الطائفة العلوية.. كرة بين بشار وإسرائيل

الطائفة العلوية.. كرة بين بشار وإسرائيل

عبدالعزيز الخليل

لا يعبر تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي عن استعداد الكيان الصهيوني لاستقبال الطائفة العلوية –حال سقوط بشار- في هضبة الجولان المحتلة، إلا عن خروج الدعم الإسرائيلي للنظام السوري من مرحلة الخفاء إلى حيز العلن، فلا يخفى أن إسرائيل وأمنها هي بوصلة الحراك الدولي تجاه الثورة السورية والعيون الإسرائيلية هي منظار الدول في مسرحية تبادل الأدوار، وبعد الدور الدولي جاءت لتقدم دعمها للنظام داخليا بصورة مواربة، فتزامن هذا التصريح المريب مع مرحلة الرسائل الداخلية التي أطلقها بشار لأنصاره في خطابه الأخير بشقيه (الجامعة والساحة)، ولأن نتائج الخطاب لم تكن بمستوى توقعات النظام إذ خاب أمل المؤيدين بخطاب حاسم بالبدلة العسكرية الموعودة، فلما فشل التأميل  جاء التخويف والتهويل ممن يفترض به أن يكون عدواً (الكيان الصهيوني) لشحن هذه الطائفة للاصطفاف خلف النظام إلى آخر قطرة، من خلال الإيهام بأن السقوط سيتبعه مجازر، وجعل الطائفة مع مكونات أخرى تتمترس خلف انتمائها، فتصطف خلف نظام قاتل وظالم خوفا من قادم مجهول، وبذا يصبح الحراك الثوري فئويا لا وطنيا.
 

 

غير مستغرب أن النظام في كل ما مضى من عمر الثورة السورية لم تتوجه رسائله إلا إلى الخارج (أخرها التفجيرات المفتعلة) ولكنه بدأ يحسّ أن التململ بدأ يدب في أنصاره، فحول بوصلته إليهم ليبقي على التماسك في نظامه ولو ظاهرياً، وقد سمعنا كثيراً أن النظام استعان بشركات علاقات عامة لتحسين صورته أمام الغرب، غير أنه بدأ الآن يستعين بعدوٍ صديق له لإبقاء أنصاره والحفاظ على تماسكهم. من خلال رسائل إنقاذية، فسبحان مغير الأحوال، وكاشف النوايا!
 ولعل من فضائل تأخر النصر في ثورتنا أنها ستنتصر ولن يكون فيها طابور خامس يتلطى للثورة أو يتربص بها، فقد رفعت الغطاء عن الجميع وأظهرت معادن الرجال، وعرّت رموز الحكم وفسادهم وإفسادهم فضلا عن مؤامراتهم مع الأعداء الأصدقاء.
وأما الطائفة العلوية فخياراتها محدودة باشتراطات النظام، إذ مرفوض أن تكون على الحياد، وعليها أن تصطف إلى جانبه، فأوهمها بربط مصيرها بمصير النظام، ولاشك أن مصيرهما مفترقان.
وعلى عقلاء الطائفة أن يعوا الحكم لم يدم لأحد وإلا لما وصل إليهم، وأن النظام زائل والوطن باقٍ، وقد يفر بعض رؤساء النظام بزواله، ولكن من يبقى في وطنه عليه أن ينظر إلى الحقيقة التاريخية فلا يراهن على خيارات العابرين في التاريخ، وليؤمن مستقبل أبنائه في وطن مشرق يبنيه مع إخوته الذين يطرزون النسيج السوري المتآلف عبر الزمن.  
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك