لماذا روسيا فضلت سوريا على اسرائيل؟

لماذا روسيا فضلت سوريا على اسرائيل؟

بقلم : ماهر عدنان قنديل

روسيا تملك علاقات استراتيجية مميزة مع سوريا هذا اصبح واضح و معروف لكن الكثيرون لا يعلمون ان اقوى علاقات روسيا الاستراتيجية
و العلمية و العسكرية و التكنولوجية في الشرق الاوسط هي مع اسرائيل
حتى اكثر من سوريا و ايران و لكن عندما وقع الاختيار بينهم فضلت روسيا سوريا مفرطة في علاقتها القوية مع اسرائيل و لو مؤقتا رغم الايديولوجيات السياسية المشتركة و كل التسهيلات اللتي قدمتها اسرائيل لروسيا في العقد الاخير و هذا المدهش في الموضوع فلم يكن الكثيرون يتوقعون ان تفرط روسيا في علاقتها المميزة مع اسرائيل لتدعم نظام زائل في سوريا و لذلك ساخوض معكم في العلاقات الروسية السورية ثم في العلاقات الروسية الاسرائيلية لنصل الى الاستنتاج و الخلاصة و لماذا اختارت روسيا تقوية علاقتها مع نظام بائد و منتهي على توطيدها مع دولة قوية عسكريا و سياسيا كاسرائيل
 
 
)اولا( العلاقة الروسية السورية:
 
العلاقات الروسية السورية مرتبطة منذ زمن بعيد فالاتحاد السوفيتي كان من اول الدول المعترفة بسوريا بعد استقلالها من فرنسا عام 1944 و لكن العلاقات توطدت اكثر عند وصول حافظ الاسد الى الحكم سنة 1970 حيث خرجت العلاقات من غطاء التقارب الايديولوجي الى التحالف الاستراتيجي و ظلت روسيا تعتبر سوريا دولة محورية مهمة في الشرق الاوسط خاصة بعد سقوط نظام صدام ووقوع العراق في الايادي الامريكية و بذلك كانت تدللها و تدعمها سياسيا و عسكريا متحدية امريكا فظلت روسيا تدلل و تدعم سوريا عسكريا و سياسيا و اشهرمثال عن ذلك هو شطب روسيا 73% من ديون سوريا المقدرة سنة 1992 باكثر من 13 مليار دولار مع الاخذ بالحسبان ان المبلغ المتبقي و قدره 2 مليار دولار يتم صرفه لتنفيذ العقود الروسية في اتفاقية اقيمت سنة 2008
 
- الجانب العسكري :
 
اما عسكريا فمعروف ان المبدا الاساسي لروسيا في بيع السلاح هو منح الافضلية للحلفاء الاستراتيجين فمنظومة S-400 حصلت عليها سوريا لكن طلب السعودية قوبل بالرفض من وزارة الدفاع الروسية , و يظل اكثر ما يزعج روسيا في استراتيجيتها العسكرية في سوريا هو تواجد حاملة الطائرات الامريكية "جورج بوش" قبالة الساحل السوري المواجه لحاملة الطائرات الروسية "ادميرال كوزنيتسوف" في ميناء طرطوس مع وصول شحنة من صواريخ كروز الروسية "ياخونت" المضادة للسفن و من الجانب الاستراتيجي تعتبر سوريا النافذة الوحيدة على البحر المتوسط الذي يعد اهم البحار في العالم و يقع تحت سيطرة امريكية اطلسية و هو الامر الذي تحاول روسيا كسره من خلال فتح قاعدتها البحرية في طرطوس و لايخفى عن احد انه بعد خروج العراق من ايادي الروس بدلت روسيا استراتيجيتها الى ايران و تريد بذلك كسر هيمنة امريكا على العالم و من جانب اخر اصبح البعض يترقب حرب باردة جديدة بين شرق اسيا من جهة (روسيا - الصين - الهند) اللتي تريد كسر هيمنة القطب الواحد (امريكا) على السياسة العالمية بعدما تمكنوا نوعا ما من كسرها اقتصاديا و( امريكا - الناتو - اسرائيل) من الجهة الاخرى هذا كان واضحا من خلال كلام مندوب روسيا لدى الناتو عندما قال لا اظمن عودة اي طائرة تابعة للناتو تفكر بنية سيئة على سوريا و ايران ما يوضح اصرار روسيا على الدفاع على مصالحها في المنطقة هذه المرة و تعتبر سوريا المستورد الاول للسلاح الروسي اوسطيا
 
- الجانب التجاري و الاقتصادي :
 
مصالح روسيا الاقتصادية كبيرة في سوريا و هذا احد اسباب هذا الاندفاع الروسي اتجاه سوريا عكس ليبيا مثلا فعقود التسليح قيمتها 4 مليار دولار و حسب صحيفة موسكوتايمز فالاستثمارات الروسية في البنية التحتية و الطاقة و السياحة السورية بلغت 20 مليار دولار عام 2009
كما تقوم شركة الهندسة الروسية "سترويترانس جاز" ببناء مصنع لمعالجة الغاز الطبيعي على بعد 200 كيلومترا من شرق حمص. وتواجه هذه الاستثمارات الكثير من الانتقادات الدولية. فعلى سبيل المثال، كانت الولايات المتحدة تستثمر مليارات الدولارات في مصر أيام مبارك ، لكن مع تصاعدت الاحتجاجات، توقفت تلك الاستثمارات. ورفضت روسيا على أن تحذو حذوها في سوريا
 
 
- روسيا و الداخل المعارض :
 
مخاوف روسية الحقيقية هي جيواستراتيجية اذ تخشى من انتقال الحرب الاهلية في سوريا الى مقاطعات روسية في داغستان و مناطق القوقاز الشمالية فتمرد اسلامي ان نشب في داغستان فان الهزات الارتدادية قد تنفجر كالقنبلة في ارجاء جنوب روسيا و هذا مثلا ما سبب تعامل تركيا الحذر رغم صوتها العالي ظاهريا فهي مثل روسيا تعاني من مشاكل الاقليات اللتي قد تفتح حرب اهلية , خاصة انه في روسيا استياء من ذوي الاتجاه الليبيرالي اذ يتسائلون الى متى قيادة البلاد تبقى تدعم الديكتاتوريين و القاتلين ? معتبرين انه لم يبقى لروسيا اصدقاء محترمون ما عدا القتلى و المنبوذون
 
- روسيا و المعارضة السورية و الجيش الحر:
 
يعاتب الكثير من المحللين الروس الطريقة اللتي تعاملت بها بلادهم مع المعارضة السورية و يعتبرون ان قيادة بلادهم ضيعت فرصة التعامل مع المعارضة في اللحظات الاولى لبدء الربيع العربي و فقدت مصدقيتها معهم و في النهاية اصبحت جميع فئات المعارضة تقريبا في دائرة نفوذ الغرب او الخليج او تركيا اما روسيا فتستطيع فقط دعوتهم (مختلف اطياف النزاع السوري) كيفما تشاء لكن بدون ان يصغي لها احد اما الجيش الحر فانه يعتبر روسيا عدوة الوطن الاولى لذلك اصبح مهددا حقيقيا لمصالح روسيا داخل سوريا و لذلك اصبحت روسيا تطرح امكانية تعجيل اجراء الانتخابات السورية قبل 2014 بعد الضغوط المفروضة على مصالحها
 
- روسيا و دول الخليج العربي :
 
نظرة روسيا للخليج لم تتغير فهي تنظر لقادة السعودية و قطر و الامارات على انهم يحاولون تسخير امكانيتهم المادية لتجميع العالم السني تحت عبائتهم على شكل خلافة جديدة و هذا ما قاله المحلل الروسي مكسيم شفشينكو من جهة اخرى ينظرون الى قادة قطر و السعودية و الامارات على انهم مدعمين اساسين للمجموعات الارهابية في روسيا و تحديدا في منطقة القوقاز و في مناطق اخرى من العالم متوقعين (الروس) ان السعودية قد تكون البلد القادم المرشح لثورة بسبب الاف الشيعة المحرومين من حقوقهم و الباكستانيون و الهنود الذين يعاملون كالعبيد رغم الشعارات اللتي يرفعها شيوخ السعودية و ذهبت بعض توقعات المحللين الروس الا ان المشكلة القادمة قد تكون بين تركيا و السعودية
 
- روسيا و الشارع العربي :
 
فقدان الشارع العربي لن تلوم روسيا الا نفسها فقط على ذلك فالزمن وحده كفيل باعادة الامور الى نصابها لكن ما اكثر الدماء اللتي ستراق خلال هذه الفترة الدماء العربية و ربما الروسية كذلك ? "هكذا تسائل محلل روسي"
اما سوزان رايس مندوبة امريكا في الامم المتحدة قالت بالحرف الواحد ان روسيا و الصين سيندمان على استخدامهما الفيتو خاصة بعدما تجدان نفسيهما مضطرتين للتعامل مع سوريا الجديدة و الديمقراطية و حسب محللين روس فكلام رايس صحيح لكن من الصعب التصديق ان سوريا ستصبح ديمقراطية على الاقل على المدى المنظور كما ان احدا لا يمكنه ان يضمن عدم تبدل المشهد بشكل كامل فالاشخاص الذين يحرقون العلم الروسي اليوم قد يقوموا بحرق العلم الامريكي في سوريا بعد الاسد كما يحصل في العراق حاليا خاصة في حالة عدم نجاح النظام الجديد في عودة الاستقرار و دخول البلد في فوضى ستجعل البعض يترحم على روسيا اللتي دعمت الاسد و الاستقرار لذلك فامريكا ستكون مسؤولة على اعادة الاستقرار للبلد و الا سيتحول الراي الشعبي داخليا و الراي الدولي ضدها و مع الروسي و الصيني
 
(ثانيا) العلاقة الروسية الاسرائيلية :
 
منذ 1990 و سقوط الاتحاد السوفيتي تحولت العلاقة بين روسيا و اسرائيل من ضعيفة و مرات معدومة الى متميزة خاصة في المجال العسكري فوصول الديمقراطيين الجدد الى سدة الحكم في روسيا سهل توطيد العلاقات ما ادى الى توقيع اتفاقية ايهود باراك الناجحة في المجال العسكري اللتي ادهشت كل المراقبين و النظريين رغم التنافس الكبير بين روسيا و اسرائيل في الصناعات الحربية في سوق المبيعات هذا يبين ان هنالك مصالح مشتركة تربط البلدين كما ان العلاقات الاسرائيلية الروسية علاقات مبنية على الصداقة،  هذا ان لم نرد التحدث عن قرابة مليون شخص جاؤا من روسيا للعيش في اسرائيل الامر الذي يعتبر هاما في العلاقات التنائية , والتحديات المشتركة التي واجهها الطرفين و هو خطر الاسلاميين
 
- الجانب العسكري :
 
كشفت احدى الصحف أنه من المحتمل أن تقوم روسيا بشراء أسلحة من الشركات الإسرائيلية وعدة شركات أخرى بقيمة 12 مليار دولار على مدار السنوات الخمس القادمة، مضيفة أن روسيا وبصفتها ثانى قوة عسكرية فى العالم تريد الحصول على أنواع مختلفة من الأسلحة الأكثر تطوراً لمواكبة التطور فى مجال التسلح على إثر النجاح الذي حققته الطائرة الدرون البيت هرميز 450 الإسرائيلية الصنع في مساندة القوات الجورجية في حرب جورجيا 2008 ضد روسيا، قامت روسيا بشراء 12 طائرة من هذا النوع من إسرائيل، كما وقعت اتفاقية للتصنيع المشترك مع المنتج الإسرائيلي البيت للانظمة. إلا أن إسرائيل أوقفت التعاون في خريف 2009 بسبب التخوف من تسرب التكنولوجيا لدول غير صديقة. وقد تزامن الإيقاف مع أنباء عن إمداد روسيا إيران بأنظمة دفاع جوي اس 300. إلا أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لروسيا في 6 سبتمبر 2010، استأنفت التصنيع المشترك وأعلن في 6 سبتمبر 2010، أن 50 ضابط روسي يقومون بالفعل بالتدرب على استخدام الطائرة الدرون البيت هرميز 450 في إسرائيل.
 
- يرى البعض ان علاقات اسرائيل المؤخرة مع روسيا (قبل احداث سوريا) كانت عبارة عن طريقة لقطع روسيا عن ايران و سوريا خاصة ان ابرز بنود اسرائيل لجلب روسيا لها هو باب الارهاب الاسلامي الذي يواجهه الطرفين الاسرائيلي و الروسي و بذلك حاولت اسرائيل تقديم خدمات مغرية لروسيا عندما زودتها ب 12 طائرة دون طيار مع اعداد الكوادر الفنية و الحربية و تبادل المعلومات و تطوير الاتفاقات العسكرية و تقديم دراسات التاريخ العسكري و تبادل الخبرات و المعلومات حول الارهاب و الجريمة المنظمة فهدف اسرائيل الدخول مع روسيا في صناعة سلاح مشترك ما سيحرم سوريا و ايران من استلام انواع جديدة من السلاح لان هذا السلاح المشترك يتوجب لتسليمه موافقة الدولتين على ذلك و هكذا ستكون اسرائيل قد نجحت بالحد من الكميات و انواع الاسلحة الموجهة لسوريا و ايران خاصة ان اسرائيل لا تريد ان تصل تكنولوجيتها العسكرية الى ايران و الدليل الاستنكار الذي حدث في اسرائيل عندما تم بيع مقاتلات صينية من طراز j-10 لايران و ذلك لان هذا الطراز من المقاتلات الصينية تم تصميمه استنادا الى ما باعته اسرائيل لصين من رسوم بيانية للمقاتلة الاسرائيلية "لافي" في ثمانينات القرن الماضي , و اكثر ما يزعج اسرائيل في تعامل روسيا مع سوريا عسكريا حسب المحلل العسكري" الون بن دافيد" ليس شراء الاسد للصواريخ فحسبه صواريخ سوريا تغطي كل اسرائيل و لكن يزعجها منظومتان هم صواريخ اسكندر الدقيقة جدا القادرة ان تستهدف كل نقطة في قلب اسرائيل و صواريخ "اس-300" المضادة للطائرات المتطورة جدا  
 
- الجانب التجاري و الاقتصادي :
 
تمت اتفاقية موقعة بين الحكومتين سنة1994  تمنح نظام الافضلية القصوى في التجارة مع التعاون العلمي التقني و التعاون في المجال الزراعي و الصحة و الطب و مجال النقل البحري و في مجال الابحاث الفضائية و التكنولوجيات المعلوماتية و الاتصال و صناعة التكنولوجيات الزراعية فحجم التبادل السلعي لم يتجاوز 12 مليون دولار سنة 1992 وصل الى 2 مليار دولار عام 2006 , اما اكبر المشاريع المستقبلية (قبل احداث سوريا) فهي مشروع توريد الغاز الروسي الى اسرائيل و اجريت مباحثات في هذا الشان بين شركة "غازبروم" الروسية و الجانب الاسرائيلي بحث ايضا الجانب الاسرائيلي استقطاب راسمال روسي لانجاز مشاريع اسرائيلية في مجال البنية التحتية و النقل كما تم اطلاق القمرين الصناعين الاسرائيلين الاخرين "اموس-2" و "اروس-بي1" بواسطة صواريخ روسية
 
- العلاقة مع روسيا بعيون اسرائيلية :
 
ضمنت العلاقة مع روسيا، إلى حد ما الاعتبارات السابقة نفسها التي حكمت وجه العلاقة مع الدول الأخرى، خاصة الصين الشعبية. فروسيا -كما ترصدها العين الإسرائيلية- خليفة الاتحاد السوفيتي السابق، وفي طريقها إلى الصعود.
ومع ذلك فهناك خصوصية تحكم طبيعة تلك العلاقة،  فلروسيا ارتباطات خاصة بإسرائيل فيما يتعلق بموضوع هجرة اليهود الروس إليها، حيث أضحى اليهود الروس يشكلون أكبر تكتل عرقي في إسرائيل، ولهم ميول قومية عنصرية، تعد بمثابة جزء لا يتجزأ من المعادلة الخارجية الروسية والداخلية الإسرائيلية.
وهناك أربع مصالح إستراتيجية تركز عليها إسرائيل في روابطها مع روسيا وهي: الحاجة الإسرائيلية الماسة إلى المهاجرين الروس المتدفقين باستمرار إلى إسرائيل، واستغلال إسرائيل علاقاتها الاقتصادية والتسليحية من أجل إقناع روسيا بعدم جدوى تصدير التقنيات النووية والصواريخ إلى إيران، وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية في جوانب مختلفة، وخاصة تجارة الماس والمعادن الثمينة والأخشاب، وأخيرا إمكانية أن تستغل إسرائيل علاقاتها مع روسيا للتأثير في أحداث الشرق الأوسط.
ومع ذلك تقف معيقات في طريق تطوير العلاقات أكثر بين إسرائيل وروسيا، أبزرها السياسة الداخلية الروسية نظرا لوجود عدد من مجموعات الضغط والمصالح التي تعمل باتجاه تنمية العلاقة الروسية مع العالم العربي والإسلامي.
 
- الغاء نظام منح تاشيرات الدخول بين روسيا و اسرائيل :
 
خلال زيارة لافروف الى اسرائيل سنة 2008 تم التوقيع على معاهدة مهمة و هي الغاء تاشيرة الدخول بين روسيا و اسرائيل الامر الذي ساعد في زيادة عدد السياح الروس الذين يزورون اسرائيل حيث وصل الى 400 الف شخص في 2009
 
- الخلاصة لماذا تفضل روسيا سوريا على اسرائيل :
 
ليس غباء سياسي ان تدعم روسيا الانظمة على الشعوب لان الواضح الذي فهمته روسيا ان الاسلاميين هم من سيحكم في الدول العربية مستقبلا و هذا ما سينشط الحركات الاسلامية في روسيا للثورة هناك ما يجعل روسيا في موقف محرج اذا وافقت على الثورة في الدول العربية في حين تبقى خسارة اسرائيل مؤقتة لان روسيا اصبحت بمواقفها الاخيرة العدوة الاكبر للعرب مع العدو الاخر التقليدي للعرب و الدائم (اسرائيل) فروسيا تعرف انه سياتي اليوم الذي يبحث الطرفان (الروسي و اسرائيل) على استراتيجيات متعاونة لمنع المد الاسلامي المعادي لهم في المنطقة و بذلك سيبحث الطرفان الروسي و الاسرائيلي على اعادة العلاقات بينهما الى سابق عهده و اكثر خاصة بعد اختفاء سوريا الاسد من الخارطة و انكسار ايران و تحولها الى المد السني اما روسيا و اسرائيل فسيكون همهم البحث عن شريك خارج هذه المعمعة السنية في الشرق الاوسط و لن يكون هناك افيد و احسن للطرفان من اعادة العلاقات القوية بينهما خاصة و ان اهم مصادر التخوف الروسي مما يحدث في المنطقة العربية من تغيير هو صعود الأحزاب الإسلامية إلى السلطة في أماكن التغيير المسمى «الربيع العربي». ففي روسيا أقلية مسلمة كبرى وعندها مشكلة الشيشان وهي لا تريد امتداد سلطة الإسلاميين إلى جيرتها وعقر دارها و لهذا اختارت روسيا دعم نظام الاسد في سوريا رغم انها تعرف انه نظام زائل عاجلا ام اجلا فاستراتيجيا روسيا تعرف انها خاسرة بدعمها الاسد و لكن اكبر مكسب ارادت تحقيقه هو عودة ظهورها الدولي و اسماع صوتها للغرب و جعلهم يجلسون معها في طاولة واحدة و يناقشون افكارها هذا الدور الذي فقدته روسيا منذ زمن بعيد و بدعمها سوريا عادت روسيا لتستعرض قوتها هذا ما جعلها تنزع اياديها من ايادي اسرائيل (و لو مؤقتا) لان روسيا تريد دور استراتيجي عسكري يليق بقيمتها في السياسة الدولية و ليس مجرد دولة تابعة لاسرائيل رغم ان روسيا تعلم انها ستخسر المعركة لان النظام في سوريا سيتغير عاجلا ام اجلا و ستخسر ايضا الشعوب العربية و الحكومات العربية الجديدة فروسيا تعلم ان اهدافها الاستراتيجية المقبلة و رؤيتها في الشرق الاوسط ستتوازى مع اسرائيل اللتي بدون شك لن يعجبها التعامل مع دول اسلامية في حال صعود الاسلاميين في سوريا مع مصر و قد تلتحق الاردن و لبنان بهم و ستحس اسرائيل بعزلتها في بقعتها الجغرافية لذلك ستكون اسرائيل الهدف للتعاون الاستراتيجي المقبل لروسيا بوتين لان روسيا ستتمتع مع اسرائيل (اسرائيل تتمتع بكره تاريخي من العرب) بكره و حقد عربي شعبي و حكومي ما سيجعل هذه المرة روسيا من تبحث على اسرائيل و ليس العكس و ستساعدها اقتصاديا و عسكريا و سترفع روسيا اياديها من العرب الحاقدين عليها و هذا احد اسباب تشجيع روسيا ما يحصل في سوريا حاليا من تدمير للبنية التحتية و نشوب حرب اهلية و تطويل عمر النظام  فهذا هدف روسيا حاليا و هو تدمير سوريا عدوتها المستقبلية بعد زوال نظام الاسد و تريد بذلك تحويل سوريا الى دولة منعزلة و ضعيفة تحتاج لسنوات ضوئية لبنائها من جديد  ليصبح شعبها يترحم على ايام روسيا و الاسد و بتحطيم سوريا ستتحطم بصورة اوتوماتيكية لبنان و بذلك تكون روسيا قضت على اعدائها المستقبليين الذين يتوعدونها اليوم و ستحسن علاقتها مع اسرائيل اللتي ستصبح قلعة تحمي مصالح الروس من ايادي الاسلاميين في الشرق الاوسط خاصة ان اسرائيل في ذلك الحين ستبحث عن دعم دولي اكبر لمواجهة موجة اسلامية في المنطقة فستكون روسيا و معها حلفائها في شرق اسيا (الصين و الهند) احجار الامان لاسرائيل فحتى الغاز سوف لن تبحث عنه اسرائيل عند الجارة الاسلامية مصر و حتى النفط بل سياتي من روسيا اللتي تعتبر أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، وثاني دولة من حيث التصدير، و هذا ما يجعل روسيا ليست في حاجة إلى إمدادات النفط من العالم العربي، فهي تحصد فوائد السيطرة على أسواق الطاقة الإقليمية. و بالتالي، فروسيا ليست في حاجة إلى استرضاء الكتلة السنية خاصة ان روسيا لديها مشاكل خاصة كما قلنا مع الإسلاميين في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ما يشبه مشاكل اسرائيل مع جيرانها الاسلاميين،
اما امريكا فلن يزعجها الدعم الروسي لاسرائيل لان اهم اهتمامات امريكا في اسرائيل هو قطعتها الجغرافية اللتي تسمح لامريكا بوضع اقدامها  و معاينة عن قرب للسيطرة على ما يحدث في الشرق الاوسط اما تجاريا و اقتصاديا و حتى عسكريا لم تعد اسرائيل سوق مربحة كثيرا للامريكان و في نفس الوقت اصبحت اسرائيل ترى بعيون خبرائها و مراكز ابحاثها تراجعا في الدور الأميركي، بل تخبطا إقليميا ودوليا وعلى الجبهات السياسية والاقتصادية، خاصة بعد التورط في أفغانستان والعراق، وبالتالي تشتت القوة الأميركية، وبروز مراكز وأقطاب دولية جديدة في زمن عولمة السياسة والاقتصاد والمال والإعلام والمعلومات سيدفع اسرائيل للبحث عن دعم جديد خاصة ان الحرب القادمة (بعد انهيار ايران الشيعية على ايادي الدول العربية السنية ) اتوقع ان تجمع من جهة الاسلاميين في الدول العربية و اسلاميو روسيا و وسط اسيا و تركيا و من جهة اخرى روسيا و اسرائيل مدعومين بالاقتصاد الصيني و الديمغرافيا الهندية اما امريكا و الغرب فسيكتفون ظاهريا بالمشاهدة من بعيد دون دعم اي جانب من الطرفين خاصة انهم (امريكا و الغرب) يعانون من بعض المشاكل الاقتصادية ما تسبب في ازمات داخلية يريدون حلها و الابتعاد و لو مؤقتا عن الساحة الدولية
 
ملاحظة : هذه فقط نظرية من النظريات الكثيرة الموجودة في عقلي اللتي اراها ممكنة في المستقبل قد تصيب و قد تخطئ
 

المصدر: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/02/15/251353.html

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك