هل الحاضر والمستقبل اقل اهمية من الماضي؟

هل الحاضر والمستقبل اقل اهمية من الماضي؟

 

بقلم محسن العبيدي الصفار

 

لايقلل احد من اهمية التاريخ والتراث بالنسبة الى اي دولة وشعب ولاشك ان الاثار التاريخية تشكل كنوزا من المعرفة لاتقدر باي ثمن ولا يخفى على احد ان اثارنا التاريخية العربية والاسلامية نهبت على مدى قرون من الاستعمار بمختلف اشكاله واخرها مانهب بعد الاحتلال الامريكي للعراق مباشرة بواسطة المحتلين او اللصوص الذين سرقوا الاثار وهربوها الى خارج الحدود لبيعها في مختلف الدول , وان متاحف عالمية مثل متحف اللوفر الفرنسي او المتحف البريطاني بها قاعات باكملها للاثار العربية والاسلامية من مختلف العصور والازمنة .

وقد بدأت الحكومتين المصرية والعراقية جهودا متواصلة لاستعادة تلك الاثار واعادتها الى موطنها اسفرت عن بعض النجاح في تلك المهمة ولو ان ماتم استرجاعه يعد قطرة مقابل البحر الذي لازال في الخارج .

ولكن وعلى قدر اهمية الحفاظ على التاريخ والتراث واستعادة ماسرق منه الا ان الحاضر والمستقبل يفوقانه اهمية وخطورة فالعقول العربية المهاجرة الى دول اخرى في مختلف المجالات من علوم وطب وفنون وهندسة ورياضة وادب هي ثروة عظيمة ايضا لاتقدر بثمن ويتوقف عليها التطور الفكري لشعوبنا وبالتالي قدرتنا على تأمين مستقبل افضل لشعوبنا الجيل الحاضر منها والاجيال القادمة .

من يبحث سيجد ان الغرب مليئ بالعقول العربية فلاتزور مستشفى في بريطانيا او امريكا او استراليا ولاتجد ان احد افضل الجراحين او الاستشاريين هو عربي او من اصل عربي وحتى وكالة الفضاء ناسا فانها تضم عددا من نخبة العقول العربية وهكذا دواليك في مختلف الاختصاصات حتى ان بعضا من هؤلاء حصل على اعلى الجوائز في العلوم ومنها جائزة نوبل .

الطريف اننا نصدر مجانا نخبة عقولنا ومواهبنا الى الغرب بعد ان تكون دولنا قد صرفت مبالغا طائلة على تعليمهم , بينما نستورد منهم خبراء الدرجة العاشرة على احسن تقدير وبمبالغ خيالية لايحلم الواحد منهم بالحصول عليها في بلده الاصلي واصبحت دولنا تشكل فرصة استثنائية لاي واحد من هؤلاء يحلم بالثراء السريع في بلدان يعتبر فيها الشعر الاشقر والعيون الزرق الموهبة الاصلية التي يجب ان يتمتع بها الانسان الناجح  .

 

السؤال هو هل اقدمت الدول العربية التي تفتخر بانها لاتوفر جهدا لمتابعة الاثار المسروقة في انحاء العالم على المطالبة باسترجاع كنوزها من العقول البشرية التي لاتقدر بثمن والموجودة في الغرب ومراكزه العلمية ؟ هل انجزت اي خطوات عملية لتشجيع هؤلاء على العودة الى بلدانهم ؟ وهل خطت اي خطوات للحفاظ على من تبقى منهم في بلدانهم وعدم دفعهم للهجرة بسبب التمييز والواسطة والمحسوبيات ؟

اتمنى ان نرى خطوات عملية من الدول العربية للحفاظ على العقول العربية وعدم الجري فقط وراء الانتيكات والاثار القديمة لان الماضي على كل اهميته فهو ليس اكثر اهمية من الحاضر والمستقبل .

المصدر: http://msaffar.arabblogs.com/archive/2010/11/1295546.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك