الترجمة العلمية مقاربة لغوية

مقدمة: لاتزال الترجمة ، مع قدم ممارستها لاكثر من الفي سنة واعتماد الاتصال العالمي الراهن عليها كثيرا، ظاهرة غريبة  غير مستقرة المفاهيم وعصية على الفهم ؛ اذ  تتجاذبها الاطروحات المختلفة وتتنازعها ثنائية الفن والعلم التي وصلت مستوى الثنائيات الكونية كالخير والشر والوجود واللاوجود ونحوهما. وهذا من المفارقات العجيبة خاصة وان المستوى التنظيري فيها بلغ النضج او كاد ( العامري، 2005).

وجه المفارقة انها ، مع كونها عملية لغوية متخصصة واسعة الانتشار واداة مبدعة في اللغة وفي الفكر البشري، لاتدخل ضمن اهتمام علم اللغة. وعليه فالطبيعة اللغوية للترجمة واضحة ومتاتية من كونها عملية لغوية في المقام الاول مجالها قضايا لغوية[نصوص] وتستخدم وسائل لغوية[كلمات تتبع تعابير او قوانين لغوية] وهذا ماأشار اليه فيدوروف بوضوح في كتابه مدخل لنظرية الترجمة والذي يعتبر اول كتاب حقيقي تناول فيه الترجمة بوصفها مسائل تخضع للتحليل اللغوي (مونان، 2000).

والاشكالية الخلافية في نمو نظرية الترجمة هي صعوبة اقامة علاقة مباشرة بين الطرح النظري وبين التطبيق العملي بمعنى اخر ان حركة علم الترجمة تقع ضمن منطقة شد بين الصياغة اللغوية وبين امكانية التطبيق العملي لنتائجه حيث يكمن الخطر(Wilss,1988).

وبخصوص نمو نظرية الترجمة فانها لاتزال كما يقول Roger Bill  (1991) ، في مراحلها الاولى من حيث الوصف والمعيارية اذا ماقورنت بنمو نظريات علوم الحياة ، على ايدي "الطبيعين"وبالتالي  لم يؤد هذا الموقف  لظهور نظرية الترجمة مثلما هو عليه الحال في علوم الحياة؛ يعني انها لم تتجاوز مرحلة الوصف "الطبيعي".

ان الوعي باهمية الترجمة قد اخرجها من دائرة برامج تعليم اللغات ورفعها الى مقام صياغة نظريات تعددت بتعدد المناهج التي تعاملت مع الممارسات اللغوية في البحث عن صياغة نظرية للترجمة كدليل على العلاقة القوية للترجمة باللغة.

  والترجمة هي التعبير في لغة ثانية (لغة الهدف)  عما عبر عنه في لغة اخرى(لغة الاصل) بما يحفظ التكافؤ الاسلوبي والدلالي للغة. وهذا يتضمن فكرة الحركة بين اللغات من حيث محتوى نوع معين وتبعية ايجاد مكافي يحفظ خواص الاصل.

وجملة القول ان الترجمة وان تعددت التعاريف لها فهي لاتتعدى التعبير وبدقة وبصورة كاملة عبر وسائل لغة ما عما عبرت عنه لغة اخرى بوسائلها اللغوية في اطار وحدة المضمون والشكل.

 

الترجمة العلمية

الترجمة العلمية قديمة قدم هذا النشاط الفكري ونظرة عجلى نجد ان بدايات الترجمة في الوطن العربي سواء في العصر العباسي او في عصر النهضة العربية الحديثة قد بدأت بالترجمة العلمية. وحتى إشارات الجاحظ  المشهورة عن الترجمة في كتابه الحيوان  انما خصت العلمية ليس الا حين يقول" ان الترجمان لايؤدي ابدا ماقال الحكيم- يعني ارسطو" ومعلوم ان كتب ارسطو اشتملت على كتب علمية من اهمها كتاب الحيوان.

وتاسيسا على ماذكرنا في اعلاه ، فامر الاهتمام بالترجمة العلمية ليس جديدا. وقد ترادفت الترجمة العلمية مع حركة التعريب  الذى عنى نقل العلوم للعربية؛ على ان التعريب قد ركز على امر المصطلحات بل غالى فيها للدرجة التي اختزلت فيها الترجمة العلمية بمسالة المصطلحات التي سنعرض لها بالتفصيل. لكن الملفت في النظر ان دراسات التعريب لم تلتف الى البعد اللغوي في الترجمة العلمية ، يعني المبادئ الاساسية الواجب اتباعها في لغة النص المترجم.

 

استدراكات الجاحظ

يعتبر الجاحظ اول من كتب عن الترجمة في الوطن العربي بعد ظهورها كنشاط لغوي متميز وان اغمط حقه جميع من كتب من الاوربيين عند الحديث عن تاريخ الترجمة فهم يذكرون  اتينه دوليه (1546-1509) وجورج كامبل (1789) ومن سبقهم او تلاهم . ومن يدقق في ماذكره اتينه دوليه وجورج كامبل ، يرى فيهما اعادة لما ذكره الجاحظ. الا ان الجاحظ لم يبتلى بالترجمة بل ان  الترجمات ساهمت في بناء ثقافته، ولم يمارسها وما طرحه لايعدو ان يكون  بعض شذرات قيلت في غير تخصيص إذ كانت قدحا من زناد فكره الموسوعي حين إستعصى على فهمه في حيوانه بعض ماقرأه منسوبا لصاحب المنطق ، فاذا بشيخ البيان كعادته في استدراكاته يفطن لعلة الترجمة في الامر وهكذا جاءت ملاحظاته عن الترجمة ولست بمعرض تحليل او دراسة لها(العامري، 2006). اذ نراه يتساءل منتقدا مايروى عن لسان صاحب المنطق عندما ذكر في المجلد الثاني من كتابه الحيوان صفحة 50-52  (والغراب يخالف الثور ويخالف الحمار جميعا ويطير حولهما وربما نقر عيونهما) فقال:" ولا اعرف هذا من قول صاحب المنطق-يعني ارسطو-  "  بمعنى ان الجاحظ  لايعرف كيف يفسر هذا القول  او انه يعتبره غير صحيح  ولايؤمن به . ويضيف " لعل المترجم قد اساء في الاخبار عنه" فضلا عن انه يلوم النساخ ايضا.  ولاترقى  هذه الملاحظات لمستوى التنظير او المنهجية التي بالغ البعض فيها كثيرا(انظر على سبيل المثال  مجلة المورد في عددها  الخاص عن الجاحظ  1983) ولعل قراءاته الكثيرة للترجمات أكسبته قدرة سبر غور لغتها وتمحيص رديئها من جيدها  فتولدت لديه القناعة انه في عملية التلاقح الثقافي للافكار بين الامم لابد من الضروري النظر والتمحيص للواسطة التي تمر عبرها الافكار لان للناقل اهمية بقدر ان لم تكن اكثر من النص المنقول.  و الشروط التي ذكرها الجاحظ موجودة عند كل من تناول الترجمة لانها بديهية. ولعلنا نوردها في اربع نقاط:

- التمكن من اللغتين او اجادتهما

- معرفة الموضوع

- قصور المترجم في بلوغ  مايريد المؤلف قوله

- نقل المعنى

فهذه الامور تصدق على جميع المترجمين وفي كل الحقول.

 

هدف البحث

لم تنل الترجمة العلمية من المتخصصين اللغويين العناية والدراسة باعتبارها اداة لغوية في نقل المعرفة، إذ تجاهلت اطروحاتهم واغفلت بعدها اللغوي فنراهم في افضل الحالات يكررون بعض استدراكات الجاحظ على الترجمة ؛ فضلا عن المنهج  المعياري لشرائط المترجم العلمي.

ولهذا تاتي هذه الدراسة لعرض وتبيان ان الترجمة العلمية وان تميزت مادتها بجملة خصائص  من حيث الدقة والاقتصاد ، خلوها من الاساليب البيانية وكثرة المصطلحات والمختصرات والرموز والمعادلات، تظل في المقام الاول ممارسة لغوية وتشكل موضوع مقاربة لغوية لم يلتفت اليه كثيرا.

وتتعرض هذه المقاربة لاشكالية إختزال الترجمة العلمية الى ثلاث مستويات من المشاكل:

1- المعرفة الواسعة بالنص العلمي

2- المصطلحات

3- اقتصار الترجمة العلمية على وسط معرفي  معين

وإضافة لذلك ترى هذه الدراسة ان الترجمة العلمية باعتبارها عملية لغوية فهي ذات قيمة تواصلية وإتصالية للنص المترجم، إذ لاتنتهي العملية الترجمية بتغيير شكل النص المترجم او نقل المعنى الى لغة الهدف بل تبتدأ عندها. بمعنى ان يكون النص المترجم في لغة الهدف يقترب ان لم يطابق نظم اللغة الهدف وهي العربية في هذا المقام. فهل نحن واجدون في الترجمات العلمية العربية بعضا من هذا؟ وإذ يفتقد النص المترجم شرائط العربية في التعبير فانه يصبح عبارة عن تراكيب اجنبية كتبت بابجدية عربية.

 

نقد النظرة الاختزالية

يشير غير واحد من اللغويين في معالجتهم للترجمة العلمية الى اختلافها عن الانواع الاخرى من الترجمة بالامور الثلاثة التي ذكرناها في أعلاه وسنفصلها لاحقا.

وهم بذلك يختزلونها الى المشاكل الثلاثة  فقط وهم بهذا الاختزال يجردون، بوعي او بدونه، النص العلمي من عنصره اللغوي لان النص العلمي حاله حال اي نص اخر هو لغة قبل كل شئ ولذلك بدلا من التركيز على الخصائص اللغوية للنص ، يعمدون الى وصف النص العلمي ليس الا.

إن واقع حال الترجمات العلمية العربية يمثله اساسا المشكل اللغوي يعني الترجمة باعتبارها عملية (process) وباعتبارها منتج(product)  فاقدة لشرائط الترجمة من حيث ابتعاد المنتج عن اسلوب اللغة العربية وهو ماسنتناوله لاحقا والذي يعني في جملة مايعنيه الفقر اللغوي للقائم بالترجمة في لغته الاصلية.

وفقرالمنتج هو ناتج طبيعي لفقر الترجمة باعتبارها عملية والمرتبط اساسا بالفقر اللغوي للمترجم في لغته الاصليه .

وهذا الامر لايوليه المتخصصون اللغويون الاهمية بل يتجاهلونه او يغفلونه. وبدلا منه يفرطون في التركيز  على المعرفة بموضوع الترجمة وفق منطق معياري، الامر الذي ادى الى تساهل المترجمين في هذا الامر. وهو من المفارقات العجبية، فبما ان  المترجم العلمي غير متخصص لغويا بالمادة  فمن باب اولى ومن وجهة معيارية ايضا ان يتم التركيز وبأفراط ايضا  على التمكن من اللغة المنقول منها  بما يعني في فهم اساليب اللغة وبناءها النحوي وذلك في حدوده الدنيا  لان فهم اللغة الخطوة الاولى في فهم النص.

 

1 - المعرفة الواسعة بالنص العلمي (التخصص)

هذه بديهية  لابد منها لان الذي يترجم اي نص عليه ان يعرف مادة النص  ليتوصل الى فهم معناه اولا ثم نقله ثانيا. غير ان المعرفة لايجب ان تسبق المشكل اللغوي يعني قبل معرفة الموضوع على المترجم  معرفة لغة النص وواقع الحال ان التركيز على هذه المفردة يجعلها غير دقيقة جدا لانه حتى الجاحظ دعى الى المعرفة وليس الى التخصص ويمكن للمترجم العادي غير الملم بعلم من العلوم، بعد مراجعة مفردات علم ما والتشبع بمفرداته ومصطلحاته، ان يكون على بينة من مادة الموضوع. لذا نجد ان هذه المسالة وان كانت مهمه الا انها لاترقى الى مستوى الاولويات. لماذا؟ لان واقع الحال يؤكد ان قراءة سريعة للترجمات العلمية التي يقوم بها متخصصون علميون، نجد  ان تخصصهم الدقيق لم ينفعهم البته في انجاز ترجمة بالمعنى اللغوي.

ان المترجم كونه قائم  ومشارك بعملية توصيل والاتصال ، عليه امتلاك المهارات والمعرفة التي يشترك بها كل القائمين ويرى ان قاعدته المعرفيه تشتمل على خمسة معارف هي: لغة الهدف ولغة المصدر، معرفة النص لغويا ، معرفة الموضوع والمعرفة المقارنة . و قاعدة المعرفة هذه تخص وتنطبق على كل المترجمين مهنيين ام هواة ، علميين ام غير علميين لان الترجمة هي الترجمة ايا كان القائم بها – غير متنكرين لتميز المهني بهذا الخصوص- ولان معرفة العالم  ليست هي  السند الخاص بالمترجم "العلمي" بل هو السند الذي  يمتلكه كل القائمين بالاتصال(Bill,1991).

ويرىBill وجود تداخل بين معرفة اللغة (الهدف والاصل) وبين معرفة النص. وان مايربطهما معا هي المعرفة اللغوية  التي يكون لها الاولوية  في اي تناول موضوعي للترجمة   لان هذه المعرفة تعتمد عليها باقي المعارف.

وهذا يقود الى معرفة القراءة الجيدة لتفكيك جفرة النص ومعرفة الكتابة الجيدة. فيضيف قائلا : على المترجم ان يلم اولا بالمعرفة الدلالية ، والمعرفة النحوية والمعرفة العملية (النص باعتباره وسيط  ناقل للمعلومات).

وان اي نقص في هذه المعايير الثلاث  تعني ببساطة ان المترجم لايستطيع الترجمة وبدون المعرفة العملية  سيقتصر المعنى على المعنى الحرفي الذي تحمله الكلمات التي وان كان بها تماسك شكلي الا انها ستفقد القيمة التواصلية والاتصالية.

ان المغالاة في وضع هذا الشرط في قائمة الشروط الواجب توفرها في المترجم العلمي تولد انطباعا  عن ثانوية الشروط الاخرى وبالاخص التمكن اللغوي. ان الترجمات العلمية العربية هي خير مثال عن بؤس الترجمة .

 

2- مشكلة المصطلح

منذ بدء عصر النهضة الحديثة ارتبطت قضية التعريب بالمصطلحات للحد الذي أصبحت فيه مشكلة  المصطلح  هي الشغل الشاغل للمشتغلين بالتعريب . وقد ادى هذا الافراط الى نسيان اوتغافل البعد اللغوي لعميلة النقل التي هي ترجمة اولا وأخيرا. ولقد كتب الكثير عن المصطلحات من مقالات ودراسات واقيمت الندولت والمؤتمرات ولست بحاجة لاعادة ذكر اساسيات الصياغة المصطلحية بل غاية مااقول هو اننا نعيش "وهم" المصطلحات  إذ تختزل الترجمة العلمية الى هذه المفردة. فليس هناك لغة لاتعاني من مشكلة  المصطلحات . ان مشكلتنا المصطلحية ، ان صح التعبير حقا ، تعود لامرين هما :

اولا - غياب مرجعية قومية مع وجود الكثير من المجامع اللغوية  التي تفتقد للتنسيق فيما بينها فيؤدي لفقدان التنسيق بين المتخصصين حتى في البلد الواحد ومن بين تلك الامثلة الكثيرة على ذلك وجدت في دراسة عن 45 مصطلحا وراثيا اعدتها لجان مختلفة في المجمع العلمي العراقي اختلافات واسعة في الصياغة ولم تصل نسبة الاتفاق الا 10بالمائة(العامري، 1993).

ثانيا -  انعدام الوعي اللغوي عند المتخصص العلمي باهمية الصياغة المصطلحية  واضرب مثال لذلك هو مقابل مصطلحي Clone & Cloning  إذ وجد كاتب البحث  مقابلا دقيقا يعبر عن معنى المصطلح وهو يصطني والاصطناء على التوالي (العامري، 2002) .  لكن غياب الوعي اللغوي وعدم الاطلاع على التراث العلمي منه وغير العلمي، نتج عنه  فوضى الصياغة والى استسهال التعريب عجزا عن ايجاد المقابل العربي. إذ تمثل إحدى اشكاليات الفوضى  المصطلحية لانه " تمر عبر الترجمة سلع مهربة من المصطلحات الاجنبية اكثر مما تمر من خلال اية حدود لغوية اخرى "(يوجين نيدا، 1976).

 

3 - اقتصار الترجمة العلمية على وسط معرفي معين

ويخطأ اللغويون كثيرا حين يرون ان  الترجمة العلمية مجالها محدود جدا مقتصر على حقل معرفي معين كالعلوم الصرفة والتطبيقية  والاستعمالات الفنية والتقنية لهذه العلوم . والامر على غير هذا التبسيط خصوصا في هذه المرحلة التاريخية من التطور البشري التي تتداخل العلوم فيما بينهل بحيث يصعب تاطيرها بحدود معينة.  فالترجمة العلمية تشمل كل المعارف التي لاتكتب لاغراض ادبية(رواية وقصة وشعر ورواية ومسرحية ونقد ادبي) من نحو الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد وغيرها بل ان علوم البيولوجيا المتعددة الفروع تتداخل مع معارف أخرى كثيرة(2002، Diéguez)).   وهكذا نجد ان التبسيط الاختزالي يؤدي الى فكرة ان النصوص العلمية ذات ثروة لغوية بسيطة وبالتالي مشاكلها اللغوية غير مهمة يسهل على المترجم التعامل معها بادنى  درجة من التحصيل اللغوي. 

 

المقاربة اللغوية

تهدف هذه المقاربة – وهي  محاولة اولية بسيطة غير تطبيقية- كما اسلفنا اساسا الى عرض المسائل  التي  اغفلها المتخصصون اللغويون الذين اختزلوا الترجمة العلمية الى ثلاث مستويات من المشاكل كما عرضناها  في فقرة نقد النظرة الاختزالية التي اخرجت الترجمة العلمية  من دائرة البعد اللغوي .  وهذه المسائل التي نتناولها  بالتحديد هي:

 

• الفقر اللغوي للقائم بالترجمة في لغتي النص

• الترجمة العلمية ليست فرعا مستقلا

• عدم معرفة مناهج ونظريات الترجمة

• وهم المصطلحات

 

وقد تتداخل هذه المسائل الاربعة مع فقرة نقد النظرة الاختزالية.

• المترجم ولغتي النص

- لغة الاصل

والفقر اللغوي بلغة الاصل هو مايميز الترجمات العلمية العربية  وهو يعني في جملة مايعنيه عدم التمكن من اللغة الاصل من حيث بناء الجملة والتركيب السليم واتباع قواعدها ومعرفة اساليبها البيانية وشواذها وغير ذلك. وهذا الامر يعني افتقاد اولى عناصر الترجمة التي هي من البديهيات التي ضاعت في خضم المشاكل اللغوية التي تعاني منها لغتنا العربية. وعدم ذكري لامثلة معينة من مجالات علمية مختلفة فلكي لاتتحول الدراسة الى تطبيقات ومنهج في الترجمة .

والفقر اللغوي هو لب العملية الترجمية فمن لايعرف اي من اللغتين بالكفاية اللازمة للنقل لايقدر على الترجمة. والامر يعود الى:

ان مقدار تحصيل  المتخصص العلمي  من اللغة الاصل وبالتالي تمكنه منها لايعدو فهم المعنى العام اذ يجهل البنى النحوية والاساليب القواعدية ومعظم المتخصصين العلميين الذين درسوا في الخارج لم يكتسبوا درجة من التمكن اللغوي بلغة الاصل من حيث هي لغة بل انهم في افضل الاحوال يتداولونها كنصوص علمية ليس الا.

وبذلك فادواته اللغوية تتميز بعدم تكاملها ان لم نقل فقدانها كلية  ، وهذه الادوات ضرورية في تحليل النص المكتوب لغويا وتفكيكه ثم اعادة صياغته بلغة الهدف،  إذ انه- اي المترجم - يجهل مثلا خواص  في بعض  اجزاء الجملة  تكسبها احيانا قوة الاجزاء الرئيسية (الظروف تكتسب احيانا قوة الافعال)  او انه  لايدرك  اهمية التركيب الشكلي والتركيب الدلالي للنص عند تكييفه وفق متطلبات لغة الهدف. 

وهذا الاصرار على ضرورة معرفة وسائل لغة ما وتخصص كل لغة وضرورة فهم اللغة الاصل متأت من ان"ليست اللغات محاكاة كلية لحقيقة كلية فكل لغة يقابلها تنظيم خاص لمعطيات التجربة البشرية وتقوم كل لغة بتقسيم التجربة البشرية غير اللغوية بطريقتها"حسبما يقول جورج مونان (2000) فضلا عن ان "اللغات ليست قوائم بها كلمات تقابلها نفس الحقائق المعطاة سابقا.

ولان "اللغات تختلف جذريا في (مايجب) ان تقوله اكثر من اختلافها فيما(يمكن) ان تقوله" .

لذلك لابد من دراسة تركيب اللغة وكلماتها ومعرفة العلاقة الكائنة بين التراكيب والحقيقة غير اللغوية.لان اللغة مكونة من مجموعة من الرموز من مفردات لغوية مرتبة وفق (الاحكام اللغوية ) في انماط معينة.

ولان كان فهم المعنى ضروريا في الترجمة العلمية وبالتالي  فان المتخصصين العلميين وحدهم القادرون على الترجمة العلمية ،  فهذا  لايعني  كفاية الاداة بل ان فهم اللغة وتراكيبها النحوية ضرورية بنفس مقدار ضرورة المعنى ان لم تكن اكثر. أضف الى ذلك  ان فهم تراكيب اللغة هو الذي يعين على فهم المعنى بدقة وبوضوح ويرى نيدا(ضرورة تقليص النص الاصلي الى اوضح جوهرياته من حيث دلالات الالفاظ وابسطها من حيث التركيب اللغوي وثانيا نقل المعنى وفق مستوى بسيط من حيث التركيب واخيرا توليد تعابير مرادفة من حيث الاسلوب ودلالات الالفاظ في لغة الهدف) ونرى نفس التاكيد عند مونان  الذي يرى ايضا وجود علاقة بين فهم النص باعتباره لغة وفهم معنى النص المعتمد على العنصر الاول.

 

- المعادل الشكلي

 وفي هذا الصدد يعتقد معظم المترجميين العلميين ان ابسط مدخل للترجمة هو معادلة تركيب بتركيب في قائمة طويلة من المرادفات في اللغة. وقد يصح هذا في لغات تتشابه فيها التراكيب الشكلية جدا مثل الانجليزية والالمانية والفرنسية والاسبانية والاغريقية واللاتينية. وهذ التعادل الشكلي بين التراكيب ينتهي غالبا بتراجم مترادفة ميكانيكيا ولكنها غير مقبولة من حيث الاسلوب.

لذلك فواجب المترجم ان يحل رموز المعنى ونقل المحتوى ثم توليد رسالة اخرى في لغة الهدف.

لايستطيع المترجم حقا ان يكافئ بين الكلمات مقتصرا على القاموس بل لابد له ان يخلق المعنى الحقيقي صيغة لغوية جديدة لكي ينقل المفهوم الذي تعبر عنه لغة المصدر  وبهذ ( لا يعتبر مجرد امتلاك المعرفة بلغتين ضمانا يجعل الشخص يستطيع اداء وظيفته مترجما).

لذلك لايكفي ان يكون المترجم قادرا على فهم "المغزى العام" للمعنى او ان يكون ماهرا في استشارة القواميس  انما عليه ان لايفهم المحتوى الواضح للرسالة  فحسب بل ويفهم الجوانب الدقيقة للمعنى.  ان اغلب الاخطاء المتعددة والخطيرة التي يقع فيها المترجمون تنشأ في المقام الاول من افتقارهم الى المعرفة الشاملة بلغة المتلقي وفقا لما يؤكده  مونان في : علم اللغة والترجمة.

 ان الترجمة ليست معادلة الرموز (مقارنة كلمة بكلمة) وحسب بل هي تكافؤ رموز كلتا اللغتين وترتيبها وبتعبير اخر يجب ان نعرف معنى التعبير بكامله.

 

- لغة الهدف

ويصدق ماقيل في فقرة لغة الاصل ولو بطريقة مختلفة على معرفة لغة الهدف . فهل المترجم العلمي متمكن من لغته العربية ؟ ان واقع الحال ،ودون اجراء تحليل احصائي،  يشير للعكس .

وسبب ذلك راجع الى جملة امور منها:

- عدم تنمية الثروة اللغوية في اللغة العربية ؛

-  عدم الاطلاع على كتب التراث؛

-  وفقر الكتابة العربية

فنجد ان المترجم لايراعي نظام الكلام في لغته بعد تحصيل المعنى  فيفشل في نقل المعنى اولا والنص ثانيا واذا نقل المعنى فسيكون وفق نظام غريب مولدا اللبس والالتباس. لان الامر متعلق بان لكل لغة نظام معين في ترتيب كلامها ويلتزم هذا الترتيب في تكوين الجمل والعبارات فاذا اختل هذا النظام في ناحية من نواحيه لم يحقق الكلام الغرض منه وهو الافهام. ولاتمثل مفردات اللغة الا ناحية جامدة هامدة من تلك اللغة فاذا نظمت ورتبت  سرت فيها الحياة. وليست اللغة في حقيقتها الا نظاما من الكلمات ارتبط بعضها ببعضها ارتباطا وثيقا تحتمه قوانين معينة لكل لغة (الجرجاني، 1984).

وهنا يتوضح ان نظام الكلمات وهندستها شرط اساس في الفهم والافهام والمترجم العلمي لايراعي هذه الخصوصية.  لان النظم كما يقول عبد القاهر الجرجاني "الا ان تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو. وتعمل على قوانينه واصوله وتعرف مناهجه فلا تزيغ عنها " من حيث صحة النظام النحوي والتركيب اللغوي.

وملاحظ ان نظام الجملة العربية وان اختلف باختلاف العصور وتاثر بنظام اللغات الاوروبية في مواضع كثيرة بسبب الترجمة، الا انه نظام له اصوله التي يجب اتباعها (السامرائي، 1980   ؛ العزاوي1986 ). ويشير بعض الباحثين الى  ان الترجمة اثرت في الاساليب العربية وخصوصا الادبية  فحسنت واضافت اساليب جديدة(محمد حسن عبد الغني، 1966) ، الا اننا لانجد ذلك في الكتابة العلمية لانه منذ سقوط الدولة العربية حتى عصر النهضة الحديثة  لم نلمح كتابة عربية جديدة الاساليب لكي نقول ان الترجمات حسنتها بل العكس هو الصحيح : انها بدأت من الصفر وان الرعيل الاول الذي بدأ الكتابة العلمية كان على وعي لغوي قل نظيره بل ان بعضهم ابدع في المجالات الادبية ومنها الترجمة.

وهنا نتساءل كم من المتخصصين له اطلاع بامور من مثل :

موضع المسند والمسند اليه في الجملة؛ معرفة مواقع الكلام من حيث المرتبات بلغة النحاة؛ تاثير التقديم والتاخير؛ وموانع الكلام مما يضر بالمعنى؛ تقديم الصلة على الموصول وتقدم الفعل على الفاعل؛ وعدم تقديم المفعول معه على الفاعل.

يقول د. جميل الملائكة (1989 ) - وهو متخصص علمي في الهندسة -  "حتى المعرفة الشاملة باللغات وبمادة الموضوع وما يرافقهما من اعتناق نفسي لايكفي لضمان عملية ترجمة فعالة في الواقع مالم يملك المترجم الى جانب ذلك القدرة على التعبير الادبي ، يعني ان يملك موهبة تساوي مقدار الموهبة التي يمتلكها المؤلف او نفس نوع موهبة ذلك المؤلف".

وفي دعوتنا لمعرفة نظم الكلام لا ندعو  اتباع منهج البلاغيين الذي صوره الجرجاني من الناحية الجمالية بل في الاطار العام لنظام الجملة وخصائصها في التقديم والتاخير والفصل والوصل . وجملة القول أن الامر يتعلق بتناسق الالفاظ وتلاقي معانيها و وضوح الدلالة وصواب الاستعمال وحسن التنسيق والنظام لان المترجم مؤلف ثاني  يسعى لانتاج نص جديد بلغة جديدة.

وان عدم امتلاك الكفاية اللغوية في العربية تؤدي بالمترجم الى اتباع   الترجمة الحرفية بدون وعي لغوي فينتج عنها عدد من المركبات اللغوية الغريبة التكوين التي قد تسيء للمعنى احيانا. وفيها نجد  ضعف ناتج من وضع لفظ مقابل لفظ اذ لاينتظم الكلمات ناظم ولايربطها رابط يفيد تحصيل جملة مافيه لان اللفظة بذاتها لاتؤدي الى معنى الجملة.

ومن الاسباب الاخرى هي عدم معرفة  المترجم او المتخصص العلمي بطرق نمو اللغة (ابراهيم أنيس، 2003). وعدم معرفة دقائق العربية التي بما لها من كثرة في المفردات  ووفرة في التعبير وبما في طبيعتها من قبول للاشتقاق يجعلها اداة عظيمة للتعبير العلمي ان احسن امتلاك ادواتها اللغوية لانها تمتاز بصور لفظية قصيرة تدل على المعاني المجردة وهذه خاصية عظيمة النفع في ممارسة العلوم  فنحن نستطيع ان نعبر بهذه اللغة عن ادق الفروق بين المعاني، وهو ماادركه كثير من الغربيين (دي بور، 1980).

فهل يحق للمترجم كما يحق للشعراء بتخطي قواعد اللغة واساليبها وتراكيبها؟

 

• الترجمة العلمية  ليست فرعا مستقلا

ويجب التاكيد على ان الترجمة العلمية وان تميزت بجملة خصائص مثل الدقة والاقتصاد في المفردة والخلو من العاطفة واستخدام المصطلحات والرموز والمعادلات والابتعاد عن الاستعمالات البلاغية ، تظل ضمن حدود  اللغة فلا تبتعد عنها من حيث اتباع قوانينها ومعاييرها وادواتها في التعبير وهو جوهر مقارنتا هذه.

والترجمة العلمية حالها  حال اي ترجمة انما هي نصوص لغوية لذلك لابد من تتبع اللغة عند نقلها من لغة الى اخرى. فاللغة العلمية تعني استعمال اللغة لاغراض علمية ذلك ان اللغة واحدة في  مادتها الصوتية والبنائية والدلالية ومفردات اللغة –مادتها الدلالية- واحدة وهي ملك مشاع لجميع ناطقي اللغة مهما تباينت اهتماماتهم واعمالهم واختصاصاتهم(الواسطي واخرون، 1983).

وفي هذا الاستعمال الخاص تكتسب فيه المفردات دلالات اضافية يغنيها تجاورها وعلاقتها مع المفردات الاخرى في السياق الخاص لذلك الموضوع.

وبذلك فان عمل المترجم العلمي لايختلف عن اي مترجم اخر في كونه وسيط لغوي ينقل ماقيل او كتب في لغة ما الى لغة اخرى. والشروط الواجب توفرها في المترجم العلمي هي ذات الشروط المطلوبة من المترجمين الاخرين .

وجملة القول ان الترجمة العلمية  ليست فرع قائم بذاته يتخطى اسس الترجمة العامة لانها مثل اي عملية ترجمية تشتمل على العناصر المشتركة التالية لاي عملية:

- تحوير جوهر النص المشتمل على عناصر دلالية واسلوبية

- تتم على مستوى العبارة

- يتحقق فيها الفهم بواسطة التاويل

وذلك ان النص المترجم يتكون  من الكلمات التي هي المادة الوحيد التي تتوفر بين يدي المترجم الذي يقوم عمله على ترجمة هذه الكلمات مركزا انتباهه على علم اللغة و كما يقول فيدوروف ان الترجمة عملية لغوية في المقام الاول ولسنا معنيين بغير ذلك.

 

• المترجم ونظريات الترجمة

ان على المترجم ان يفهم الدور الحقيقي الذي يقوم به. فهل عمل الترجمة فن ام علم  وهل هو مهارة  يمكن اكتسابها  عن طريق المارسة فقط ام هل تتوفر مناهج معينة يمكن وصفها ودراستها؟ والحقيقة هي ان الجانب التطبيقي في عمل الترجمة فاق الجانب النظري الى حد بعيد ومع انه يوجد  من ينكر العناصر الفنية في العمل المترجم ترجمة جيدة ، فان  اللغويين اصبحوا يدركون ادراكا واسعا ان عمليات الترجمة عرضة للوصف الدقيق جدا.

ولذلك فالذين اصروا على الجانب الفني قد اخطأوا في  سبر اغوار المبادئ والمناهج التي تتحكم بوظيفتها. ومن هنا تكتسب المعرفة النظرية للترجمة اهمية قصوى في اعداد من يتصدى للترجمة ونجد واقع الحال عدم معرفة المترجميين العلميين بمناهج الترجمة. ان عدم امتلاك الاطار النظري عن الترجمة ومناهجها يؤثر قطعا على الترجمة وهو فراغ لابد من سده(Bollanos,1990&1997).

 

• وهم المصطلحات:

تطرقنا في اكثر من مرة الى هذه المسالة ولسنا بحاجة لتكرار ذلك، إذ تناولته كثير من الدراسات على مدى العقود الماضية. والغريب في الامر انه مع تلك الجهود الكبيرة والاصيلة التي بذلت على مدى قرن او يزيد في تقعيد اسس العملية المصطلحية، نجدنا في كل لقاء بحثي نعود القهقرى للوراء متجاوزين ماتحقق على ايدي كثير من الباحثين  من مختلف اقطار الوطن العربي . ولست ارى في ذلك غير فقدان التنسيق او انعدامه بالمرة او قل انه سوء ادارة بسبب تعدد مصادر "التشريع" التي سببت هذه البلبة. وبدون وجود مرجعية فاعلة  على نطاق قومي ، ستصبح لغتنا غريبة علينا بعد حين من السنين.

نتائج البحث: تشير النقاط التالية الى اهم ماتوصلت اليه الدراسة وهي باختصار: 

- تجاهل البعد اللغوي للترجمة العلمية واختزالها الى ثلاث مستويات

- النص  العلمي وان تفرد بجملة خصائص فانه يبقى داخل اطار اللغة لان اللغة هي وعاء لكل النصوص

- الفقر اللغوي للقائم بالترجمة بلغتي النص

- ضرورة توفر شرائط العربية في النص المترجم

- ضعف اعداد المترجم العلمي وعدم معرفته بمناهج الترجمة ونظرياتها

- المصطلحات ليست مشكلة بقدر ماهي سوء ادارة

- ضعف تنمية اللغة العربية

 

مراجع البحث

- د. ابراهيم السامرائي. الفعل زمانه وابنيته. مؤسسة الرسالة.بيروت. ط2 . 1980

- د. إبراهيم أنيس .من اسرار اللغة.. الطبعة الثامنة، مكتبة الانجلو المصرية. 2003

- دي بور .تاريخ الفلسفة في الاسلام. ترجمة محمد عبد الهادي ابو ريدة. الدار التونسية للنشر.1980

- الجاحظ. كتاب الحيوان. ج1. تحقيق عبد السلام محمد هارون.ط3 .المجمع العلمي العربي الاسلامي . لبنان. 1969

- د. جليل ابو الحب .نقول الجاحظ من ارسطو في الحيوان،.  دار الشؤون الثقافية. بغداد.2001

- د. جميل الملائكة .في اساليب اختيار المصطلح العلمي ومتطلبات وضعه.مجلة المجمع العلمي العراقي.1983

- د. جميل الملائكة. التعريب وتهيئة الكتاب المنهجي. مجلة الضاد. 1989

- جورج مونان .علم الترجمة واللغة. ترجمة محمد زكريا ابراهيم. المجلس الاعلى للثقافة .2002

- جورج مونان، المسائل النظرية في الترجمة، ترجمة لطيف زيتوني، دار الشؤون الثقافية. بغداد.مشروع النشر المشترك. 2000.

- زيد العامري . من مشاكل المصطلح العلمي: تعدد واضيعه. بحث القي في مؤتمر تعريب الجامعات الاول في الجماهيرية الليبية –جامعة قار يونس. 1993

- زيد العامري .اندريه فيدوروف ونظريته في الترجمة ( بحث مترجم عن الاسبانية).

- زيد العامري .الوعي اللغوي والمصطلح العلمي. موقع صوت العربية الالكتروني .2002

- زيد العامري. الترجمة في العراق : الواقع  والطموح. بحث القي في الندوة التي  اقامتها جمعية المترجمين العراقيين  في الذكرى السنوية الاولى لوفاة العلامة عناد غزوان .كلية الاداب.بغداد، 4-12-2005

- د. سلمان الواسطي ود.يوئيل يوسف عزيز وعبد الوهاب النجم الترجمة العلمية للسنة الرابعة. قسم اللغة الانجليزية وادابها. مطبعة جامعة الموصل.1983

- عبد القاهر الجرجاني .دلائل الاعجاز. مكتبة الجانجي بمصر. تحقيق محمود محمد شاكر.ط5 .2004

- محمد عبد الغني حسن. فن الترجمة في الادب العربي. الدار المصرية للترجمة والتاليف.1966

- د. محمد المنجي الصيادي. التعريب وتنسيقه في الوطن العربي. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت.ط1 .1980

- د. نعمة رحيم العزاوي .الجملة العربية في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة. كتاب المورد. دراسات في  اللغة. دار الشؤون الثقافية العامة.بغداد.1986

- يوجين نيدا. نحو علم للترجمة. ترجمة ماجد النجار.وزارة الاعلام –بغداد، 1976

  Bell, R. T. (1991) Translation and Translating. London and New York: Longman.

BOLAÑOS, S. (1990). La traducción: explicación lingüística del proceso. Glotta, Vol 5. No.1, 28-37.

________ (1997). Vigencia de la teoría de la traducción de Andrei Fedorov. Forma y Función, No.10,  51-72.

Diéguez, M.(2002). El traductor professional y el discurso cientifico. Onomazein 7 : 339-361.

Torre,E. (1994).Teoria de la Traduccion literaria.Madrid,Editorial Sintesis.

Well ,W.(1988). La ciencia de la traduccion. Problemas y métodos. Mexico,Universidad nacional Autonma de Mexico. 

 

المصدر: http://almothaqaf.com/index.php/qadaya/72760.html

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك