حوار العارفين

حوار العارفين

 

قال ذو النون المصري: بينما أنا أسير في تيه بني إسرائيل إذ أنا بجارية سوداء قد استلبها الوله من حبّ الرحمن، شاخصة ببصرها نحو السماء، فقلتُ: السلام عليك يا أختاه.

 

فقالت: وعليك السلام يا ذا النون.

 

فقلت لها: من أين عرفتني، يا جارية؟.

 

فقالت: يا بطّال، إن الله عز وجل خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، ثم أدارها حول العرش، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فعرفت روحي روحك في ذلك الجَوَلان.

 

قلت: إني لأراكِ حكيمة، علميني شيئاً مما علمك الله عز وجل فقالت:

 

يا أبا الفيض، ضع على جوارحك ميزان القسط حتى يذوب كل ما كان لغير الله، ويبقى القلب مصفًّى ليس فيه غير الرب عز وجل، فعد ذلك يقيمك على الباب ويوليك ولاية جديدة، ويأمر الخزّان لك بالطاعة.

 

فقلت: يا أختاه، زيديني.

 

فقالت: يا أبا الفيض، خذ من نفسك لنفسك، وأطع الله عز وجل إذا خلوت يجبك إذا دعوت.

 

 

المصدر: صفة الصفوة (4/430 ـ 431).

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك