حوار حول واحة العلوم القطرية ومشاريعها الحضارية

حوار حول واحة العلوم القطرية ومشاريعها الحضارية

 تتجاوز واحة العلوم والتكنولوجيا بإنجازاتها العلمية الرائدة عمرها الزمني بكثير، حيث استطاعت في زمن قياسي أن تحقق رؤية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى للنهوض بالإنسان عبر ربط التنمية في البحث العلمي، وبناء مجتمع المعرفة. وباتت الواحة الوجهة العالمية لإنتاج مشاريع الابتكارات العلمية في أربعة محاور اختارتها مجالا لأنشطتها، وهي: الطاقة والبيئة والصحة وتكنولوجيا المعلومات، حيث استقطبت 41 شركة عالمية تستثمر 655 مليون دولار بمشاريع علمية فائقة الأهمية،
وتبدو واحة العلوم اليوم وبعد أقل من سنتين على تدشينها مطابقة تماما لرؤية سموه الهادفة لأن تكون الواحة "رافداً للتنمية البشرية، حاضنة للإبداع والابتكار، ملاذاً آمنا للبحث العلمي الحر بشقيه الأساسي والتطبيقي، جاذبة للخبرات الوطنية والدولية، فضاءً تتحالف فيه وتتكامل الثقافات والأعراق تكاملاً مؤسساتياً، من خلال تنفيذ خطط وبرامج المراكز الجامعية النوعية جنباً إلى جنب مع استثمارات المؤسسات الصناعية ومراكز البحث والتطوير بها".
واحة العلوم تعتبر بحق منصة انطلاق قطر إلى عصر المعرفة والبحث العلمي، وبيئة حاضنة للمشروعات، ومركزاً للفكر والإبداع الحضاري، مما يجعل استكشاف معالمها والتعرف على مشاريعها سبقاً صحفياً.. ولذلك لا بد من سبر أغوار هذه القلعة العلمية، التي باتت أبرز معالم قطر، والتجول في أرجاء هذه المنطقة الحرة للاقتصاد المعرفي، حيث يمتزج الشعور بين الفخر والاعتزاز ، وبين الانبهار والدهشة لسرعة ومستوى الإنجاز.. ومن خلال الحوار التالي مع السيد حمد محمد الكواري مدير بحوث الطاقة نتعرف على مشاريعها، ومرافقها، ومزاياها:

نقلة في عالم التكنولوجيا
* حدثنا عن واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، وعن رؤيتها والاستراتيجية التي تعمل من خلالها؟

ـ الواحة هي نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا وهي عبارة عن مركز من المراكز التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والواحة بدأت في عام 2004 عندما صدر قانون لإنشاء المنطقة الحرة، وهذه المنطقة تقدم فوائد كبيرة للشركات ومعفية من الضرائب، ويمكن أن تكون الشركات أجنبية بنسبة 100 % ويجب أن تكون الشركات التي تفتح في الواحة تهتم بالتطوير التكنولوجي، وتهتم بالجانب التقني والتطوير، والواحة تهدف إلى توفير استراتيجية للتطوير التكنولوجي وتنفيذه في قطر، وهي عبارة عن محرك لتسريع البحث والتطوير التكنولوجي، كما تسعى لدعم البحث والتطوير التكنولوجي تماشياً مع الأهداف الوطنية. وتهدف إلى إطلاق صناعات جديدة قائمة على المعرفة. إضافة إلى نشر تقنيات لدعم الجامعات والصناعة. وهي عبارة عن مركز للإبداع. وتسعى إلى الاندماج مع جامعات ومراكز المدينة التعليمية. وتقدم واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر الدعم لبرامج التسويق التجاري، وتسعى لإبرام شراكات مع الجامعات والحكومة والصناعة، إضافة إلى تطوير الأعمال والخدمات العملية، وتقديم خدمات تطوير القدرة البحثية، والخدمات التقنية والتسويقية.

655 مليون حجم الاستثمار
* كم يبلغ عدد الشركات التي تضمها واحة العلوم والتكنولوجيا؟

ـ هناك 41 شركة في واحة العلوم، أما الشركات الأعضاء فيبلغ عددها 36 شركة. ويبلغ حجم الاستثمارات داخل الواحة 655 مليون دولار. وتعمل الواحة في إطار 4 محاور، وهي: الطاقة والبيئة والعلوم الصحية وعلوم المعلومات. وأي أبحاث تجرى في الواحة تكون في إطار هذه المحاور الأربعة. وهذه المجالات الأربعة مرتبطة برؤية قطر 2030، ويمكن أن نضيف محاور أخرى تتناسب مع احتياجات الدولة، كمحور الأمن الغذائي والبحث العلمي، وهذه تقريباً الاستراتيجية التي نعمل من خلالها.

إنشاء محطة كهربائية
* حدثنا عن استثمارات الواحة في مجال الطاقة الشمسية، ما هي الخطط التي تسعون لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟

ـ عندنا ثلاثة محاور رئيسية في مجال الطاقة، ويعتبر مجال الغاز والبترول أحد أهم احتياجات الدولة، وعندنا مشروع مشترك مع قطر للبترول، وشركة شل جامعة امبريال في لندن، لابتعاث طلاب قطريين وغير قطريين في الماجستير والدكتوراه. والمشروع عبارة عن دراسة لأنواع المكامن البترولية في الدوحة، وكيفية التعامل معها، ومن أهم أهداف المشروع هو أن

هذه المعلومات تكون موجودة في قطر للبترول، بحيث تتم الاستفادة منها في مجال البترول والغاز.
أما فى مجال الطاقة النظيفة فعندنا مشروعان الأول هو إنشاء محطة كهربائية للأبحاث وليست لإنتاج الطاقة وهذه المحطة سيكون مقرها داخل الواحة وهى تنقسم إلى قسمين قسم للألواح الشمسية والقسم الثاني لاستخدام طاقة الشمس عند انعكاسها على المرآة وهذه المرآة تعكس الأشعة على أنبوب يحتوي على نوع معين من أنواع الزيوت وتأخذ هذا الزيت وتستخدمه وتنقل حرارته إلى المياه وبالتالي فان الماء يتحول إلى بخار والبخار يستخدم في مجالات المحركات ويتحول إلى كهرباء.
ولابد أن نعرف المشاكل التي تعانى منها دولتنا والتغلب عليها ببعض الحلول التكنولوجية ومن أهم المشاكل التي نعانى منها هي ارتفاع درجات حرارة الطقس بشكل كبير والرطوبة الزائدة والغبار وهذه المحطة التي سيتم إنشاؤها ستكون بحجم 500 كيلو واط وهي المحطة الرئيسية للتجارب وعندنا حاليا 21 شركة سيقدمون العروض التكنولوجية التي يملكونها ونحن نختار التكنولوجيا الأفضل.

وبالنسبة للمحطة الكهربائية فقد تم اختيار الموقع داخل الواحة والآن بدأنا بعملية التصميم التفصيلي للمكان ومن المتوقع أن ترى النور نهاية 2011.

بحوث الطاقة
*ما أهم البحوث التي تجرى في مجال الطاقة؟

تسعى الواحة لإدارة الأصول الإستراتيجية للنفط والغاز وعلوم الأرض وهندسة الصهاريج وحبس وعزل غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) ودراسة مصادر الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية والبولي سيليكون ومشتقات عالية الجودة من النفط والغاز.

ملاءمة التكنولوجيا لقطر
ما الإضافة التي ستحققها هذه المشاريع لقطر؟

ستعمل على فهم أنواع التكنولوجيا المختلفة وثانيا ستعطى الأشخاص المهتمين في الدولة التكلفة الحقيقية لإنتاج الكهرباء بهذا النوع من أنواع التكنولوجيا ومن هنا ينتهي دور الواحة ويبدأ دور الجهات الأخرى في الدولة كوزارة الصناعة، نعرف مدى توجهات الدولة فإذا توجهت نحو الطاقة الشمسية فنحتاج إلى دعم لهذه المشاريع. والواحة عليها أن تثبت مدى ملاءمة التكنولوجيا لدولة قطر ومدى الاستفادة منها وما المعوقات التي تواجهها هذه التكنولوجيا إذا تم تطبيقها في قطر وما الدعم المطلوب.

عالم التكنولوجيا
هل الواحة تبحث عن آخر التكنولوجيات في هذا المجال على مستوى العالم؟

هذا شيء أكيد لأن التكنولوجيا التي نبحث عنها في هذا المشروع تكون أما تكنولوجيا موجودة بالسوق أو ستدخل السوق خلال العامين المقبلين.

*هل سيتم تصدير هذه التكنولوجيا إلى خارج قطر عند الانتهاء منها؟
إن واحة العلوم والتكنولوجيا ترحب بتصدير المعرفة إلى الدول الأخرى خاصة دول مجلس التعاون الخليجي وواحة العلوم على اتصال مباشر مع العديد من الشركات الخليجية.

مشروع فرانهوفر
*استأثرت اتفاقية الطاقة الشمسية لإنتاج الكربون مع شركة فرانهوفر الألمانية باهتمام الصحافة العالمية ما أبعاد هذه الاتفاقية ومتى سيبدأ العمل بها وماذا ستحقق من انجازات؟
بالنسبة للمشروع الذي تم التوقيع عليه في برلين في 30 سبتمبر من العام 2010م مع فرانهوفر للأبحاث وهو عبارة عن 54 مركزا فى ألمانيا ، وهذا المشروع عبارة عن مفاعل يستخدم أشعة الشمس لتكسير غاز الميثان وتحليله إلى عنصر الكاربون الأسود النقي وغاز الهيدروجين النقي. مما يقلل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. والهيدروجين يستخدم في توليد الطاقة أو في مصانع المواد الكيماوية. والكربون النقي أيضا له استخدامات كثيرة وبداية المشروع كانت الفكرة أن المنتج الأول هو الهيدروجين والمنتج المصاحب هو غاز الكربون ونحن كنا قادرين على إقامة المشروع من دون أي شريك لكن نحن نبحث عن شريك استراتيجي عنده الخبرة في كيفية أخذ الفكرة من الجامعة وتنفيذها وطرحها في السوق. وقد نالت فكرة المشروع إعجاب القائمين على معهد فرانهوفر مما دعاهم للدخول بالمشروع بنسبة 50 % من تكلفة المشروع.
تصنيع أول مفاعل
حدثنا عن رؤية هذا المشروع وإستراتيجيته المقبلة؟

سيتم تصنيع المنتج الأول لهذا المشروع في ألمانيا وستتم تجربته والتأكد من جودته وتطويره وعندما تثبت جودته بنسبة 100 % ومعرفة العقبات التي ربما قد تظهر في عملية التنفيذ. ثم ينتقل العمل إلى داخل واحة العلوم والتكنولوجيا. وقد بدأ العمل على تنفيذ المشروع ومع بداية 2011 سنعلن عن تصنيع أول مفاعل ونتائج التصنيع.
متى سيتم انجاز المشروع؟
لقد بدأ تنفيذ المشروع ومن المتوقع أن نحصد نتائجه في يونيو 2012 حيث ستنتهي المرحلة الأولى وبناء على هذه النتائج ستتضح الصورة النهائية للمشروع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرق 6/1/2011م، باختصار.

المصدر: http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=165253

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك