حول عولمة الإنترنت

عبدالعزيز عيادة الوكاع 

 

لاشك أن عولمة الإنترنت، بمعايير الاستخدام القائمة اليوم في الشبكة العنكبوتية، والتي جعلت العالم بكافة أقاليمه قرية صغيرة، قد أحدث قفزات سريعة، في تعميم نمط آليات الاستخدام، وعلى جميع الاصعدة التكنولوجية ، والعلمية والصناعية،والفكرية، والاجتماعية، مخترقا بذلك كل المجتمعات، والحدود، ومختزلا عامل الزمن، إلى درجة تقترب من الالغاء. 



ولذلك فقد بات على من يلج هذا النظام، أن يكون محصنا فكريا، وثقافيا، ومتمرسا بآليات التعامل مع هذا النظام الجديد، وعارفا بكيفية سلوك طريقه، الذي هو أشبه ما يكون بصحراء مترامية الاطراف، حيث لا يمكن السير في فضاءات فيافيها، الا بدليل متمرس، يهتدي بنجوم هذا الفضاء ليلا، كما يقال ، لكي يتمكن من تحديد مساراته الصحيحة، لضمان الوصول بأمان، الى المكان الذي يروم الوصول اليه، والا فإنه سيتيه في غياهب تلك الصحراء المترامية الاطراف. 



وهكذا ينبغي على من يتعامل مع هكذا نظام معولم المعايير، ان يسير في دهاليزه بخطى ثابتة، وموضوعية، والا فإنه سيسقط في متاهات هاويته، ويضل الطريق. وما اكثر المتساقطين اليوم، الذين أصبحوا ضحية سوء الإستخدام، وبالتالي وقعوا في شراك التداعيات السلبية لعولمة هذا الفضاء المعلوماتي الواسع، الذي يتميز بأنه سلاح ذو حدين،بما هو نظام جديد، وثورة تكنولوجية متسارعة الإيقاعات، ترنو  لإرساء حضارة جديدة، وتؤسس لعالم رقمي جديد، معولم الشبكة عنكبوتيا.

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك