مصارف الزكاة من خلال آية التوبة

مصارف الزكاة من خلال آية التوبة
(دراسة تحليلية)

تأليف الشيخ
مثنى علوان الزيدي

اشراف الشيخ العلامة
أ.د. نور الدين عتر

1429هـ-2008م

(الإهداء)

إلى معلم البشرية الاول ،سيدي وحبيبي محمد ،
صلى الله عليه وسلم
إلى أمي الحبيبة، التي جرحت،
فأسأل الله لها الشفاء
لتعود حاملةً لواء الدين والعلم
والحضارة
بغداد
دار السلام

(شكر وتقدير)

أتقدم بالشكر والتقدير والامتنان لفضيلة العلامة المحدث الأستاذ الدكتور نور الدين عتر الذي علمنا حقيقة التفسير وخدمة كلام الله تعالى، ولما أسدى إلينا من الإرشادات النافعة التي سهلت علينا عملية البحث والارتقاء بمستوانا العلمي .

كما اشكر اخي الحبيب يونس ابو ناجي من ليبيا لما اسدى الي من خدمة لاتنسى.
وجزى الله الجميع عني وعن المسلمين وطلبة العلم خير جزاء.

بسم الله الرحمن الرحيم

((مقدمة))
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، والصلاة والسلام على خير الأنام، خاتم الرسل الكرام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام) ومن اهتدى بهديهم وتبعهم بإحسان،اما بعد :
فقد جعل الله تعالى كتابه معجزة رسوله العظمى والحجة الدائمة على الخلق، ونبراساً للدعاة إلى يوم الدين يستمدون من نبعه الثر الهدايات ويقتبسون من نوره مشاعل الحضارة، ويجدون في ثناياه البراهين السواطع كلما تراكمت ظلال الشبهات، وفي إرشاداته برد اليقين كلما حاكت الوساوس في الصدور.
فمن ذلك وعلى سبيل المثال عنايته بالمجتمع الإنساني وعلاج مشكلاته وذلك لأنه دين إنساني جاء بتكريم الإنسان وتحريره ففيه تتعانق المعاني الروحية والمعاني الإنسانية وتسيران جنباً إلى جنب.
وإذا كان الإسلام قد عني بالمجتمع عموماً فإنه عني عناية خاصة بالفئات الضعيفة منه وهذا سر ما نلاحظه في القرآن الكريم من تكرار الدعوة إلى الإحسان بالفقراء والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب في آيات كثيرات في القرآن عامة وفي آية مصارف الزكاة خاصة والتي سنتكلم عنها إن شاء الله تعالى.
بل جعل القرآن الكريم عنايته بهذا الامر من صلب أصوله ومن ذلك انه فرض للفقراء وذوي الحاجة حقاً ثابتاً ومقدراً في أموال الأغنياء يكفر من جحده ويفسق من تهرب منه ويؤخذ بالقوة ممن منعه وتعلن الحرب من أجل استيفائه ممن أبى وتمرّد.
وهذا الحق هو الزكاة، الفريضة الإسلامية التي اهتم بها القرآن الكريم وكذلك رسوله العظيم وجعلاها ثالثة دعائم الإسلام.
وعندما حمل القران الكريم كل هذه الصفات والمعاني التجأ المسلمون لدراسته وتعلمه واعتنى العلماء بتفسيره وبيانه واستدرار كنوزه فغاصوا في آياته عمقاً وتحليلاً واستنباطاً للوصول إلى المقصد الأسمى في كل أيةٍ من آياته ،والغاية النبلى في كل كلمةٍ من كلماته، وعندما كثرت التفاسير كثرت أنواعها وخاصة في العصور المتأخرة فكان من البديهي للعلماء الأجلاء أن يرشدوا طلبة العلم ويعملوا على اتباع المنهج التحليلي في تفسيره، اعتماداً على المصادر "الأم" التي وضع الله لها القبول في الأرض لاسيما تلك التي اقتربت من زمن الصحابة (رضي الله عنهم) والتابعين، والتي اعتنت ببيان معنى الألفاظ في الآية، وبلاغة التركيب والنظم وأسباب النزول، واختلاف المفسرين في الآية وقد يزيد بتفصيل أقوال العلماء في مسائل الآية الفقهية أو المسائل النحوية أو البلاغية والاهتمام بذكر الروابط بين الآيات، مما يدل على أن هذا النوع في التفسير هو الأسبق وعليه تعتمد الأنواع الباقية.
فنحيت في بحثي المتواضع هذا، منحىً تحليلياً يعتمد على هذه التفاسير "الأم"، فبدأت ببيان مناسبة الآية الكريمة التي تكلمت عن مصارف الزكاة في سورة التوبة ،وبيان سبب نزولها، وعلى ماذا احتوت الآية من مفردات، وكيف يمكن أن نستفيد من إعرابها في تفسير الآية، وذكر أوجه القراءات إن وجدت، ثم معنى الآية الكريمة ومقصودها، ومن بعدها التطرق لأقوال العلماء وآرائهم في آية مصارف الزكاة وأين يكمن القول الراجح المعتمد على النظرة المتوازنة والعلمية والتي تخدم تفسير الآية الكريمة ومفرداتها وانهيت بحثي بخاتمة رايت فيها ما وجدته من فوائد في بحثي هذا .
اما بالنسبة للحواشي فقد عرفت تعريفا تفصيليا بالكتاب الذي هو المصدر وبمؤلفه ودار الطبع وسنة الطبعة في اول اشارتي للكتاب ثم اذكر الكتاب ومؤلفه فقط عندما اكرره .
وعندما اردت ان اشير الى المصدر لاول مرة فلا اقول انظر وانما اقول ينظر احتراما لشيخي العلامة نور الدين زاده الله نورا .
واما الفهارس فوضعت لكل موضوع فهرسا خاصا يبدا بالحروف الابجدية، ثم فصلت المصدر تفصيلا دقيقا في فهارس المصادر .
والله أسأل أن يتقبل مني هذا العمل خالصاًَ لوجهه الكريم في طريق السير لطلب العلم سائرين على خطى علمائنا بذلك، وهو حسبي ولا حول ولا قوة إلا به "جل وعلا" ومنه استمد العون، وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه والمرسلين أجمعين .

والحمد لله رب العالمين .

مثنى الزيدي
التاريخ الاثنين 4/2/2008م
25/محرم/1429ﻫــ

(بسم الله الرحمن الرحيم)
قال الله تعالى:                           [التوبة:60].
مناسبة الآية :
المناسبة العامة: لما سبقت الآيات في بيان موقف المنافقين من الدعوة وشدة معاداتهم للنبي  بالطعن فيه وتدبير المكائد لإحباط دعوته جاءت هذه الآية رداً عليهم وتثبيتاً للنبي  في دعوته وتنفيذا لأوامر ربه تبارك وتعالى .
المناسبة الخاصة: عندما بيَن الله لمز المنافقين للنبي  في الصدقات واتهامهم إياه بأنه عليه الصلاة السلام يأ خذها لمصلحته الخاصة بقوله تعالى في الآية السابقة:   •                [التوبة:59].
جاءت الآية هنا رداً عليهم في ذلك وإثباتا لبيان مصارف الزكاة بالأصناف الثمانية المذكورة في الآية( ).

سبب نزول الآية :
روي عن جابر بن عبد الله ( ) قال: جاء أعرابي إلى النبي  فسأله وهو يقسِّم قِسماً فأعرض عنه وجعل يقسم قال :أتعطي رعاء الشاء ؟ والله ما عدلت، فقال : " ويحك ! من يعدل إذا أنا لم أعدل؟ فانزل الله هذه الآية ( ) .

المفردات اللغوية:
قوله تعالى :(انما الصدقات ): جمع صَدَقة وهي من صَدَقَ يَصْدُقُ صِدْقاً وصَدْقاً وتَصْداقاً، والأصل فيه من مساواة الفعل للقول والاعتقاد ( ).
وهي ما تصدقت به على الفقراء وكل ما أعطيته في ذات الله تعالى وتتحمل كونها تطوعاً وكونها فرضاً ،و المراد هنا الزكاة المفروضة، لما أنها خصصت بالأصناف الثمانية، وصدقة التطوع كذلك لا تصح على غير الأصناف المحصورة في الآية وعلى هذا اجماع اهل العلم كماسياتي تفصيل ذلك في الاستنباط( ) .
قوله :(للفقراء): جمع فقير من فَقِرَ يفتَقِر افتِقاراً وأصله الفقر: وهو ضد الغنى، وأصل الفقير مفقور على وزن مفعول، وهو المكسور فقار الظهر( ) .
و الفقير هنا من لا يملك الحاجات الضرورية مما يكفيه ويكفي عياله( ).
قوله: (والمساكين): جمع مسكين من سَكَنَ يَسْكُنُ سكوناً وهو ضد الحركة فتقول سَكَنَ الشيء سكوناً إذا ذهبت حركته( ) .
و المسكين معناه هنا في الآية الكريمة من لا شيء له ( ) .
قوله: (والعاملين):
جمع عامِل من عَمِلَ يَعْمَلُ عَمَلاً إذا كانت له مهنة يقوم بها والعامل أيضاً هو الذي يتولى أمور الرجل في ماله وملكه وعمله ( ) .

والعاملين هم الذين يتولَّون جباية الصدقة بأمر الإمام وهو المراد هنا ( ).
قوله: (والمؤلفة قلوبهم):
جمع مؤلَّف اسمُ مفعولٍ من ألَّفَ يتألَّفُ تأَلُفاً ومنه ألِفتُ الشيء، إذا أنِستُ به .
والمؤلفة قلوبهم في الآية، قوم من سادات العرب أمر الله تعالى نبيه  في صدر الإسلام بتأليف قلوبهم بإعطائهم من الصدقات ليُرَغَبوا في دخول الإسلام( ) .
قوله: (وفي الرقاب):
جمع رقبة وهو المملوك( )و هي في الأصل العنق فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان كتسمية الشيء ببعضه .
والمراد بها هنا المكاتبون وغير المكاتبين، لأن الأصل في الرقيق أن لا يكون مكاتباً وإذا أطلقت الرقبة وعتقها فإنما ينصرف الذهن إلى القِنْ( ) .
قوله: (والغارمين):
جمع غارم وهو اسم فاعل من غَرَِمَ يَغرُم غُرْماً وغرامة إذا أثقله الدَّين ورجل غارم أي عليه دين( ).
و معنى الغارمين في الآية: هم الذين عليهم دَّين عجزو عن أدائه( ) .
قوله: (وفي سبيل الله):
السبيل: الطريق وما وَضَحَ منه وجمعُهُ سُبُل .
والسابلة: من الطرق المسلوكة، وسبَّله تسبيلا: أي جعله في سبيل الله( ).

ومنه قوله تعالى  لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً ]  نوح20 [ وقوله تعالى  وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ  ]الزخرف37[ والمراد هنا الغزاة في سبيل الله تعالى لأنه هو المراد عند الإطلاق( ) .
قوله: (وابن السبيل):
السبيل :الطريق وما وضح منه وسبيل الله: طريق الله الذي دعا اليه وجمعه سبل وقيل سوابل .
وسمي ابن السبيل بذلك لملازمته الطريق لكثرة سفره حتى سمي بابن الطريق.
والمراد به هنا المسافر الذي انقطع عن ماله وبلده ويريد الرجوع الى بلده ولا يجد ما يتبلغ
( ).

الإعراب والقراءات :
قوله تعالى: إنما الصدقات ...الخ.
إنما: كافة ومكفوفة .
الصدقات: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
للفقراء: جار ومجرور متعلقة بمحذوف خبر للصدقات .
والمساكين: وما بعدها: عطفٌ على الفقراء .
والمؤلفة قلوبهم: نائب فاعل لاسم المفعول مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
وفي الرقاب: جار ومجرور، ولابد لاستقامة المعنى من تقدير مضاف أي في فك الرقاب والجملة في محل جر عطف على الفقراء وما بعدها ( ).
فريضة من الله: في نصبها وجهان، أحدهما: أنها مصدر مؤكد والتقدير فرض الله الصدقات فريضةً.
والآخر: إنها حال من الفقراء، فصاحب الحال الضمير المستكن في الجار (لهم) لوقوعه خبراً، والمعنى: إنما الصدقات كانت لهم حال كونها فريضةً أي مفروضة( ) .
وقرئ (فريضةٌ) بالرفع على تقدير تلك فريضةٌ بحذف المبتدأ كما في معاني القران ونقل عن بعض النحويين انها منصوبة بالقطع( ) .

المعنى والأسلوب البلاغي:
قوله تعالى:  إنما الصدقات 
أي: الزكاة الواجبة، وسمَّاها صدقة لأنها دليل على صدق صاحبها في محبة الله، إذ المال يعادل الروح في محبوبيته، والإنسان قد يخسر روحه مقابل دفاعه عن ماله، ولابد أن يكون متعلَّق الروح هو الله تعالى، والمال محبوب لدى النفس فكان لا بد من إخراج جزء منه ،لئلا تميل وتتعلق النفس به بشدة، ومن هنا سميت صدقة وإن كانت زكاة واجبة .
و عبر بـ (إنما) لإفادة الحصر في الأقسام الثمانية المذكورة في الآية فإن المنافقين لما طعنوا بالنبي  بأنه يأخذ الصدقات لنفسه ويجمعُ المال لمصالحة، بيًّن الله تعالى فريتهم وحمق تفكيرهم فكأنما صار المعنى أن الصدقات: مقصورة على الأصناف المذكورة لا تتعداهم كما في مفاتيح الغيب( ).
قوله تعالى: للفقراء والمساكين 
وهم المحتاجون ومن لا يفي دخلهم حاجاتهم حتى لو ملكو القليل .
والمساكين وهم من لا يملكون شيئا كما في روح المعاني ً، والمشهور أنه إنما قدم الفقراء لأنهم أشد احتياجاً، وهو الذي يشهد له ظاهر الآية، لأن تقديمهم يوحي بأهميتهم إذ الظاهر أنه يقدَّم الأهم فالأهم كقولنا عند ذكر الخلفاء الأربعة: أبي بكر وعمر وهكذا، وكقول الشاعر: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهياً ( ).
فقال عمر: هلاَّ قدَّم الإسلام على الشيب ؟ يقصد لأهميته يجب أن يقدم.
وعبر بالألف واللام لإفادة التمليك. فكأنما قال: هذه الزكوات مال مستحق لهذه الأصناف الثمانية فقط( ).
قوله تعالى: والعاملين عليها
أي السعاة الذين يبعثهم الإمام لجباية الصدقة كما في روح المعاني وفي البحرالمحيط انهم نوعين الساعي والعاشرفالساعي هو الذي يسعى في القبائل لياخذ صدقة المواشي وغير ذلك والعاشر هو الذي يبعثه الامام، وعبَّر بقوله (عليها) لإفادة كلمة (على) الولاية، فكما يقال: فلان على بلد كذا إذا كانت له ولايةٌ عليها.

فكأنما قال: والعاملين عليها الذين لهم ولاية على جباية الزكاة( ) .

قوله تعالى:  والمؤلفة قلوبهم 
وهم الذين كانوا في صدر الإسلام من زعماء المشركين، وقيل من أسلم منهم بالظاهر ولم يحَسُنْ إسلامهُ, تألفهم النبي  بالعطاء من الصدقات لاستدراجهم وتأليف قلوبهم وتقوية نيتهم للدخول في الإسلام وقيل اعطي لمن يخاف شرهم لدفع شرهم عن المسلمين ( ).

قوله تعالى:  وفي الرقاب 
أي في فك الرقاب مطلقاً بأن يشتري رقاباً ويعتقها، وقيل خاصٌ بالمكاتب، وبه قال الشافعي وغيره، والأولى تفسير الآية بمطلق العتق لأنه المراد عند الإطلاق ويدخل فيه المكاتبون من باب دخول الجزء في الكل( ).

قوله تعالى: والغارمين 
أي: الذين عليهم دينٌ لازم لهم حصل بدون معصية، فهم مثقلون به وعاجزون عن أدائه، وأصله من الغرام ؛ لما فيه من مشقةٍ وعناء وملازمة للنفس،وعبَّر به عن الدَّين ؛ لإفادة معنى الشدة والمشقة، وذلك كقولهم رجل مُغرَمٌ بالنساء أي مولعٌ بهن، وسمي العشق غراماً لمشقته ولزومه للنفس فأفاد التعبير بالغارمين شدة لزوم الدَّين لهم ( ).
قوله تعالى:  وفي سبيل الله 
أي: المرابطون والغزاة في سبيل الله، فإنهم يُعطون من الزكاة وإن كانوا أغنياء، وهو رأيُ أكثر أهل العلم، وعبَّر عن الغزو بأنه في سبيل الله، لأن الغازي لا يخرج تاركاً ماله وأهله وولده ويدفعه دافع سوى مرضاة الله تعالى، فعبَّر عن فعلهم ذلك بأنه في سبيل الله حتى كأنه لا يوجد فعل من الطاعات يستحق أن يكون في سبيل الله وبهذه المرتبة سوى الغزو والمرابطة( ) .
قوله تعالى: (وابن السبيل):
و يقصد به المسافر الذي انقطعت به الأسباب فلم يستطع الرجوع لبلده، وإن كان غنياً في بلده وإنما نُسب للسبيل وهو الطريق لملازمته إياه حتى كأنه ابن له ( ) .
قوله:(فريضة من الله) :
أي: فرض الله الصدقات لهؤلاء الأصناف المذكورة فريضةً، فهي مصدر مؤكد وفي التعبير بفريضة مزيد تأكيد على وجوب إخراج الزكاة لتلك الأصناف وعدم جواز أخراجها عنهم، وعبَّر بالمصدر دون فعله زيادةً في تأكيد المفروض .

(قوله تعالى: والله عليم) :
لا يخفى عليه شيء من أحوال وأفعال عباده، وعبَّر بـ (عليم) زيادة في تأكيد علمه بهم وما يصلح لهم مما يردعهم عن الاستنكاف في تطبيق الأوامر الربانية، والتهاون في صرف الزكاة لتلك الأصناف المذكورة، والتهاون في أدائها مطلقاً.
(حكيم): لا يشرع إلا الأصلح للعباد وما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ( ).

استنباط الفوائد والأحكام
قوله تعالى : إنما الصدقات للفقراء ......
- ظاهر القصر في الآية يدل على أنه ليس لأحد حق في الصدقات سوى الأصناف الثمانية المذكورة وعلى هذا إجماع أهل العلم(1).
و يدل على ذلك ما روي عن النبي  أنه قال لرجل: (( إن كنت من الأصناف الثمانية فلك فيها حق وإلا فهو صداع في الرأس وداء في البطن)) (2).
و يدل على ذلك أيضا التعبير بلفظة  إنما  التي تفيد الحصر كقوله تعالى: إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ . [النساء 171]، فالمراد بيان نفي الألوهية عن غير الله، والمراد هنا في آية الصدقات بيان نفي استحقاق غير الأصناف الثمانية المذكورة في الآية للزكاة(3).
واختلف الفقهاء هل يجزئ صرف الزكاة لبعض الأصناف الثمانية أو يصرف لهم جميعا ؟ وسبب اختلافهم هو اللام في (للفقراء) .
فذهب الإمام أبو حنيفة إلى جواز صرفها لبعضهم وبه قال المالكية وهو أحد الروايتين عن أحمد وهو قول عمر وابن عباس(4) وسعيد بن جبير(5) وغيره ودليلهم (ان الاضافة في للفقراء لبيان انهم مصارف لا لاثبات الاستحقاق وانما للاختصاص الذي هو المعنى الكلي بمعنى انهم اجمعين اصحابها كلها وهذا لما عرف ان الزكاة حق الله تعالى وبعلة الفقر صاروا مصارف فلا يبالي باختلاف جهاته كما في مفاتيح الغيب) .
وذهب الشافعية إلى وجوب صرفها للأصناف الثمانية إن وجدوا جميعا وإلا فالموجود منهم, (1) وهو قول عكرمة (2) والزهري (3) وغيرهما (لان اللام عندهم للاستحقاق والملك واحتج الشافعي بانه ذكر القسمة في نص القران وتاكيدها بقوله ( فريضة) فلابد من تسوية الانصبة الثمانية فمثلا انك ان وجدت خمسة اصناف ولزمك ان تتصدق بعشرة دراهم جعلت العشرة خمسة اسهم لكل سهم درهمان)كما في مفاتيح الغيب .
وقال صاحب المفاتيح (واعترض على هذا القول بالعقل والنقل فاما النقل فقول الله تعالى (واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه ....)(الانفال:41) . فاثبت خمس الغنيمة لهؤلاء فقط ،ثم لم يقل احد ان كل شيء يغنم بعينه يوزع على هؤلاء جميعا بل اتفقوا على ان المراد باثبات مجموع الغنيمة لهؤلاء الاصناف فاما ان يكون كل جزء من اجزاء الغنيمة يوزع على كل هؤلاء فلا. فهكذا ههنا مجموع الصدقات ولا يدل على ما قالوه الشافعية البتة.
واما العقل فان الحكم الثابت في مجموع لايوجب ثبوته في كل جزء من اجزاءه.
والذي يدل على صحة قول الحنفية وجوه :
الاول : ان الرجل الذي لايملك الا 20 دينار وجب عليه اخراج نصف ديناره فلو كلفناه على ان نجعله موزعا على كل هؤلاء لصار قسم كل واحد من هؤلاء حقيرا صغيرا لاينتفع به ،ولو كان الامر كما يقول الحنفية لفعل ذلك الصحابة رضي الله عنهم ، وكذلك فلو لم يكن في مكان او مدينة جميع هذه الاصناف لوجب السفر من اجل ايجاد هؤلاء وهذا ما لم يقل به احد ويوجبه ) كما قال صاحب المفاتيح.(4)

وهكذا ظاهر الآية يشهد لما ذهب إليه الحنفية والمالكية من جواز صرف الزكاة لبعض الأصناف، لهذه الادلية العقلية والنقلية السابقة ولان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه مال فجعله في صنف وهم المؤلفة قلوبهم واتاه مال اخر فجعله في الغارمين فدل على صحة ما ذهب اليه الشافعية والله تعالى اعلم .
اما صاحب تفسير المامون فنقل كلام ابن كثير في اختلاف العلماء في صرف الزكاة للاصناف الثمانية هل يجزيء صرفها لبعضهم او يصرف لهم جميعا ولكنه لم يشر الى سبب اختلافهم وحجة كل واحد منهم ودليله) .(5)

قوله تعالى : للفقراء والمساكين  .
الظاهر من الآية أن الفقراء والمساكين هم المحتاجون الذين لا يفي خراجهم بدخلهم وعلى هذا انعقد الإجماع، واختلفوا في أيهما أشد حاجة .
فذهب أبو حنيفة وأصحابه ومالك وأصحابه إلى أن المسكين أشد حاجة من الفقير واستدلوا بقوله تعالى: أو مسكينا ذا متربة  [البلد: 16] حيث أن الله تعالى وصف المسكين بكونه ذا متربة وذلك يدل على أنه في غاية الضرر والشدة فكأنما أراد بيان شدة فقره بالتصاق يديه بالتراب(1).
و ذهب الشافعي وأصحابه إلى أن الفقير أشد حاجة من المسكين واستدلوا بقوله تعالى:  أما السفينة فكانت لمساكين ... [ الكهف: 79] حيث قالوا: إن الله أثبت للمساكين سفينة ومن ملك السفينة فكأنما ملك ما يقابلها من المال والدنانير ومع هذا سماهم مساكين ولم يأت دليل على أن الفقير يملك شيئا وسمي فقيرا .
كما استدلوا بقول النبي  لسيدنا معاذ بن جبل (2) عندما بعثه لليمن ((خذها من أغنيائهم وردها على فقرائهم))(3) مما يدل على أنه لا يوجد أحد أشد حاجة من الفقراء وإلا لأرشده النبي  إليهم بأن قال وردها على مساكينهم .
و أجابوا عن استدلال الحنفية والمالكية بأن المسكين ذا المتربة لما قُيِّد بهذا الوصف دل على أنه يمكن أن يخلوا عنه بتملكه شيئا ما، وعليه فالمسكين يمكن أن يكون مالكا للأشياء. (4)

و ذهب أبو يوسف (1) ومحمد (2) من الحنفية إلى أنه لا فرق بين الفقراء والمساكين وإنما ذكرهم لتأكيد أمرهم لأنهم الأصول في الأصناف الثمانية (3) .
و ظاهر الآية يدل على أن رأي الشافعية هو الأقرب في هذه المسألة، لما أن في تقديم الفقراء الإشعار بأولويتهم، ولأن التقديم يقيد الأولوية والاهتمام بالمقدَّم، كقول الخليفة عمر رضي الله عنه للشاعر (سحيم )(4) وقد سمعه يقول: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال له: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك وكان عمر من أهل اللسان(5).
و يدل ظاهر الآية على عموم الصدقة في المسلمين وغيرهم من الفقراء والمساكين للألف واللام الدالة على العموم إلا أنها مخصوصة بالأخبار التي تدل على عدم جواز صرف المال لغير المسلمين(6).
واما في تفسير المامون فرجح ماذهب اليه الامام ابو حنيفة وقال (هذا قريب ) واستدلاله ان المسكين يتعفف عن السؤال بعكس الفقير بدلالة الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عندما ساله الصحابة فمن المسكين يا رسول الله؟قال : الذي لايجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسال الناس شيئا) (7).

قوله تعالى:  والعاملين عليها  .
و هم الجباة للزكاة، فذهب الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة إلى أنهم يعطون من الصدقات بقدر أعمالهم، والدليل على ذلك أن الجباية عمل، وأجرة العمل تقدر بقدرها، وهو قول
ابن عمر (1) وغيره (2) وذهب مجاهد (3) وغيره إلى أنهم يعطون الثمن من الصدقات (4).
و ظاهر اللفظ لا يمنع دخول المطّلبي والهاشمي في عموم من تصح عليه الصدقة من حيث كونه عاملا عليها للألف واللام، لكن جاء التخصيص من وجوه أخرى، منها ما روي عنه  أنه «أبى أن يبعث أبا رافع (5)عاملا على الصدقات وكان مولاً لبني هاشم وقال له: أما علمت أن مولى القوم منهم(6)«(7) .
و لحديث: «إن الصدقة لا تحل لآل محمد إنما هي أوساخ الناس«(8) .
و يدل ظاهر قوله تعالى  والعاملين عليها  على أن الإمام هو الآخذ لها حقيقة، ومن ثم اختلفوا هل للإمام حق في الزكاة أم لا ؟
فذهب بعضهم إلى إثبات ذلك له للآية الكريمة، فإن الإمام هو الذي ملَّك العامل على جباية الزكاة فالعامل حقيقة هو الإمام.
و ذهب آخرون إلى أنه لا حق له في مال الزكاة، لأن الآية بظاهرها لا تدل إلا على حصر المستحقين لها في الأصناف الثمانية المذكورين وليس منهم الإمام(1).
و لعل هذا الرأي أقرب للصواب لظاهر الآية ولأن العادة والعرف جريا بأن الإمام – وكما هو الحال في العصور المتأخرة – لا يكون إلا أغنى الناس فجعلُ نصيب له من الزكاة هو أخذ من حق غيره من المستحقين لها، والله أعلم .
قوله تعالى:  والمؤلفة قلوبهم  .
يدل ظاهر الآية على أن الصدقات يجوز صرفها للمؤلفة قلوبهم مطلقا مسلمين وغير مسلمين وبه قال المالكية والحنابلة، ودليلهم عدم نسخ الآية إذ لم يأت دليل على نسخها البتة (2).
و بناءا على ذلك فسر ابن عباس هذه الآية بأن النبي  أعطى يوم حنين أبا سفيان (3) وحكيم بن حزام(4) وغيرهم ،إذ لم يكونوا مسلمين آنذاك تأليفا لقلوبهم (5).
و ذهب الحنفية والشافعية في الأصح عندهم، إلى أنه لا يجوز إعطاء غير المسلمين تأليفاً لقلوبهم، لأن الخلفاء الراشدين لم يعطوا شيئا بعد رسول الله  ولأنه لا يجوز صرف شيء من أموال المسلمين للمشركين، وأجابوا على الاستدلال بإعطاء النبي يوم حنين، بأنه يجوز أن يكون قد أعطاهم من مال الفيء لا الزكاة ولانعقاد إجماع الصحابة والخلفاء في عهد الصديق(1).
و الراجح والله أعلم هو رأي الحنفية والشافعية، لفعل الخلفاء الراشدين بعد النبي  (2) ولتمكن الإسلام من بعد الضعف، ولوجود الفقراء والمساكين في دار الإسلام، والذين هم أولى بصدقات المسلمين من غيرهم.
قوله تعالى : وفي الرقاب .. .
ظاهر الآية يدل على أن المراد بالرقاب مطلق العبيد، وذلك بأن يشتري عبيدا بمال الصدقة فيعتقهم، لأنه المراد من الرقبة عند الإطلاق, والألف واللام تعم كل العبيد مكاتبين، أو غير مكاتبين وإلى هذا ذهب المالكية والحنابلة في رواية عندهم(3) وبه قال إسحاق(4) وهو الأقرب للصواب لظاهر الآية والله أعلم(5).
و ذهب الإمام أبو حنيفة وسعيد بن جبير (6) إلى أنه لا يُعْطَى من الزكاة مالٌ تُعْتَقُ به رقبة كاملة بل يُعْطِي شيئا من الزكاة في عتق رقبة ويُعَانُ بشيء منها مكاتب، واستدلوا بقوله تعالى  وفي الرقاب  حيث قالوا يفيد هذا أن يكون له مدخل في العتق لقوله  في  لا العتق كاملا (7) .

و ذهب الشافعية إلى أنه موضوع في المكاتبين فحسب (1) واستدلوا بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال (قوله  وفي الرقاب  يريد المكاتب) (2) .وقال صاحب الكشاف عن سبب العدول عن (اللام )الى (في ) في الاربعة الاخيرة وذلك للايذان بانهم ارسخ في استحقاق الصدقة عليهم ممن سبق ذكره لان (في ) للوعاء فنبه على انهم احقاء بان توضع فيهم الصدقات ويجعلوا مضنة لها ومصبا وذلك لما في فك الرقاب من الكتابة او الرق او الاسر وفي فك الغارمين من الغرم من التخليص والانقاذ .......وكذلك لجمع الغازي الفقير بين الفقر والعبادة وكذلك ابن السبيل جمع بين الفقر والغربة عن الاهل والمال وتكرير (في ) في قوله وفي سبيل الله وابن السبيل فيه فضل ترجيح لهذين على الرقاب والغارمين، كما في الكشاف .
قوله تعالى:  والغارمين .. .
الظاهر دخول كل مديون أثقله الدين حلالا كان أو حراما، ومراد الآية يأباه، لأن المقصود من صرف الزكاة هو الإعانة، والإعانة على الحرام حرام، فمن دفعنا له الزكاة ليؤدي دينا كان عليه من الحرام، فكأنما ساعدناه ليستدين مرة ثانية للمحرمات والمعاصي، وبهذا قال الحنيفة والمالكية والحنابلة(3).
و استثنى الشافعية توبة من تاب، فإنه يعطى من مال الزكاة، ولو كان دينه السابق سببه الحرام(4).
ويجوز دفع الزكاة لغير المديون إذا عجز عن أداء الحق الذي عليه لقوله  لما قضى بالغرة في الجنين ولم تملك العاقلة ذلك، أمر أحد الصحابة رضي الله عنهم بأن يعينوهم بغرة من صدقاتهم (5).

قوله تعالى:  وفي سبيل الله .. .
يدل ظاهر اللفظ على أنه يعطى الغزاة في سبيل الله (وهم المجاهدون لاطلاق هذه اللفظة عليهم وهو الاغلب) من الصدقة سواء كانوا أغنياء أم لا، وإلى هذا ذهب المالكية والشافعية والحنابلة (1). لأنه لم يأت مخصص للفقراء دون الأغنياء. وذهب الحنفية وأبو يوسف ومحمد، إلى عدم جواز إعطاء الغازي إن كان غنيا (2).
و الظاهر جواز إعطاء الغازي ولو كان غنيا لظاهر الآية أولاً فلم تقيد الغازي بغناه أو عدمه .
و لأن حال الغازي لا يقبل التفريق بين الفقير وغيره لأن الكل في أرض المعركة سواء ثانيا وقد يفقد الغني ماله بتركه إياه ثالثا، والله أعلم .
قوله تعالى:  وابن السبيل  .
يدل على أنه يدفع لمن أراد السفر في غير معصية شيءٌ من الزكاة يستعين بها على سفره، سواء كان ذلك في طلب علم وغيره، كما يجوز أن تدفع الزكاة لمن انقطع عن ماله في غير بلده (3)، ويشهد له ما ورد في الصحيح من أنه «جاء إلى النبي  قوم ذو حاجة مجتابي النمار فحث على الصدقة عليهم»(4).
و لابد من العلم أن الحاجة تقدر بقدرها عند كل وقت ومكان، فهي تختلف باختلاف وضع المحتاج وزمن حاجته ومكانه والله تعالى أعلم .

((الخاتمة))

وفي ختام هذه الرحلة القصيرة في زمنها، القليلة في مادتها، العظيمة في فوائدها، تستطيع بعد حمد الله تعالى أن نقول :
1- إن علم التفسير هو علم كلام الله تعالى، لذلك فهو أشمل العلوم، لا يختص بناحية دون أخرى بل تجد في تفسير الآية الواحدة، علم الفقه والنحو واللغة، كما تجد البلاغة والعقيدة وهكذا.
2- العمل بالتفسير يحتاج من المفسرين شديد ورع وخوف من الله فهو قائم على كلام الله، ولا بد من الاعتماد على تفسير النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة (رضي الله عنهم) وليس لأحد التجرؤ عليهم من خلال التفسير بما يناقضه.
3- علمنا من خلال هذا البحث المتواضع والتحليلي أن الإلمام بعلوم القرآن، كأسباب النزول، وعلم المناسبات,أمرٌ لابد منه، كما أن المفسر الحقيقي لا يخلو من علمٍ ومعرفة ودراية باللغة العربية وعلومها من بلاغة وصرف واشتقاق، لأنها السبيل في معرفة المقصد الحقيقي لكل آية من آيات هذا الكتاب الكريم .
4- لابد أن يتخذ المفسر سعة الصدر والتفهم للمخالف ديدناً له وكذلك الالتزام بالأدب والخلق القرآني حتى عند الرد على المخالف والترجيح بين الآراء.
5- التعرف على المفسرين وطرق أبوابهم والأخذ من علمهم وتفاسيرهم وكتبهم، له الأثر الواضح على التفسير ونتائجه، وكذلك فهي السبيل لمعرفة مهارة البحث والتنقيب منها ووجود ما يبتغي المفسر في هذه التفاسير من مسائل وأدلة, وهذا ما مر معي في بحثي.
6- إن المنهج التحليلي في التفسير هو الذي يضع المفسر على محك الاستفادة من العلوم الباقية لخدمة كتاب الله، كالبلاغة واللغة وإلى آخره من علوم الآلة.
7- إن الاختلاف الذي وجدته في بحثي هذا عند العلماء الأجلاء ما هو إلا تنافس لخدمة كلام الله, ولا يتعدى أن يكون اختلاف لنظرات المفسرين للجزئيات المختلفة، يصاحبها اختلاف الأزمنة والأمكنة لكل مفسر من المفسرين.
وبعد ذلك الجهد لا يسعني إلا أن أدعو الله العلي القدير أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل وأن يزدني علماً ويعلمني ما ينفعني إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .

(( الفهارس العلمية ))

- فهرس الآيات
- فهرس الأحاديث
- فهرس الأشعار
- فهرس الأعلام
- فهرس المصادر والمراجع
- فهرس الموضوعات

(( فهرس الآيات ))
الآية السورة رقمها رقم الآية الصفحة
1-  أما السفينة فكانت لمساكين ....... الكهف 18 79 16
2-     ..  التوبة 9 60 5
3- إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ................  النساء 4 171 15
4- أو مسكينا ذا متربة................  البلد 90 16 16
5-  خذ من أموالهم صدقة.............  التوبة 9 103 16
6-  لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً........  نوح 71 20 9
7-  وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ............ الزخرف 43 37 9
8-   •  .........
التوبة 9 59 5

(فهرس الأحاديث)

طرف الحديث الراوي الصفحة
1- (أما علمت أن مولى ....) أبو رافع 18
2- (إنَّ الصدقة لا تحل ....) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث 18
3- (إن كنت من الأصناف...) 15
4- (جاء أعرابي إلى النبي....) جابر بن عبد الله 6
5- (جاء قوم إلى النبي... ) 21
6- (خذها من أغنيائهم...) ابن عباس رضي الله عنهما 17
7-
8_ (ليس فيما دون ....)
أبي سعيد الخدري 16

(( فهرس الأعلام ))

الاسم الصفحة
1 إبراهيم (( أبو رافع )) 18
2 إسحاق بن إبراهيم بن راهويه 19
3 أبو عبد الله القرشي (عكرمة ) 16
4 جابر بن عبد الله 6
5 حكيم بن حزام 17
6 سحيم 17
7 سعيد بن جبير 15
8 صخر بن حرب بن أمية (( أبو سفيان )) 19
9 عبد الله بن عباس 15
10 عبد الله بن عمر بن الخطاب 18
11 مجاهد بن جبر المكي 18
12 محمد بن مسلم بن عبد الله (( الزهري )) 16
13 معاذ بن جبل 16
14 محمد بن الحسن (( الإمام محمد )) 17
15 يعقوب بن إبراهيم (( أبو يوسف )) 17

(فهرس الأشعار)

صدر البيت الشاعر بحر البيت الصفحة
1- كفى الشيب والإسلام للمرء ناهياً سحيم البحر الطويل 11و18

(فهرس المصادر والمراجع)

1. أحكام القرآن، أبو بكر أحمد بن علي الجصاص، تحقيق / محمد الصادق قمحاوي، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان.
2. أحكام القرآن، أبو بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي، (468 -543هـ)/مراجعه وتعليق / محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية / ط1، بيروت – لبنان.
3. الأحكام، للإمام علي بن محمد الآمدي أبو الحسن /تحقيق/د.سيد الجميلي, دار الكتاب العربي بيروت – لبنان ط1/1404هـ.
4. إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم للإمام أبي السعود العمادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
5. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي /ت/462 تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، تقديم /محمد عبد المنعم البري وجمعة طاهر النجار، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان /ط2/1422هـ-2002م.
6. أسد الغابة، عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، ابن الأثير، (555-630)، دار إحياء التراث العربي, بيروت – لبنان.
7. أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبي سعيد عبد الله بن عمر الشيرازي البيضاوي، ت(791هـ)، تحقيق محمد صبحي خلاف ومحمد أحمد الأطرش، دار الرشيد ومؤسسة الإيمان، دمشق وبيروت، ط1، 1421هـ - 2000م.
8. إعراب القرآن، للإمام أبي جعفر بن أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، ت(338هـ)، تحقيق د.زهير غازي زاهد، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، ط2، 1405هـ-1985م.
9. إعراب القرآن وبيانه، للشيخ محي الدين درويش، دار ابن كثير، 1988م - 1408هـ.
10. الإصابة في تمييز الصحابة، الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ت/852 ضبط ومراجعة / صدقي جميل العطار، دار الفكر,بيروت –لبنان ط1/2001-1421.
11. الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين/خير الدين الزركلي، دارالعلم للملايين، بيروت – لبنان، ط5/1980م.
12. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (467-538), دار المعرفة، بيروت - لبنان .
13. البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي، ت(654-745) عناية صدقي محمد جميل /دارالفكر، 1412هـ1992م.
14. التبيان في إعراب القرآن، أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري, تحقيق /علي محمد البجاوي .
15. التدوين في أخبار قزوين، الإمام عبد الكريم الرافعي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان – 1987 م.
16. تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والصابة والتابعين، للإمام الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ابن أبي حاتم، ت/327 تحقيق / أسعد محمد الطيب، مكتب مكتبة نزار الباز، مكة المكرمة والرياض /ط1 1419هـ - 1999م.
17. تفسير القرآن العظيم، الإمام أبي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي / دار الجيل، لبنان – بيروت,ط1/1988م.
18. جامع البيان عن تأويل آي القرآن /أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، من (224-310)هـ /تحقيق/ محمود محمد شاكر، مراجعة أحمد محمد شاكر دار المعارف – مصر.
19. الجامع لأحكام القرآن للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي /تقديم/ مفتي البقاع خليل محي الدين الميس,مراجعة /صدقي محمد جميل، تخريج /عرفان العشا,دارالفكر,1415-1995 بيروت – لبنان .
20. الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، أحمد بن يوسف السمين الحلبي /تحقيق/ أحمد محمد الخراط، دار القلم دمشق ط1/1987م.
21. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار الكتب العلمية، بيروت,ط1- 1990.
22. رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين ب عمر بن عابدين، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان، ط1/1998م.
23. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني / الإمام أبي الفضل شهاب الدين الآلوسي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان.
24. روضة الطالبين وعمدة المفتين، أبي يحيى زكريا بن يحيى بن شرف النووي، المكتب الإسلامي، بيروت لبنان، ط2/1985.
25. سنن النسائي/ الأمام أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي /(215-303)هـ تحقيق عبد الفتاح أبو غدة مكتب المطبوعات الإسلامية /حلب /ط2.
26. سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي /ت(748هـ) / تحقيق شعيب الأرناؤوط، تقديم /د.بشار عواد معروف – رئيس قسم التاريخ في جامعة بغداد / مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان، ط4/1406هـ-1986م.
27. شرح فتح القدير,للعاجز الفقير الإمام ابن الحجاج كمال الدين محمد بن عبد الواحد دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان .
28. صحيح البخاري /الأمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري /ت256هـ/تحقيق /د.مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير – اليمامة، بيروت ط3/1407هـ-1987م.
29. صحيح مسلم /الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري البيسابوري /(206-261),دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان /تحقيق /محمد فؤاد عبد الباقي .
30. فتح القدير، الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير / محمد بن علي بن محمد الشوكاني (1173-1520هـ), دار الكلم الطيب، دمشق –بيروت ط2 / 1419-1998م.
31. القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي /ط1/ 1986-1406هـ.
32. القوانين الفقهية,الإمام أبو عبد الله محمد بن جزي المالكي، دار الكتاب العربي – بيروت/ط2 – 1989 م.
33. لسان العرب, ابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت – لبنان .
34. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبو محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي /تحقيق / الرحالي الفاروق وعبد الله بن ابراهيم الأنصاري والسيد عبد العالي السيد ابراهيم ومحمد الشافي صادق العناني، طبع أمير دولة قطر، الدوحة,ط1.
35. مدارك التنزيل والمسمى تفسير النفي، أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، دار إحياء الكتب العربية,دار الفكر.
36. مسند الإمام أحمد، أحمد بن حنبل، ت(241)هـ تحقيق /شعيب أرنؤوط وعادل مرشد /مؤسسة الرسالة /ط2/1420هـ - 1991م بيروت لبنان.
37. معاني القرآن، أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء، ت/(207)هـ، عالم الكتب /ط3,1983م,1403هـ.
38. المعجم الكبير، الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد,ت(360).
39. المغني في الفقه الحنبلي، للإمام ابن قدامة المقدسي، تحقيق د.محمد شرف الدين حطاب ود.محمد السيد وأ. سيد ابراهيم صادق، دار الحديث، مصر – القاهرة/ط1/1996م.
40. مفاتيح الغيب، محمد فخر الدين ابن ضياء الدين عمر الرازي المشتهر بخطيب الري، (554-604هـ)، تقديم مفتي البقاع خليل محي الدين الميس، دار الفكر /1993-1414هـ.
41. المفردات، مفردات ألفاظ قرآن، الراغب الأصبهاني /تحقيق / نديم مرعشلي, دار الكتاب العربي .
42. المهذب في الفقه الشافعي، للإمام أبي إسحق الشيرازي /تحقيق /د. محمد الزحيلي، دار القلم دمشق، الدار الشامية –بيروت، ط1/1992م.
43. مواهب الجليل، الإمام أبي عبد الله محمد محمد الحطاب، ضبط الشيخ زكريا عميرات، دار عالم الكتب 2003م.
44. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي ابن ابي بكر الهيثمي (ت807) بتحرير الحافظين الجليلين العراقــــي وابن حجــــــر/دار الكتب العلمية /بيروت لبنان /1408_1988.
45. نظم الدر في تناسب الآيات والسور، برهان الدين أبي الحسن ابراهيم بن عمر البقاعي ط1 1974- 1394.

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك