كيف ننمي ثقافة الحوار الأسري؟

عبد المحسن بن محمد المحيسن

 

المجتمع الأسري مجتمع متكامل البناء والأركان فمنه تنطلق المجتمعات الكبيرة باعتبار أن الأسرة هي نواة المجتمع ومحضن الأطفال في مهدهم الأول تربوا وترعرعوا داخل كيانها وكانت لثغاتهم الأولى في محيط أسرتهم الصغيرة. والأسرة أيضاً تعتبر المدرسة الأولى للطفل ومكملة للمدرسة النظامية والأسرة بطبيعة الحال يعتورها تغير وتغيير في أنماطها وسلوكها ويؤثر فيها التغير والتقدم العلمي والتكنولوجي وثقافة العصر وما شهده العالم في هذا العصر من اتساع في الآفاق وانفتاح العالم على بعضه بحكم الاتصالات والتقنيات الحديثة الهائلة التي تتجدد وتتطور يوماً بعد يوم وارتهان العالم بأسره إلى عولمة أصبح العالم بأسره بمثابة القرية الصغيرة المتواصلة الأطراف في كافة شؤون حياتها، كل هذه المعطيات أدت إلى تركيز الباحثين والمهتمين في الشؤون الأسرية إلى مراعاة ذلك عند إجراء الدراسات والبحوث المتخصصة في الجانب الأسري كما أسلفنا، بغية الوصول بالأسرة إلى أمان آمن تسوده المحبة والألفة وإن كانت -ولله الحمد- الأسرة السعودية تتمتع بجو هادئ وعلاقات وطيدة لا يكدر صفوها أي شائبة، وهذا لا يعني أن الأسرة السعودية بمنأى عن المشاكل أو خالية من الهنات والمنغصات الأسرية في تقديري أنها لم تصل بالدرجة التي يستحيل حلها أو يستفحل أمرها، والدارس للأسرة السعودية يدرك هذه المسوغات عند قيامه بالبحث والدراسة وتقديم الحلول الناجحة التي من شأنها أن تزيد قوة الترابط والتلاحم بين أفراد الأسرة السعودية على وجه الخصوص فمن هذا المنطلق والتوجه الأسري رأى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تنظيم لقاءات حوارية تركز على الحوار الأسري وكيفية التعامل مع أفراد الأسرة إذاً يأتي على المعنيين بالدراسات الأسرية ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تكثيف الجهود التوعوية وتأصيل هذا الجانب في الأسرة نفسها من حيث تعريف الأسرة بأهمية الثقافة الأسرية وكيف تصبح أسرة آمنة مطمئنة -إن شاء الله- وكيف تتغلب على قضاياها ومشاكلها. 



لذا لا بد أن يكون هناك تنمية مستدامة للوعي الأسري نحو الحوار البناء والهادف وإكساب الأسرة بما فيهم الأبوين اللذين هما أساس الأسرة ثقافة الحوار من خلال الدورات التدريبية عبر مراكز الأحياء التي بدأت تأخذ حيزاً لا بأس به في توعية وتثقيف أسر الحي، وهذا توجه طيب يشكر القائمون عليه والمنادون بفكرته وتطبيقها في واقعنا المعاش، وكم شاهدنا من مراكز تتعامل مع هذا الجانب بشكل كبير مؤدية رسالة اجتماعية وتوافقية تصب مخرجاتها على الأسرة بالدرجة الأولى وعلى مجتمعنا الكبير. 

المصدر: http://www.al-jazirah.com/2009/20090804/rj10.htm

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك