السنغال وإسرائيل ..علاقات معقدة

 

يشير مراقبون إلي أن حركة تأثير إسرائيل في دوائر النفوذ بالسنغال باتت في تزايد في الآونة الأخيرة، لافتين إلي الزيارة التي أداها وزير الخارجية سيديكي كابا للمسجد الأقصى وسط حراسة الاحتلال الإسرائيلي في مارس الماضي و تم انتقادها من طرف السلطة الفلسطينية.

و قد أعلنت ساعتها  وزارة الإعلام الفلسطينية أن الطريقة التي زار بها كابا المسجد الأقصى “مرفوضة”، وعبرت في بيان نشرته عن أسفها لزيارة كابا للمسجد الأقصى بـ”حماية قوات الاحتلال، من جهة باب المغاربة، ووضعهم علم إسرائيل والسنغال على ملابسهم”.

و طالب الحكومة الفلسطينية من نظيرتها السنغالية الاعتذار عما حصل ، معتبرة أن   الزيارة تشكل خرقا “لإجماع منظمة التعاون الإسلامي، وسابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الفلسطينية السنغالية”.

عبء أخلاقي

و باتت العلاقات الدبلوماسية التي تربط السنغال بإسرائيل تشكل عبئا أخلاقيا كبيرا على حكومة البلاد،  فقد أثارت زوجة السفير الإسرائيلي لدى السنغال، جيني هارسون، عاصفة دبلوماسية قبل بعد استبعادها من حضور إحدى حفلات نادي زوجات السفراء في العاصمة داكار.

ووفقًا لتقارير صحفية ، فإن زوجة السفير الإسرائيلي تلقت  “رسالة مهينة” من زوجة سفير فرنسا لدى السنغال جاء فيها: “يجب أن لا تأتي، لأن حضورك ينطوي على مشاكل في ظل اعتراض زوجات سفراء دول عربية وإسلامية على تفعيل تلك الخطوة”.

وأشارت التقارير  الصحيفة إلى أن  الرئيسة الشرفية لنادي زوجات السفراء هي زوجة رئيس السنغال مريم سال، وأن النادي يحرص على جمع تبرعات لصناديق الزكاة، وتغطية نفقات أنشطة اجتماعية أخرى.

و قد وجَّه سفير إسرائيل لدى السنغال انتقادًا لاذعًا لزوجة السفير الفرنسي في السنغال، لكن انتقاده اقتصر على تغريدة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اعتبر فيها ما حدث مع زوجته إهانة بالغة، وما يزيد منها أنها لم تأت من زوجة أحد سفراء الدول العربية، وإنما جاءت من زوجة سفير أوروبي.

نفوذ الماسونية

و تتزايد في الشارع السنغالي في الأعوام الأخيرة  الأنشطة المؤيدة للقضية الفلسطينية و الرافضة لجرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، و تطالب جمعيات مدافعة عن القضية الفلسطينية حكومة البلاد بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.

وأثارت تصريحات الوزير الأول السنغالي السابق ادريس سك حول أحقية اليهود بأرض فلسطين بالإضافة لسرده لبعض المزاعم التاريخية المغلوطة عن بيت المقدس و مكة المكرمة الكثير من الجدل في الشارع السنغالي.

و يربط مراقبون بين هذه التصريحات و تنامي نفوذ الماسونية  في أوساط النخب السياسية و النافذة بالبلاد، و تنشط الحركة الماسونية في البلاد بشكل قوي فقد قامت السنغال بضغط من القوى الدينية بالبلاد قبل أشهر بإلغاء تجمعا كانت القوي الماسونية تعتزم تنظيمه كما تحدثت مصادر صحفية عن افتتاح محفل ماسوني بالبلاد.

و قد أدانت رابطة الأئمة و الدعاة في السنغال تصريحات السياسي السنغالي و دعته للاعتذار، و قالت الرابطة في بيان وقعه أمينها العام  أحمد دام انجاي أن تصريحات سك “شوهت صورة الشعب السنغالي المسلم أمام العالم الإسلامي”.

و أضاف البيان أن اعتبار سك لما يجري في فلسطين كصراع بين أشقاء هو “جهل بالتاريخ”، مشيرة إلي أن إسرائيل تأسست عقب إعلان وعد بلفور سنة 1917 المتضمن إنشاء منطقة تكون ملجأ لليهود في أنحاء العالم.

تخريفات صهيونية

و استنكر البيان الطريقة المتغطرسة التي استخدمها السيد سك في التعليق على القضية فلسطين في تصريحاته، و لفت البيان أن تلك التصريحات صدمت ضمير كل مؤمن مسلم و شكلت انتهاكا لرموز العقيدة الإسلامية، و فق البيان.

و قد ادعي ادريس سك، الذي يعتبر من أكثر القادة السياسيين المسلمين استشهادا بالقرآن في خطاباته السياسية ، في لقاء مع الصحافة قبل أيام “توفره على أدلة و إثباتات تؤكد أن بيت المقدس أهم من مكة المكرمة و أن مكة ليست مكان الحج الصحيح”، مضيفا أن  ” اليهود هم شعب الله المختار”، حسب زعمه.

بدوره انتقد بامبا انجاي  وزير الشؤون الدينية الأسبق تصريحات سك و اعتبرها أنها”تخريفات” مطابقة للمزاعم الصهيونية، و اعتبر أن هذه التصريحات تأتي في ظل موجة اختراق مركزة ترعاها إسرائيل في السنغال.

و كانت الإيسيسكو قد دعت سلطات السنغال لاتخاذ  إجراءات حازمة حول هذه التصريحات المستهجنة و التي تهدف إلي إثارة الفتنة و التضليل و تعد تكذيبا فجا للحقائق الثابتة التي يؤكدها القرآن الكريم و السنة النبوية، وفق بيان المنظمة.

المصدر: https://islamonline.net/25829

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك