النفس البشرية في القرآن والسنة

  ينظر الإسلام إلى نفس الإنسان على أنها مستودع قوى والمؤمن الذي يطيع ربه يكون ربانياً ، فالله هو الذي يقول للشيء كن فيكون ، وطاعة الله واجبة لقوله تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ويعني هذا أن على الإنسان أتباع  أوامر الله و اجتناب نواهيه حتى ينال رضا الله وييسر له أموره .

    لقد فسر القرآن الكريم أحوال النفس البشرية بما يتصل بها من الخواطر و الوساوس والهواجس والأحاسيس من فرح وحزن ووحشة وأنس وانقباض وانبساط وارتجاف وقلق واضطراب وغير ذلك مما سجله العلماء بعد طول معاناة ودراسة و تأمل . وفى القرآن معلومات كثيرة وشاملة عن النفس البشرية  لأن مهمته الأولى هى التربية والتوجيه فهو كتاب يخاطب النفس ويوجهها لقوله تعالى(( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى ))  ،  ولقوله تعالى : (( الله أعلم بما فى أنفسهم )) .

    ولقد وجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته رضوان الله عليهم الشيء نفسه في القرآن الكريم مما أعانهم على فهم أنفسهم والسيطرة عليها . والدليل على ذلك  هو فهم الصحابة والرسول صلوات الله عليه أن الله لا يطلب من العبد الشكر على المعروف لقوله تعالى : ((إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً )) .

    ولما كان من أصعب  أنواع الجهاد جهاد النفس فهذا يدل على مدى أهمية النفس فى الإسلام ،و العاقل يعلم أن حياته الصحيحة هي التوبة والرجوع إلى الله سبحانه ومحبته واغتنام الفرص للعبادة وهذا من أهم أساليب العلاج النفسي وقد سئل النبي عن أفضل الناس فقال " كل مخموم القلب صدوق اللسان فقالوا له صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب . فقال هو التقى النقي لاإثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد " .

    ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم  ـ " اغتنم خمساً قبل خمس ، حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك و فراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك " وعلم النفس يهتم بمراحل النمو وهنا حدثنا الرسول الكريم عن اغتنام مرحلة الشباب قبل الهرم فيما يفيدنا ويفيد ديننا .

      قال تعالى : (( ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور ))  إن في الهدى النبوي  البلسم الشافي للقلوب الضامئة إلى الحق والنفوس الطالبة لليقين والعقول الراشدة أو الرشيدة التي تنمو فى الصدق و الإخلاص في العلم والعمل ، والنفس في الهدى النبوي إذا صلحت أنصلح أمر الجسم وإذا فسدت فسد أمر الجسم فعلاجها أولى وأهم من علاج البدن . فالمقصود من هذا أن كثيراً من الأمراض العضوية يكون سببها المباشر  أو غير المباشر نفسي أى نتيجة اضطراب الحالة النفسية .

    قام الرسول صلي الله عليه وسلم بتشخيص الأمراض البدنية التي ألمت ببعض أصحابه ووصف العلاجات المناسبة لها وربط صلوات الله عليه بين العلاج البدني والعلاج النفسي فنصح بعض أصحابه ممن يعانون منهم بألم في بطنه أو ألام فى رأسه بالصلاة أوالإستعاذه أو باستخدام الرقية أو بذكر بعض الآيات القرآنية كالمعوذتين و آية الكرسي وغير ذلك من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة.

   لقد فرق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الأزمات النفسية التي يمكن أن تهاجم الإنسان وتعترض حياته فتصيبه بالهم والغم والكرب و الحزن والأرق والقلق وربما تنتهي به إلى الصراع النفسي ( الروحاني )  .

المصدر: http://1bac.medharweb.net/modules.php?name=News&file=article&sid=286

الأكثر مشاركة في الفيس بوك