شيراك والحجاب

شاهدت في شهر ذي الحجة من العام الماضي في القناة الثانية الفرنسية فيلماً عن قضية الحجاب في فرنسا، وكان الفيلم - رغم ضعف معرفتي بالفرنسية- يحكي قصة الفتاة المغربية التي أصرت على ارتداء الحجاب في المدرسة وما مر بها من أحداث من طردها من المدرسة ورفعها دعوى ضد المدرسة بالتفرقة بسبب الدين والشعائر، وأظهر الفيلم سخرية زملائها ومعلميها منها، وكيف كانت تقابل المدرسين والمدرسات فيلقون عليها المواعظ الطويلة أو التأنيب والاستهزاء وهي لا تعرف كيف ترد عليهم. وفي نهاية الفيلم يزعمون أنها عادت إلى رشدها(!) فتركت الحجاب وعادت إلى السفور.

وبالرغم من انتصار الحجاب في أكثر من معركة على الصعيد الرسمي والقانوني في فرنسا لكن ما زال في نفس بعض المسؤولين الفرنسيين منه شيء حتى طلعت علينا الأخبار بأن " مناهضي الحجاب ثارت ثائرتهم وانتقدوا بشدة مجلس الدولة (وهو أعلى سلطة قضائية في فرنسا )وصاروا يطالبون بسن قانون من أجل منع الحجاب في المدارس بصورة نهائية." وأضاف الخبر بأن الأنظار تتجه الآن لقصر الأليزيه لإصدار قرار رئاسي لمنع الحجاب ، ويبدو أن الرئيس الفرنسي بدأ في الاستجابة لهذه الضغوط حتى إنه اتصل هاتفياً بوزير التعليم وطلب منه التفكير في إعداد قانون لمنع الحجاب نهائياً من المدارس. وأضافت " المجلة "أن الرئيس الفرنسي " اغتنم فرصة استقبال أعضاء اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان فألقى خطاباً أمامهم لإثارة قضية الحجاب علناً لأول مرة مستعملاً تعابير شديدة اللهجة فوصف لبس الحجاب بأنه" تمييز عنصري " بين الرجال والنساء ، وهاجم الذين يسعون وراء إلزام المسلمات بلبس الحجاب إلى استبعاده وإلغاء حرية التعبير في الاختيار باسم الدين وحرية العبادة، وطالب الفرنسيين برفض المظاهر والقيم التي تخالف تقاليد وقيم الجمهورية الفرنسية."

أعلم يقيناً أن الفرنسيين المسلمين وغير المسلمين الذين يفهمون الإسلام حقاً لن يقبلوا بهذه الآراء التي لا تعبر عن حقيقة الدين الإسلامي وموقفه من المرأة. فقد أدرك عقلاء كثيرون من أوروبا والعالم أن الحجاب تكريم للمرأة وليس تمييزاً ضدها، وان الحجاب أمر ربّاني وليس لأحد أن يجبر المرأة على ارتداء الحجاب سوى إيمانها بالله سبحانه وتعالى. وإذا كان الرئيس الفرنسي يغضب من الحجاب ويقول فيه ما قال فإننا نقول أيضاً ليته يغضب من تلك الحديقة التي تقع في قلب باريس وما يتم فيها من جرائم تهدر حقيقة كرامة الإنسان. فما الذي يجبر المرأة أن تبيع عرضها في تلك الحديقة أو في غيرها. وفي تلك الحديقة أيضاً من مظاهر احتقار القيم الإنسانية الكريمة من ألوان الشذوذ. وأضيف أيهما أكرم للمرأة حجابها أو تبادل الزوجات والعشيقات الذي له شارع خاص في باريس؟

ليت الرئيس الفرنسي يناقش هذه القضية مع بعض العلماء المسلمين كما فعل الرئيس السابق في المناظرة التلفزيونية حول انضمام فرنسا لمعاهدة الماستريخت فإنني أتوقع أن يعود عن رأيه ويترك للنساء المسلمات الحق في ارتداء الحجاب الذي أمر به الله عز وجل رب العالمين.

المصدر: http://www.madinacenter.com/post.php?DataID=182&RPID=173&LID=10

الأكثر مشاركة في الفيس بوك