب والجو الهادئ للاستماع وتخلص من مشتتات التفكير .
  6. إياك والاستنتاج المبكر أي ( صدور أحكام مبكرة بينك وبين نفسك ) .
  7. حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك واستفسر عن ما لم تفهمه فهذه العمليات العقلية من الاستقبال .......

تخلق مشاعر في أنفسنا تدفعنا إلى التفاعل مع من نتحدث لتقود بذلك دفة الحوار إلى الأمام .([6])

 

كيف تتعلم فن الحوار: 

المحاولة والخطأ: وهي طريقة أكثر شيوعاً، وأطولها وقتاً، وتعرضك لمخاطر أن تجرب طرقاً غير سوية ثم تكتشف خطأها، ولكنها أساسية في تكوين الخبرة الإنسانية. 

التعلم من خلال النموذج: بالبحث عن المتميزين في مهارات الحوار، ومراقبة سلوكهم بدقة، ومحاولة تقليده. سواء كان هؤلاء أشخاصاً تراهم حولك أو تشاهدهم في وسائل الإعلام، أو تقرأ عن حياتهم في الكتب. صور سيئة في الحوار: 

حوار التعجيز: طلب السلبيات في الآخر. 

الجدل البيزنطي: محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة. 

حوار الاستكبار " أعلى – أدنى ": وهو حوار قائم على تسلط طرف على طرف، (آمر ومستجيب). ومنه قول فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
حوار الذل " أدنى أعلى ": ويقوم فيه الطرف الأدنى بتملق الأعلى بصورة تفقد كلا الطرفين كرامتهما الإنسانية. 

الحوار السطحي: كلمني .. ولكن لا تلمس العمق. 

الحوار الإقصائي: أتحاور معك، وأنا موقن أنك خطأ.. ولكني أحاول إفهامك .. ولست مستعداً لأن تُفهِمني شيئاً لأنني أفهم كل شيء !! 

حوار البرج العاجي " حين يتحاور المثقفون بعيداً عن واقع الحياة ": الحوار الأكاديمي في البلاد العربية، رسائل الماجستير والدكتوراه، والأبحاث. 

 

مبادئ الحوار الإيجابي: 

 

للحوار الإيجابي عدة صفات منها أنه: 
• موضوعي: يهتم بالموضوع وليس الشخص. 
• واقعي: يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها. 
• متفائل: لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل. 
• صادق: لا يخادع ولا يكذب . 
• متكافئ الطرفين: يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه. 
• يفتح باب المحبة، ويقلل من مساحة الخلاف. 
• ليكن منطلقك في كل حوار: البحث عن الحق لأتباعه . 
• لابد لكل حوار من مرجعية، وإلا تحول إلى جدال مذموم. 
• ابدأ في كل حوار بالمساحة المشتركة بينك وبين الآخر، ولا تقفز إلى المختلف فيه أولاً. 
• اعتمد مبدأ النسبية، وشعاره قول الإمام الشافعي: "قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب". 

 

 

 

لتحافظ على انتباه السامع ومتعه الحديث فعليك أن :-

 

1.  لا تستطرد : فكثيراً ما يتشعب موضوع المناقشة مع الاستطراد مما يحدث التداخل بين الأفكار ويفقد التركيز مما يصعب معه تلاقي الخيوط وبالتالي يستحيل الوصول إلى نتيجة لذلك المحاور أن يحرص ما استطاع سبيلاً النجاة من الاستطراد و الشتات و أن يصل بالحديث إلى نتيجة واضحة محددة يلخصها في عناصر محدودة لأن كثير الكلام ينسي بعضه بعض ([7])  فنحن نعلم أن التداخل أحد أسباب الاضمحلال التلقائي وفي ذلك قام د.جاسم المطوع بدراسة حول سبب هرب الرجال من الحوار مع النساء وكان من ضمن الأسباب هو استطراد المرأة في الكلام .

2. لا تستأثر بالكلام : لا تستأثر بالكلام لنفسك وتحرم الطرف فقد قال أحد السلف : ( إن الله خلق ليّ أذنين ولساناً واحد كي أسمع أكثر مما أقول ) . السامع في أغلب الأحيان لا يستطيع أن يتابع بانتباه وتركيز أكثر من 18 دقيقة متوالية يصيبه بعدها إعياء وشرود ويود أن يستريح حتى يجد مشوقاً آخر وقد أجريت في ذلك دراسة في إحدى كليات الطب كانت نتيجتها أن الطالب يفتقد التركيز بعد 18 دقيقة من الحديث المتواصل فما بالك بمستمع غير ملزم بإدراكه !!

3. اصمت : يجب على المحاور أن يكثر الصمت حتى تتيح لنفسه فرصة للتفكير في العبارات التي سوف يقولها حتى يزن الكلمة قبل أن ينطق بها فوقع الكلام أشد من وقع النبال لذا لابد أن نتخير الكلام المناسب منه وفي الوقت المناسب . ([8])

4. وأم بين كلماتك وتعبيراتك : فليس من المعقول أن تحدث الطرف الآخر عن مزايا النظام الذي تقترحه دون أن يصحب ذلك أي جدية منك كأن تتحدث وأنت تداعب أوراقك أو تمضغ لباناً فأنت تصنع بصوتك وتعبيراتك فواصل ونقطاً وعلامات تعجب تستثير بها تفكير وانتباه من أمامك فكما أن صوتك ينقل العديد من الكلمات VERBAL  فإن قدراً كبيراً من المعلومات ينتقل إلى من تحدثه عن طريق مظهرك وطريقتك وسلوكك الحركي  Non-VERBAL  فلقد أثبتت الأبحاث أن نغمة الصوت والمظهر الخارجي للشخص تساهم 90 بالمائة من الانطباع المكون لدى الآخرين  فالصورة المرئية توصل لنا المعلومات بقدر 55 % بينما التأثير الصوتي 35 % فنغمة الصوت وشدته وسرعته تؤثر في كيفية تفسير الآخرين لما تقوله . ([9])

فحركات الجسم المؤكدة لحديث الإيماءات تنقل المعلومات للآخرين وتؤثر في استيعابهم ومن هنا نلاحظ أن النطق ليس هو الوسيلة الوحيدة للمحادثة الناجحة .

 

فاصل  ( النكتة : هناك أناس بالفعل لا تريد أن تفكر أو تقتنع )

وقد تعينها أنت عندما تبدأ حوارك بقول :

 

فنون الإقناع بالحوار :-

 

1. لا تقل لا منذ البداية : أبحث عن نقاط الاتفاق حتى تفتح أفاق التلاقي فـ " لا " تجمد عمليات العقل وتغير مجرى التفكير مما يجع المتحاورين يفكرون بما يرد به بعضهم على بعض أكثر مما يفكرون مما يفكرون في صحة الفكرة المطروحة فيتنافسون في خدمة الهدف الذي أقيم من أجله الحوار وفي ذلك يقول ذيل كارتيجي : ( أجعل الطرف الآخر يوافقك الرأي وحاول أن تثنيه على التفوه بكلمة لا ) لذا كان لابد أن نبدأ من خلال النقطة المتفق عليها حتى لو كانت نسبة الخلاف 99 % ([10]) وهذا هو أسلوب سقراط حكيم اليونان وفيلسوفنا الشهير كان يبدأ مع الطرف الآخر بنقاط الاتفاق بينهما ويسأله اسأله لا يملك الجواب عنها بغير نعم ويظل سقراط يكسب الجواب تلو الجواب حتى يرى مناظرة صقل بفكرة كان يكرها قبل قليل ، فسقراط بنعم يفتح الحواس للاستقبال وليجري عليها العقل معالجته حتى يقتنع بها وقد ذكر الرب جل جلاله ذلك في كتابه : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله ) .

2.  لا تقل أنت فهي تعمل عمل لا كما أسلفنا : فهي تسمح للمشاعر السلبية أن تحل محل عمليات العقل وذلك لأنها تضع الطرف الآخر موضع الاتهام فأنت بذلك تستثير غضبه وليس عقله في وقت أن محتاج لأن يفكر الطرف الآخر في خطأه فعلى سبيل المثال لو أن أخيك وعدك أن يعود إلى المنزل قبل منتصف الليل ولكنه عاد في الثالثة صباحاً فكان حوارك له : أنت إنسان غير مسئول أنت تفكر في نفسك فقط ولا تفكر في أسرتك ( إن هذه العبارات التي تبدأ بأنت تثير غضب المراهق وتجعله يحاول الدفاع عن نفسه ) ولكن لو قلت : ( لقد شعرت أمس أنك خذلتني لقد قلقت عليك كثيراً وتخيلت أن حادثاً مريعاً حصل لك حتى أنني اتصلت بالشرطة للتأكد من أن مكروهاً لم يقع لك ) هنا سيكون أكثر استعداداً لسماعك فيبدأ باستقبال ما تقوله ثم يفكر بها جيداً ويخزنها في ذاكرته لما تركت أثر في نفسه وعندما يريد أن يتأخر ثانية فسوف يسترجع هذه العبارات ويتراجع عن ما أراد فعله .

ملاحظة /  أن استخدام لفظ أنا لا يعني أن تعبر عن رأيك فلو قلت أنا أشعر بأنك غير مسؤول أو لم تف بوعدك فما زالت لهجتك أتهامية لذا فإن العبارات يجب أن تركز على احتياجاتك ومشاعرك ورغباتك أنت وليس عيوب الطرف الآخر . ([11])

3. اصمت برهة : أبسط أسلوب يمكنك إتباعه لتوفير الوقت اللازم للتفكير أثناء الحوار المتوتر هو أن تصمت برهة دون أن تقول شيئاً فالفعل يثير رد الفعل ورد الفعل يستفز الفعل المضاد أما مع الصمت فأن الأفكار توضع موضع التحميص والإختبار لذا ( فإن أعظم فرصة أمامك لنجاح الحوار هو أن تغير اللعبة فبدلاً من اللعب بطريقة الطرف الآخر دعة يتبع طريقتك أنت طريقة الحل المشترك ) .([12])

4.  ابتسم :  فالابتسامة هي اللغة المشتركة بين البشر يعرفها الصغير والكبير والقاصي والداني وهذه البسمة لها مفعول سحري أثناء الحوار فهي تخفض من درجة الانفعال التي أنت بها وبالتالي تزداد قدرتك على القيام بالعمليات العقلية العليا من التفكير وتذكر الأمر الذي يساعدك في حل مشكلتك الراهنة . ([13])

 

حتى يكون حديثك أكثر جاذبية :-

 

1. قم بضرب الأمثال : بها يلتفت المرء إلى الكلام الجديد فيلمح ما بينها من التشابه والتطابق مستعيناً بالذاكرة في ذلك ما يلبث أن يلتقي الأمر الجديد بمزيد من القبول والارتياح ويجري ذلك كله في أقل من لمح البصر ولا تنسى أيضاً أن السامع قد يفقد التركيز أثناء الحوار فيأتي المثال مجلياً لعبارة لم تدرك ومستنيراً لفكرة لم تسمع لذلك حاولت أن أورد لكم الأمثلة في طيات حديثي .([14])

2.  استخدم الاستفهام : في البدء بالأسئلة استثارة لانتباه السامع وتنشيطاً للعقل لمواصلة التفكير لذلك استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم لتهيئة الجو للتعليم ولا ننسى أن نستخدمه في الحوار لتقوية الانتباه لتلقي المعلومات وإذهاباً للسآمة وعودة للتفكير للبحث فيما عرض من كلام . ([15])

  1. 3.    استخدم اسم من تحاوره : في أول 10 ثوان ِ ، فإن ذلك يجعله يعاود تركيز الانتباه . ([16])

4.  استخدم الأساليب الحسية : أن هذه الأساليب الحسية المبسطة تقرب المعاني المجردة للأذهان فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن جابر رضي الله عنه قال : ( كنا جلوساً عند الرسول صلى الله عليه وسلم فخط بيده في الأرض خطاً هكذا فقال : هذا سبيل الله وخط خطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذه سبل الشيطان ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا قوله : " وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ") ([17]) فبين لهم صلى الله عليه وسلم بما رسم لهم .

 

 

 

معوقات الحوار :-

 

1. الإدراك : في علم الاتصال يشار أن الإدراك يؤثر بشكل مباشر على نجاح الاتصال أو إعاقته فخذ على سبيل المثال حوارك مع طفل صغير حلو إحدى المستنقعات الناتجة عن سقوط الأمطار في الرياض فهو يقول :

- هذا بحر يا بابا وتقول أنت له لا هذا مستنقع ولكن إدراك الطفل المستند إلى خبرته المحدودة تملي عليه أن هذا بحر أما أنت فخبرتك تقول أنه مستنقع ! ثم ما تلبث حتى تراه يريد أن يسبح فتعلم أن إدراكه المحدود قد أفشل حوارك في إقناعه ([18]) هذا بالفعل ما حصل .

وذلك الشاب حينما كان يصلي وبجانبه أخونا الجزائي اسمه ابن عائشة كبير في السن المهم أنه كان بعيداً قليلاً عن الشاب فحاول هذا الشاب أن يجاذبه بالمناكب والأقدام فكان كلما أقترب الشاب من ابن عائشة أبعد ابن عائشة قدمه حتى تلاصقت أقدام ابن عائشة فكاد أن يسقط أما الشاب فتحت قدماه فتحه كبيرة فحينما سلما قال ابن عائشة الجزائي : ماذا بك ؟ ابعد وتقترب . قال الشاب : لابد يا ابن عائشة من المحاذاة في المناكب والأقدام حتى لا يدخل بيننا الشيطان قال والله فتحت رجلك فتحة يدخل معها الشيطان .. علق على ذلك الدكتور ميسرة طاهر فقال : أن أدراك ابن عائشة القاصر و ما جعله يقول هذا لذلك لا بد وأن نراعي الصغير والكبير الناس على ثقافاتهم حتى ينجح الحوار . ([19])

  1. 2.   لأسباب في المتحدث والسامع والرسالة بينهما :

في المتحدث : افتقاده لأهم مؤهلات الإقناع كالذكاء والفطنة وضعف التحصيل العلمي .

وفي السامع : التفكير السطحي الذي لا يغوص في أعماق المشكلات و لا يدرك أثر العلاقات بعضها ببعض ولاستيعاب تأثير المتغيرات بل توقف عن أسباب الظاهرة لتكون أعراضاً وليست عي الجوهر بخلاصة التفكير السطحي هو الذي يغيب العقل .

والرسالة بينهما : افتقار الرسالة الإقناعية للتكرار ووجود عوائق فنية تؤثر عليها كالتشويش وضعف الإرسال سوء الأداء .

5. التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص :  والتعصب ظاهرة قديمة موجودة في مختلف المجتمعات البشرية وعلى مختلف مستوياتها فالمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له بل يقبله كما هو فحسب دون أن يجري عليه العمليات العقلية لذا لا يمكن للمتعصب أن يواصل حديثة إلا مع من يردد مقولاته . ([20])

ولعل ما نرى في فضائيتنا العربية من حوار أكبر دليل على ذلك فكم ينتابنا الإحباط بعد الانتهاء من متابعة أغلبها وبعد ذلك يكتشفون أنهم لم يتمكنوا من تصور أفضل للمسألة المطروحة وإنما ازدادت القضية اضطراباً والتباساً في أذهانهم والأهم من كل ذلك هو أن مثل هذه البرامج لا تشجع روح الحوار بقدر ما تبعث على التعصب نظراً لما يشاهده الناس من حوار هو أقرب إلى القتال منه إلى التفاعل الحواري الخلاق . ([21])

التعصب هو زراية بالعقل الذي فضل الله به الإنسان على الحيوان والمتعصب هو ذلك الإنسان الذي غطى هواه عقله فتراه يكثر من مقاطعة محاوره وقلما اعترف بخطأ بل يكثر الردود ويسعى لحماية نفسه وما يخصه دون تفكير ونظر . فهو أشبه بامرئ يعيش وحدة في بيت من المرايا فلا يرى فيها غير شخصه أينما ذهب هذا هو المتعصب مغلق على وجهه . نظرته وحدها لا يفتح عقله لسواها يزعم أنه الأذكى عقلاَ والأوسع علماً و الأقوى دليلاً وإن لم يكن لديه عقل يبدع ولا علم يشبع ولا دليل يقنع . ([22])

5. التسرع : الذي يؤدي إلى إطلاق الأحكام دون تفكير ولقد أنتقد القرآن وبشدة لاذعة الذين يقفزون عند السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام دون السماح لها بالمرور بمنطقة السماع الداخلي والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل والاستنتاج وقد وصف القرآن الكريم هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقِ للمعلومات الأولية باللسان دون الصبر عليها حتى تمر الأذن وتصل بعد ذلك إلى منطقة الوعي . قال تعالى : ( إذا تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) .

 

أسس معالجة أزمة الحوار الراهنة :-

 

1. المعرفة : هي التي تولد الصبر على المتحاور فكلما اتسعت معرفتك زادت قدرتك على الصبر وإجادة الحوار وهذه القاعدة وضعها موسى عليه السلام في حواره مع الرجل الصالح حينما قال له : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) فوضع هذه القاعدة للأبد فالصبر يزيد مع العلم ويضيق مع الجهل . ([23])

ولكن لا بد أن ننتبه أنه

2.  ينبغي أن ينطلق المتحاوران من قناعة راسخة وحقيقة بأن معرفتهم حول القضية التي يجري الحوار حولها قد تكون معرفة مباشرة وجيدة لكنها ليست معرفة كلية مكتفية أو شاملة أو نهائية فالعلم بحر لا ساحل له ونحن هنا نستخدم مصطلح المعرفة بمعنى ما يعرفه المرء وهو ما يطلق عليه Knowledge في مقابل علن آليات تحقيق المعرفة الذي يقابله epistemology فالنقص يكتنف ما يعرفه كل إنسان مهما كان علمه ناهيك عن المتحاورين أنفسهم . ([24])

3. المرونة في الحوار وعدم التشنج : أي مقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها والصبر على فكرة المحاور حتى لو اعتقدنا خطأها منذ البداية وهذا يؤدي إلى عدم الاستعلاء على فكرته وقبول الاختلاف بينما ندرك أن الاختلاف لا يعني الخلاف فأن لم تكن حبيبي فلست عدوي أعني سياسة الأبيض والأسود المتبعة في حوارنا ولازلنا نعاني منها لأننا نتكلم من نبع قلوبنا وليس من لب عقولنا ولو علمنا أن الاختلاف يدفع الحوار إلى الأمام وهو من يكسب المعرفة وما أمكننا التعلم ونحن أطباق  لبعضنا البعض وفي ذلك قال أنيس المنصور : ( حينما تقول : لا ، وأقول :  نعم  . فذلك قمة الاتفاق ) ولا تنسى أن رأيك صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب فبحث عن الحقيقة في وجهه نظر الطرف الآخر ومتى تحقق هذا المنهج والموقف الحضاري الذي شرعه الأمام الشافعي أمكن القول بأن ميدان الحوار واسع . ([25])

4. انتبه لما تقول : فالقول الحسن وتجنب منهج التحدي والإقحام يترك أطيب الأثر في النفس الأمر الذي يحقق الغاية من الحوار كما قال تعالى: ( ألم ترى كيف ضرب الله مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين ) وفي مقابل ذلك ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) . ([26])

5. وانتبه كيف تقوله :  ( الأسلوب ) فليس المهم ما تقوله ولكن كيف تقوله لذلك قال الله في كتابه الكريم : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القول لأنفظوا من حولك ) حينما قدم الإسلام بالرحمة واللين قبل وحينما قدم المحتوى نفسه بالفضاضة والغلظة رفض على الرغم من أن الإسلام لم يتغير ولكن حينما تغير الأسلوب تغيرت الاستجابة فليس مهماً أن نقول ما نريد وإنما أن نجعل من حولنا يقبلون ما نقول . ([27])

 

تآزر الحواس في الأسلوب الحواري :-

 

أن مؤازرة الحواس بعضها لبعض في التعلم أسلوب أمثل أثبتت الدراسات العلمية جدواه أنه يبقي المادة العلمية حية في النفوس والعقول والحوار تستعمل منه على الأقل حاستا السمع والبصر هما أهم الحواس عند الإنسان إضافة إلى الحركات الجسمية المصاحبة كإشارات اليد وَ الرأس وَ العين فإذا شارك الطالب مشاركة عملية في الحوار أو قام بإجراء التجربة المعملية بنفسه زادت لديه نسبة الاستيعاب لأنه يشارك في صنع الحدث التعليمي ولقد أثبتت الدراسات أن الناس يتذكرون 15 بالمئه مما يسمعونه و 50 % مما يرونه . نضيف إلى ذلك الحقيقة التي أثبتها البحث وهي أن الناس يتذكرون حوالي 80% مما يفعلونه . ([28])

نماذج حوارية :-

ويمكن الإفادة حتى من حوار بعض الحكماء مع خصومهم، ليتبين للدارس بوضوح كيف تكون شخصية المحاور المقتدر، وليتجنب الحوار المحرج الذي لا يؤدي غرضه.

مثال1 : قال أحد الصحفيين لبرنارد شو الفيلسوف الانكليزي المعروف محاولاً جره للحوار.
قال الصحفي لبرنارد شو:
ـ أنت رجل مادي وتكتب من أجل المادة.
التفت إليه شو بكل برود وهو يبتسم وقال:
ـ وأنت يا صديقي من أجل أي شيء تكتب؟
قال الصحفي معتداً بنفسه:
ـ إنا اكتب من أجل الشرف.
فضحك شو وقال له حسناً يا صديقي اتفقنا.
ـ وعلام اتفقنا؟

أن كل إنسان يسعى إلى ما مفقود فيه.
 

مثال2 : أراد أحد الخمارين أن يستفز إحد المؤمنين وكان بارعاً في الكيمياء فقال لها : أأنتِ كيمياوي؟

قال له المؤمن: نعم.

قال له الخمار: هل تعلم أن الكحول الاثيلي (مادة الخمر) موجود في كل خلية من خلاياكِ في جسمكِ؟

قال المؤمن: نعم وماذا تعني بهذا؟

قال الخمار: إذن فلماذا هو حرام وتسمونه منكراً وهو يجري في خلاياكم وعروقكم؟

قال له المؤمن: حسناً ما رأيك بكاس أقدمه لك من الغائط ناقحاً بالدم والبول والمخاط الآن، لأنه هذه المواد ليس منكراً حسب منطقك لأنها تجري في عروقك؟!
فضحك الحاضرون.. وقال له أحد الحاضرين لا ترفض العرض فإنه دليل على أنه حارك في المحاورة التي ولعتها، إن رفضت العزيمة .([29])

فكاهة الحوار :-

المراجـــــــــــــــع

 

1-البشير بابكر ، مجلة معهد اللغة العربية .

2- ديماس محمد ، فنون الحوار والإقناع .

3- الندوة العالمية للشباب الإسلامي  ، أصول الحوار .

4- الحبيب / طارق، كيف تحاور .

5- محمد جاسم ، أخلاقيات الحوار وشروطه المعرفية .

6- شحاتة حسن ، تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق

                     أصول الحوار وآدابه في الإسلام ، مجلة منار الإسلام

                                           

                                                     مجلة المعرفة

 

http://www.bafree.net/forums/showthread.php?t=3596

 

http://www.feedo.net/LifeStyle/Etiquette/ConversationEtiquette.htm

 

 

 


([1])  منهجية التعامل مع الشبهات ، الحمادي/علي ، ص31

([2]) مجلة منار الإسلام ، العدد 82

([3]) فن التفاوض ، وليام/أوري ، ص 29

([4]) السعادة الأسرية ، طاهر/ ميسرة ، محاضرة

([5])  أفاق بلا حدود ، التكريتي/محمد

[6]))  فن التفاوض ، وليم/أوري ، ص 67-68

([7]) أصول الحوار ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي " بتصرف : ص 50

([8]) فنون الحوار والإقناع ، ديماس/راشد ، ص 57- 58 - 59

[9]))  كيف تجذب عميلاً ، أحمد/طلعت ، ص55

([10]) كيف تحاور ، الحبيب/طارق ، ص24

[11]))  مرجع سبق ذكره ، فن التفاوض ، وليام/أوري،ص80

[12])) مرجع سبق ذكره ، فنون الحوار والإقناع ، ديماس/راشد ، ص108

([13])  رأي طالبات المجموعة

([14]) أصول الحوار ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي ص30

[15])) كيف تحاور ، الحبيب/طارق ،ص173

([16]) رأي طالبات المجموعة

([17]) سورة الأنعام آية 153

[18]))  مجلة المعرفة ، العدد 32 ذو القعدة 1418- مارس

[19])) محاضرة السعادة الأسرية ، طاهر ، ميسرة

[20]) ) اتيكيت المحادثة
http://www.feedo.net/LifeStyle/Etiquette/ConversationEtiquette.htm

[21]))  أخلاقيات الحوار وشروطه المعرفية ، محمد/جاسم

[22]) )  منهجية التعامل مع الشبهات ، الحمادي / علي ، ص 145

([23] ) رأي طالبات المجموعة

([24])  مرجع سبق ذكره ،  أخلاقيات الحوار وشروطه المعرفية ، محمد/جاسم

([25])  أدب الحوار ، يشناق /فاضل ،  1962 م

([26] ) أصول الحوار وآدابه في الإسلام ، ص 13

([27] ) محاضرة في شريط تنمية الحب العائلي ، طاهر / ميسرة

([28] ) مجلة معهد اللغة العربية ، البشير/بابكر ، جامعة أم القرى مكة المكرمة ، العدد الثاني 1404 – 1974 م

([29] ) http://www.bafree.net/forums/showthread.php?t=3596

 

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/150701

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك