الوسطية في الإٍسلام

الوسطية في الإٍسلام
عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي

المقدمـــة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خير عباد الله أجمعين، محمد بن عبد الله عليه وعلى سائر أنبياء الله أفضل الصلاة والسلام.
أمابعد:
فإن موضوع الوسطية في الإسلام من المواضيع التي طرقها القرآن كثيراً، وفي هذا البحث المتواضع الذي حاولت فيه جاهداً أن أجمع ما أستطيع في هذا الشأن، وحاولت كذلك أن أجعل هذا الموضوع علمياً بحتاً، وليس مجرد تعبير جاف أو رص كلمات، وهذا البحث هو باكورة أعمالي؛ لذلك فأنا متأكد أني سأخطئ فيه كثيراً، ولكن -باعتبارنا طلاباً في الجامعة- لا بد من المحاولة حتى نتعلم.
وقد رتبت هذا البحث على محاور ستة، وهي:
1. أهمية الموضوع.
2. خصائص الإسلام.
3. الإسلام وسط بين الأمم (اليهود والنصارى).
4. أهل السنة وسط في العقيدة.
5. الوسطية في المنهج.
6. الوسطية في العبادة.
وذكر الإمام الرباني شيخ الإسلام الثاني ابن القيم في كتابه القيم الموسوم (بالفوائد) خير الأمور الوسط: (والأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط، وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة، بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به؛ فإنه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك) ( ).
وأملي من الله عز وجل أن ينفع بهذا البحث المتواضع، وأن يأجر كاتبه وكل من ساعد فيه.
وكتبه عبدالرحمن بن محمد الهرفي
الهفوف : 1412هـ

أهمية الموضوع ( )

فإن هذه الأمة المحمدية، منذ بعثة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، ونزول القرآن الكريم؛ وهي تحمل المشعل المضيء في الظلام الحالك، المحيط بها ذات اليمين وذات الشمال، فكانت أمة الخير بشهادة القرآن لها. فقال تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ))[آل عمران:110].
فوصفها بالخيرية التي رفعتها عن الحضيض، أو العيش في حثالة التاريخ أو مخلفاته، ومع ذلك فهي لا تزال أمة من سائر الأمم، لم تتطاول إلى ما فوق مكانتها، ولم تدَّعِ لنفسها رتبة غير رتبتها، ولم تخرج عن قدرها لتقول عن نفسها كما قال اليهود والنصارى: (( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )) [المائدة:18]. بل اختارت الوصف الوسط، وجعلته سمة من أبرز سماتها، والتي تحرص على تحقيقها في حياة الأفراد والجماعات والتي تعنى بالتوازن والاعتدال( ).
إن مبدأ الوسطية التي أفردت له هنا بحثاً مستقلاً، قد شغل حيزاً كبيراً في آيات الكتاب الكريم، بل بلغ الاهتمام به أن أخذ مكاناً بارزاً في فاتحة الكتاب التي يتلوها كل مؤمن في اليوم الواحد سبع عشر مرة على الأقل: (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) [الفاتحة:6، 7].
أليست هذه دعوة إلى الوسطية؟
وهي تعتبر بحق طريق النجاة والاستقامة والسلامة، إذ أنها تجانب طريقين: طريق نهايته حلول الغضب من الله، وطريق آخر نهايته الضلال، والمسلم يسير بينهما على وجل وحذر من الوقوع فيهما، ولذلك شرع الله له أن يقرأ ذلكم الداء في سورة الفاتحة مراراً في كل يوم وليلة، حتى يضع أول قدميه في الجنة وعندئذٍ تحصل الطمأنينة والنعيم والحبور.

خصائص الإسلام

أ- رباني المصدر( ):
فهو وحي من الله سبحانه وتعالى: لفظاً ومعنى، وهو القرآن الكريم، أو معنى فقط، وهو السنة المطهرة، إذ لا مدخل فيه لعقول البشر.
ب- أنه دين شامل لجميع أمور الحياة في الدنيا والآخرة( ):
فلا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا وضع لها نظاماً بأروع إحكام، فهو مهيمن على الأعمال والأقوال والسلوك، وكل أمور الحياة، ولا يتم إيمان العبد إلا عندما يُخضع كل أمور حياته لهذا الدين.
ج- أنه عام لجميع البشر( ):
من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً )) [سبأ:28]. فليس خاصاً بفئة من الناس، ولا بزمان معين، وليس كتلك الرسالات السابقة التي كانت تنزل لمكان محدود، أو لفئة خاصة من الناس.
د- أنه دين وسط بين الإفراط والتفريط:
وسط في عقائده، ووسط في منهجه، ووسط في عبادته، وسط في أنظمته وأخلاقه: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً )) [البقرة:143]. فهو دين العدل والخيرية والكمال، قال الشوكاني: (أمة وسطاً) أي: كما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً، والوسط: الخيار أو العدل. والآية محتملة المعنيين).
ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير، كان محموداً، أي أن هذه الأمة لم تغلُ غلو النصارى في عيسى عليه السلام، ولم تقصر تقصير اليهود في أنبيائهم، ويقال: وسط قومه، أي: خيارهم( ).
قال الإمام الحافظ ابن كثير: (والوسط هنا: الخيار الأجود، كما يقال: قريش وسط العرب نسباً وداراً، أي: خيرهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه، ولما جعل الله عز وجل هذه الأمة وسطاً خصها بأكمل الشرائع، وأقوى المناهج، وأوضح المذاهب) ( )، وقال صاحب الظلال: (يحدث الله عز وجل هذه الأمة عن حقيقتها الكبيرة في هذا الكون، وعن وظيفتها الضخمة في هذه الأرض وعن دورها الأساسي في حياة الناس، وهي صاحبة شخصية خاصة بها لا التي تتلقى من الناس تصوراتها وقيمها وموازينها.
(أمة وسطاً) في التصور والاعتقاد؛ لا تغلو في التجرد الروحي ولا في الارتكاس المادي، إنما تتبع الفطرة بلا تفريط ولا إفراط.
(أمة وسطاً) في التفكير والشعور؛ لا تجمد على ما علمت وتغلق منافذ؛ التجربة والمعرفة، ولا تتبع كذلك كل ناعق. أو تقلد تقليد القردة المضحك.
(أمة وسطاً) في الارتباط والعلاقات؛ لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته، ولا تطلقه كذلك فرداً جشعاً لا هم له إلا ذاته.
(أمة وسطاً) في المكان؛ في كرة الأرض وفي أوسط بقاعها، وما تزال هذه الأمة التي عمر أرضها الإسلام إلى هذه اللحظة تتوسط العالم)( ).

الإسلام وسط بين الأمم

ذكرنا آنفاً أن القرآن الكريم طرق موضوع الوسطية في عدة آيات من كتاب الله عز وجل وذكر هذا الموضوع في أم الكتاب -السبع المثاني- وهي قوله تعالى: (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) [الفاتحة:6، 7].
يقول الشيخ خليل هراس شارح الواسطية: (هذه الأمة وسطٌ بين: الأمم التي تجنح إلى الغلو الضار، والأمم التي تميل إلى التفريط المهلك؛ فإن من الأمم من غلا في المخلوقين وجعل لهم من صفات الخالق وحقوقه، كالنصارى الذين غلوا في المسيح والرهبان. ومنهم من جفا الأنبياء وأتباعهم حتى قتلهم، وردَّ دعوتهم كاليهود الذين قتلوا زكريا، ويحيى، وحاولوا قتل المسيح ورموه بالبهتان، أما هذه الأمة فقد آمنت بكل الرسل واعتقدت رسالتهم. ومن الأمم من استحلت كل خبيث وطيب. ومنها ما حرم الطيبات غلواً ومجاوزة، وأما هذه الأمة فقد أحل الله لها الطيبات وحرم عليها الخبائث.
إلى غير ذلك من الأمور التي منَّ الله بها على هذه الأمة الكاملة بالتوسط فيها( ).
يقول الدكتور السحيمي في كتابه تنبيه أولي الأبصار( ): (لقد نظر الإسلام للأنبياء والعلماء والدعاة نظرة عالية قويمة لا إفراط فيها ولا تفريط، وأنزلهم المنزلة التي تليق بهم من غير تفريط كاليهود ولا إفراط كالنصارى.
أما اليهود فقد كذبوا أنبياءهم ودعاتهم، وعذبوهم وقتلوهم وأهانوا مصلحيهم كلما أمروهم بالقسط، ولقد فضحهم الله عز وجل في كتابه حيث قال: (( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ )) [البقرة:88]، وهكذا موقفهم دائماً من الذين يدعونهم، وذكرهم الله كذلك بقولهم: (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ )) [آل عمران:21-22]، وعلى النقيض فالنصارى غلوا وأفرطوا في المسيح عليه السلام، فقد عظموه حتى جعلوا منه إلهاً يعبد، فخرجوا بذلك عن الصراط المستقيم إلى الكفر، قال تعالى: (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [المائدة:72-74]، ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، بل أعطوا علماءهم حق التشريع من دون الله ولو خالف كلام الله عز وجل بتحريم ما أحل أو تحليل ما حرم ووصفهم الله تعالى بقوله: (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) [التوبة:31].
وقد وصل بهم الحال من الغلو إلى حد اعتقاد العصمة للبابا، ولم يقف عند هذا الحد بل قدسوهم أمواتاً كذلك.
أما موقف أهل السنة وعقيدتهم فهي: أن الإسلام وقف مع الأنبياء، فقد أكرمهم وأنزلهم منزلة سامية لا يدانيهم فيها أحد من البشر، وهي: أنهم صفوة الله من خلقه، ومع هذا فإنهم بشر يجري عليهم ما يجري على سائر البشر، من الحاجة إلى الطعام والشراب، والنوم والنكاح، والمرض والموت.. ونحو ذلك مما جَبَلَ الله عليه البشر، أما الموت ففي قوله تعالى: وهو يحكي عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) [آل عمران:144]، وقد رفع الإسلام مكانة الأنبياء في القلوب، حتى جعل تقديم حب الله ورسوله على كل شيء، بل وجعله سبباً من أسباب تذوق حلاوة الإيمان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)، وهل يؤثر عن أمة من الأمم، أو منهج من المناهج أنه أنصف علماءه ودعاته مثل الإسلام؛ فهو وسط بين ظلم اليهود وجورهم، وإفراط النصارى وغلوهم، ونجد عدل الإسلام واعتداله، وتوسطه واتزانه، فيما يتحدث به عن مكانة العلماء والمصلحين كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، وبجانب هذه المكانة أكد الإسلام عدة أمور تعصم من السقوط في المزالق، هي:
أ‌- الطاعة لله ورسوله فقط.
ب‌- العصمة للأنبياء فقط.
ج- من عدا الأنبياء يصيبون ويخطئون، ولا يقلل هذا من شأنهم، ولا يمحو حسناتهم، ولا يبخسهم حقهم، فيطاعون فيما أصابوا فيه منهج الله، ويستغفر لهم فيما جانبهم الصواب فيه.
د- وعند الاختلاف يرجع الأمر إلى كتاب الله والسنة المطهرة( )، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) [النساء:59].

الوسطية في العقيدة

سنتطرق في هذا الموضوع إلى ضلال بعض الفرق، وسنذكر كيف توسط أهل السنة بينهم، ونرتبها على الشكل التالي:
أ‌- في باب الأسماء والصفات لله تعالى.
ب‌- في باب أفعال العباد.
ج‌- في باب وعيد الله.
د‌- في باب أسماء الإيمان والدين.
ه- في باب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر شيخ الإسلام وشامة الشام وعلامة الأنام: (أن أهل السنة وسط، بمعنى عدول خيار، وبمعنى: أنهم متوسطون بين فريقي الإفراط والتفريط؛ فهم وسط بين الفرق المنتسبة للإسلام وكذلك وسط بين أهل البدع الذين حادوا عن الحق) ( ).

وسط في باب الأسماء والصفات:
أهل السنة وسط في باب الأسماء والصفات بين الجهمية والمشبهة.
الجهمية: (نسبة لجهم بن صفوان) وهؤلاء غلوا وأفرطوا في التنزيه حتى نفوا أسماء الله وصفاته حذراً من التشبيه بزعمهم)( )، (لا يثبتون صفات الله عز وجل، بل يعطلونها هروباً من التشبيه)( )، فوقعوا في بدعة لرد بدعة أخرى.
المشبهة: هؤلاء غلوا في صفات الله عز وجل، حتى شبهوا المخلوق بصفات الخالق)( )، (غلوا في إثبات الصفات فشبهوا صفات الله بصفات المخلوقات)( ).
الأشاعرة: ينفون بعضها ويثبتون بعضها( ).
المعتزلة: ينفون الصفات دون الأسماء( ).
أهل السنة والجماعة: توسطوا بين الفرق، فأثبتوا صفات الله عز وجل على الشكل اللائق بجلاله، من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل) ( )، يثبتون صفات الله عز وجل وينفون، مماثلتها للمخلوقات( ).
وقوله: (بين التشبيه والتعطيل) ( )؛ أنه تعالى يحب أن يوصف بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تشبيه، فلا يقال: سمع كسمعنا، ولا بصر كبصرنا.. ونحوه. ومن غير تعطيل، فلا ينفى عنه ما وصف به نفسه، أو وصفه به أعرف الناس به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك تعطيل. ونظير هذا القول قوله: (ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه) ( )، وهذا المعنى مفهوم من قوله تعالى: (( فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) [الشورى:11] فقوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) رد على المشبهة، وقوله تعالى: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) رد على المعطلة( ).
وسط في باب أفعال العباد:
أهل السنة وسط في باب أفعال العباد بين الجبرية والقدرية.
الجبرية: (أتباع الجهم ينفون فعل العبد الاختياري ويقولون: إنه مجبور على فعله، وأن أفعاله نفس أفعال الله) ( )، ولفظ الجبرية: (نسبة إلى الجبر؛ لأنهم غلوا في إثبات الفعل لله عز وجل، ونفوا الفعل من العباد، وأن العبد مجبور على فعله فحركاته كحركات المرتعش) ( ).
القدرية: (يقولون: إن العبد يخلق أفعاله ويجعلها دون مشيئة الله، وقدرته لهذا سمو مجوس هذه الأمة) ( )، ولفظ القدرية: (نسبة إلى القدر، فقد غلوا فيه حتى قالوا: إن العبد يخلق الفعل بنفسه بدون مشيئة الله( )، ويقولون: إن الأمر أُنُف، وكذلك يعتقدون أن الله عز وجل لا يعلم بالفعل إلا بعد وقوعه).
أهل السنة والجماعة: توسطوا فقالوا: أن للعبد مشيئةً وأفعالاً، ولكن لا يفعل شيئاً بدون إرادة الله عز وجل ومشيئته( ) (( وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )) [الصافات:96]؛ للعبد قدرة وإرادة وفعل وهبها الله له لتكون أفعاله حقيقة لا مجازاً، فهي من العبد كسباً ومن الله خلقاً، مع اعتقادهم أن الله خلق كل شيء )) ( ).
وسط في باب وعيد الله:
أهل السنة وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية.
المرجئة: (نسبة للإرجاء، وهو: التأخير. وسموا بذلك لأنهم أخروا الأعمال عن الإيمان وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة) ( ).
(أتباع جهم أيضاً قالوا: لا تضر الذنوب مع الإيمان، فالناس سواء فاسقهم وصالحهم، ولا يعاقب مرتكب الكبيرة؛ فالأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان عندهم) ( ).
(والإيمان هو: الإقرار باللسان، وهو التصديق، وأن المعرفة بالله عز وجل ليست من الإيمان) ( ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان هاهنا) أشار إلى قلبه.
الوعيدية: (فهم الذين قالوا بانقاذ الوعيد على العاصي، وشددوا في ذلك حتى قالوا: إن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب فهو مخلد في نار جهنم، ويحكمون بخروجه من الإيمان في الدنيا) ( )، (مرتكب الكبيرة إذا مات كان مخلداً في النار لخروجه عن الإيمان كلية) ( ).
أهل السنة: (كانوا وسطاً، فقالوا: مرتكب الكبيرة يسمى: (فاسقاً) وينقص إيمانه، ولكنه لا يخرج من الإيمان ولا من دينه؛ فهو تحت المشيئة) ( )، (ومرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان، ويسمى فاسقاً لا كافراً، وإذا مات على كبيرة فهو تحت مشيئة الله عز وجل) ( ).
وقال أهل السنة والجماعة: وإخلاف الوعيد كرم، بخلاف إخلاف الوعد؛ فإنه يمدح بإخلاف الوعيد بخلاف الوعد( ).
قال الشاعر:
وإنــي إن أوعـدتــه أو وعـدتـــه لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وسط في باب أسماء الإيمان والدين:
أهل السنة وسط في باب أسماء الإيمان والدين بين الخوارج والمرجئة.
الخوارج (الحرورية): (نسبة للمكان الذي خرجوا فيه على علي رضي الله عنه، وهم طائفة من الخوارج، يقولون: مرتكب الكبيرة مخلد في النار، ويحكمون بكفره؛ لأنهم ينفون الإيمان عن مرتكب الكبيرة بالكلية) ( )، (ويعتقدون أن صاحب الكبيرة خالداً في نار جهنم) ( ).
المعتزلة: (يقولون: أن صاحب الكبيرة بين منزلة الكفر والإيمان، وإن مات كان مخلداً في النار) ( )، (قالوا في أسماء الإيمان: هناك منزلة بين منزلتين: الإيمان والكفر فلا هو مؤمن ولا كافر) ( ).
المرجئة والجهمية: (يقولون: مرتكب الكبيرة كامل الإيمان، ولا يستحق عقوبة عندهم، بل إيمانه كالأنبياء) ( )، (تساهلوا في ذلك وقالوا: لا يضر مع الإيمان معصية؛ لأن الإيمان عندهم: تصديق بالقلب فقط، أو مع النطق باللسان، على خلاف بينهم) ( ).
أهل السنة والجماعة: (يقولون: مرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان؛ ينقص إيمانه بقدر المعصية، وأمره في الآخرة مفوض إلى الله) ( )، (وقالوا: إن المعاصي لا تخرج من الإيمان لمجرد المعصية، وهو تحت المشيئة، ولا يخلد في النار كقول الخوارج والمعتزلة، والمعاصي تنقص الإيمان، ويستحق صاحبها دخول النار إلا أن يعفو الله عنه، وصاحب الكبيرة فاسق ناقص الإيمان) ( ).
وسط في أصحاب رسول الله:
أهل السنة وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج.
الرافضة -قبحهم الله-: (غلوا في علي رضي الله عنه وفي آل البيت، ونصبوا العداوة لباقي الصحابة، وخاصة الشيخين وذي النورين -رضي الله عنهم أجمعين-) ( ).
(قالوا لزيد بن علي بن الحسين: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال: بل نواليهما ونتبرأ ممن تبرأ منهما، فقالوا: إذاً نرفضك، وسموا رافضة) ( ).
الخوارج: (كفروا علياً وكثيراً من الصحابة، واستحلوا دماءهم وأموالهم) ( )، و(يكفرون عثمان وعلياً ومعاوية وكثيراً من الصحابة، بل يستحلون دماءهم وأموالهم) ( ).
أهل السنة والجماعة: (تولوا جميع الصحابة، ولم يكفروا أحداً منهم، وأنهم أفضل هذه الأمة بعد نبيهم) ( )، (يعترفون بفضل الصحابة، ويترضون عليهم بما قاموا به من مناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية) ( ).
وأجمع علماء السلف على خير هذه الأمة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. وقد كان علي رضي الله عنه يقول: (لا أجد أحداً يفضلني على الشيخين إلا أقمت عليه حد المفتري).
وبعدما تعرفنا على أنواع الانحراف وعرفنا توسط أهل السنة، فما هو سبب هذا الانحراف؟
تعال معي لنعرفها من كتاب اللالكائي( ) وقد أجملها في أمور، منها:
الأول: الغلو ويمثله الخوارج والرافضة.
أ‌. الخوارج: فقد غلوا في فهم آيات الوعيد، وأعرضوا عن آيات الرجاء.
ب‌. الرافضة: فقد غلوا في علي بن أبي طالب وآل البيت، حتى وصل الغلو إلى رفع الأئمة إلى درجة النبوة، بل وإلى مقام الألوهية.
الثاني: الرد على البدعة ببدعة مثلها أو أشد منها، وكان ذلك واضحاً في بدعة المعتزلة كخط وسط بين الخوارج والمرجئة.
الثالث: المؤثرات الأجنبية، ونعني بذلك: تأثير أرباب الأديان والمذاهب الأخرى في عقائد الفرق المنحرفة.

الوسطية في المنهج( )

(تتلخص وسطية الإسلام في قضية المنهج في الركن الأول من أركان الإسلام، وهو: (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، هذه الوسطية تتضمن إفراد الله -سبحانه وتعالى- بالعبادة، والقصد؛ لتكون كل الأعمال المقصود منها والغاية إنما هو رضا الله -سبحانه وتعالى- وتتضمن في جزئها الثاني: إفراد محمد صلى الله عليه وسلم في التلقي عن الله في كيفية أداء هذه العبادة المطلوبة، فلا يعبد إلا وفق ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال بعض العلماء: إن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرئ ما نوى) نصف الدين، ونصفه الآخر وقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، لأن الأول يتضمن المقاصد، والثاني يتضمن المتابعة، وكلاهما شرط في صلاح العمل وتهيئته للقبول، وقد قال بعض السلف: (ما من فعلة وإن صغرت، إلا وينشر لها ديوانان. (لم؟) و(كيف؟) أي: لم فعلت؟ وكيف فعلت؟ فالأول: سؤال عن علة الفعل، وباعثه، وداعيه، هل هو حظ عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية.
والثاني: سؤال عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك التعبد.
وهذا هو الذي بينه القرآن الكريم في قوله تعالى: (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )) [الملك:2] وهذا الأحسن بتضمن أمرين، كما فسر ذلك الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى، عندما قال: (أحسنه، أي: أخلصه وأصوبه) فأخلصه هو: (لا إله إلا الله) وأصوبه: (محمد رسول الله)، وهو الذي أشارت إليه سورة الفاتحة -أم القرآن الكريم- وفيها: (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) [الفاتحة:6، 7].
الطريق الأول: طريق العباد الروحانيين من نصرانية محرمة، أو شعوذة، أو صوفية باطلة، أساسها الجهل فزاغت عن الطريق، وتجنبت الإصابة المنشودة، وإن صلحت نياتهم ومقاصدهم، خلصوهم من كل شائبة شرك لأحد آخر، فهم قد صدقوا في الإجابة على (لم؟) أي لم فعلت؟ لكن ليس عندهم إجابة عن كيف؟ أي كيف فعلت؟
الطريق الثاني: ويذكر عادة كمثال لهؤلاء السالكين اليهود، الذين غضب الله عليهم، لتنكبهم الصراط المستقيم عن علم، أما الوسط فهو الصراط المستقيم عن علم، الذي جمع بين (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، أو بين (العلم والعمل)، أو (الإصابة والإخلاص)، وهو أحسن العمل الذي تعبد الله عباده به، وهو الذي يتمكن من الإجابة في النهاية على السؤالين معاً بطمأنينة وراحة بـ(لم فعلت؟ وكيف فعلت؟).

الوسطية في العبادة( )

(لقد سيطرت فكرة الانفصال بين الروح والجسد سيطرة كبيرة على كثير من العقائد والفلسفات، وانبعث من هذا الانفصام جنوح شديد إلى أحدهما على حساب الآخر، وبالتالي يظهر لنا أن هناك اتجاهين بارزين: أحدهما أغرق وبالغ في حق الجسم. والآخر على النقيض، إذ كان كل اهتمامه في حق الروح، وإليك بيان هذين المنهجين:
1- اليهودية: فبعد تحريف الكتاب طغت كل بنودها في تقديس المادية، فلا تقرأ في أسفار التوراة ذكراً للآخرة، حتى الوعد والوعيد فيها للمطيعين والعصاة إنما هو في الدنيا فقط، فلا يعمل الشخص إلا لتحقيق كسب حسي عاجل، أو خوف عقوبة حسية عاجلة من فقر أو مرض.. ونحوهما.
2- النصرانية: وهو المنهج القائم على الروحانيات وإعلائها وتمجيدها، وإن كان المنهج الأول تزعمته اليهودية فإن المنهج الثاني تزعمته النصرانية، وذلك أن اليهودية قامت على الماديات، وجاءت النصرانية متممة لها فلا بد أن تركز على الجوانب الروحانية، قال تعالى: (( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ * وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ )) [آل عمران:49-50].
فقد كان مجيء المسيح عليه السلام ليعدل انصراف اليهود إلى المادية البحتة، لكن اليهود عادوا المسيح وأتباعه؛ فضلت اليهودية في ماديتها، وضلت النصرانية في رهبانيتها وروحانيتها، ولم تقف الدعوة عند هذا الحد، بل ابتدع أتباع النصارى رهبانية قاسية على النفس: تحرم الزواج، وتكبت الغرائز، وترفض كل أشكال الزينة وطيبات الرزق..
وأمام هذا الغلو اليهودي الملحد وغلو المسيحيين في الترهب المبتدع جاء الإسلام ليصحح المسألة ويهدي الناس إلى أقوم السبل الطريق الوسط بين عبادة المادة وبين إرهاق الروح، ليعطي كل ذي حق حقه، قال تعالى: (( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا )) [القصص:77]).

الخاتمـة

لا يتسع المقام في بحث قصير مثل هذا أن يستوعب كل مجالات الوسطية في الإسلام! وإنما أردت في هذا البحث أن أخرج بنتيجة ناصعة وهي البرهان على وسطية الإسلام في كل أمور الحياة من خلال ضرب المثال، وخرجت كذلك بنتيجة أخرى أظن أن لها أهميتها، ألا وهي: أن هذه الوسطية ثابتة راسخة، حتى فيما يستحدث من نظم يضعها الخلق، ويحاولون فيها وضع مناهج حياة الناس، فمن شقاء البشرية أن يطلعوا على الإسلام -وهو بين أيديهم- فيعرضوا عنه ويضعوا أنظمتهم المتعددة دون الاعتماد عليه، ومما لا شك فيه أنك تجد من خلال استقراء بعض هذه النظم أن منها ما سلك أحد طريقي الانحراف، لتسلك مجموعة أخرى الطريق الآخر، وليبقى الوسط -الخير والعدل- محفوظاً، لا يستطيع أن يسير فيه إلا من اتبع منهج الله سبحانه وتعالى، وبذلك يبقى ثبات هذه الوسطية دائماً حتى مع ما يتجدد ويضعه الناس من نظم وتشريعات، فإن كثيراً من المجالات التي أشرتُ إليها متأخر عن صدر الإسلام، ونزول الوحي، ومع ذلك فالإسلام باقٍ، وسطاً عدلاً في كل عَصْرٍ ومِصْرٍ، وفي كل حال ومآل.

المراجـــع
1- القرآن الكريم.
2- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن (محمد فؤاد عبد الباقي) (دار الفكر) (1407هـ).
3- تفسير القرآن العظيم (الإمام إسماعيل بن كثير رحمه الله) (دار المعرفة الطبعة الثالثة) (1409هـ).
4- تفسير فتح القدير (الإمام الشوكاني رحمه الله) عالم الكتب.
5- تفسير في ظلال القرآن (للأستاذ سيد قطب رحمه الله) دار الشروق الطبعة السادسة عشرة (1410هـ).
6- العقيدة الواسطية (لشيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه) شرح د/ صالح الفوزان -مكتبة المعارف الطبعة الخامسة (1410هـ).
7- العقيدة الواسطية (لشيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه) شرح العلامة محمد خليل هراس - دار الهجرة الطبعة الأولى (1410هـ).
8- العقيدة الواسطية (لشيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه) شرح مصطفى العالم - دار المجتمع الطبعة السادسة (1405هـ).
9- العقيدة الواسطية (لشيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه) شرح سعيد بن علي بن وهب القحطاني.
10- شرح العقيدة الطحاوية (للعلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله) مجموعة علماء - المكتب الإسلامي (1408هـ).
11- شرح الطحاوية في العقيدة السلفية (للعلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله) تحقيق أحمد محمد شاكر - مكتب الرياض الحديثة.
12- شرح العقيدة الطحاوية (للعلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله) - شعيب الأرنؤوط- مكتبة البيان، الطبعة الأولى(1401هـ).
13- شرح الطحاوية في العقيدة السلفية (للعلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى) عبد الرحمن عميرة - مكتبة المعارف الطبعة الثانية (1407هـ).
14- شرح العقيدة الطحاوية (للعلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى) بشير محمد عيون - مكتبة المؤيد الطبعة الثانية (1408هـ).
15- أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (الإمام اللالكائي) تحقيق د/ أحمد سعد حمدان (ج 1-ج2).
16- تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من أخطار - د/ صالح بن سعد السحيمي- دار ابن حزم الطبعة الأولى (1410هـ).
17- الوسطية في ميزان الإسلام - د/ زيد بن عبد الكريم الزيد - دار العاصمة، الطبعة الأولى (1412هـ).
18- الفوائد (ابن القيم الجوزية رضي الله عنه) دار النفائس، الطبعة السابعة.
19- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الطبعة الثانية (1409هـ).

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك