أفيون الطائفية

عبد القادر عياد

بين 25 يناير و11 فبراير 2011 كان مسلمو مصر يؤدون الصلاة في ميدان التحرير بحماية الأقباط، الذين بادلوهم دور الحماية، وشاركوهم حلم وحراك ثورة الحرية. وفي 15 مارس من نفس العام كانت حناجر سنية وشيعية وعلوية تهتف للحرية في سوريا بصوت واحد.
كانت الثورة السورية تواصل تضييق الخناق على رقبة نظام الأسد وأعوانه من إيران وحزب الله، الذين أشعلوا فتيل الطائفية حين اقتربت نهايتهم، ليكون الأتباع وقود الجولة الأخيرة وجنودها. وربما، لو نجح حسني مبارك بإشعال ذات الفتيل بمصر لاختلف المشهد وما أفرزه من نتائج.
ثورة الشعب السوري قضية عادلة، ولا يعارضها إنسان عاقل مهما كان مذهبه، إلا أن التعبئة الطائفية التي مارستها بعض المرجعيات المسيسة استطاعت أن تغيب عقول الآلاف وتقودهم إلى مناصرة الطرف المدان، رغم كل جرائمه البشعة، بل وتحرك أيديهم لنحر الأطفال على صدور أمهاتهم في "القصير" وغيرها.
الطائفية كفيلة بتغييب العقل، كفيلة بجعل ملايين البشر يسيرون دون وعي نحو الموت، وهي من أساليب التجييش التي تمارسها إيران لبسط نفوذها، ومواصلة مشروعها الدموي.
اليوم، هناك مرجعيات شيعية متعددة ترفض القتال في صف المشروع الإيراني المناصر لنظام الأسد، وتؤكد على حق الشعب السوري في الحرية، ويتبع لهذه المرجعيات الكثيرون.
مواصلة اتهام الشيعة بالمجمل بمناصرة الأسد، ووضعهم جميعا في سلة إيران وحزب الله؛ هما وحدهما الكفيلان بزجهم في أحضان إيران وحزب الله، وجعلهم يخوضون حربهم، ليس إيماناً بقضيتهم، ولكن دفاعاً عن جبهة أقحموا بها.
نعم، هناك آلاف الشيعة المتورطين في جرائم إيران، ولكن ليس كل الشيعة.. وعدالة ديننا وعدالة قضية الشعب السوري تفرض عدالة منهج التعامل. والله يقول: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".

المصدر: http://www.amnfkri.com/news.php?action=show&id=23011

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك