فن الحوار السياسي

صالح بن جليدان

فن الحوار هو إحدى ادوات الإدارة الحديثة، التي من خلالها يتم طرح فكرة معينة يود الشخص اقناع الطرف الآخر بها، بطريقة عقلانية وبسيطة، لكي يستفيد منها الطرف الآخر ومن حوله ويقبلها.

يحزنني اننا مثقفون ولا تنعكس ثقافتنا على سلوكنا، ونزعم اننا نمتلك درجة عالية من العلم والمعرفة ولا نجد لهذا التعليم اثرا تربويا في سلوكنا العام في فن الحوار مع الآخرين.

قيل في التعليم (تعلم لتعرف، تعلم لكي تتحاور مع الآخرين في اطار التسامح والسلام، تعلم لتكون فردا مسؤولا).

يحزنني كيف تحولت ثقافاتنا إلى ساحات نتبادل فيها الشتائم والكذب والتجني على الآخرين، والتشكيك في النوايا والنزعة الوطنية. يحزنني كيف اصبحنا نضع (استيكرات) التصنيف على جباه الناس، لمجرد الاختلاف في الرأي؟ أين اختفت صيغة التعبير الحضارية؟ ما نوع الثقافة التي من خلالها اصبحنا نتحاور بكلمات غريبة على مجتمعنا (داخل السور، مناطق داخلية وخارجية، اعيال بطنها، ربع الكويت مجنسين، انت بدوي انت حضري، هذا شعي هذا سني، وطنيين إلخ...)، هل هذا مستوى الحوار الذي نطمح إليه؟ هل هذه الديموقراطية يا من ترددون بديموقراطية؟ هل أصبح الفكر والحوار والرأي السديد هو التلفظ بهذه الكلمات التي تؤدي إلى نفق مظلم.

اعلم أيها القارئ الكريم ان الكويت لا تتحمل مثل هذه الصراعات الفئوية، والتصنيف الذي ليس له معنى. واستياء حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد من مظاهر الشحن، واثارة الفتن والنزعات الفئوية البغيضة هو استياء اهل الكويت جميعا، فهذه المظاهر والتصرفات دخيلة على مجتمعنا. فاليوم هو يومكم في تغيير هذا النهج وهذا الحوار السائد في مجتمعنا ونجعل الكويت نصب أعيننا، لكي نرقى ببناء هذا المجتمع.

«الخطر الذي نشعر به دون أن نراه هو الذي يقلقنا اكثر»... «حكمة لاتينية».

المصدر: http://www.alraimedia.com/Home/Details?Id=9955bebb-329a-42bf-b700-5a06dd...