حوار عجوز للنبي صلى الله عليه وسلم

حوار عجوز للنبي صلى الله عليه وسلم

 

عن الحارث بن حسان البكري ـ أحد بني عامر بن ذهل رضي الله عنه ـ قال : خرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم، فمررت بعجوز من بني تميم فاستحملتني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحملتها، فلما قدمت المدينة دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وإذا ببلال قائم وهو متقلد السيف، وإذا رايات سود.

 

قلت: ما هذا؟.

 

قالوا: عمرو بن العاص قدم من غزوته.

 

قال: فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم استأذنت عليه فأذن لي.

 

فقلت: إن معي عجوزاً من بني تميم استحملتني فحملتها فأذن لها.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل كان بينكم وبين بني تميم شيء؟».

 

قلت: نعم، كانت لنا الدبرة عليهم.

 

فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن تجعل الدهناء بيننا وبينهم فافعل.

 

قالت العجوز: فإلى من تضطرنا يا رسول الله مضطر؟.

 

قال لها: «يضطر إلى الله».

 

قالت: الاضطرار إلى الله لا يسأل له إلا برسول الله، حملت حتفاً حملتك أو جلبتك لتكون لي خصماَ فأعوذ بالله يا رسول الله أن أكون كوافد عاد.

 

قال: «وما وافد عاد ؟».

 

قالت: على الخبير سقطت، إن عاداً قحطوا، فبعثوا رجلاً منهم يقال له نعيم يستسقي لهم، فأتى مكة فنزل على بكر بن معاوية، فأقام عنده مدة طويلة، ثم تذكر فقال: إن قومي بعثوا بي أستسقي لهم، فقال له بكر : استسق لنا معك ، فخرج حتى أتى جبال مهرة فصعد فقال: اللهم إني لم آتك لمريض تداويه، ولا لعان أفاديه، فاسق عاداً ما أنت ساقيه، واسق بكر بن معاوية.

 

قال: فرفعت له سحابة سوداء، فجعل ترفع له السحابة، ويقول للسحابة: اذهبي أنت إلى فلان، واذهبي أنت إلى بكر بن معاوية.

 

قال : فرفعت له سحابة سوداء، فقال : هذه لآل عاد، اذهبي إلى عاد، فنودي منها أن يأخذها رماداً مداداً، لا تبقي من آل عاد أحداً، فكانت هي التي أهلكت عاداً.

 

المصدر: العظمة لأبي الشيخ رقم (625).

الأكثر مشاركة في الفيس بوك