العمل الخيري في عهد الصحابة

العمل الخيري في عهد الصحابة

 

د. يوسف القرضاوي*

 

في الصحائف التالية نذكر نماذج عملية مما سجَّله التاريخ من عمل الخير في عهد الصحابة، ليكون مدرسة يتعلَّم فيها المسلمون اللاحقون مما صنعه أسلافهم السابقون، ويتعلَّم منها غير المسلمين ما قدَّمه المسلمون في عصورهم من أعمال البرِّ، وأفعال الخير، والمواقف الإنسانية التي تشهد بأن الإنسان جدير بخلافة الله في الأرض.

 

كثيرا ما تتوافر أفكار جيدة، ويدعى إلى مبادئ خيِّرة، وتوضع قواعد حسنة، لإشاعة الخير وتثبيته في أنفس الأفراد والمجتمعات. ولكن هذه الأفكار والمبادئ والقواعد لا تجد سبيلها إلى التطبيق العملي في حياة الناس. فقد تحُول حوائل شتَّى من داخل نفوس الناس أو من خارجها دون تنفيذ ما دعا إليه دعاة الخير.

 

ولهذا قال الإمام الغزالي لابنه في رسالة "أيها الولد": إن النصيحة سهلة ولكن الصعب حقًّا هو قبولها!

 

وقد عاب الإسلام الذين يعلمون ولا يعملون بما يعلمون، والذين يأمرون الناس بالبرِّ وينسون أنفسهم، واعتبر علماء الإسلام: أن ثمرة العلم العمل به، وأن علما بلا عمل كشجر بلا ثمر.

 

ومن فضل الله تعالى على أمة الإسلام: أن أصول العمل الخيري فيها، التي اتَّضحت أُسسها، وبرزت خصائصها، وتجلَّت مظاهر الخير فيها مفصَّلة، وعُرفت مصادر تمويلها: لم تبقَ مجرَّد حبر على ورق، أو وصايا طيِّبة، تُحفظ ولا تنفَّذ، بل سعدت بالتطبيق منذ عصر النبوَّة فما بعده من العصور.

 

وفي الصحائف التالية نذكر نماذج عملية مما سجَّله التاريخ من عمل الخير في عهد الصحابة، ليكون مدرسة يتعلَّم فيها المسلمون اللاحقون مما صنعه أسلافهم السابقون، ويتعلَّم منها غير المسلمين ما قدَّمه المسلمون في عصورهم من أعمال البرِّ، وأفعال الخير، والمواقف الإنسانية التي تشهد بأن الإنسان جدير بخلافة الله في الأرض.

 

نماذج من عصر الصحابة

 

نموذج عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ

 

(عن أم ذَرَّة[1] - وهي مولاة لعائشة كانت تخدُمها - أن ابن أختها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، بعث إلى خالته أم المؤمنين رضي الله عنها بمال في غِرارتين قالت: أراه ثمانين ومائة ألف درهم، في كلِّ غِرارة تسعون ألفا، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسمه بين الناس، فأمست وما عندها من ذلك درهم، فلما أمست قالت: يا جارية، هلمِّي بفطوري. فجاءتها بخبز وزيت، فقالت: أما استطعتِ - فيما قسمت اليوم: أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه؟ قالت: لو كنتِ ذكرتني لفعلتُ[2].

 

قال: وروى هشام بن عُروة، عن أبيه: أن معاوية بعث إلى عائشة مرَّة بمائة ألف. قال: فوالله، ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى فرَّقتها[3].

 

وقال تَميم، عن[4] عُروة بن الزبير: لقد رأيتُ عائشة تتصدَّق بسبعين ألفا، وإنها لترقع جانب درعها[5]. تلبس الثوب المرقَّع.

 

وعن عطاء قال: بعث معاوية إلى عائشة بطوق من ذهب، فيه جوهر قُوِّم بمائة ألف، فقسمته بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم[6])[7].

 

وروى مالك في الموطأ، أنه بلغه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها: أن مسكينا سألها وهي صائمة، وليس في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاة لها: أعطيه إياه. فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه. فقالت: أعطيه إياه. قالت: ففعلت. قالت: فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يهدي لنا، شاة وكفنها (ما يغطيها من الرغفان) فدعتني عائشة أم المؤمنين فقالت: كلي من هذا، هذا خير من قرصك[8]!!

 

وقال مالك: بلغني أن مسكينا استطعم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديها عنب. فقالت لإنسان: خذ حبَّة فأعطه إياها. فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت عائشة: أتعجب؟ كم ترى في هذه الحبَّة من مثقال ذرَّة[9]!

 

نموذج أم المؤمنين سودة بنت زمعة

 

روى ابن سعد بسند صحيح، عن محمد بن سيرين: أن عمر بعث إلى سودة بغِرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟! ففرَّقتها[10]. استكثرت رضي الله عنه أن توضع الدراهم في غِرارة مثل التمر.

 

نموذج أم المؤمنين زينب بنت جحش

 

روى ابن سعد، عن برَّة بنت رافع قالت: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش رضي الله عنها بالذي لها، فلما أُدخل عليها قالت: غفر الله لعمر، غيري من أخواتي كان أقوى على قَسم هذا مني. فقالوا: هذا كلُّه لك. قالت: سبحان الله. واستترت منه بثوب قالت: صبُّوه واطرحوا عليه ثوبا. ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة، فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان - من أهل رحمها وأيتامها - فقسمته حتى بقيت بقيَّة تحت الثوب فقالت لها برَّة: غفر الله لك يا أم المؤمنين، والله لقد كان لنا في هذا حقٌّ. قالت: فلكم ما تحت الثوب. قالت: فوجدنا ما تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يديها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا. فماتت[11].

 

وعند ابن سعد أيضا، عن محمد بن كعب قال: كان عطاء زينب بنت جحش رضي الله عنها اثنى عشر ألفا، لم تأخذه إلا عاما واحدا، فجعلت تقول: اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة. ثم قسَمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة، فبلغ عمر فقال: هذه امرأة يُراد بها خير. فوقف عليها وأرسل بالسلام وقال: بلغني ما فرَّقت، فأُرسل بألف درهم تستبقيها! أي لنفقتها اليومية في البيت، فسلكت به ذلك المسلك[12]. أي فرَّقتها أيضا.

 

نموذج طلحة بن عبيد الله

 

ومن النماذج التي اشتهرت بفعل الخير من الصحابة: طلحة بن عبيد الله، أحد السابقين الأولين في الإسلام، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى.

 

وكان طلحة يلقَّب بالفيَّاض، لكثرة سخائه، فقد روى أحمد في الزهد من طريق عوف، عن الحسن قال: باع طلحة أرضا له بسبعمائة ألف، فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أَرِقا من مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففرَّقه[13].

 

وفي مسند الحُميدي، من طريق الشَّعبي، عن جابر بن قَبيصة قال: صحبتُ طلحة، فما رأيتُ رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه[14].

 

وروى أبو نُعيم في الحلية، عن طلحة بن يحيى بن طلحة قال: حدَّثتني جدتي سُعدى بنت عوف المرية وكانت محلَّ إزار طلحة - يعني زوجته - قالت: دخل طلحة عليَّ ذات يوم، وهو خائر النفس. وقال قتيبة: دخل عليَّ طلحة ورأيتُه مغموما فقلتُ: ما لي أراك كالح الوجه؟ وقلتُ: ما شأنك، أرابك مني شيء فأعتبك (أي أسترضيك)؟ قال: لا. ولنعم حليلة المسلم أنت! قلتُ: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وكَرَبَني! قلتُ: وما عليك، اقسمه. قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم. قال يحيى بن طلحة: فسألتُ خازن طلحة: كم المال؟ قال: أربعمائة ألف.

 

وقال أبو نُعيم أيضا: عن طلحة بن يحيى، عن سُعدى بنت عوف قالت: كانت غلَّة طلحة كل يوم ألفا وافيا، وكان يسمى طلحة الفيَّاض.

 

ومن طريق الأصمعي بسنده، عن سُعدى بنت عوف: لقد تصدَّق طلحة يوما بمائة ألف، ثم حبسه عن المسجد أن جمعتُ له بين طرفي ثوبه. تعني: لم يستطع الذهاب إلى المسجد حتى رقع ثوبه!!

 

ويروى أنه كان لعثمان بن عفان على طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما خمسون ألف درهم دَينا، فخرج عثمان يوما إلى المسجد، فقال له طلحة: قد تهيَّأ مالك فاقبضه. فقال: هو لك يا أبا محمد معونة لك على مروءتك[15].

 

وجاء أعرابي إلى طلحة رضي الله عنه فسأله، وتقرَّب إليه برَحِم، فقال: إن هذه الرحم ما سألني بها قبلك أحد، إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان بن عفان ثلاثمائة ألف، فإن شئتَها فاقبضها، وإن شئتَ بعتُها من عثمان ودفعتُ إليك الثمن. فقال: الثمن. فباعها من عثمان ودفع إليه الثمن[16]،[17].

 

نموذج عبد الرحمن بن عوف وبذله في سبيل الخير

 

ومن هذه النماذج الخيِّرة الباذلة: عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة والستة أيضا.

 

روى الحاكم، عن أم بكر بنت المِسوَر: أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسمها في بني زُهرة وفقراء المسلمين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى عائشة بمال من ذلك فقالت: مَن بعث هذا المال؟ قلتُ عبد الرحمن بن عوف. فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحنو عليكنَّ بعدي إلا الصابرون". سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة. وفي رواية أبي نعيم: "لن يحنو عليكم بعدي إلا الصالحون"[18].

 

ذكر الذهبي في (أعلام النبلاء) من طريق ابن لَهِيعَة: أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، فكان الرجل يُعطى منها: ألف دينار[19].

 

وعن الزُّهْرِي: أن عبد الرحمن بن عوف أوصى للبدريين (الصحابة المشاركين في بدر) فوجدوا مائة، فأُعطي كلُّ واحد منهم: أربع مائة دينار، فكان منهم: عثمان (وهو خليفة)، فأخذها.

 

وبإسناد آخر عن الزُّهْرِي: أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بألف فرس في سبيل الله[20].

 

وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع عليا يقول، يوم مات عبد الرحمن بن عوف: اذهب يا ابن عوف، فقد أدركتَ صفوها، وسبقتَ رَنقها! (أي كَدَرَها)[21].

 

وذكر الذهبي في (سِيَره)، عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: كان أهل المدينة عيالا على عبد الرحمن بن عوف: ثلث يقرضهم ماله، وثلث يقضي ديونهم، ويصِل ثلثا[22]،[23].

 

وأورد الذهبي في (سِيَره)، ما رواه أحمد وغيره، عن أنس: أن عبد الرحمن بن عوف، لما كثُر ماله بعد الهجرة، وبارك الله في تجارته، حتى قدمت له قافلة من سبع مائة راحلة، تحمل البُرَّ والدقيق والطعام، فلما دخلت سُمع لأهل المدينة رجَّة! فبلغ عائشة، فقالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قد رأيتُ عبد الرحمن يدخل الجنة حبوا!". فقال: إن استطعتُ لأدخلنَّها قائما! فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله.

 

والحديث في إسناده بعض الضعف[24]، ولكن الواقعة قد اشتهرت.

 

وروى الترمذي والحاكم، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خياركم خياركم لنسائي"، فأوصى لهنَّ عبد الرحمن بحديقة قوِّمت بأربع مائة ألف[25].

 

نموذج عثمان بن عفان

 

روى الطبراني، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غَزَاة، فأصاب الناس جَهد حتى رأيت الكآبة في وجه المسلمين، والفرح في وجوه المنافقين، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق". فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان، فاشترى عثمان أربعين راحلة بما عليها من الطعام، فوجَّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها بتسعة، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذا؟". فقالوا: أهدى إليك عثمان. فعُرف الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم والكآبة في وجوه المنافقين، ورأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى رُئي بياض إبطيه، يدعو لعثمان دعاء ما سمعتُه دعا لأحد قبله ولا بعده: "اللهم أعطِ عثمان، اللهم افعل بعثمان"[26].

 

قال رجل لعثمان بن عفان: ذهبتم - يا أصحاب الأموال - بالخير تتصدَّقون وتعتقون وتحجُّون وتنفقون. فقال عثمان: وإنكم لتغبطوننا؟ قال: إنا لنغبطكم. قال: فوالله، لدرهم ينفقه أحد من جَهد: خير من عشرة آلاف درهم غَيض من فيض[27].

 

وسنذكر في (الوقف الخيري) اشتراءه لبئر رُومة، ووقفها لصالح المسلمين.

 

نموذج جعفر بن أبي طالب

 

روى ابن سعد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إنه ليُخرج إلينا العُكَّة ليس فيها شيء فيشقها، فنلعق ما فيها[28].

 

نموذج علي بن أبي طالب

 

وروى البخاري في الأدب، وابن زنجويه عن علي رضي الله عنه قال: لأن أجمع ناسا من أصحابي على صاع من طعام أحب إليَّ من أن أخرج إلى السوق، فأشتري نَسَمَة فأعتقها[29].

 

وقيل بكى علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه يوما فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام، أخاف أن يكون الله قد أهانني[30]!

 

نموذج أبي عبيدة ومعاذ.. إنهم إخوة بعضهم من بعض

 

روى الطبراني في الكبير، عن مالك الدار: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صُرَّة، فقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تلَهَّ في البيت ساعة، حتى تنظر ما يصنع؟ فذهب بها الغلام فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال وصله الله ورحمه. ثم قال: تعالَيْ يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان. حتى أنفذها.

 

ورجع الغلام إلى عمر فأخبره، فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل، فقال: اذهب بها إلى معاذ وتلَهَّ في البيت، حتى تنظر ما يصنع؟ فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا! فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن - والله - مساكين فأعطِنا. فلم يبقَ في الخرقة إلا ديناران، فدحا بهما إليها. ورجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسُرَّ بذلك وقال: إنهم أخوة بعضهم من بعض[31].

 

نموذج ابن عمر وقصصه في عمل الخير

 

روى أبو نُعيم في الحلية، عن نافع قال: كان ابن عمر إذا اشتدَّ عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه عزَّ وجلَّ. قال نافع: وكان رقيقه قد عرَفوا ذلك منه، فربما شمَّر أحدهم فيلزم المسجد، فاذا رآه ابن عمر رضي الله تعالى عنه على تلك الحالة الحسنة أعتقه. فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك!! فيقول ابن عمر: فمَن خدعنا بالله عزَّ وجلَّ انخدعنا له[32]!

 

قال نافع: فلقد رأيتُنا ذات عشية وراحَ ابن عمر على نَجيب له (بعير قوي خفيف) قد أخذه بمال عظيم، فلما أعجبه سَيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه. فقال: يا نافع انزعوا زمامه ورَحله، وجلِّلوه واشعروه وادخلوه في البُدن (المُهداة إلى الكعبة لتذبح في موسم الحج)[33].

 

وعنده أيضا، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عزَّ وجلَّ. قال: وكان ربما تصدَّق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا. قال: وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفا، فقال: يا نافع، إني أخاف أن تفتنني دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حرٌّ[34]. وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو في رمضان. قال: وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مُزعة لحم[35].

 

وروى أبو نُعيم، عن سعيد بن أبي هلال، أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجُحْفَة وهو شاكٍ فقال: إني لأشتهي حيتانا (سمكا) فالتمسوا له، فلم يجدوا له إلا حوتا واحدا، فأخذته امرأته صفية بنت أبي عُبيد فصنعته، ثم قرَّبته إليه، فأتى مسكين حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر: خذه. فقال أهله: سبحان الله قد عنَّيتنا، ومعنا زاد نعطيه! فقال: إن عبد الله يحبُّه[36]. أي وهو يريد أن ينفق ما يحبُّه.

 

ورواه أيضا من طريق عمر بن سعد بنحوه وفيه: قالت امرأته: نعطيه درهما، فهو أنفع من هذا، واقضِ أنت شهوتك منه. فقال: شهوتي ما أريد[37].

 

وروى ابن سعد، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما، كان يجمع أهل بيته على جَفنته كلَّ ليلة قال: فربما سمع بنداء مسكين، فيقوم إليه بنصيبه من اللحم والخبز، فإلي أن يدفعه إليه ويرجع قد فرغوا مما في الجَفنة، فان كنتَ أدركتَ فيها شيئا فقد أدرك فيها، ثم يصبح صائما[38].

 

وعن ميمون بن مِهران قال: أتت ابن عمر رضي الله تعالى عنه: اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس، فلم يقُم حتى فرَّقها[39].

 

وعن نافع: أن معاوية بعث إلى ابن عمر مائة ألف، فما حال الحَول وعنده منها شيء[40].

 

وعن أيوب بن وائل الرَّاسِبِي قال: قدمتُ المدينة فأخبرني رجل - جار لابن عمر - أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف من قِبَل معاوية، وأربعة آلاف من قِبَل إنسان آخر، وألفان من قِبَل آخر، وقطيفة، فجاء إلى السوق يريد علفا لراحلته بدرهم نسيئة (إلى أجل)، فقد عرَفتُ الذي جاءه فأتيتُ سُرِّيَّته فقلتُ: إني أريد أن أسألك عن شيء، وأحب أن تصدقيني. قلتُ: أليس قد أتت أبا عبد الرحمن أربعة آلاف من قِبَل معاوية، وأربعة آلاف من قِبَل إنسان آخر، وألفان من قِبَل آخر وقطيفة؟ قالت: بلى. قلتُ: فإني رأيتُه يطلب علفا بدرهم نسيئة. قالت: ما بات حتى فرَّقها، فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره، ثم ذهب فوجَّهها، ثم جاء فقلتُ: يا معشر التجار، ما تصنعون بالدنيا، وابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وُضح (صحاح) فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة[41]؟!

 

وروى ابن سعد، عن نافع قال: أُتِيَ ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قام من مجلسه حتى أعطاها وزاد عليها، قال: لم يزل يعطي حتى أنفد ما كان عنده، فجاءه بعض مَن كان يعطيه، فاستقرض من بعض مَن كان أعطاه[42].

 

وروى أبو نعيم، عن محمد بن قيس قال: كان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما لا يأكل إلا مع المساكين، حتى أضرَّ ذلك بجسمه، فصنعت له امرأته شيئا من التمر؛ فكان إذا أكل سقته[43].

 

وعن أبي بكر بن حفص: أن عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خِوانه يتيم[44].

 

وعن الحسن: أن ابن عمر كان إذا تغدَّى أو تعشَّى دعا مَن حوله من اليتامى، فتغدَّى ذات يوم فأرسل إلى يتيم فلم يجده، وكانت له سَويقة مُحلاَّة يشربها بعد غدائه، فجاء اليتيم وقد فرغوا من الغداء، وبيده السويقة ليشربها، فناولها إياه وقال: خذها فما أراك غُبنتَ[45].

 

وعن ميمون بن مِهران: أن امرأة ابن عمر عُوتبت فيه فقيل لها: أما تلطفين بهذا الشيخ؟! فقالت: فما أصنع به؟! لا نصنع له طعاما إلا دعا عليه مَن يأكله. فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد، فأطعمتهم وقالت: لهم لا تجلسوا بطريقه. ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان وإلى فلان. وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام وقالت: إن دعاكم فلا تأتوه. فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أردتم أن لا أتعشَّى الليلة. فلم يتعشَّ تلك الليلة[46].

 

روى أبو نعيم في الحلية، عن أبي جعفر القاري قال: قال مولاي: أخرج مع ابن عمر اخدُمه. قال: فكان كلَّ ماء ينزله يدعو أهل ذلك الماء يأكلون معه. قال: فكان أكابر ولده يدخلون فيأكلون، فكان الرجل يأكل اللقمتين والثلاث. فنزل الجُحفة فجاؤا، وجاء غلام أسود عُريان، فدعاه ابن عمر، فقال الغلام: إني لا أجد موضعا، قد تراصُّوا. فرأيتُ ابن عمر تنحَّى حتى ألزقه إلى صدره[47].

 

وروى ابن سعد، عن أبي جعفر القاري قال: خرجتُ مع ابن عمر من مكة إلى المدينة، وكان له جَفنة من ثريد يجتمع عليها بنوه وأصحابه، وكلُّ مَن جاء حتى يأكل بعضهم قائما، ومعه بعير له عليه مَزَادَتان، فيهما نبيذ وماء مملوءتان، فكان لكلِّ رجل قَدَح من سَوِيق بذلك النبيذ حتى يتضلَّع منه شبعا[48].

 

وروى ابن سعد، عن مَعْن قال: كان ابن عمر إذا صنع طعاما فمرَّ به رجل له هيئة لم يدعُه، ودعاه بنوه أو بنو أخيه، وإذا مرَّ انسان مسكين دعاه ولم يَدعوه. وقال: يَدْعون مَن لا يشتهيه، ويَدَعون مَن يشتهيه[49].

 

 إطعام عبد الله بن عمرو وقصة ضيافته للإخوان وأهل الأمصار

 

روى أبو نعيم في الحلية، عن سليمان بن ربيعة: أنه حجَّ في إمرة معاوية رضي الله عنه، ومعه المنتصر بن الحارث الضبِّي في عصابة من قُرَّاء أهل البصرة فقالوا: والله لا نرجع حتى نلقى رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مرضيا يحدثنا بحديث؛ فلم نزل نسأل حتى حُدِّثنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه نازل في أسفل مكة، فعمدنا إليه؛ فإذا نحن بثَقَل عظيم يرتحلون، ثلثمائة راحلة، منها مائة راحلة، ومائتا زاملة (بعير يحمل عليه الطعام)، قلنا: لمَن هذا الثَّقَل؟ فقالوا: لعبد الله بن عمرو فقلنا: أكلُّ هذا له؟ وكنا نحدَّث: أنه من أشدِّ الناس تواضعا. فقالوا: أما هذه المائة راحلة فلإخوانه يحملهم عليها، وأما المائتان فلمن نزل عليه من أهل الأمصار له ولأضيافه. فعجبنا من ذلك عجبا شديدا فقالوا: لا تعجبوا من هذا، فإن عبد الله بن عمرو رجل غني، وإنه يرى حقًّا عليه أن يكثر من الزاد لمَن نزل عليه من الناس. فقلنا: دلُّونا عليه. فقالوا: إنه في المسجد الحرام. فانطلقنا نطلبه حتى وجدناه في دبر الكعبة جالسا، رجل قصير أرمص، بين بردين وعمامة، ليس عليه قميص، قد علَّق نعليه في شماله[50].

 

نموذج سلمان وأبي لبابة

 

روى ابن سعد، عن النعمان بن حُميد يقول: دخلتُ مع خالي على سلمان رضي الله عنه بالمدائن وهو يعمل الخُوص، فسمعتُه يقول: أشتري خوصا بدرهم، فأعمله، فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهما على عيالي، وأتصدَّق بدرهم، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت[51].

 

وروى الحاكم، عن السائب بن أبي لبابة رضي الله عنهما قال: لما تاب الله على أبي لبابة، قال أبو لبابة: جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسول الله، إني أهجر دار قومي الذي أصبتُ بها الذنب وانخلع من مالي كلِّه صدقة لله عزَّ وجلَّ ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا لبابة، يجزئ عنك الثلث. قال: فتصدَّقت بالثلث[52].

 

نموذج عثمان بن أبي العاص

 

روى الطبراني، عن أبي نَضْرة قال : أتيتُ عثمان بن العاص رضي الله عنه في أيام العشر (عشر ذي الحجة) - وكان له بيت قد أخلاه للحديث - فمرَّ عليه بكبش فقال لصاحبه: بكم أخذتَه؟ قال: باثني عشر درهما. فقلتُ: لو كانت معي اثنا عشرة درهما اشتريت بها كبشا، فضحيتُ به وأطعمتُ عيالي. فلما قمتُ اتبعني رسول عثمان بصرَّة فيها خمسون درهما، فما رأيتُ دراهم قط كانت أعظم بركة منها، أعطاني وهو لها محتسب، وأنا إليها محتاج[53].

 

نموذج عبد الله بن عباس

 

روى أبو نعيم في الحلية، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله، أحب إليَّ من حجَّة بعد حجَّة ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله عزَّ وجلَّ أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله عزَّ وجلَّ[54].

 

 

الهوامش:

 

[1]- في الإتحاف بالدال المهملة والصواب بالذال المعجمة كما في تهذيب التهذيب (12/494)، قال ابن ماكولا في الإكمال: ذرة بذال معجمة مفتوحة وراء مشددة ... أم ذرة مولاة عائشة رضي الله عنها (3/321)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (4/34) وكذا هي في سنن أبي داود، وفي تحفة الأشراف للمزي مطبوعا ومخطوطا.

[2]- رواه هناد في الزهد (1/338)، وأبو نعيم في الحلية (2/47).

[3]- رواه أبو نعيم في الحلية (2/47)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (27/411).

[4]- في الإتحاف عن تميم بن عروة بن الزبير، وهو خطأ، والصواب كما في الزهد لهناد وفي الطبقات الكبرى وفي تاريخ الإسلام، وهو تميم بن سلمة.

[5]- رواه هناد في الزهد (1/337)، وابن سعد في الطبقات (8/66).

[6]- رواه هناد في الزهد (1/337).

[7]- إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين (9/739، 740) ط دار الكتب العلمية. بيروت.

[8]- رواه مالك في الصدقة (18010)، والبيهقي في الشعب باب الزكاة (3/260)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (514).

[9]- رواه مالك في الصدقة (18011)، والبيهقي في الشعب باب الزكاة (3/254)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (515).

[10]- رواه ابن سعد في الطبقات (8/56).

[11]- رواه ابن سعد في الطبقات (3/300).

[12]- رواه ابن سعد في الطبقات (8/110).

[13]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/89)، وابن عساكرفي تاريخ دمشق (25/101).

[14]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/88)، وابن سعد في الطبقات (3/221)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/97).

[15]- رواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (420)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/103)، والطبري في التاريخ (3/683).

[16]- رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/99).

[17]- انظر: إتحاف السادة المتقين (9/760، 761).

[18]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/99).

[19]- رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (35/299).

[20]- رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (35/300).

[21]- رواه ابن أبي شيبة في الفضائل (32836)، والطبراني في الكبير (1/128)، والحاكم في معرفة الصحابة (3/346)، وسكتا عنه، وأبو نعيم في الحلية (1/100)، وابن سعد في الطبقات (3/135)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35/301).

[22]- رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (35/294).

[23]- انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (1/88 - 90).

[24]- رواه أحمد في المسند (24842)، وقال مخرِّجوه: حديث منكر باطل، والطبراني في الكبير (1/129)، وأبو نعيم في الحية (1/98)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35/268)، وقال الذهبي في أعلام النبلاء: تفرد به عمارة، وفيه لين. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن معين: صالح. وقال ابن عدي: عندي لا بأس به (1/77). قال القرضاوي: والمنكر منه: دخول عبد الرحمن الجنة حبوا.

[25]- رواه الترمذي في المناقب (3750)، وقال: حسن غريب، وأبو يعلى في المسند (10/330)، والحاكم في معرفة الصحابة (3/311، 312)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات (9/277)، وحسنه الألباني في الصحيح (1845).

[26]- رواه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (1/234)، الطبراني في الكبير (17/249)، وفي الأوسط (7/195)، وحسن الهيثمي في مجمع الزوائد إسناد الأوسط (9/113)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (39/68).

[27]- رواه البيهقي في الشعب باب الزكاة (3/251).

[28]- رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي (3708)، وأبو نعيم في الحلية (1/117)، وابن سعد في الطبقات (4/41).

[29]- رواه هناد في الزهد (642)، والبخاري في الأدب المفرد (566)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (199)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (560).

[30]- إتحاف السادة المتقين (9/760).

[31]- رواه ابن المبارك في الزهد (511)، وأبو نعيم في الحلية (1/237)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/490)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير، ومالك الدار لم أعرفه وبقيه رجاله ثقات (3/309)، ومالك الدار هو مالك بن عياض له إدراك، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين في أهل المدينة، وقال روى عن أبي بكر وعمر وكان معروفا. انظر: الطبقات الكبرى (5/12)، والإصابة في تمييز الصحابة (6/274) وتاريخ دمشق (56/489) ووقع في الحلية الدارني وهو خطأ.

[32]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/294)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/133).

[33]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/294)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/133).

[34]- رواه أحمد في الزهد (صـ192)، وفي الورع (صـ79)، وأبو نعيم في الحلية (1/295)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/142).

[35]- رواه أحمد في الورع (صـ79)، وأبو نعيم في الحلية (1/295)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/141).

[36]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/297).

[37]- رواه هناد في الزهد (1/343)، وأبو نعيم في الحلية (1/298).

[38]- رواه ابن سعد في الطبقات (4/165)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/147).

[39]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/296).

[40]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/296).

[41]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/297)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/140).

[42]- رواه ابن سعد في الطبقات (4/148)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/139).

[43]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/298).

[44]- رواه البخاري في الأدب المفرد (136)، وأبو نعيم في الحلية (1/299).

[45]- رواه أحمد بن حنبل في الزهد (صـ189)، وأبو نعيم في الحلية (1/299).

[46]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/298)، وابن سعد في الطبقات (4/166)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/149).

[47]- رواه ابو نعيم في الحلية (1/302).

[48]- رواه ابن سعد في الطبقات (4/148)، وتاريخ دمشق (31/147).

[49]- رواه ابن سعد في الطبقات (4/149)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/147).

[50]- رواه الحاكم في الفتن والملاحم (4/577)، وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وأبو نعيم في الحلية (1/291)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/281).

[51]- رواه ابن سعد في الطبقات (4/89)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/343).

[52]- رواه الطبراني في الكبير (5/32)، والحاكم في معرفة الصحابة (3/733)، وسكتا عنه.

[53]- رواه الطبراني في الكبير (9/42)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (173)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح (9/620).

[54]- رواه أبو نعيم في الحلية (1/328).

 

 

المصدر: أون إسلام 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك