الغزو الفكري وأساليب المواجهة

الغزو الفكري وأساليب المواجهة

بقلم : محمد علي التسخيري

إذا شئنا أن نستوعب كل المساحة الثقافية - من خلال المنظور الإنساني الإسلامي - فمن المحتّم القول بأنها تمتد إلى حيث تمتد التركيبة الإنسانية نفسها، وهذا يعني شمولها للجوانب الإنسانية الثلاثة التالية :

1  - الجانب التصوّري والعقائدي: بما يشمل كلّ المفاهيم التي يملكها الإنسان عن الكون والحياة والإنسان، وبالشكل الذي يتناول السنن التاريخية والقوانين الحاكمة كلّها .

 2  - الجانب الإحساسي العاطفي: بما يشمل الغرائز والميول الأصيلة والمعدّلة تبعاً للتربية الخاصة، وتكوين المصاديق المتعالية، كتحويل حبّ الذات الضيقة إلى حبٍّ للذات المتسعة الخالدة، من خلال الإيمان بالآخرة .

  3  - الجانب السلوكي العملي: وهو بطبيعة الحال يشمل كل موقف يتخذه الإنسان، حتى فيما بينه وبين نفسه، كما أنه متأثر بالجانبين السابقين تمام التأثر، وخصوصاً بالجانب الثاني، حيث فسّر المحللون النفسيون الإرادة الإنسانية بالشوق المؤكّد، بالرغم من أنَّ الشوق المؤكد هو المرحلة الأخيرة التي تسبق تصميم الإنسان على العمل - كما نعتقد - فإن الإنسان يبقى يمتلك الحرية في أحرج الضغوط العاطفية .

الترابط بين المساحات الثلاث

وإذا قبلنا هذه الحقيقة فعلينا أن نؤمن بالكل الثقافي المترابط، وأن نعتبر أي انفصال بين الأجزاء آنفة الذكر عملية مؤقتة، وأي قول بالفصل الدائم بين المساحات مجازفة يكذّبها الوجدان والنصوص الشريفة. كما أن هذا الإيمان والقبول يفتح أمامنا بابًا تربويًا وإعلاميًا واسعًا، ننفذ من خلاله إلى المقصود أولاً، ونكتشف أيضًا - عبره - التآمر الإعلامي على الوجود الثقافي ثانياً .

وإذا تأمّلنا واقعنا الوجداني رأينا حقيقتين مهمتين :

الأولى: هذا الترابط المحكم بين أبعاد الكل الثقافي الإنساني بما يمكن أن يرجع كل الإنسان إلى المحور الواحد المسيطر وهو النفس الإنسانية، فهي التي تتثقف في الواقع، وإن كانت المسارب أو المظاهر متفاوتة .

الثانية: نتيجة لهذا الترابط وهذه الوحدة الوجدانية فإن أي تنافر بين جزئين منها يعد أمرًا طارئًا على التركيبة الطبيعية الإنسانية سرعان ما تتغلّب عليه لتحقيق الانسجام الكامل. ومن هنا نستطيع أن نفسر الكثير من النصوص القرآنية من قبيل :

* قوله تعالى: ﴿أرأيت الذي يكذّب بالدين* فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم﴾ .

وقوله تعالى: ﴿ثمَّ كانَ عاقبةَ الذين أساؤوا السّوأى أن كَذَّبـُوا بآيات الله﴾ .

وقوله تعالى: ﴿إليهِ يصعَدُ الكَلِمُ الطيب والعملُ الصالحُ يَرْفَعُه﴾ .

وغيرها من النصوص الشريفة .

وفي ضوء هاتين الحقيقتين، علينا أن نعالج ثقافتنا على كل الصُّعُد، ونلاحظ مدى النفوذ الغربي فيها .

العدو يستهدف كل الجوانب

ويبدو أن العدو - في حملته الثقافية - استهدف الجوانب الثلاثة بشكل عَرَضيّ وفي آن واحد، إدراكًا منه لهذا الترابط، وتحقيقًا لمهمته الرئيسة، وهي قتل الشخصية الإسلامية في وجود الفرد والأُمة، وبالتالي تحقيق الأرضية السهلة لعملية الاستغلال الكبرى .

فعلى الصعيد التصوري: عمل الإعلام الغربي - والأفضل أن نسميه بالإعلام الاستكباري العالمي - نظراً لطبيعته ودوافعه الحقيقية الكامنة في طغيان الحيوانية والمادية في وجوده - على التغريب الثقافي عن العقيدة والتصورات الأصيلة مستغلاً فترات الجهل، والاتجاهات القشرية الخالية من روح الإسلام، والمركزة على جوانب جزئية عابرة، مكبرة إياها، وجاعلة هذه الجوانب هي محور الصراع وتضارب الآراء، عاملة - بالتالي - على نسيان التصورات الإسلامية التغييرية الكبرى، وترك الميدان الاجتماعي لكل المبادئ المدعية للعدالة والإصلاح، وهي في الواقع ضد ذلك .

ومن هنا رأينا اتجاه كثير من جيلنا الشاب نحو المبادئ التي احتلت زوراً موقع البطولة الثورية، والمطالبة بالقضاء على الظلم بعد أن أخْلَت هذه الآراء القشرية ذهنية جيلنا المسلم من المبادئ الإسلامية، والإسلام هو دين الصراع ضد التفرعن والفراعنة والطغاة، وهو دين الجهاد المتواصل ضدّ أي نمط من أنماط الظلم والاستبداد والاستغلال .

ثم إن العدو، وتأكيدًا لعملية التغريب الآنفة، راح يزرع الشبهات تلو الشبهات في النفوس تجاه الإسلام عقيدةً ونظامًا، وتجاه إمكان تطبيق الإسلام، وهو دين المجتمع القبلي - كما يدعون  - فكيف يمكن تطبيقه في مجتمع القرن العشرين؟ !

ولم تكن الشبهات عادية وإنما هي تشمل الحقول الفلسفية والمنطقية، تمامًا كما تشمل الجوانب العملية. وهذه الشبهات عندما تصب في روح الشباب الفارغ فإنها تعصف برؤيته ومفاهيمه، وإذا تم ذلك ضَمِن الاستكبار انحراف الإحساس فالعمل بلا ريب. وإذا تمهد السبيل للنفوذ الغربي جاء دور بث الفكر الالحادي المسموم لتحقيق المرحلة النهائية من العملية، ليصوغ الإنسان المسلم مبشراً للماركسية بقيمها الواطئة أو الرأسمالية بجشعها ولؤمها، وعلى أي حال؛ يغدو عدوًا للأمة وعميلاً للأجانب الأعداء .

وأما على الصعيد العاطفي : فإن خطته الخبيثة يمكن أن تتلخص بعمليتين :

الأولى : عملية إضعاف الروح الأخوية الإسلامية؛ روح إحساس المسلم أينما كان بألم المسلم الآخر، وإحلال الروح المحلية، والقطرية، والقومية، وحتى الوطنية الضيقة وغيرها .

أَمّا العملية الثانية فهي عملية توجيه العواطف والدوافع نحو المادية السلوكية، الأمر الذي يترك أثره على الجانبين العقائدي والعملي بكل قوة، فتتحول المادية العاطفية إلى مادية عقائدية .

وقد استغل الاستكبار الغربي كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف وما زال يستخدمها حتى يومنا هذا في أرضنا الإسلامية، ونذكر منها: النماذج الخلقية المنحطّة، والمجلات والصحف الخليعة، والإذاعة المسموعة والمرئية، والسينما والمسارح، ومحلات الدعارة وبيوتها، والملاهي والمراقص، والحفلات الماجنة، ومعسكرات الشباب ومنظماته، و(البلاجات) والمسابح المشتركة والرياضة وتعاطي الخمور، والتشجيع على استهلاك وسائل التجميل، والتشجيع على ارتكاب الجريمة، ودفع المجتمع نحو المخدرات واستغلال الإبداعات والأعمال الفنية لهذا الغرض. ومن تلك الفنون المستغَلَّة: أنواع الفنون التشكيلية والموسيقية واستغلال النتاجات الأدبية كالقصة والشعر، وتربية الشعب على تقليد الغرب الخليع في مختلف الشؤون كاللباس والسكن والسلوك، وفسح المجال للجمعيات والعناصر المندسة من : الصهاينة والبهائية والماسونية، ورواد نوادي الروتاري والملحدين، ليساعدوا في إذكاء نار الفساد، وترويج الأفلام الخلاعية عبر أجهزة (الفيديو)، وإشاعة عملية المراسلة غير النزيهة بين الجنسين، وتشجيع عمليات المقامرة في المقاهي العامة الكبيرة منها والصغيرة، وفي المسابقات الرياضية، وسباق الخيل من قبل المتفرجين، وغير ذلك الكثير الكثير من الأساليب الرخيصة. ونؤكد هنا أن الكثير من هذه الوسائل الإعلامية اكتسبت ضعتها من أهدافها الوضيعة لا من طبيعتها كوسائل إعلاميّة مجرّدة .

وبالتالي فعلى الصعيد العملي: كان هدفه المرحلي هو إبعاد النظام الإسلامي عن توجيه الحياة الإنسانية، وإحلال النظم الغربية المادية محله، بشكل كلي، أو في غالب الأحوال، وهنا أيضًا تنوّعت الأفكار التي مهّد بها لهذه العملية، فشملت :

ـ فكرة فصل الدين عن السياسة، وقصر الحياة الدينية على الشؤون الشخصية والعبادية، وترك الشؤون الاجتماعية للفكر التنظيمي الغربي .

ـ وترويج الاتجاه الليبرالي المتحرر من التقيّد بالتوجيهات الدينية .

ـ وتحبيذ العلمانية في الحكم بكلّ صراحة، أو بشيء دستوري يذكر الإسلام كدين للدولة تمويهاً، في حين يحجر عليه أن يصوغ مجمل الحياة الاجتماعية إلا بما لا يتعارض مع المصالح الغربية وما ينحصر في المسائل الشخصية الضيّقة .

وقد مهّدت لهذه الفكرة أفكار أخرى مخادعة من قبيل: فكرة تعقّد الحياة، ولزوم التطوير في كلّ مجالاتها، وعدم قدرة النظم الدينية على مواكبة هذا التطور، باعتبارها تؤمن بالمطلقات التشريعية، وهذه المطلقات لا تنسجم مع عملية التغيير المستمر، وكذلك فكرة التخويف من الحكومة الدينية، أو ما يسمونه بالاستبداد الديني، مذكّرين بما جرى في القرون الوسطى من الظلم الكنسي، وكيف وقفت الكنيسة إلى جانب الاقطاع المستبد، وأن هذا لا ينسجم مع الدولة الديمقراطية الحديثة، وغير ذلك من الأفكار التي مهدت - كما قلنا  - للعلمانية، فإذا بنا نجد الأرض الإسلامية تضج من وجود الحكم العلماني المغلّف، دون أن يشعر أكثر الأفراد بمدى الجريمة التي ترتكب عبر ذلك .

والأنكى والأمرّ من ذلك، إن بعض الناس من عملاء الغرب ووسائله الإعلامية المحلية العميلة راحت تدعو لإعادة النظر في الإسلام نفسه !!

فهناك من يدّعي أن الإسلام قد استنفد أغراضه التاريخية .

وهناك من يرفع نداءه طارحًا فكرة (البروتستانتية الإسلامية ).

وهناك من يطرح النظم الغربية أساساً يجب أن يحوَّر الإسلام نفسه بحيث ينسجم معها، فتجد شيوع تعبيرات : (الديمقراطية الإسلامية، والاشتراكية الإسلامية.. الخ ).

ولما لم يجد آذانًا صاغية راح بعض الأفراد يطرح الأفكار التلفيقية التي تأخذ من هذا ضغثًا ومن ذاك ضغثًا وتقدّمه على أساس أنه الإسلام المواكب لمسيرة التطور !!

وهذا القسم الأخير هو أشدّ الأقسام خطورة على جيلنا الإسلامي الناشئ. ونحن في إيران عانينا من كل الأفكار الماضية كثيراً، إلا أن الاتجاه التلفيقي بشكله الغربي أو الشرقي كان يشكل العقبة الكأداء في عملية أسلمة الحياة الاجتماعية أسلمةً كاملة، لكن الثورة الإسلامية تخلصت من كل المنحرفين بعد أن تآمروا على كل المكاسب الإسلامية .

خطوط المواجهة الإعلامية للغزو الثقافي

ونستطيع أن نميّز - في مجال مواجهة الغزو الثقافي الآنف على الصعيد الثقافي والإعلامي - خطوطاً، أهمها خطان :

أولاً: الخط الإعلامي الثوري البنّاء

وقد امتاز هذا الخط بميّزات منها :

أ - وعيه للإسلام وعيًا نافذًا، وإدراكه العميق الأصيل لنظرته الحياتية التغييرية الشاملة .

ب - إدراكه لأبعاد الغزو الثقافي ومساربه ومظاهره .

جـ - تركيزه على محور المشكلة دون إهمال جوانبها وفروعها وتفصيلاتها، وبالتالي دعوته للتغيير الثوري والإصلاحي في آن واحد .

د - تقديمه الطروحات الإسلامية للجيل، وبعث حركة ثقافية جديدة .

هـ - تحريك الحس الإسلامي الحماسي المطلوب وعدم الاكتفاء بالتنظير الفكري الجاف، وهذا النوع هو الذي استطاع أن يقدّم خدمات جلّى على صعيد المواجهة وأن ينقذ الأمة من وهدتها .

ثانياً: الخط الإعلامي السطحي

والذي تميّز بما يلي :

أ - بطرح الإسلام شعارًا برّاقًا، والتذكير بالأمجاد دونما عمل على تقديم الطروحات الحياتية .

ب - بتحبيذ الإصلاحات الجانبية وغضّ النظر عن الكثير منها خوفاً من الانفلات .

جـ - باتباع أسلوب المساومة السياسية مع الحكّام المرتبطين، مهما بلغ بهم الارتباط، والاكتفاء منهم ببعض الظواهر الكاذبة .

ولهذا نجد جماهيرنا المسلمة تمجّ هذا الأسلوب، وترفض التعامل معه كإعلام إسلامي، ممّا أفقده تأثيره لا على صعيد المواجهة فحسب، بل وحتى على صعيد التأثير الجزئي، فلم يعد يحقق حتى ما يتوخى العملاء تحقيقه من تخدير وتغطية، وأمامنا تجارب حديثة جدًا، حاول فيها أمثال هؤلاء التمويه وتشويه الإرادة الإسلامية من خلال إعلام واسع الأبعاد وعلى الصعيد العالمي، فكذّبته الجماهير المسلمة وأسقطته من فوق عروشه العاجية .

الإعلام القرآني جوهر النهوض

وإذا أردنا أن ننهض في مجال الإعلام المواجه والمربّي في آن واحد، فليس لنا من سبيل إلاّ سبيل القرآن والدعوة القرآنية، إننا مسلمون قبل كل شيء، لنا تصوراتنا ونماذجنا الخاصة بنا، والمستقاة من خالق الكون العليم بما يصلحه، والقرآن هو نموذجنا الأسمى في شتى المجالات، فهو: «الكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع» وهو: «ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تُهدم أركانه، وعزّ لا تُهزم أعوانه» وهو: «كتاب الله، تبصرون به وتنطقون به، وتسمعون به» فعلينا أن نعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي، فهو: «البحر الذي لا يدرك قعره ».

إنه كتاب التوعية، والتوعية في الإسلام تسبق أية خطوة أخرى، الإسلام دين التوعية والتربية، وهو بمقتضى واقعيته وفطريته يقرر لزوم أن ينفذ المرء إلى عمقه، إنه يعرض جوهرته الثمينة، لأنه يعلم أن قيمته ستنكشف بكل وضوح للجميع، ولذا فهو يرفض أي تقليد من العقيدة ويدعو للبحث والبرهنة: ﴿قل هاتوا برهانكم﴾. وهو يرفض أية عملية إكراه عقائدي ﴿لا إكراه في الدين﴾، كما يريد من الأمة أن تكون من أولي الأيدي والأبصار، قوية ببصرها وبصيرتها .

وفي مجال التعامل مع الآخرين يأمر الإسلام بالدعوة البيّنة الواضحة قبل كل شيء. يقول القرآن الكريم :

 ﴿ادعُ إلى سبيل ربِّكَ بالحكمة والموعظةِ الحسنَةِ وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربَّكَ هو أعلمُ بمن ضلَّ عن سبيلِه وهو أعلَمُ بالمهتَدِين﴾ .

 ﴿فلذلِكَ فادعُ واستقِم كما اُمِرت ولا تتّبع أهواءَهُم﴾ .

 ﴿ومن أحسنُ قولاً ممَّن دعَا إلى الله وعَمِل صالِحاً وقال إنّني من المسلمين﴾ .

 ﴿قل هذهِ سَبيلي أدعو إلى الله على بصيرةِ أنا ومن اتّبعني وسبحانَ اللهِ وما أَنَا من المُشركين﴾ .

وفي هذا يقول آية الله السيّد الصدر في كتابه (اقتصادنا ).

«والأمر الآخر: أن يبدأ الدعاة الإسلاميون - قبل كلّ شيء - بالاعلان عن رسالتهم الإسلامية، وإيضاح معالمها الرئيسية، معزّزة بالحجج والبراهين، حتى إذا تمت للإسلام حجّته، ولم يبقَ للآخرين مجالٌ للنقاش المنطقي السليم، وظلوا بالرغم من ذلك مصرين على رفض النور، عند ذلك لا يوجد أمام الدعــوة الإسلاميــة - بِصِفَتها دعوة عالمية تتبنى المصالح الحقيقية للإنسانية - إلا أن تشق طريقها بالقوى المادية، بالجهاد المسلّح ».

وقد جاء في كتاب «الكافي » للمرحوم الكليني عن الصادق (عليه السلام) قوله: «وقال أمير المؤمنين (عليه السلام ): بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن، فقال: يا علي لا تقاتلنّ أحدًا حتى تدعوه إلى الإسلام، وأيم الله لئن يهد الله عزّ وجلّ على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه يا علي ».

إنه أسلوب القرآن قبل كل شيء، الذي علّمه الله سبحانه لموسى وهارون عليه السلام: ﴿اذهبا إلى فرعون إنَّهُ طغى* فقولا له قولاً ليناً لَعلَّه يتذكّر أو يخشى﴾ .

إنها الدعوة - حتى عند مواجهة الطواغيت - عسى أن يهتدوا إلى الحق .

وها نحن نجد الرسول العظيم يكرر عبارة: «أدعوك بدعاية الإسلام» في رسالته إلى كسرى أنوشيروان، وقيصر إمبراطور الروم، تطبيقًا لهذا التعليم الإسلامي السامي. وهكذا راح الدعاة يبثون الدَّعوة إلى الأقطار. وقد ذكرت أسماء بعض الدعاة الأوائل الذين أُرسلوا لتحقيق واجب الدعوة إلى الله، ومنهم :

- عبد الله بن حذافة السهمي : مبعوث الرسول إلى إيران .

- حاطب بن أبي بلتعة  : مبعوث الرسول إلى مصر لدعوة المقوقس .

- دحية الكلبي : مبعوث الرسول إلى روما .

- عمرو بن أمية : مبعوث الرسول إلى اليمامة .

 - حرملة بن زيد : مع وفد معه إلى مدينة (أيلة) الواقعة على ساحل البحر الأحمر .

- المهاجر بن أبي أمية  : مبعوث الرسول إلى همدان .

- علي بن أبي طالب عليه السلام : مبعوثه الثاني إلى هذه المدينة .

- حذيفة بن اليمان  : مبعوث الرسول إلى الهند .

- عبد الله بن عوسجة  : مبعوث الرسول إلى قبيلة حارثة بن قريظ .

- جرير بن عبد الله البجلي : مبعوث الرسول إلى قبائل ذي الكلاع الحميري .

وغيرهم ممن حمل مهمة الدعوة إلى الشعوب .

وإذا أردنا أن نجد التطبيقات السياسية لهذا الأصل في التعامل الدولي، امكننا أن نلحظها في الوفود والبعثات السياسية المرسلة من هنا إلى هناك، وفي أساليب توضيح الحقيقة عبر الوسائل السمعية والبصرية، وفي مذكرات الإيضاح الموجهة، والمذكرات التفسيرية المقدمة إلى المؤتمرات الدولية .

وما تتميز به العلاقات الدولية الإسلامية: إنها تنظر لعملية التوعية والإيضاح - كرسالة إلهية ومبدأ ضروري  - يجب الالتزام به لا أن يتم اعتماد هذه السياسة ، باعتبارها مناورة سياسية، تنقلب بعدها الحقائق وتتغير الموازين متى ما تطلب الأمر ذلك

المصدر: http://www.rohama.org/ar/content/730

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك