فلسطين أكبر المستفيدين من الربيع العربي

 

فلسطين أكبر المستفيدين من الربيع العربي

إسرائيل تدرك أن الثورات ستؤسس لنظام عربي جديد متماسك وقوي

عمان - أسعد العزوني:

خلصت ندوة أردنية إلى أن القضية الفلسطينية ستكون أكبر المستفيدين من الربيع العربي في حين أن "إسرائيل ستكون أكثر المتضررين. وأكد المشاركون في هذه الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بعنوان:" أثر الثورات العربية وتفاعلها الإقليمي والدولي على القضية الفلسطينية ومستقبلها" أن المجتمع الفلسطيني قادر على اتباع منهجية الربيع العربي لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني اعتمادا على عمق استراتيجي عربي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك د. أحمد سعيد نوفل إنه بات من المؤكد أن أي تغييرات ستحدث - بسبب الربيع العربي - ستكون لمصلحة الشعب الفلسطيني، فقد أثرت الثورات العربية في إتمام المصالحة الفلسطينية المتوقفة منذ سنوات، وبات من المؤكد أيضا أن تتوصل المنظمات الفلسطينية إلى مرجعية وطنية واحدة والتوافق على برنامج وطني في إطار مؤسسات منظمة التحرير، بحسب قوله.

منوها إلى "اعتراف" صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، أن الفلسطينيين أكثر الرابحين من الربيع العربي، وأن أكبر الخاسرين هي "إسرائيل" تليها الولايات المتحدة. حيث أصبح من الصعب على واشنطن - أكثر من أي وقت مضى - فرض رأيها على الدول العربية، في الوقت الذي ستتمكن فيه الشعوب العربية من انتخاب قادتها، كما أن القدرة الأمريكية على السيطرة على الأحداث تتقلص.

ومع أنه من الصعب الحكم على مواقف الأنظمة العربية التي جاءت بعد الربيع العربي تجاه القضية الفلسطينية من الآن، إلا أنه من المؤكد أن الأنظمة الجديدة ستكون مواقفها أفضل من مواقف الأنظمة التي سقطت، لأنها باتت تصغي لمواقف الجماهير العربية المؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني والمعادية للكيان الصهيوني، بحسب نوفل.

وأشار إلى أن ثمة دراسات إسرائيلية تؤكد أن حالة من القلق والهلع تسيطر على كبار المسؤولين الإسرائيليين من تطورات المشهد السياسي المرتبط بالقاهرة، وهو القلق الذي يتزايد في ظل قوة الإخوان المسلمين بالشارع المصري.

وتؤكد المخاوف الإسرائيلية من وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة - بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك - ما صدر عن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الدكتور رشاد البيومي، بأن القضية الفلسطينية ستكون على سلم أولويات جماعته في المرحلة المقبلة. وأن الجماعة ستعمل بشكل حثيث على دعم قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات، وفتح معبر رفح بشكل دائم أمام حركة المسافرين، من خلال دعوة أي حكومة مصرية تصل إلى سدة الحكم وعبر صناديق الاقتراع. وأن الجماعة ستعمل بشكل حثيث على دعم قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات، وفتح معبر رفح بشكل دائم أمام حركة المسافرين.

ويرى نوفل أن نجاح الثورات الشعبية سيؤدي إلى تغيير كبير في النظام الرسمي العربي ووصول قوى قومية وطنية تسعى إلى تحقيق الوحدة العربية، خاصة بين الأنظمة الديمقراطية.

وعلى صعيد المجتمع الفلسطيني رأى الباحث الاستراتيجي واللواء المتقاعد موسى الحديد أن المجتمع قادر على اتباع منهجية "الربيع العربي" لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني اعتماداً على عمق استراتيجي عربي، وإنشاء مؤسسات دستورية فلسطينية قادرة على حشد الطاقات.

وفي حديثه عن تأثير الثورات العربية على الصعيد الإقليمي أشار الحديد إلى أن "إسرائيل" تدرك تماماً أن "الربيع العربي" سيؤسس لنظام عربي جديد متماسك وقوي، وسيقلب معادلة القوة الإسرائيلية، ويعزلها عن شريكها الاستراتيجي، لذلك تسعى "إسرائيل" لوضع حد لتسارع الربيع العربي من خلال تشويه مساره الاستراتيجي والمساعدة في الانقلاب على الثورات العربية"، ويرى أن التغيرات في العالم العربي ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية لأنها "تتواجد في بؤرة وجدان وضمير كافة الحراكات"، كما أن القوتين الإقليميتين (تركيا وإيران) تدفعان باتجاه إنجاح "الربيع العربي"، وكلاهما يرى فيه دعماً لهما في مواجهة المشروعات الدولية والمشروع الصهيوني مع خلافات في الموقف الإيراني حول سوريا.

وعلى المستوى الدولي يرى أن القوى الغربية الفاعلة ترى في "الربيع العربي" خطراً على مشاريعها في المنطقة، لذلك "تستخدم كل إمكاناتها لتعطيله ورفع تكلفته واختراقه حال نجاحه في أي بلد عربي".
وذكر أن الربيع العربي أخل بعناصر القوة في نظرية الأمن الإسرائيلي المتمثلة في: "القوة الذاتية، والحليف الاستراتيجي، وتشتيت الخصم وإضعاف قوته".

وأكد أنه بات من الضروري العمل على توثيق الشراكة الأردنية الفلسطينية لبناء أردن قوي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودفاعيا لمواجهة مخططات المشروع الصهيوني.
وأشار إلى أن الرأي العام المنبثق عن الربيع العربي يخدم القضية الفلسطينية على كافة المستويات، فعلى مستوى الرأي العام في المملكة عُرِّفت "إسرائيل"على أنها التهديد الرئيسي والعدو الأول، وأن المقاومة الفلسطينية مشروعة، كما يطالب الأردنيون بوقف عملية التطبيع مع العدو الصهيوني بكافة المجالات.

ويرى أن الربيع العربي أعاد للقضية الفلسطينة على المستوى الإقليمي بعدها القومي والعربي، مشيرا إلى أن الشعوب العربية ترى في إسرائيل تهديدا رئيسا للأمن الإقليمي.
وأشار إلى أن الربيع العربي شكل دافعاً لنشر وتبني ثقافة المقاومة، وإعادة النظر في كافة الاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل.

 

http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=624911&version=1&parent_id=42&template_id=43

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك