ثقافة اللا حل

ثقافة اللا حل

عبدالله راشد

 

الروتين ذلك المصطلح الذي نحمّله الكثير من العيوب والأخطاء الشخصية والجماعية، فسوء الأداء الإداري، وتفشي الإحباط بسبب الروتين، والأمزجة المتعكرة والنفسيات المحطمة، بسببه أيضا.

 

ليس ذلك فحسب فهو السبب في قتل الإبداع وانتشار الجمود، وهو سبب لمشاكلنا العائلية، واخفاقاتنا الشخصية والجماعية.. وهلم جرا.

 

ولكن، لحظة، لماذا لا نتوقف قليلا ونسأل أنفسنا ما هو هذا «البعبع» الذي نسميه روتينا، وكيف له أن يتسبب في كل هذا ويحدث كل ذلك الأثر؟

 

سؤال بديهي لكنه لا يطرح وقد نرجع السبب إلى الروتين أيضا.

 

ولكن لندعي في لحظة صفاء أننا نعمل بتجرد على تشخيصه ليتسنى لنا معرفته عن قرب.

 

تعيين مسؤول لا يمتلك قدرة أو خبرة تؤهله على ممارسة مهامه سيقودنا إلى أحد خيارين، إما قرارات خاطئة قد تكثر لدرجة لا يعود بالإمكان السكوت عليها، فيفقد منصبه، وإما أن يجمد كل شيء، ويقلل اتخاذ القرارات إلى أقل درجة ممكنة، وبالتالي تقليل الأخطاء المسجلة عليه. والتجربة في مؤسساتنا تثبت أن هذا «اللا حل» هو الأسلوب المتبع، تصديقا لمقولة «سكن تسلم» فيسود الجمود ونسميه روتينا.

 

وذلك الشخص الذي يجمد عقله يحول حياته وأهله إلى دائرة مفرغة، فلا هو قادر على العطاء، ويكبت من هم تحت سطوته من تحقيق ذلك.

 

الروتين هو تعبير مبسط عن أخطاء وعيوب في لدى الشخص أو المؤسسة أو النظام الاجتماعي.

 

وبالتالي أوجد هذا المصطلح أعذارا للأفراد، على أخطائهم وخطاياهم، كما نجحت «نظرية المؤامرة» في منح الأنظمة العذر في كثير من أخطائها.

 

هذا البعبع «الروتين» هو تجسيد لواقع متجمد جعلنا فيه من اللاحل أساسا للتعامل مع مشكلاتنا.

 

صحيفة الوطن القطرية

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك