مستقبل الحوار العربي- الصيني!

عبد الحسين شعبان

بدعوة من المعهد الصيني للدراسات الدولية، إلتأم في بكين شمل المؤتمر الرابع للحوار العربي- الصيني، وعلى مدى يومين (23-24 أيلول /سبتمبر 2010) ساهم خبراء وأكاديميون صينييون وعرب في حوارات عميقة وشائقة للبحث في جوانب مختلفة من العلاقات العربية- الصينية. وقد أظهرت الحوارات مدى اهتمام كلّ من الطرفين بالتعرّف على ما لدى الآخر، لا في ما يتعلق بالمستجدّات والمتغيّرات في العلاقات الدولية وفي علاقة العرب بالصينيين فحسب، بل في ما يتعلق أيضاً بجوانب مهمة من الفلسفة والتاريخ والمشترك الانساني، لكلتا الأمتين العظيمتين والحضارتين المتناظرتين، الصينية والعربية، وقبلهما حضارة شعوبها السومرية والآشورية والبابلية في بلاد الرافدين، والحضارة المصرية القديمة لبلاد وادي النيل، وحضارة شعوب المغرب العربي في العصور القديمة والوسطى.
وكان المعادل الفكري والشريك الاكاديمي في ملتقيات الحوار العربي- الصيني هو منتدى الفكرالعربي ومؤسسه وراعيه الأمير الحسن بن طلال، حيث كان تأسيس المنتدى في العام 1981 محاولة لتجسير الفجوة بين المفكرين العرب وأصحاب القرار، ومن ثم بين المفكرين العرب أنفسهم وبينهم وبين المواطنين، وقد أشار الأمين العام للمنتدى الدكتور همام غُصيب الى أن فكرة المواطنة ومفهومها أصبحت في صدارة أعمال المنتدى من أجل تجديد الفكر والثقافة، لاسيما وأن المنتدى يستعدّ للاحتفال بعيد تأسيسه الثلاثين.
وكان نائب وزير الخارجية الصيني Song Tao قد افتتح أعمال المؤتمر، مرحّباً بالوفد العربي، وبالتبادل الفكري والعلمي والاكاديمي، وبالعلاقات الاستراتيجية، بما فيها حجم التبادل التجاري الذي يزيد عن 107 مليارات دولار، إضافة الى التبادل الإنساني، معتبراً المؤتمر فرصة سانحة لتبادل المفكرين والعلماء العرب والصينين جوانب مختلفة من العلاقات العربية- الصينية، ومعلناً مساندة الصين لقضية العرب العادلة فلسطين، ودعمها للأقطار العربية من أجل إيجاد سبل مناسبة للتنمية الإنسانية.
جدير بالذكر أن المؤتمر الأول للحوار العربي- الصيني كان قد أقيم في عمّان سنة 1986، تحت عنوان " العرب والصين: من التأييد عن بعد الى التعاون عن قرب – حوار المستقبل". أما المؤتمر الثاني، فقد أُنجز في بكين في العام 2002 تحت عنوان "آفاق العلاقات العربية- الصينية في القرن الحادي والعشرين"، وكان المؤتمر الثالث في عمّان أيضاً في العام 2004 بعنوان " العرب والصين: آفاق جديدة في الاقتصاد والسياسة". وجاء المؤتمر الرابع في بكين تتويجاً للمؤتمرات الثلاثة، وبجهد بحثي على مدى ما يزيد عن عقدين من الزمان.
-2-
وكان البحث الأول في أعمال المؤتمر الرابع للسفير Wu Sike (وو سيكه) المبعوث الصيني الخاص بالشرق الأوسط، فتحدث عن عقد دورة مهمة للمجلس الوزاري الصيني- العربي، ورسم استراتيجيات جديدة لتعميق التعاون، واعتبر عقد مؤتمر الحوار واحداً من معالم هذا التعاون، مشيراً الى وجود تعامل بالمثل واحترام للتنوّع الثقافي، وكذلك لخيارات التنمية، وأكّد السفير تأييده للقضية الفلسطينية، لبّ القضايا العربية، كما سمّاها، ودعمه لما يسمّى قرارات الشرعية الدولية، وتأييد المبادرة العربية في إقامة دولة فلسطينية.
وأعقبه السفير والباحث Liu Boalai (ليو باولاي)، الذي تحدث عن علاقة الصداقة والتعاون بين الصين والوطن العربي، وقال أنها تخطو خطوات ثابتة الى الأمام، مشيراً الى تعزيز التعاون والزيارات وإيجاد آليات لتسهيل التواصل وإقامة الفعاليات المشتركة.
ثم جاء دور الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الاردني الأسبق للشؤون الاقتصادية، الذي أشار الى أن حجم التبادل التجاري بين العرب والصين بلغ 110 مليارات دولار، وأن طلب الصين على النفط من الشرق الأوسط يزداد، حيث يبلغ نحو 70% (من العرب وإيران) وأكّد العناني أن معادلة النفط مقابل السلع أمرٌ جيد، لكنه بحاجة الى إنشاء مجالات جديدة للاستثمار، لاسيما في إطار البُنى التحتية سواءً كان ثنائياً (السودان- الصين مثلاً) أو مع طرف ثالث (الاستثمار العربي -الصيني في مجالات عربية أخرى)، وشدّد على أهمية الاستفادة من مجلس التعاون العربي – الصيني، ثم أشار الى أهمية صيغة تعاون استثماري جديد في إطار طريق الحرير الجديد، ولمس أهمية تعزيز العلاقات – الثقافية.
واستبق العناني ردًّا على جواب صيني، كما تمت ملاحظته حول دور الصين المستقبلي، فطرح الاشكالية على الشكل التالي: لماذا تحجم الصين عن دور أكبر في العلاقات الدولية وتتشبث بدور متواضع بحجة أنها دولة نامية؟ لكنه لاحظ الضغط الامريكي على الصين لكي لا تفسح في المجال لخيالها، أو تترك العنان لطموحها لتتصوّر دوراً مثل دور الاتحاد السوفيتي السابق، وأشار الى حرب العملات، ومحاولة تطويق العملة الصينية، اليوان الصيني، خصوصاً وأن الصين والعرب يملكان أكبر الفوائض، حيث تملك الصين نحو 2.4 تريليون دولار ويملك العرب نحو 3.5 تريليون دولار. وتوّقع بأن العملة الصينية ستصبح العملة الثالثة بعد اليورو والدولار.
وتحدثت السيدة Lee Rong (لي رون) المستشارة في المعهد ومديرة مكتب دراسات شؤون غربي آسيا وشمال أفريقيا عن أهمية التعاون بين الجنوب والجنوب، وتناولت خطط الانفتاح والاصلاح، مشيرة الى أن الصين هي من أهم الدول النامية في العالم، ودعت الى تعزيز التعاون في إطار الأمم المتحدة وقضايا دولية مهمة، وتعزيز التعاون حول القضايا الساخنة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة وأهمية اكتشاف مجالات جديدة للتعاون، لاسيما في موضوع تغييرات المناخ والاحتباسات الحرارية، والتكنولوجيا والتجارة والاستثمارات، وغيرها.
وكان وزير الثقافة والداخلية الاردني الأسبق سمير الحباشنة قد بدأ حديثه باطلالة على التاريخ، فأشار الى روح التسامح المشترك، وإلى أن هناك من صحابة رسول الله من وصل الى الصين وقوبل بترحاب، وسُمح له بحرية التعبير (التبشير بالدعوة المحمدية) بعد موافقة الأمبراطور. وأشار الى أن حضارتينا متسامحتان وتسعيان الى السلام، وأننا تعرّضنا في تاريخنا للاحتلال، ونعرف معنى وأهمية الاستقلال. كما أشار الى منظومة القيم الاخلاقية والمبدئية، وأكد أن الصين والعرب استوعبا معطيات المرحلة الجديدة الراهنة في ظل العولمة والانفتاح، لاسيما ما يعانيه العرب من هضم لحقوقهم، وخصوصاً التنكر لحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير المصير.
وتلا أ. حباشنة الباحث تشان شيادون، الذي إتفق مع الدكتور العناني حول فرص الاستثمار والبنية التحتية، لاسيما الموانئ والسكك الحديد والصناعة الهندسية، والتعاون لتحسين مستوى المعيشة من خلال التنمية والأمن الغذائي، وكذلك مع طرف ثالث، سواءً بالخبرات الزراعية أو رؤوس الأموال العربية ( مثلاً انشاء مشاريع في افريقيا أو مناطق أخرى بدلاً من مشاريع داخل الصحراء). ثم تناول بعض التحديات، مثل التفاوت الثقافي، وعدم الاستقرار، والدول المغلقة.
ثم جاء دور Gu Zhenglong (جو زلون) من وكالة أنباء شينخوا، فأشار الى حوار الحضارات، والى أن طريق الحرير كان قبل أكثر من 2000 عام، وشدّد على ضرورة رفع الشراكة في القرن الحادي والعشرين من خلال شعار العولمة الاقتصادية، وتحسين طروف المعيشة، ومواجهة المصاعب والتحديات. وتناول مسألة الصين الواحدة بعد استعادة ودعم القضية الفلسطينية، ورفض ربط السياسة بالدين، وأشار الى أهمية التعليم والرياضة في العلاقات المشتركة.
وجاء دور الدكتور عبد الحسين شعبان، وكان بحثه الموسوم" الفلسفة التاوية وصنوها الفلسفة الصوفية: وحدة الوجود والحضور بالغياب" فتناول فيه العلاقات العربية – الصينية وكيف أن المثقفين والأكاديميين العرب والصينيين يجهلون الكثير عن حضارة كل منهما للآخر، وتوقّف عند الفلسفة الكونفوشيوسية التي بحثت علاقة الفرد بالمجتمع والدولة، لاسيما جوانبها الايجابية، والفلسفة البوذية التي ركّزت على علاقة الانسان بذاته وعلى خلق الكون والفلسفة التاوية التي عالجت علاقة الانسان بالوجود والحياة عن طريق الين واليان (اليانغ)، وهي ما يمكن تشبيهها بمقاربة العلاقة بين السالب والموجب. وأشار الى أن لاوتسه هو مؤسس الفلسفة التاوية، وتعود الفلسفة التاوية الى فترة ما بين القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد. والتاوية تعني الصراط، ومقاربتها بالفلسفة الصوفية من خلال التخلّي والتحلّي والتجلّي، ومذهب الحلولية، متناولاً محيي الدين بن عربي ومحمد بن عبد الجبار النفرّي، متوقفاً عند صوفية وتاوية هادي العلوي من خلال بحثه في المثقف الكوني وأدب الحب. وأشار الى أهمية التواصل والتفاعل والتبادل الثقافي بتنشيط حركة الترجمة والزيارات والعلاقات، في ميدان الأدب والفن والسينما والمسرح والرياضة وشؤون الشباب والطلبة والنساء وغيرها من المجالات، التي ستكون الحاضنة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، لاسيما في ميدان الاستثمار .
-3-
وخلال النقاشات، أشار أكثر من متحدث عربي الى موضوع القضية الفلسطينية، فأشار السفير د. محمد نعمان جلال الى ضرورة التشديد على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإدانة إقامة المستوطنات الاسرائيلية. وتناول السفير د يوسف الحسن مسألة ما نُقل من تحفظ الصين بخصوص الاشارة الى القدس. وتناول العناني حرب العملات، Currency War معتبراً أن العملة الصينية قد تكون الاولى خلال تحديات العقدين القادمين.
وتطرق السفير د. علي أومليل الى أهمية التعاون في مجال الطاقة والسوق والاستثمار، ملمحاً الى أهمية التكافؤ بين قوة الصين اقتصادياً ودورها في القضايا الدولية، لاسيما القضية الفلسطينية. وتناول السفير Wu sike موقف الصين الثابت من القضية الفلسطينية ومسألة القدس، مؤكداً أن وسائل الاعلام (المقصود تلفزيون الجزيرة) ارتبكت خطأ بهذا الخصوص وهو موقف غير مسؤول، ودعا الى انسحاب اسرائيل الى ما قبل حدود العام 1967. واشار تشان شادون الى العلاقات الصينية - السعودية والى مفاوضات مع الكويت والجزائر.
وأدار الجلسة الثانية الدكتور عبد الكريم الارياني، فتناول تاريخ العلاقات الصينية- اليمنية، حيث بدأت العلاقات بين اليمن والهند والصين في الألف الأولى قبل الميلاد، وأشار الى ميناء أبو علي على ساحل البحر العربي، وتطرّق الى حضارة الآشوريين والفراعنة، وطريق البخور والحرير للدولتين السبئية والحميرية، وقال إن أول جامع بني في الصين سنة 8 هـ ( في حياة الرسول 628 م) وقال إن أحمد بن ماجد (وهو ملاّح) نظم قصيدة شعرية يصف رحلته من ميناء عدن الى ميناء كانتون.
وتناول د. محمد عبد العزيز ربيع صورة أمريكا، لاسيما وهي تنتظر الانتخابات النصفية وانخفاض شعبية الرئيس أوباما، وركّز على ثوابت الاستراتيجيا الامريكية على الرغم من تبدّل الادارات، وخصوصاً في الموقف من اسرائيل. وحل دور An Huihou السفير الصيني الأسبق الذي ركّز على أربع قضايا هي : 1- فلسطين والاستيطان 2- وعدم حسم الوضع العراقي- 3- زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان 4- الحوار بين أمريكا وإيران. وجرى حوار حول التطرف الديني والبيئة الآيديولوجية، وأحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الارهابية الاجرامية، وتراجع صدقية واشنطن، والوحل العراقي الذي وضعت نفسها فيه، والتوازن الذي انكسر لصالح ايران، والعودة القوية لتركيا، ولاسيما بعد فوز حزب العدالة والتنمية، وبخاصة بعد الاعتداء العسكري الاسرائيلي على السفينة مرمرة ضمن قافلة الحرية التي كانت متوجهة الى شواطئ قكاع غزة. وقد شارك في الحوار كلّ من د. محمد جلال نعمان، ونائب رئيس المعهد ليشلوشيان ود. همام غصيب ود. عبدالله بشارة ود. جواد العناني ود. عبد الحسين شعبان وسمير الحباشنة ود. علي أومليل و An Huihou و L ia Baolai وين غان.
وفي اليوم الثاني، أدار الباحث Lee Shaoxion الجلسة الأولى، التي قدّم فيها مدير المعهد Qu Xing بحثه، فتحدث عن تعرّض الصين للعدوان والاحتلال، الأمر الذي يجعلها تتفهم الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها. كما تطرق الى تحدّيات التنمية. وقال أن الصين هي قريبة من الدول النامية، وإن موضوع الحرب والسلم من صلب اهتماماتها، لكنها ضد الاستقطابات وضد الهيمنة، وتسعى الى دمقرطة العلاقات الدولية، مع الدعوة الى عدم التدخل حتى وإن بذرائع حقوق الإنسان. كما أكّد دعم تاريخياً للشعب العربي الفلسطيني، لاسيما منذ أن تعرّف شوان لاي على مطالب الشعب العربي العام 1955 في مؤتمر باندونغ.
وحاول السفير د. يوسف الحسن في بحثه أن يطرح عدداً من الاسئلة لمحاولة فهم الدور الصيني الجديد من حلال الأسئلة التالية: هل الصين مهتمة بالقيام بدور قيادي على المستوى العالمي (كقوة عظمى؟) وهل تسعى الى أن تكون قوة ناعمة اقتصادياً؟وهل هناك تغيّر في السياسة الصينية إزاء الشرق الأوسط، وخصوصاً العراق وفلسطين والسودان؟ بالإضافة الى السؤال الآخر، وهو: هل هناك نمط حداثي صيني بديلاً من الحداثة الغربية، وبالتالي هل هناك توازن بين الساحل والداخل في التنمية؟
-4-
ثم تحدث رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية الدولية في المعهد دونغ مانيوان عن خصائص العلاقات العربية- الصينية، مشدداً على الاحترام المتبادل والتنوع الثقافي والخصوصيات.
وكانت ورقة الرئيس الأسبق لمجلس التعاون الخليجي السفير أ. عبدالله بشارة بعنوان "الصين في الأمم المتحدة" وذلك عشية استعادة مقعدها الدائم في مجلس الأمن. فقال أن الصين طرحت نظريتين أساسيتين منذ بدء ممارستها مسؤولياتها: الأولى هي أنها دولة نامية وجزء من مجموعة الـ 77 لعدم الانحياز، التي أصبح عدد أعضائها اليوم 143 دولة. والثانية هي أنها ليست من نادي النُّخب The elite club، وعلى الرغم من ذلك، فإن دبلوماسية البوارج لم تكن بعيدة عن السياسة العملية بحكم الواقع، وتجلّى الأمر في موضوع العلاقات الصينية-الفيتنامية في حينه.
أما السفير د. علي أومليل، فقد ركّز بحثه على المشتركات والمختلفات في حركة الإصلاح العربية- الصينية، من حيث الاضطرار والتشابه بمواجهة التحدي الخارجي، وذلك عبر صيانة وتحصين الهوية الحضارية الوطنية، بدون الحاجة الى الاقتباس من الخارج، والاستفادة من أسباب قوة الغرب العلمية والعسكرية، ومحاولة عدم القطيعة مع الماضي (التراث).
أما بالنسبة إلى الاختلافات، فإن وحدة الدولة- الأمة جزء من حضارة الصين، في حين أن الدولة – الأمة لدى العرب هي جزء من المواطنة، وأن الدين عامل مهم في أي إصلاح لدى العرب.
وناقش الأمين العام الدكتور همام غُصيب دور الصين كقوة ناعمة Soft Power. أما مدير المعهد، فتناول نبذ مخلفات الماضي في التمييز ضد المرأة، كما تناول واقع الماركسية التي تؤمن بالصراع الطبقي وفائض الانتاج والعدالة الاجتماعية، ودعا الى التكامل بين التراث والحداثة، وقال إن في التجربة الاشتراكية الصينية الاولى فيها عدالة اجتماعية، لكن بدون صناعة وانتاج. أما الآن، فإن الصين دولة صناعية نامية ومنتجة، لكن هناك فقراء بحاجة الى عدالة اجتماعية أكثر. ثم قال إن النموذج الصيني لا يمكن الإحتذاء به على الرغم من نجاحه. أما حرية التعبير، فإنها مكفولة ولكنها غير سائبة بل هي منظمة وفقاً للقانون.
وكان د. شعبان قد طرح أسئلة بخصوص الحداثة والثقافة والحريات والتعددية إضافة الى مخلّفات الثورة الثقافية وناقش بعض الأطروحات التي وردت على لسان بعض المتحدثين الصينيين بخصوص الوضع العراقي، مشيراً الى خصوصية القضية الكردية ومبدأ حق تقرير المصير، وذلك أمر مختلف عن الطائفية والانقسام المذهبي،.
وقال Guo Xiangang إن الصين ليست دولة عظمى على الرغم من أنها الثانية من حيث الانتاج العالمي، لكن مستوى المعيشة فيها يصل الى 105% من مستوى المعيشة العالمي، وهي تحتاج الى عوامل تقويم، ثم تطرق الى التراث والحداثة.
وتحدث د. العناني قائلاً إن الصين قوة اقتصادية تحتل المرتبة الثالثة عالمياً، بعد اليابان، وقد تبلغ سنة 2020 وقد احتلت المرتبة الأولى، وهناك حاجة الى إحداث نهضة داخلية.
وأشار الى أن الأزمة العالمية لم تؤثر في الصين، وأن معدل النمو فيها زاد على 10% خلال العقدين الماضيين، وهي أقوى بعد الأزمة. وكان سمير الحباشنة قد أشار الى أن هناك مشكلات، مثل البيئة والتلوث والفقر والأقليات والتنوع، وهو ما أشار اليه أكثر من باحث صيني وعربي .
ودعا السفير بشارة الى آلية جديدة سريعة لاتخاذ القرار (التخلص من البيروقراطية)، ودبلوماسية تتخلى عن قفاز الحرير، وقوة عسكرية تحمي المصالح.
وقال An Huihou إن الصين لا تستطيع أن تؤدي دوراً قيادياً عالمياً، ولا نريد تكرار دور الاتحاد السوفييتي، وهذا لا ينطبق مع حكمتنا وفلسفتنا ومصلحتنا، ولا نريد أن يعود الاستقطاب العالمي الثنائي.
اختتم المؤتمر بكلمة من الدكتور هُمام غُصيب الأمين العام للمنتدى، الذي أشاد بأهمية الحوار المعرفي- الثقافي- الاكاديمي، في جوانبه السياسية والاقتصادية والثقافية، وقال أننا سنسعى الى إصدار كتاب بالعربية ونأمل أن يتم إصدار نظيرة باللغة الصينية، وتمنى أن يناقش المؤتمر الخامس 2012 قضية محددة بعد هذه الفرشة الواسعة من الحوارات.
أما مدير المعهد، فأكد التفاهم والصراحة والأسئلة الحيوية، وقال إن النخبة التي اجتمعت بكم نخبة متميزة، إذ ضمت قادة رأي وأكاديميين وعلماء وإعلاميين بارزين.

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=249820

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك