الحوار الرديء لأتباع دعاة الفتنة!

محمد الحربي

في مقالي يوم الخميس الماضي في هذه الزاوية، بعنوان: «وسقطت أقنعة دعاة الفتنة!».. تلقيت ردود أفعال واسعة على موقع الصحيفة وعلى صفحتي على الفيسبوك، تفاوتت ما بين ردود المؤيدين ومعارضة العقلاء، وانحدارا مريعا إلى حوار رديء مارسه ثلة من أتباع دعاة الفتنة وصل إلى حد التجريح الشخصي والشتائم التي لا أعلم كيف يمكن أن يقتنع أو يقنع الآخرين من يطلقها بأنه شخص متدين أو لديه الحد الأدنى من الأخلاق والتربية، وصولا إلى التهديد بالإيذاء والقتل وجعلي عبرة لغيري، هذا الحوار الرديء ما فرقه عن حوار العصابات أو الإرهابيين، ووصل الحال ببعضهم لإنكار تفسير الآية القرآنية: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).. التي استشهدت بها في المقال، وزعم بعض مغيبي العقول بأن استدلالي بالآية ليس في محله ولا ينطبق على دعاة التحريض.. واليوم، أحيلهم إلى تفسير ابن كثير الذي يقول: «وقد ورد في معنى هذه الآية حديث رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حيث قال: حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن بكر، عن الصلت بن بهرام، حدثنا الحسن، حدثنا جندب البجلي في هذا المسجد، أن حذيفة ــ يعني ابن اليمان، رضي الله عنه ــ حدثه، قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: «إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان ردء الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك». قال: قلت: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك: المرمي أو الرامي؟ قال: «بل الرامي»..
هل عرفتم يا من تتبعون التكفيريين ودعاة الفتنة والتحريض من الأولى بالشرك.. الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: «بل الرامي».. أي أن من يفتي بتكفير مسلم ويسعى عليه بالسيف ليقتله هو أولى بالشرك، وأقول لكم كما قال الله تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا».. ما رأيكم يا أصحاب العقول؟!! هل ستستمعون لكلام الله ورسوله وتتركون عنكم اتباع فتاوى تكفير الناس والطعن في دينهم والاستماتة في الدفاع عن دعاة التحريض والفتن الطائفية والقتل، بعد أن عرفتم الحق، أم سينطبق عليكم القول «عجبت لأقوام تقول لهم قال الله وقال الرسول، فيقولون قال فلان وفلان».

المصدر: http://www.amnfkri.com/news.php?action=show&id=23264

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك