تحاورالقادة العرب لأجل علاقاتهم التطبيعية

تحاورالقادة العرب لأجل علاقاتهم التطبيعية

بقلم:محمد رشاد عبيد

قادتنا العرب الأشاوس راهنوا على مفاوضاتهم للسلام غير المشروطة مع بوش الابن وأيهود ألمرت منذ قرابة الثلاثة أعوام؛ منذ العام 2005 مروراً بقمة الرياض في آذار- مارس عام 2007 ، حتى العام الجاري 2008 ونهاية ولاية كلاً من جورج بوش وتقديم ألمرت استقالته؛ مرغما بعد فضائح ملف الفساد والدعم المالي الذي قدمه لحملاته الانتخابية لرئاسة الحكومة الإسرائيلية رجل الأعمال اليهودي تالانسكي؛ إلا أن الوقائع على الأرض لم تصب في مصلحة العرب أبداً، فالمفاوضات الفلسطينية والعربية مع الجانب الإسرائيلي والأمريكي لم تمنع عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو تفك حاجزا واحداً من بين أكثر من ستمئة حاجز في الضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة، أو أنهت الحصار الدولي الخانق على قطاع غزة، أو منحت الفلسطينيين دولة مستقلة بهم وعاصمتها القدس الشريف.. وإنما عكس ذلك تماماً فتحولت إلى مفاوضات عبثية مجانية.
الزعماء العرب لن تتغير سياستهم وعلاقاتهم مع أوباما الرئيس الأمريكي الجديد؛ ولن يعملون لمصلحة شعوبهم ودينهم الإسلامي وثوابتهم الوطنية العربية. فها قد شاركوا وحضروا مؤتمر حوار الأديان الذي ترعاه المملكة العربية السعودية بمشاركة الأمم المتحدة، والذي بدأ أعماله في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي11 تشرين الثاني(نوفمبر)2008 ، وأنتهى واختتم أعماله يوم أمس وكنا على يقين أنهم لن يضعوا أمام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس قضايا تخدم مقدساتهم وأراضيهم العربية الإسلامية؛ وهي القضايا التي تتصل بالتعايش والحوار من أجل ومع الاديان السماوية، وعلى رأسها وقف الحكومة الإسرائيلية من بناء مستوطناتها في الضفة والأراضي المحتلة في فلسطين وفي باحة المسجد الأقصى في القدس الشريف؛ و التعهد باحترام اليهود الإسرائيليون للعرب والمسلمين الفلسطينيين في مدينة عكا و بعدم التحرش بهم، أو استفزازهم أو محاولة الاقتتال معهم تمهيدا لطردهم وتطفيشهم من عكا حتى تبقى خالصة لليهود دون غيرهم.
أو أن يطالبوا الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما بسرعة الإفراج عن المعتقلين على خلفية ديانتهم الإسلامية؛ وبتهم الإرهاب الملفقة ضدهم والتي عجزت إدارة بوش على الإتيان بدلائل قانونية تثبتها؛ على سبيل المثال لا الحصر: قضية الشيخ اليمني محمد بن علي المؤيد إمام وخطيب مسجد الإحسان جنوب العاصمة اليمنية صنعاء؛ الذي يقضي هو ومرافقه السيد محمد زايد في غوانتاناموا قرابة 6 سنوات؛ المشرف العام على مركز الإحسان الخيري في اليمن؛ الذي أجلت محكمة الاستئناف النطق بالحكم بقضيتهم إلى 17 تشرين الثاني(نوفمبر) الجاري.
فزعماءنا العرب فضلوا أن يكونا ودولهم مثل البقرة العربية الأصيلة الحلوب، التي تقفز من حضيرتها إلى حضيرة أخرى (أمريكا أم .. غيرها من دول الغرب ) ، من أجل أن تأكل ما شاءت من الزرع والثمار البخسة(المساعدات المالية الأمريكية والغربية السنوية للدول العربية)؛ فهم لا يهمهم إن تغير الزعماء في أمريكا أم غيرها، فالمهم عندهم أن لا تتغير العلاقات والسياسات التفاوضية التطبيعية المجانية، وإلا لماذا هذا التعتيم الإعلامي الشديد على الإعلاميين والصحافيين العرب في مؤتمر لحوار قضايا دينية ترعاه الأمم المتحدة؟ فقادتنا العرب يلهثون من أجل السلام العربي الصهيو- أمريكي الزائف والكاذب.والسادة الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني قد بزوا جميع زملائهم الزعماء وضربوا أخلص الأمثلة في ذلك.
 

المصدر: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/11/14/150850.html

الأكثر مشاركة في الفيس بوك