أضرار الوظيفة الحكومية على الفرد والمجتمع

فهد عامر الأحمدي

    ليس لدي أدنى شك بأن للوظيفة الحكومية أضراراً عميقة لا يدركها الجميع من أول نظرة..

فهي مثلاً:

- تتسبب ببطالة حقيقية أو مقنعة (كون الوظائف الحكومية تظل دائما ًأقل من عدد الداخلين لسوق العمل)..

- تقلل من فرص ظهور المشاريع الصغيرة (كون معظم الناس يفضلون عليها الأمان الوظيفي)..

- تقتل الطموحات والأفكار الرائدة (كون هم الموظف سيتركز على علاوة تافهة أومرتبة متواضعة).

- تستنزف موارد المجتمع (كون رواتب الموظفين تستقطع النسبة العظمى من الميزانية على حساب مشاريع رائدة أو بنية تحتية)...

- كونها تنحدر بمستوى الخدمات ذاتها (إما لأن الموظف الحكومي غير مؤهل، أو لأنه لا يهتم بتقديم خدمة جيدة طالما ضمن العلاوة وعدم الإقالة)!!

.. وفي المقابل؛

من شأن العمل الحر والمشاريع الخاصة تقديم خدمات إيجابية كثيرة للفرد والمجتمع مثل:

- خلق وظائف لا ترتبط بالدولة (فنجاح مشروع واحد من بين عشرة يوفر للآخرين وظائف جديدة).

- نجاح أي مشروع يتبعه التوسع وخلق مشاريع رديفة (بل وخلق نماذج تحتذى من الآخرين).

- لا تستنزف شيئاً من موارد المجتمع أو ميزانية الدولة (بل على العكس تضيف إليهما من خلال دفع الرواتب والرسوم والضرائب والزكوات ومصاريف التوسع)

- تسمح بمضاعفة فرص الثراء وتجربة أفكار جديدة (في حين يظل موظف الصادر والوارد على حاله حتى التقاعد).

- ترفع من مستوى البلاد والمجتمع ككل (فالدول الصناعية العظمى لم تقم على أكتاف الحكومات بل على أكتاف الشركات العظيمة مثل فورد وآبل وبوينج في أمريكا، وتويوتا وسوني وهيتاشي في اليابان، ومرسيدس وسيمنز وبورشه في ألمانيا).. وهذه جميعها شركات أسسها أفراد حالمون لم ينتظروا وظيفة أو إحساناً من أحد - بل خلقوا بفضل عصاميتهم وظائف جديدة لآلاف الناس!!

.. وكي لا يكون كلامنا ضرباً من المثالية والتنظير نحتاج من الدولة فعلاً إلى حزمة من الإجراءات والتنظيمات التي تشجع الناس على العمل الحر وترك الوظيفة الحكومية مبكراً.

نحتاج إلى:

- السماح للموظفين الحكوميين بمزاولة الأعمال الحرة والخاصة (لأن من ينجح منهم سيترك الوظيفة لغيره/ بدل ترك أسواقنا الحرة لسيطرة الأجانب).

- إعادة تنظيم العلاوة السنوية بحيث تبدأ بنسبة كبيرة مع بداية التعيين، ثم تقل بالتدريج حتى تتوقف تماماً بعد عشرين عاماً(وأعتقد أنها فترة كافة للتفكير في مورد رزق جديد.. مع نصف الراتب الحكومي)!

- تحويل الوزارات والقطاعات الحكومية الى شركات مستقلة تعمل على أساس الربح والخسارة (فوزارة الاتصالات بعد أن كانت عالة على الدولة، أصبحت شركة ناجحة ترفد الدولة بأرباح سنوية كبيرة).

- وأخيرا؛ تدريس طلابنا ثقافة العمل الحر، وطرق بناء المشاريع العظيمة، ومهارات التسويق والتمويل وإنشاء الأعمال الخاصة (ناهيك عن ضرب أمثلة برجال أعمال وصناعيين ناجحين من السعودية والعالم أجمع)!!

من المحزن أنني رأيت التوجية النبوي الكريم "خذ فأساً واحتطب" مطبقاً في كافة المجتمعات باستثناء مجتمعنا المحلي.. فالفأس إما مكسورة أو لم يتعلم الشاب طريقة استعمالها..

http://www.alriyadh.com/926917

الأكثر مشاركة في الفيس بوك