الدعجة ينتقد ازدواجية الخطاب الديني ويصفها بـ "عقبة" الحوار

الدعجة ينتقد ازدواجية الخطاب الديني ويصفها بـ "عقبة" الحوار
 

الدعجة ينتقد ازدواجية الخطاب الديني ويصفها بـ "عقبة" الحوار

وكالة جراسا الاخبارية : وضع مفكر اسلامي اردني نخبة من قادة الفكر والعلم في الولايات المتحدة الاميركية في صورة التفاصيل الدقيقة للعقبة التي تعترض طريق حوار الاديان موجها نقدا مزدوجا للمسلمين والمسيحيين لتمسكهم بازدواجية الخطاب الديني التي تمنع تذليل هذه العقبة .
ودعا البروفيسورعودة مهاوش الدعجة احد اقطاب مركز الحوار الاسلامي المسيحي الاميركي في محاضرة القاها في جامعة وين بالولايات المتحدة امام حشد من المفكرين والاكاديميين والطلبة الامريكيين وزع نصها مكتبه في عمان كلا الطرفين مسلمين ومسيحيين للاعتراف بالاخطاء المرتكبة مؤكدا على اهمية اعتذار البابا بنديكت السادس عشر للمسلمين عن الحروب الصليبية كبادرة حسن نية.
وقال ان المسلمين والمسيحيين يقفون الان امام فرصة تاريخية من شأنها اعادة استئناف الحوار مؤكدا ان الفرصة مواتية للخروج من ازدواجية الخطاب الديني الضيقة التي يشكل استمرارها تعميقا للشرخ بين المسلمين والمسيحيين.
ولفت البروفيسور الدعجة الى ضرورة مغادرة الازدواجية في الخطاب الديني والابتعاد عن التمسك بوجهات النظر البعيدة عن الدين والمذهب لانها لا تقود الا الى الغاء الاخر الامر الذي يعرقل التواصل والحوار.
وقال هناك أفكار قد تكون مشوهةً لدى اتباع كل ديانة ,مما يدفعها للتمسك بهذه الافكار فالمسيحيون لهم أفكار مشوهة عن الإسلام هناك غموض وهناك التباس في فهم الإسلام وتشويه متعمد للمغرضين.
وفي الطرف المقابل أيضا هناك أفكار خاطئة يحملها المسلمون عن الدين المسيحي أو عن المسيحيين عموماً مؤكدا انه لا بد من الوقوف على المشتركات ، الديانة المسيحية ديانة سماوية والإسلام دين سماوي ولابد أن تكون هناك مشتركات بين هاتين الديانتين, لابد أن نتعرف على هذه المشتركات، المشتركات العقائدية،المشتركات التشريعية، المشتركات الأخلاقية كما أننا إذا استطعنا أن نعيد قراءة المسيحية والإسلام من زاوية موضوعية مجردة.
واستعرض البروفيسور الدعجة مفاصل دقيقة في اسباب عرقل الحوار الديني لافتا الى ان المسيحي يتناسى اكبر جريمة ارتكبت في تاريخ الانسانية عندما قتل التبشيريون 12 مليونا من شعب المايا وسط وجنوب امريكا لرفضهم دين الكنيسة اضافة لتجاهلهم الحروب الصليبية التي اودت بحياة ملايين المسلمين ومعهم المسيحيون الشرقيون الذين خالفوا روما .
واوضح ان الامعان في التناسي بل ذروتة بتجاهل المسيحيين لقتل المسلمين في البوسنة على ايدي اتباع المسيح وهو منهم براء وواصلوا هذا النهج بتشجيعهم لليهود على قتل الابرياء في فلسطين .
ولم ينس البروفيسور الدعجة ان المسلمين انتهجوا ذات النهج عندما ارتكب قادة مسلمون الجرائم ضد المسيحيين والمسلمين على السواء باسم الاسلام البرىء من عملهم .
وانتقد بشدة اضطهاد المسلمين لبعضهم البعض الذي بلغ ذروته في تفجيرات فنادق عمان في قلب الاردن الامن اضافة لما يفعلوه في بعض بلاد المسلمين وغير المسلمين من قتل للابرياء والاسلام منه براء.
واكد البروفيسور الدعجة ضرورة قيم التسامح والاعتدال في العالم وضرورة احترام الاخر وضمان حرية العقيدة للجميع دون التعرض للثوابت مشيرا الى اهمية ان يعترف كل طرف بخطاه كبداية لحوار صادق وعلمي
واكد البروفيسور الدعجة الى انه ان الاوان لاخراج الانسانية من قهرها الذي خلفته قرون من الاستعمار وان يعاد للدين مكانته لافتا في الوقت ذاته الى انه يتعين على المسيحيين والمسلمين الحيلولة دون استغلال الدين لاغراض سياسية وحتى لا يبقى الاطفال يسمعون عكس ما يقراون مما يرسخ ثقافة التوتر والانقسام واحيانا العنف في المجتمعات.
وقال أن الحوار القائم على أساس من المنهجية والحياد يساعد في اتخاذ القرار الصائب في أغلب الأحيان شريطة ابتعاده عن الازدواجية في الخطاب مبينا ان العالم يجب ان يدرك الان وبعد كل التحولات التي جرت اهمية انطلاق حوار الاديان باعتباره منقذا للبشرية مما لحق بها من اذى .
وشدد البروفيسور الدعجة على ضرورة قراءة جديدة معاصرة للدين سواء كان مسيحيا او اسلاميا تتم فيها ازاحة جميع التاويلات المشرعنة لاضطهاد الاخر او تدميره داخل الدين نفسه قبل طرح فكرة حوار الاديان اي بمعنى اخر ازالة جميع المخاوف والتاويلات الصادقة ضد الاخر لكي نحقق ارضية اولى لاحتضان هكذا حوار بين الاديان على ان تتكاتف جميع الاديان للعمل في اذابة الجليد العدائي المتراكم منذ عقود طويلة.
 
المصدر:http://www.gerasanews.com/print.php?id=21626
 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك