الحوار الأيماني بين عبد الله المؤمن وسهيل اليماني ( عبد الجبار سعد)

الحوار الأيماني بين عبد الله المؤمن وسهيل اليماني ( عبد الجبار سعد)
( الحلقه الأولى )
حدثني سهيل اليماني ، قال : مازلت أتسقط الأخبار وأطلب وجه الحق فيما حدث في العراق حتى أدركت من لا تخطؤه الأنظار وإن تحيرت فيه الأفكار .. " عبد الله المؤمن " بطل الملحمه الكبرى وقائد " معركة الحواسم " .. فآنسني قربه ، فأسرفت في السؤال ولم يسرف هو في الجواب .. فكان هذا الحوار .. الذي لا زمان له ولا مكان .. ولكنه حديث حق وإيقان .. قال سهيل بدأتهُ بالسلام فرد عليَّ السلام بأحسن منه ثم قلت له
أيها العظيم .. أين أنت ؟
قال .. أنا هنا !
قلت : أين ؟ قال : حيث ترى
قلت له : لا أرى
قال : افتح عين بصيرتك فالأبصار هنا يصيبها العمـى
قلت وكيف لي أن افتح عين بصيرتي ..
قال اغلق عين بصرك أولاً ..
قلت له ثم ماذا ؟
قال ثم تنفتح لك أبواب عين اليقين
قلت ساعدني في ذلك
قال قد فعلت
قال سهيل اليماني فأغلقت عين بصري لتتفتح لي عوالم لا تحدها العباره ولا تومئ إليها الاشـــاره ثم رأيتنـي بين يدي عبد الله المؤمن أعاود الحوار معه .
بعد أن رأيته وهو يجيش الجيوش ويعد المحاربين ويلتقى القاده ورؤوس العشائر ويحدث ويضحك كل ذلك والسيجار " الهافاني " لا يغادر أصابعه ولا شـفتيه ..
قلت له أيها العظيم .. ها قدا بصرتك كأنك في العراق وكأن ملكك لا يزال فيها راسخاُ .. وها كل شيء كما كنت أراه قبل ذلك .. لكن الناس يحدثون عن سقوط النظام وعن الرئيـس المخلوع .. وعن !! وعن ! فما لذي حـدث حقيقيـة ؟
قال المؤمن : صدقهم في كل ما يقولون .
قلت : كل ما يقولون .
قال : أجل كل ما يقولون .
قلت ثم ماذا ؟
قال : الأمور بخواتيمها .
قلت ومتى تكون هذه الخواتيم ؟..
قال عما قريب إنشاء الله
قلت ولكن التاريخ يعيد نفسه .
قال : كيف ؟
قلت : هاهم مغول العصر يستبيحون بغداد وكل بقعةٍ في العراق .. وكنت تقول أن التاريخ لا يعيد نفسه بنفس المفردات وتتوعد بهزيمة نكراء لمغول العصر بل أنني أحفظ نص مقالتك " أن بغداد مصممة على أن تجعل مغول العصر ينتحرون على أسوارها " فأين كل هذه الوعود مما هو حاصل ..
قال : ما أراك إلا نصف مبصر ولن أقول نصف أعمى
قلت .. من هو المبصر في مفهومك ومن هو الأعمى ؟
قال المبصر هو الذي اغلق عين بصـــره وفتح عين بصيرته فرأى ما رأيت أنت وعلم علم اليقين والأعمى الذي يرى بعيون أعدائه ويسمع بآذانهم ويعقل بأفئدتهم أولئك كالأنعام بل هم أضل , أولئك هم الغافلون .
قلت له فأين أنا من كل هذا
قال في الأولى ولكن لحداثة عهدك بالنور فلا يزال في إبصارك بعض العمش ..
قلت فكيف أتخلص منه ؟
قال سيزول عنك بالتدريج إنشاء الله ولكن حدثني أولا ، كيف حدثت واقعة المغوُل الأولى ؟ !
قلت له : التاريخ يحدثنا أن أبن العلقمي وهو وزير الخليفه العباسي كان باطنيَّا وأنه خرج بتكليف من الخليفه للتفاوض مع " هولا كو " خارج أسوار بغداد وانه أتفق مع هولاكو على أن يُخرج أليه الخليفه وكل وجهاء وسادة وقادة بغداد ليقتلهم واحداً تلو الآخر ثم يدخل بغداد بعد أن يفرغ منهم أجمعين فلا يقف في وجهه أحد ثم يولي عليها ابن العلقمي بعد ذلك مكافأة له على ذلك .. وهكذا خرج إليه الخليفه وكل قادة الجيش وكل الوجهاء والساده فقتلهم جميعاً ثم استباح بغداد تلك الاستباحه التي لم يستبح قبلها ولا بعدها مدينه من المدن بمثل ما استبيحت ثم لم يفِ لابن العلقمي بوعده بل أخذه معه يرتحل به حيثما ارتحل حتى مات كمداً وغيظاً
قال عبد الله المؤمن .. أحسنت واوجزت .. فحدثني ما الذي حدث في بغداد مع هولاكو ومغول العصر .. هل وجدوا لهم ابن العلقمي ؟
قلت له لقد وجدوا كما أرى من ذريته الملايين لكن ليس فيهم وزيراً للخليفه ..
قال .. لا تصدق أن من ذريته تلك الملايين حتى لو خدعتك المناظر والمظاهر أن ابن العلقمي كغيره هو واحد ليس غير لم يفعل شيئاً غير إصدار الفتاوى ولكن لم يُخرج الخليفه والقاده إلى هولاكو أنما أدخل هولاكو ومغول العصر ودخل معهم ببعض خدمه واتباعه ليعرضوا تلك التمثيليات التي شاهدتموها في وسائل الإعلام .. ولانهم لم يظفروا بالخليفه فقد ظفروا بصوره وتماثيله ..
قلت له فكيف كان موقف الخليفه والقاده والساده ؟ ..
قال .. " ضاحكاً " الخليفه قد قال قولته وما كان ينبغي له أن يبدلها ؟
قلت له : كيف ؟
قال جعلهم ينتحرون على أسوار بغداد بدل أن ينحروه وجيشه وقادته ومسئوليه
قلت له .. كيف يا سيدي حيرتني ؟
قال تخيل أن هولاكو ومغول العصر يدخلون بغداد فلا يجدون فيها ولا مسئول واحد بأدنى رتبه أو درجه ويدخلون البصره ولا يجدون فيها ولا مسئول واحد بأدنى رتبه ولا درجه وهكذا كل محافظات العراق .. ثم تخيل ان هولاكو يدخل العراق ويقطعها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ثم لا يجد جيشا ً قوامه اكثر من نصف مليون ولا يجد فرداً واحداً منه ثم لا يجد دبابات هذا الجيش ولا طير انه ولا مختلف اسلحته .. كيف سيكون حاله
قلت له .. وهل حدث هذا حقاً ؟
قال واكثر من ذلك !
قلت له وما هو الأكثر من ذلك
قال يدخل العراق فلا يجد آلات التصنيع الحربيه التي كان يزورها قبل ذلك ويضع عليها الكاميرات والعلامات ثم بعد أن يدخل العراق لا يجد حطامها ولا يجدها سألمه .. بمعنى آخر لم تدمرها كل عمليات القصف الهمجيه التي صبُّوها عليها .. ولم يعثروا عليها بعد الدخول ..
قلت وهل حدث كل هذا ؟
قال واكثر من ذلك
قلت فما الأكثر من ذلك ..
قال حتى ســيارات الشرطه والإطفاء لم يجد شـيئاً منـها
قلت له مــاذا تقول أيها السيد ؟ ..
قال .. أقول ما تســـمع !!
قلت أو كل هذا حدث ؟ ..
قال .. وأكثر من ذلك ؟
قلت مـــاذا ؟
قال لــم تتوقف المعركه لحظه واحده منذ أن بدأ الغزو بل هي مستمره بمختلف الأشكال .. قطعنا أوصالهم كما قال الصحاف نحرناهم .. تركناهم ينتحرون .. وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .. ونحن مستمرون ندير معركتنا بهدوء الواثق من نصر الله ونســخر من هذه الأفعى الملعونه ومن كذبها على الله والناس .. ونراقب اللحظه التي يصل فيها الكذب إلى منتهاه ..
قلت : وما تريدون بكل هذا أيها السيد ؟ ..
قال نريد محو إمبراطورية الشر من الوجود .. نريد محو أمريكا الفاجره لتخليص العالم من شرورها ونريد تحرير بيت المقدس وارض فلســـطين من ربيبتها إسرائيل ونحن نعلم حـــدود معركتنا وآفاقها ومنتها ها !
قلت له .. وهل تعتقـد أن هذا الهدف ميسورً خصوصاً والعالم كله أصبح محتلاً لأمريكا وإسرائيل فلم يبقِ على وجه الأرض دولة مهــما كبرت أو صغرت إلا وتدين بالولاء والطاعه لأمريكـا لقد كنتم في العراق آخر جدار يسـقط أمام هيمنتها وسطوتها وجبروتها ..
قال : كل هذا صحيح .. ولقد اعددنا لها الشراك الذي يستحيل أن تخرج منه سالمه قد وضعنا حساب كل شيء !! فلن تخرج إلا لكي تتمزق كما فعل الاتحاد السوفيتي بعد خروجه من أفغانستان ونأمل أن تتمزق قبل خروجها من العراق بحيث يصبح طرد بقاياها تحصيل حاصل بعد ذلك .
قلت ألم يكن لكم سبيل غير هذا لمواجهة هذه الامبراطوريه الملعونه ؟
قال لو أن لهذه الامبراطوريه أخلاق المحاربين لكان هنا لك ألف ســبيل .. ولكن الذي يبيد " هير وشيما " " وناجازاكي " بافتك سلاح ردَّا على غارة جويه يستحيل مواجهته بغير هذا الأسلوب الذي اتبعناه لقد استدرجناه لكي نبيده ولا يبيدنا بغاره جويه واحده فتحنا له الأبواب كلها .. بدل أن يمحو مدننا بسلاحه الذري ثم يقول للعالم لقد استخدم " صدام " سلاحه الذري ضدنا فرددنا عليه بمثله ولن يقوم أحدُ ُ على وجه الأرض بتكذيبه أو مساءلته فقمنا بكل ما يلزمنا موقنين أن لا أحد على وجه الأرض يمكن أن يعيننا في هذه المنازله إلا الله وصالح المؤمنين .. وبالحكمه نستطيع أن نحقق مالم نستطع تحقيقه بالقوه لكن القوه أيضا لها دورها في المعركه ولكن ليس لوحدها ..

( الحلقة الثانية )
قال ســـهيل :
دخلت على عبد الله المؤمن وهو يدندن ويكرر هذه الأبيات :-
كصوت ســفيان في عزٍم يناديني كأن صوتاً بجوف الغيب أســمعه
عن شـيعة المصطفى جمع اليمانين يقول قل لعدوَّ اللــه فــي مـلاٍ
طوعـــاً لعزتكم في كبوة الطين هذي اللحى والعمامات التي سـجدت
وأي نصـــــر لديوث ومأفون أغراكم زيفها بالنصــر يوم غـدٍ
بالأرض والعرض والأخلاق والدين من يطلب الملك ممن ليـس يملكه
فقد تبرأت من ربَّي ومن دينـــي لئن نصرت بهم أو إن نجوت بهـم
قال سهيل فلما رآني مقبلاً ..
قال لله درك ياســهيل
وأنا أقول له معك :
لئن نصرتَ بهم أو ان نجوتَ بهم فقـد تبرأتُ من ربَّي ومن ديني
فقلت أرى أمامك كتباً وقصاصـات وصحفاً ومجلات هل تطلع على كل ذلك ؟!
قال كيف لا .... لا بد أن نكون على إطلاع بما يدور من حولنا
قلت له وتصلك كل النشـرات
قال أجل .. أتظن أن شيئاً قد تغير يا سهيل ؟! .. لاشيء أبداً كل شيء كما كان وكلما في الأمر أنه انتقل من العلن إلى السرَّ ومن الظهور إلى الخفاء .. وعما قريب سيعود كل شيء إلى حاله الأول .. " سنعيدها سيرتها الأولى " صدق الله العظيم
قلت والله إن كان كل هذا حادث فعلاً فأنها عبقرية لم يسبق لها مثيل في التأريخ البشري
قال المؤمن ياسهيل أيمكن أن يواجهنا الباطل هذه المواجهه الشـرسه التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ ثم لا نواجهه مواجهة تضاهيها ..
قلت ولكن كيف تقطع بأن النتيجة ستكون نصراً لكم وهزيمة لأ عدائكم
قال نحن لا نقطع بهذه النتيجه ولكننا نعمل ونستفرغ الجهد لتحقيقها وننتظرها على أننا نقبل بالمشيئه الا لهيه العظمى بعد كل ذلك .. ففي حالنا هذا .. فأننا قد هزمنا جيوش الباطل في كل المعارك العسكريه ، والسياسيه ، والاقتصاديه والدعائيه وغيرها فما تبقى ليس إلا المقطع الأخير من مواجهة تمت بنصر كاسح لنا وهزيمة نكراء لا عدائنا وان أقدامهم على الغزو هو تعبير عن حالة اليأس التي انتابتهم طوال اكثر من أربعة عشر عاماً من المواجهه التي لم تفلح في تحقيق أي هدف يرجونه .. ألا تلاحظ ياسهيل هذا الإرباك الحادث لاعدائنا ..
قلت بلى والله .. ولكن ما سبب هذا الإرباك في نظرك ؟
قال سببه أنهم ليسوا على يقين من أي شيء في داخل العراق .. لقد حرصنا على تعميتهم بكل الوسائل فأصبحوا يخبطون خبط ناقةٍ عشواء .. لا يدرون أين يسيرون ولا يدرون ما يريدون ولا يدرون من حولهم ولا يدرون من أين ستأتي الضربه ..
قلت وكيف تسـنى لكم ذلك وهم من هم من حيث الخبره والقدرة المعلوماتية
قال مبتسماً .. لأننا مؤمنون ولانهم كفار .. فقد تسنى لنا ذلك ؟ ..
قلت له وما دخل الإيمان والكفر في هذا ؟
قال ثكلتك أمُّك ياسهيل .. كأنك لم تقرأ التاريخ كأنك لم تقرأ السيره النبويه الشريفه
قلت له بلى والله قرأت من السيره الكثير ..
قال .. هل قرأت قصة الهجره ومطاردة المشركين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غار ثور ..
قلت له نعم
قال هل تذكر ما قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه وهو ينظر إليهم محيطين بباب الغار
قلت له نعم
قال ماذا قال الصديق ؟
قلت له قال .. والله لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لرآنا يا رسول الله ..
قال فما يعني هذا ؟
قلت له يعني أن أحدهم لا يرى موضع قدميه ..
قال آجل هذا هو حالهم هذا حال الكفار أجمعين لا ينظـرون حتى مواضــــع أقدامــهم فكيف ينظرون إلى ما هو أبعد من ذلك .. وان من آمن بالله فقد أوى إلى ركن شديد واحتمى بحمى الله فأصبح غيباً في غيب بالنسبه لهم .. وهذا هو حالنا وحالهم .. وهل هناك أظهر من وجودنا ونحن نضربهم في مواقعهم وفي طرقاتهم ونضرب آلياتهم .. تم لا يرون شيئاً غير أشلاء ضحاياهم وبقايا آلياتهم المحطمه .
قال سهيل اليماني قلت لعبد الله المؤمن مستشهداً بقول أحد شعراء اليمن
وعـــادت لنا أيامنا مثلما كنا لئن عاد ذاك العيش يا سـادتي بكم
وقلت لك الأنعام عندي والحسنى غفرت لأيامــــي جميع ذنوبها
فأدرك العبد المؤمن ما قصـدت إليه وقال كأنك في شك مما أقوله لك .. أو كأنك ترى اسـتحالة أن يعود العراق حرًّا..
قلت له لا والله .. لا أرى ذلك مستحيلاً ولكنني أرى الناس يجعلون من المستحيل عودة نظامكم إلى الحكم وعودة صدام شخصياً !!
قال ولماذا يجعلون ذلك مستحيلاً ؟! ألأن أمريكا وإسرائيل لا ترغب في ذلك ؟! أم لان الله لا يريد ذلك .. فأما أن كان الله لا يريد ذلك .. فلا رادَّ لحكمه .. وأما إذا كانت أمريكا وإسرائيل ومن شـايعهما لا يريدون ذلك فتلك مشـيئة تقهرها مشـيئة الله ومشـــيئة عباده المؤمنين التـــي هــي مشـيئة ..
قلت له ولكن صفوفاً واسـعه من المؤمنين توافق أمريكا وإســرائيل مشـيئتهم تلك ؟
قال .. كنت أتمنـــى أن لا يقول سهيل هذا الكلام .. وكنت أود أن اسمعه من غيره .. قلت وما المانع أن يقولـه سهيل
قال لان الظن أن سهيل مؤمن ..
قلت له وهل قائل ذلك لا يسمى مؤمناً
قال ثكلتك أمك ياسهيل أيمكن أن تتوافق مشيئة مؤمن وكافر في هذا قط !
أما سمعت أن إبليس اللعين جاء إلى سيدنا عيسى عليه السلام فقال يا روح الله قل ( لا إله إلا الله ) فأجابه المسيح عليه السلام بالقول ( كلمة حق ولا أقولها بقولك ) فلو أن مؤمناً وافق عدوَّ الله في شيء لوافقه في قول لا إله إلا الله التي هي أصدق كلمه وهي كلمة الإيمان ولكن المؤمن لا يقولها بقول كافر ثم أنت تقول لي ان صفوفاً واسعه من المؤمنين توافق أمريكا وإسرائيل وتقول بقولهم ولان أمريكا وإسرائيل ومن وافقهم من المنافقين والباطنيين يريدون ذلك فنحن حريصون على أن تكون العزَّه لله ولرسوله وللمؤمنين وأن تكون كلمة الله هي العليا .. وكلمة الذين كفروا السفلى .. والله يفعل ما يريد .
أما سمعت كبير المنافقين يخطب في جمع من الناس ويقول بالنسبه لمقاومة القوى المحتله فإنه سينظر ما هو سـبب هذه المقاومه وما دوافعها وما أهدافها ثم الأهم من ذلك الحكم الشرعي فيها فلا بد للأنسان أن يتبين مشروعيتها ، ألا يغيظك هذا الكلام من هذا المنافق اللعين .. أيمكن أن يقول مسلمُُ هذا القول ؟! أيمكن أن يسأل المؤمن نفسه هل أقاتل كافراً هتك عرضي واستحل حرماتي ودخل داري ؟! هل يجهل المؤمن الحكم الشرعي في هذا بل هل يجهل غير المؤمن الواجب الانساني في مقاومة القهر والاحتلال .. والدفاع عن الآرض والعرض والمال والنفس ؟ ! وهل غاب الحكم الشرعي حقاً عن هذا الدجَّال ؟ أم غابت عنه الغيره الانسانيه ناهيك عن الغيره الايمانيه فأصبح ديوثاً لا يبالي بمن يستحل حرمته .. هذا إن كان له حرمه وكلما نظرت في أمثال هؤلاء .. من الدجالين والمنافقين حكاماً ومحكومين .. عذرت الشاعر العربي في قوله المقذع :
سئمت من دهري ومن أهله فليــس فيهم أحد يرضـى إن رمت مدحاً لم أجد أهله أو رمت هجوا لم أجد عرضاً

( الحلقة الثالثة )
قال سهيل اليماني .. ظل عبد الله المومن يسترسل في ردَّه على قولي له بأن صفوفاُ واسعه من المؤمنين توافق مشيئة أمريكا وإسرائيل باستحالة عودة نظام الحكم في العراق إلى الحكم واستحاله عودة صدام حسين شخصياً إلي الحكم .. وقد استرسل في الرد عن حال من أسميتهم مؤمنين من قوادي جيش الغزو .. وركز على كبيرهم الذي أفتى في المنتهى بعدم جواز مقاومة جيش الاحتلال عسكرياً والاكتفاء بالاعتراض الســـلمي
قال عبد الله المؤمن فهل هذه هي الصفوف الواسعه من المؤمنين التي توافق مشيئتها مشيئة أمريكا وإسرائيل.. وهل ترى أن الله سيوافق هذه المشيئه ؟!
قلت لا تنس يا عبد الله أن هناك ملايين تستجْيب لمثل هذا اللعين بغض النظر عن صحة اعتقاده أو فساد هذا الاعتقاد
قال ياسهيل ستظلم شعب العراق إذا اعتقدت هذا الاعتقاد ..
قلت ولكن هذه هي الحقيقه ألم ترهم في الفضائيات وهم يلوحون بصوره ويهتفون بإسمه
قال بلى أراهم كما تراهم أنت واسمعهم كما تسمعهم أنت ولكن لا أعدهم بالملايين كما لا أعدُّ كل من تظهرهم الصوره في صف المؤيدين لهذا الديوث حتى لو ظهر في الصوره من يهتف بأســمه أو يلوح بصورته .. وفي كل الأحوال ياســـهيل فإن الله يقول وقوله الحق " وأن تطع اكثــر من في الأرض يضلوك عن ســـــبيل الله إن يتبعــون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " .. ويقول : " وما يؤمن أكثرهم بالله إلاوهم مشركون " .. وكما أن قول مليار إنسان بأنهم لم يشهدوا الهلال ليس لها قيمه بجانب شهادة فرد واحد بأنه رأى الهلال .. فكذلك لا قيمة للملايين المستعبده بجانب فرد واحد يفجر قذيفه في وجه الغازي المحتل فالملايين التي تقبل الاستعباد خرجت عن حريتها مختاره وسلبت إرادتها فهي مجموعه من العبيد والعبد لا رأي له مع سيده .. أما من رفض العبوديه وفجر موقفه الرافض ناراً في وجه من أراد استعباده فهو الرجل .. وهو الحجه .. وله المنزله العليا عند الله وعند الناس .
قال عبد الله المؤمن ثم أننا ننتظر النصر أيضاً وقبل كل شيء لان الله تعالى يقول :
" وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلُن علوّاً كبيراً .. فإذا جاء وعدا ولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً .. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً .. إن أحسنتم احسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوهُ أول مرةِ وليتبروُا ما علوّا تتبيراً " .
قلت ماذا يعني هذا ؟
قال يعني ما تراه ..
قلت له فأين نحن الآن
قال نحن في آخر هذا القضاء ..
قلت له في نظرك من هـــم عباد الله أولوا لبأس الشديد ..
قال أهل العراق
قلت وماهي المرة الأولي التي افسد فيها بنو إســــرائيل
قال في عهد نبو خذ بخت نصر حيث تجاوزوا كل الحدود قتلوا الأنبياء .. وبغوا في الأرض وعذبوا المؤمنين وطاردوهم فجاء أهل العراق بقيادة نبو خذ بخت نصر لينتقموا منهم شر انتقام وتحدثنا الأخبار أنهم قتلوا من اليهود سبعين الفاً في الموضع الذي قتلوا فيه سيدنا يحيى بن زكريا عليه السلام حيث ظل دم يحيى يثور ولم يهدأ إلا بعد أن أريق عليه دم سبعين ألفا منهم وان أهل العراق قد أخذوا منهم أسرى نحو ذلك العدد
قلت له فهل عادت لبني إسرائيل الكره على أهل العراق
قال أجل
قلت متى ؟
قال الآن !! ألم تر ما أمد الله به اليهود من مال وسلاح ومن البشر ومن الآله الاعلاميه الضخمه على مستوى العالم والقدره على استنفار الغرب .. ألم تر كيف حشدوا لنا العالم بأســره في يوم ذي قار ( ام المعارك ) ألم تر كيف حاصرونا ألم تر كيف اقبلوا بأمريكا وبريطانيا وجيوشــهما علينــا مــــن جـــديد .. فهل تراهم أحسنوا أم أساءوا ؟
قلت والله ما أراهم إلا قد أساءوا ..
قال فإنهم يكتبون أقدارهم بأنفسهم والله يقول لهم إن احسنتم احسنتم لانفسكم وان أسأتم فلها .. فكما فعلوا بأهل العراق سيفعل بهم أهل العراق إحسانا أو إساءه .. " فإذا جاء وعد الآخرةٍ ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةِ وليتبروُاْ ما علواْ تتبيراً "
قال سـهيل اليماني قلت لعبد الله المؤمن يا عبد الله رغم علمي بعدلك وأحسـانك في الكثير من الأمور إلا أنني أعجب كيف جاز لك أن تظلم وتسيء بوصفك ذلك الرجل بالديوث .. قـــال والله ما ظلمته ولا أسأت إليه وأنني لعلى يقين أنني لم أعطه حقه اللائق به من الوصف ..
قلت له يا عبد الله أنا قلت لك ظلمت وأسأت بوصفه ولم أقل لك ظلمته أو أسأت إليه
قال فمن الذي ظلمته أو أسأت إليه إذن ؟
قلت له لقد ظلمت كل ديوث على وجه الأرض وأسأت إلي كل ديوث على وجه الأرض ..
تبسم عبد الله وقال كيف يا سهيل أخبرني ؟ ..
قلت له والله لقد ظللت أتفكر فيما قلته لي في المره السابقه وطال تفكيري حتى أخذتني أخذه ما لبثت فيها أن رأيتني وقد قامت الساعه وأخذ كل فريق طريقه إلى مستقره وكان فيمن مضى إلى دركات جهنم ذلك الرجل العديم الدين والأخلاق والغيره .. وكان يوم القيامه يوم كشف الغطاء فكل إنسان ينشر كتابه على الملأ فيقراه من يعرف القراءة ومن لا يعرفها .. ولقد مر ذلك الرجل على دركات جهنم ونزل بكل أصحاب الرذائل فكلما نزل بأهل رذيله ونظروا إلى كتابه قالوا له والله لا تقعد بيننا أبداً ابحث لك عن مكان آخر .. حتى نزل بالديوثين فلما رأوا كتابه ورأوا ما آتاه الله من العلوم ورأوا صحيفة أعماله .. قالـوا له والله لو أن عندنا عشر معشار هذا العلم الذي معك لا ستحيينا من الله أن نفعل فعلك والله لا تقعد بيننا مطلقاً .. قال سهيل وكانت هذه هي آخر دركات جهنم وكان الله مطلع على كل ما يجري فلما بلغ الرجل ذلك الحد قال الله يا ملائكتي أشهدكم أنني قد غفرت لكل أصحاب الرذائل كل ذنوبهم وأبد لتها حسنات أدخلوهم جنتي ثم أمر الله كل دركات جهنم أن تلتم على بعضها وتحيط بعدو الله فأصبـحت دركة واحـده لا تتسع لغيره فيها كل عذاب الدركات أجمعين .. وكل ألخزي والعذاب المهين قال سهيل فلما رأيت ذلك كله
قلت والله يا عبد الله أنك قد ظلمت كل ديوث بوصفك له ذلك الوصف .. فهل أدركت ما رميت إليه
قال أجل وبورك فيك وأنا استغفر الله على ما حصل مني من ظلم وأساءه لأولئك الأطهار .. بإعطائه وصفهم ..
قال سهيل ومن عجب أنني تتبعت واحداً من هؤلاء العتقاء من نار جهنم فسألته كيف قلتم لذلك الرجل ما قلتموه وبأي شــيء تفضلونه أو يفضلكم
قال لي الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن أن ربنا لغفور شكور ثم عقب بالقول والله ما كنت أحب أن أعود لهذا الحديث بعد أن أعتقنا الله من النار ولكن لعلمي أنك طالب اعتبار فها أنا أوضح لك الأمر أعلم يا أيها الرجل أنه مامنـا من أحد إلا وكانت بداية خطيئته إكراها أو إغواء ً ثم يحصل القبول ولو أن لدينا العلم الشرعي لتبنا إلى الله وعلمنا أنه مهما بلغت إساءتنا فإن الله تواب رحيم ولو ان عندنا العلم الشرعي لطلبنا نصرة الله على من اغتصب وهتك أعراضنا ولعلمنا أن الله سينصرنا عليهم وسيرينا فيهم نفس الآيه حتى نأخذ بحقنا منهم على ملأ من الناس . أما هذا اللعين فإنه كان منعماً في قومه عزيزاً لا ينقصه مــال ولا جاه ولا ناصر فآثر أن يهتك ستر الله عليه بطلب الملك وتنقل من رذيله إلى رذيله حتى وصل به الأمر إلى أن يستقدم أعداءَ الله وأعداء أمته ويغريهم بأعراض أهله وأرضهم ويصدر لهم الفتاوى ويفتى أهله بالقبول بأغتصاب الآخرين لهم كل هذا يفعله على ملأٍ من الناس هو وأتباعه حتى أنه يرى الناس يمنعون الأعداء من دخول العتبات المقدسه فيقدم اتباعه ويطلبون منهم أن يكفوا أيديهم عنهم وهكذا حتى أنه بدأ يضيق بمقاومة الغيارى من قومه و بذمهم ويلوي لسانه بالحديث عنهم بعد أن عجز عن أن يثنيهم عن مقاومة أحبابه الغاصبين فهذا غيض من فيض أحواله أيها الرجل وفيه الكفايه فهل فهمت ؟
قلت فهمت ..
قال سهيل اليماني .. قلت لعبد الله المؤمن حدثني عن قتلة الحسين عليه السلام حديثاً شافياً وافياً لا أسأل عنه بعدك أحداً ..
قال يا سهيل هذا حديث قد يطول فليكن هو موضوع لقاءنا القادم إنشاء الله .

( الحلقة الرابعة )
قال سهيل اليماني وعدتني أن تحدثني عن قتلة الحسين عليه السلام حديثاً شافياً وافياً
قال عبد الله المؤمن أجل ولا زلت على الوعد ..
قلت فمن أين تكون البدايه ؟ ..
قال لتكن البدا يه بأم المعارك .. ففي هذه المنازله انكشـف الغطاء .. وبدت حقائق هذه الفرقه الباطنيه الملعونه ..
قلت كيف ؟
قال حدثت الحرب بيننا وبين الفرس وكل يدَّعي أنه المحق وخصمه هو المبطل وإذا تجاوزنا البدايات لأنها مثار خلاف فإن النهايات قد بينت بعض الحقائق فطوال فترة الحرب كنا نطالب بوقفها وحسم الموضوع بالطرق السلميه ولكن الأمام الخُميني كان يقول أن الحرب لن تقف حتى يسقط صدَّام الكافر ... لقد قاتل الخميني العراق على اعتبار إن حاكمه كافر وأن النظام كافر .. وأنه هو المؤمن ونظامـه مؤمن .. ثم بعد أن بلغ الأشر والبطر منتهاه ولم يفلح في تحقيق مراده .. قرر الأمام نفسه وقف إطلاق النار في خطوةٍ أذهلت كل المراقبين وعلل ذلك بأنه تلقى " أمر إلهي " يوقف الحرب حيث قال .. ” أوقع على قرار وقف إطلاق النار وكأنما أتجرع السُّم ولكنه استجابة ُ لآمر الله " .. وهكذا كان ..
قلت وما معنى هذا القول ؟!
قال معناه يصعب تخيُّله ولكَّن الشيء الذي يظهر لنا أن الرجل وكان يعتبرهُ أصحابه نائباً للأمام الغائب المعصوم فإنه يتلقى الوحُي من الله وقد أوحى أليه الله أولاً أن يقاتل صدام الكافر حتى يسقطه ولا شك أن رأس صدام كان وجبة دسمه ومغرية له خصوصاُ وأنه يعتقد أن اكثر من 60% من شعب العراق من أتباعه بمعنى آخر كان يعتقد ثلثي شعب العراق من قتلة الحسين عليه السلام ولم يدُر في خلده أن قتلة الحسين عليه السلام من دونه هم بضعة أفراد أغروه برأس صدام فلم تسلم رؤوسهم هم .. ولم يجدوا من يحميهم هم .. وأن شعب العراق كله هم شيعة المصطفى عليه السلام وشيعة آل بيته عليهم السلام أجمعين .. فحينما سدَّت في وجهه الطرق وتساقط اتباعه تحت جنازير دبابات شيعة المصطفى عليه السلام وخشي على نفسه وعلى من حوله من هول ما لاقي ولا قوه .. أراد أن ينسحب من المعركة فلم يجد إلا أن يدَّعي أن وحياً الهيُّا آخر جاءَه بوقف الحرب وهذا الوحيُ إما أن يكون سببه أن صدام قد آمن بدون علم الإمام الخميني أو أن الإمام الخميني قد كفر بدون علم صدام !! المهم تم وقف الحرب وكان المتضرر الأ وحد من وقفها هي أمريكا وإسرائيل اللتان راهنتا على تدمير قدرات العراق العسكرية والبشريه حتى لا يبقى تهديد هذه القوه يؤرق مضاجع اليهود .. ثم حدثت المنازله مع قوى الكفر العالمي ... بعد أن مات الأمام الخميني وخلفه الأمام خامنئيى .. وكنا نظن ظن المؤمن أن هؤلاء لديهم من عقيدة الإسلام ما يستر ظاهر عوراتهم وبكل سماحة المؤمن مع المسلمين تقدمنا إلى الفرس بمبادرتنا الشهيرة وبعثتُ برسالة إلى الرئيس علي هاشمي رفسنجاني قلت فيها
الأخ / علي هاشمي رفسنجاني رئيس جمهورية إيران الإسلاميه .. بعد التوكل علـى اللـه ..
هكذا بالحرف الواحد ثم اتبعتها بقبول كل القرارات التي رفضنا قبل ذلك قبولها بدون أي تلكؤ وبدأنا بإطلاق الأسرى وسحبنا اكثر من ستمائة ألف رجل مقاتل من جيشنا من حدود إيران ولم يبق آلا بضعة أفراد يقومون بالمهمات الاعتياد يه على الحدود وقلنا لهم أنا فعلنا كل ذلك .. استعداداً للمنازله الكبرى مع رأس الكفر العالمي أو الشيطان الأكبر كما كانوا يسمونه تم بعثنا بمندوبنا إلى طهران واتفقنا على كل شيء وأفرحنا مرشد الثورة الاسلاميه حين قال .. إذا قاتل صدام أمريكا فنحن معه وإذا قاتل إسرائيل فنحن أمامه ..وأتبع ذلك بالقول إذا أقدمت أمريكا على ضرب العراق فإن كل المصالح الامريكيه تصبح هدفاً مشروعاَ لكل المجاهدين في أنحاء الدنيا .. ثم ضربت أمريكا والقوى المتحالفة معها العراق فلم يفجر مجاهدو الباطنية رصاصة واحده . ثم حاربت العراق أمريكا فلم يكونوا مع صدام ثم ضرب العراق إسرائيل ولم يكونوا أمامه .. ثم خرج طلاب الحوزات العلميه في طهران وقم ومشهد يطالبون حكومتهم بدخول المعركة ضد الشيطان الأكبر فلم يستجيبوا لهم .. بل قال رئيس النظام الإيراني رفسنجاني " أننا نرقب الوضع بحذر " وكانت المنازله في أشدها ثم اتبع دلك تصريح لمرشد الثوره الاسلاميه يقول انه في حالة ضرب العتبات المقدسة فلن نقف مكتوفي الأيدي ثم إمعاناً في إذلالهم ضربت أمريكا العتبات المقدسه فلم يفكوا وثاقهم وظلت أياديهم مكتوفه مع العدوان العالمي الكافر على أرض الإسلام كل هذا كان هيناً جداً أمام الفاجعه الكبرى لقد كانت الفاجعة الكبرى ياسهيل أن الباطنيه الفارسية مستغلّة سماحة الإسلام فينا بعثت بالآلاف من الزوار اللعتبات المقدسه قبل وخلال الحرب ولم يكن هؤلاء الزوار غير أفراد من حرس الثوره الاسلاميه .. وفي ذلك الحين كنا قد وزعنا السلاح على كل المواطنين ولم يكن التوزيع لأسلحه فرديه فحسب بل كان التوزيع لأسلحه مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطائرات وغيرها .. وهكذا بمجرد أن أعلن بوش الكافر وقف إطلاق النار حين وقع في الشرك الذي نصبناه له تحركت الباطنيه الفارسية وقتلة الحسين عليه السلام وقامت بهجمتها الوحشية على كل شيء في العراق هجمت على المعسكرات وعلى الدوائر الرسمية وعلى مراكز الشرطه وعلى الدور السكنيه لما يسمونهم بأعوان النظام وحتى على دور العياده وسقطت في يديها كل محافظات العراق تقريباً وهم يهلكون الحرث والنسل في ظل غيبة الجيش عن المدن وتفرغه لمواجهة العدوان الكافر .. وكان نتيجة هذه كلها المقابر الجماعيه التي يزعمون أنها ضحايا النظام وهم كلهم أما أفراد من الجيش أو الشرطه أو أسر لا حول لهم ولا قوه انتقموا منهم بدعوى أنهم أنصـار النظام وانصار صدام .. وبعد أن أو شكوا على تحقيق هدفهم وغطت انتفاضتهم تلك كما زعموا قوات التحالف وذلك بعد وقف إطلاق النار بضربات جويه مؤلمه على الحرس الجمهوري بما يفضح حجم التآمر الذي كان واقعاً على العراق ومؤمني العراق وقيادته الصابره المجاهده بعد هذا كله دخلت قطاعات الجيش الجمهوري لتحســـم الأمر وتقطع دابـــر الشر كله .. والحمد لله عـــلى ذلك .. وصمتنا بعد أن لملمنا شتاتنا وضمدنا جراحاتنا ودفنا شهداءنا سكتنا عما حدث حتى لا تكون فتنه كما أرادوا لأنهم أرادوا أن يعلم الناس أن هناك اقتتالاً أهليا بين الشيعه والسنه في العراق .. ولم يفلحوا في تحقيق ذلك حتى أننا لم نتحدث عن كل ما جرى وكأن شيئاً لم يكن بعد سنوات فقط بدأنا نشير مجرد أشاره إلى هذا التآمر الفارسي الخبيث .. ولا تزال تفاصيل ذلك مخبوءة حتى بأذن الله بنشرها هذا فوق ما علمه الناس أجمعين من حجزهم لطائراتنا التي اتفقنا معهم على إيوائها خلال المعركه .. ثم تنكروا لما وعدونا به . . ولما عاهدونا عليه كما هو شأنهم دوماً .. ثم جاء الحصار واستطعنا بفضل الله وحده أن نتجاوز الكثير من آثاره التدميريه على شعبنا وعلى مُقدّرأتنا ووحدها أيران كانت الرقيب الحاضر علينا نيابه عن امريكا وقوى الكفر العالمي .. لقد استطعنا أن نخترق جدار الحصار من خلال دول الجوار بما فيها المملكه العربيه السعوديه أما الفرس فكانوا لنا بالمرصاد فكم مرة سمعتهم يولولون ويشكون للأمم المتحده أن هناك سفناً صغيره تقوم بتهريب النفط من العراق عبر شط العرب .. وكم مرة قاموا بعمليات عسكريه داخل حدودنا .. وكم مرة تآمروا على كبار القادة والمسئولين بهدف اغتيالهم .. وكم مرة تعاونوا مع أمريكا وعملاء الأكراد ضدنا بل أن منشآتنا الحيويه كالسدود لم تسلم من تآمرهم فقد قاموا بالتواطؤ مع بعض زعماء الأكراد العملاء على أخذ معداتها وتجهيزاتها والاستفادة منها في بلادهم .. فهل يمكن أن يتصور مسلم أن يصل هؤلاء إلى هذه الدرجه من التآمر ؟!!

( الحلقة الخامسة )
حدثني سهيل اليماني قال .. انقطع اللقاء بيننا فجأة وغاب عبد الله المؤمن عن إبصاري .. فظللت أحاول معاودةً اللقاء معه لأيام حتى جاء الوقت المعلوم فإذا بي مرة أخرى في مواجهته وهو يبتسم لي كعادته وبيده السيجار " الهافاني " ويقول معذرةً ياسهيل ..انقطعت عنك فجأة لان الوقت كان وقت عمليات عسكريه مهمه أعدت الخطه لها مسبقاً وكان توقيتها قد حدد في تلك الأوقات فغبتُ عنك لمتابعة مجريات العمليه ..
قلت له .. وكيف كانت النتيجه ؟
قال .. لعلك قد سمعت ببعضها
قلت له .. أجل سمعنا عن إسقاط مروحيتين وتدمير بعض الدروع .. هل كانت تلك هي الحصيله ؟
قال .. يكفيك ما سمعت أما الحصيله فهي غير ذلك وفوق ذلك ولكـــن لايهم عدم سـماعها الآن ..
قلت له .. أيها المؤمن العظيم حدثتني عن دور الحكمه في لقاء ماضي حديثاً يثير اكثر من سؤال .. فهل لي أن استزيد .. إن كنت قد اكملت الحديث عن قتلة الحسين عليه السلام ؟ !
قال أجل وينبغي أن لا يكون الحديث في هذا اللقاء عن غير ذلك وسنؤجل الحديث عما تبقى من اخبار قتلة الحسين عليه السلام حتى موعد آخر
قلت فلنبدأ حديث الحكمه إذن ..
قال عبد الله المؤمن إعلم ياسهيل أن الله خلق السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفٍس بما كسبت .. واعلم أن الإنسان هو خليفة الله على وجه الأرض علًّمه أسماءه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته .. فهو إما أن يرقى بكل هذا إلى مصاف لم يرق إليه كائن أرضي أو سماوي فيكون خليفة مولاه يتصرف فيما استخلف فيه بالقسط والميزان ويضع الأشياء مواضعها فيكون ظل الله في الأرض وإما أن ينحط إلى دركات لم تبلغها إلا الأنعام .. فيفسد ما اصلحه الله ويغير خلق الله ويخل بالموازين .. والصراع منذ بدئ الخليقه بين الحق والباطل في داخل حدود الجنس البشري ذاته ونحن مظاهر هذا الصراع . وإنما يتجلى الحق من خلال الخلق .. فإذا علمت كل ذلك فأنظر إلى ما هو حاصل على سطح البسيطه ودقق لترى أين وجه الحق فيما ترى ؟ .. هل تـرى الحق واضحاً مثـلاً فـي غـزو أمريكا وحلفائـها للعراق وتحريره كما يَّدعون ؟
قلت الناس يقولون أنك فتحت لهم هذا الباب بغزوك للكويت !
قال حسـناً .. هذا كلام جميل .. وليكن البدايه في تبيان الحكمه ..
اعلم ياســــهيل أن العراق قد غزى الكويت عام 1990م .. وقد علم الناس أســباب هــــذا الغزو واحتل الكويت .. طبعاً أنا الآن أحدثك بمصطلحات الناس مع أن فهمي للامر على غير هذا النحو .... فالكويت ليست دولة منفصلة عن العراق في فهمي ويقيني بل هي جزء منه منذ الأزل .. ولكن لنقل أن العراق قد غزى وأحتل دولة أخرى وعزل حكامها عنها فما لذي حدث بعد ذلك ؟
الذي حدث أن هيئة الأمم المتحده التي ينتمي إليها كلا الطرفين وتحكمها مواثيق قبل بها الطرفان تدخلت وأمرت العراق بسحب قواته من الكويت بدون شــروط وإلا فسيواجه خطر الحرب .. قال العراق .. رغم أن هذه أرضي فأنا اقبل بالانسحاب شريطة انسحاب إسرائيل من الجولان .. ومن قطاع غزه والضفه الغربيه ومن القدس الشرقيه ومن جنوب لبنان .. وشريطة انسحاب سوريا من لبنان .. وأشياءُ أخرى بمعنى آخر طلبنا منهم أن يطبقوا المعيار نفسه على أحوال مشابهه وصدرت بها قرارات دوليه .
قالوا لنا .. هذه حالات .. وهذه حاله خاصه ولا يجب ان يقاس عليها .. حاولنا إقناعهم بأننا نتحدث لهم من خلال شريعتهم ومواثيقهم فلم نفلح في إسماع صوتنا لهم .. وتتذكر أن عبد الله المؤمن قد وجه رساله إلى كل من بوش الأب وجوربا تشوف عند لقائهما في هلسنكي لمناقشة هذا الموضوع وقال لهم أن الشياطين تحوم عليكم في جانب والملائكه في جانب آخر .. وإن أي قرار ستتخذونه سيكون له آثار مستقبليه عليكما .. وقد خرج الطرفان ببيان ملفق مؤداه سكوت الاتحاد السوفيتي عن الولايات المتحده في حربها ضد العراق .. وحيث أن الاتحاد السوفيتي الذي كان عامل التوازن الكوني قد تخلى عن دوره هذا فقد كانت النتيجه تفككه وتفكك الكتله التابعه له بدون أي جهد بشري فقط لمجرد أنه خان الامانه وجانب الحق وترك للقوه أن تتصرف في الخلق بالباطل .. فذلك أبرز مثال على أن الحكمه هي الأساس في صراع الحق والباطل .. طبعاً العراق رضخ لمشيئة الباطل المغلف بقرارات الشرعيه الدوليه وخضع للقوه بعد أن ناور حتى النهايه فقط لكي يقيم الحجه ثم قرر الانسحاب ولكن الباطل لم يترك له حتى الفرصه ألا خيره للانسحاب فقرر استخدام القوه ثم أن الباطل .. ارتكس وقرر وقف إطلاق النار من جانب واحد .. وبين هذا وذاك حقائق ليس الوقت مناسباً للكشف عنها الآن .. وأخيراً فقد أخرج العراق من الكويت وعــادت حكومة الكويت التــي لــم ينتخبها أحد ولا صوت لها أحد .. والتزم العراق بقرارات جائره وكلف بتدمير اسلحته وتم حصاره والتفتيش على منشأته وكل ذلك يعلمه كل إنسان والذي ينبغي أجماله أن ما طبق على العراق لم يشهد التاريخ مثيلاً له مطلقاً .. وظل العراق حتى آخر لحظه .. يستجيب لهذه القرارات ولهذه المظالم ولكل المزاعــم ويقدم ألا دله تلو ألا دله على أن مبررات حصاره منعدمه ولم يفلح في إقناع آمريكا وبريطانيا وإسرائيل الذين قرروا في المنتهى خوض حربهم لتدمير اسلحة الدمار الشامل ولإنهاء صدام وحكمه ولتحرير العراق .. وفعلوا كل ذلك بغير أي غطاء شرعي حتى لو كان زائفاً ثم دخلوا العراق وفتشوا كل بقاعه فلم يعثروا على ما اعتبروه مبرراً للغزو والعالم كل العالم لم يكتف بالسكوت بل دعم سـراّ وعلانيه وضمنا وصراحة هذا العمل العدوانـــي ولا يزال .. ثم بدأوا يحاولون توفير غطاء وتبرير آخر لعدوانيتهم بعد إن فشلوا في العثور على سجناء ســياسيين كما كانوا يدعون أو مظالم أخرى فبدأوا ينبشــون الأرض ليســــتخرجوا جثث الموتى ويعطون لهم صفات واســـــماء يريدونها .. ثم اقبلوا بالمأجورين ليفرغوا كيدهم وحقدهم الرخيص وما أظنهم يظفرون !!
قلت فما الذي نخلص به من حديث الحكمه هذا ؟
قال الذي نخلص به انه إذا عجزت قوى الأرض وقوانينها ومواثيقها وشرائعها عن تحقيق ميزان العدل فهنا تتدخل قوى السماء وقوانينها ومواثيقها لتنجز للمؤمنين ما وعدتهم به كما تدخلت ذات يوم لتغرق الأرض كلها من اجل دعوة مظلوم حين قال ( رب إني مغلوب فانتصر )
قلت أتظن أن هناك قوه أو قدره قادره على أهلاك أمريكا وطغيانها الكوني
قال ثكلتك أُمك ياسهيل أو تظن أن أمريكا ستغلب ربها ؟!! .. (سـيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعةُ موعدهم والساعةُ أدهى وأمر) .. أجل يا سهيل ستهزم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وستنتهي إمبراطورية الشر الكونيه التي تقودها أمريكا وتسميها الأمم المتحده وسيصعدُ نظام كوني جديد يحقق العدل بين البشر يكون مركزه الأرض التي عاصمتها بغداد ( دار الســـلام ) بعز عزيزِ أو بذل ذليل .

( الحلقة السادسة )
قال سهيل اليماني تزاحمت الأفكار في رأسي فلم أعد اسـتوعب ما سمعت ولا ما قيل قلت يا سيدي رفقاً بحالي
قال ما أصابــك
قلت أصابني الدوار وأنا أحاول أن أربط بين الأفكار التي سمعتها طوال الأحاديث السابقه وأخلص إلى النتائج التي أردت أن توصلني إليها
قال فأسمعني بالتدريج ما ألذي فهمته من كل هذه الأحاديث في موضوع الحكمه ..
قلت الذي فهمته أن الله كتب على بني إسرائيل أن يفسدوا في الأرض مرتين ..
قال هذا صحيح
قلت وأنت ترى أن الإفساد الأول كان بعد بعثة المسيح عليه السلام وبعد قتلهم لسيدنا يحيى وزكريا عليهما السلام
قال هذا صحيح
قلت وأن الله بعث عليهم عبادً اله أولى بأس شديد وهم أهل العراق كما تعتقد أنت
قال هذا صحيح
قلت وأن أهل العراق بقيادة نبوخذ بخت نصر قد أنتقموا منهم وقتلوا وأسروا الكثير منهم
قال هذا صحيح
قلت وأن الله بعد هذه القرون الطـــوال رد لبني إسرائيل الكره على أهل العراق وأمدهم بالمال والبنين والقدره على استنفار القوى العالميه معهم والقدره على التأثير الإعلامي العالمي وترويج ما يريدوا ترويجه من مواقف
قال هذا صحيح
قلت وأنهم استطاعوا بهذا كله أن ينتقموا لأنفسهم من العراق ويحققوا مرادهم منه بحيث تصبح العراق أرضـاً مقفره لا يسكنها الآّ البوم والغربان ..
قال هذا صحيح ..
قلت هذا كل ما فهمته فأكمل أنت الآن ما تبقى ..
قال حسناً يا سهيل نسيت أن تشير إلى أن الدنيا كلها تسير وفقاُ لقوانين الحكمه الألهيه والناس محكومين بهذه الحكمــــه ..
قلت أجل ..
قال .. وقد اقتضت الحكمه أن نواجه بني إسرائيل بقوتهم الماليه ، والعسكريه وقدرتهم على الآســــتنفار للقوى العالميه وقدرتهــــم على التأثير العالمي الإعلامي ..
قلت أجل ..
قال لأن الله يقول : " لن يضروكم إلا أذًى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذله أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنه "
قلت أجل ..
قال فحبل الله يرتفع إذا وجدت القوه المؤمنه التي أعدت نفسها لمواجهة الباطل الذي يمثله بنو إسرائيل ، ومالم توجد هذه فستبقى سلطتهم قويه على المؤمنين عقاباُ من عند الله حتى يعود أهل الحق إلى منهج الحق
قلت أجل
قال أما حبل الناس فكان لآبد أن نتعامل معه بعنايه فائقه
قلت له كيف ؟ ..
قال كما فعلنا تماماُ عند غزو الكويت
قلت كيف ؟ ..
قال أما ســـــمعت قول الحق جل وعلى " وكذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ألا أن يشاء الله "
قلت بلي
قال إن الله لكي يبقي لسيدنا يوســف عليه السلام أخاه أحتال له فجعله يضع صواع الملك في رحل أخيه ثم ينادي فيهم أيها العير إنكم لسارقون
قلت أجل
قال نحن فعلنا الشيىء نفسه فبدل أن نقول للعالم أخرجوا بني إسرائيل من فلسطين قلنا لهم أخرجوا أهل العراق من العراق أي أخرجوا أهل العراق من الكويت يعني وضعنا أنفسنا موضع اللص وسرقنا أرضنا
قلت ثم ماذا ؟
قال ثم أخرجونا منها وفعلوا بنا الأفاعيل
قلت ثم ماذا
قال ثم أوصلناهم بعد عناءٍ طويل واستدراج أطول إلى أن يفعلوا ما فعلناه
قلت ولماذا ؟
قال لكي يطبق عليهم ما طبق علينا
قلت ولكن لم يطبق عليــهم ما طبق عليكم
قال هل بسبب أنهم محقون ونحن كنا مبطلين
قلت لا بالعكس تماماُ فهم المبطلون وأنتم المحقون على الأقل من وجهة نظري أنا ..
قال دعك من وجهة نظرك الآن
قلت إذن كلكم على نفس الهيئه من الحق أو الباطل لا فرق بينكما
قال قل هكذا حتى تستوي المقاييس !! .
قلت ولكنهــــم دمروا الدوله و أذهبوا النظام واحتلوا الأرض .. ونهبوا الثروات ودمروا كل شيء فماذا تبقى ؟
قال تبقى أن تعود الدوله و يعود النظام ويخرجوا من الأرض ويعوضوا عن كل ما دمروه تماماُ كما حصل بالنسبه لنا بدون زياده ولا نقصان
قلت بما فيه التفتيش على الأسلحة وتدمير أسلحة الدمار الشامل
قال بما فيه التفتيش على الأسلحة وتدمير أسلحة الدمار الشامل
قلت التفتيش على من وتدمير أسلحة من ؟
قال على أمريكا وبريطانيا وأسبانيا وأستراليا وإسرائيل على وجه التحديد .. أما غيرها فتابعون ..
قلت والله أن هذا خيالُُ خصب يا سيدي
قال ألم نتفق أن مقتضى الحكمه الألهيه أن تتدخل القدره لنصرة الحق حين تخذله القوى الأرضيه
قلت ولكن كيف علمت أنك على الحق ؟
قال بمقاييس أهل الأرض الذين اعتبروني ذات يوم مبطلاُ .. ولقد حرصنا طوال ثلاثة عشر عاماُ أن نستفرغ كيدهم ونواجه باطلهم ونهزمهم في جبهة الحكمه ونقيم عليهم الحجه كامله وكانت هذه الرحله الطويله ضروريه لقطع حبل الناس على بني إسرائيل فبعد أن احتشد العالم كله في حرب الخليج الثانيه علينا كما نسمونها وأم المعارك كما نســـميها لم يستطيعوا في الغزو الأخير أن يحشدوا اكثر من أربع دول ط
قلت ولكنهم حققوا بهذه الدول القليله ما لم تستطع كل الدول أن تحققه في تلك الفتره
قال الآن انتهت معركة الحكمه
قلت فماذا بقى الآن ؟
قال بقى أن نحارب بما استطعنا عليه وأن لا نسلم لهيمنة القوه والباطل حتى لو لم يبقى لنا إلا الحجاره .. وحينها فقط تتنزل النصره الألهيه لتطبق قوانين الأرض والسماء التي خذلها أهل الأرض عربهم وأعاجمهم
قلت وهل سيقع ذلك حقيقه يا سيدي ؟
قال الله يقول لنا " فلا تعجل عليهم إنما نعدُّ لهم عدًّاُ " ..
قلت له هل يعد لهم الشهور بعد الاحتلال حتى تســـاوي شـــهور احتلالكم للكويت ثم يخرجهم أم ماذا ؟.. ضحك عبد الله المؤمن وقال ربما !! .
قال سهيل اليماني بعد كل هذا سألت عبد الله المؤمـــن فقلت يا سيدي من الذي سيقوم بكل هذا ؟
قال سيقوم بها شعب العراق وقيادته المجاهدة
قلت يعني أنتم ؟!
قال لو لم يبق مــن القيادة إلا فرد واحد لقام بهذا الواجب نيابة عن شعب العراق وعن قيادته التي خاضت كل الملاحم لكي تصل إلى هذا اليوم ؟
قلت معنى هذا أنكم سوف تتولون قيادة العالم بعدها ..
قال سوف يتولى الحق قيادة العالم وإذا علم الله أننا أهل الحق فسنتولى القيادة لنقيم موازين العدل على الأرض كخلفاء لله على أرضه
قلت له معنى هذا أنكم سوف تقاضون أمريكا وقوى الاستكبار العالمي نيابة عن كل المستضعفين
قال ذلك بالضبط ما نريده
قلت بمعنى أنكم ستقاضون أمريكا على كل جرائمهـــــــا العالمية بدءً من " هيرو شيماء"و " ناجازاكي " وانتهاء بالعراق
قال سوف نقاضيها على جرائمها العالميه بدءً من الهنود الحمر وإنتهاءً بالعراقيين الســـمر مروراُ باليابانيين الصفر وبكل جرائم الاغتيالات والانقــلابات في العالم وبكل التآمر على قوى الحق في أمريكا اللاتينيــة وآسيا وأفريقيا واوربا .. وكل أجزاء العالم الذي انتـــشر وشاع فيه شــــر هذه الامبراطوريــه المجرمه وحليفتها بريطانيا .
قلت وبريطانيا أيضا ؟! ..
قال وبريطانيا أيضا وإســـرائيل وكل قوى الاستكبار العالمي
قلت لو حدث ذلك فإن هذه ستكون وظائف المهدي عليه السلام ..
قال وما المانع أن نقوم بها
قــلت له ولكن لتدمير اسلحة الدمار الشـــامل لآبـد أن تكون لك اسلحة دمار شامل .. ولتدمير امبراطوريه قويه مثل أمريكا وحليفاتها لآبد أن تكون لك أمبراطوريه قويه وحلفاء لمواجهتهم ..
قال عندما خرج أجدادنا من جزيرة العرب ودمروا إمبراطوريتي فارس والروم لم يكن معهم أسلحة دمار شامل ولا كانوا أصحاب امبراطورية ولكن كانوا مجموعه مؤمنه بدايتهم كانت مثل بدايتنا ونهايتنا كانت مثل بدايتهم ..
قلت كيف ذلك ؟
قال كانت بدايتهم مجموعه متستره يطاردها المشركون وكنا كذلك مجموعه يُطاردها الأعداء .. وهكذا أصبحت نهايتنا مجموعه يطاردها المشركون ويبذلون المكافآت الّسخيه للقبض على أفرادها وعلى رؤسائها تماماً كما كانوا يبذلون المكافآت السخيه للقبض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنهم .. وهم فارين منهم ومادامت قد تشابهت بداياتنا فستتشابه النهايات إنشاء الله ! !

المصدر: http://www.saifal3rb.com/vb/archive/index.php/t-1357.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك