طفرة في نمو عدد المسلمين في بريطانيا

عبد الإله مجيد

 

أظهرت أرقام رسمية أن عدد المسلمين البريطانيين في انكلترا وويلز يرتفع بوتائر أعلى من معدل الولادات العام، مع نسبة أعلى من الأطفال ونسبة أقل من كبار السن. 

 
لندن: يبين تحليل البيانات الرسمية لأحدث إحصاء سكاني في بريطانيا، أن ثلث المسلمين البريطانيين في انكلترا وويلز، هم دون سن الخامسة عشرة، في حين أن المعدل العام لهذه الفئة العمرية يبلغ أقل من الخمس. كما أن نسبة المسلمين المسنين تقل عن نسبة المسنين من عموم السكان البريطانيين، حيث تبلغ نسبة المسلمين الذين تزيد أعمارهم على الخامسة والستين 4 في المئة فقط، بالمقارنة مع 16 في المئة من اجمالي عدد السكان.  
 
وفي عام 2011 ، بلغ عدد المسلمين في انكلترا وويلز 2.71 مليون مسلم بالمقارنة مع 1.55 مليون مسلم في عام 2001. وبلغ عدد المسلمين في اسكتلندا 77 الف مسلم، وفي ايرلندا الشمالية 3800 مسلم.  
 
وبحسب الدراسة التي أجراها مجلس مسلمي بريطانيا لبيانات إحصاء 2011، فإن المسلمين ما زالوا أقلية صغيرة من السكان ـ واحد من بين كل 20 بريطانيًا مسلم ـ على النقيض من التصور الشائع بين البريطانيين الذين يقدر غالبيتهم نسبة المسلمين بفارق يزيد اربع مرات على نسبتهم الحقيقية، كما أظهر استطلاع أجرته مؤخراً مؤسسة ايبسوس موري.
 
صورة شاملة
وكان نصف المسلمين في انكلترا وويلز من مواليد هاتين المنطقتين وينظر نحو ثلاثة أرباعهم (73 في المئة) إلى أنفسهم على أنهم بريطانيون، وتبين بيانات الاحصاء السكاني أن ثلثي المسلمين هم من اصول آسيوية و8 في المئة من البيض.  
 
وهذا هو أول تحليل يهدف إلى تقديم صورة شاملة عن مسلمي بريطانيا في انكلترا وويلز. وقال مجلس مسلمي بريطانيا الذي ينتمي إلى 500 مؤسسة إن التقرير "أول تقرير شامل وتفصيلي ينظر إلى المسلمين من منظور بياني".  
 
ودعا التقرير إلى تحسين الخدمات الاجتماعية المتوفرة لمسلمي بريطانيا ومعالجة قضايا اجتماعية مثل ارتفاع معدلات الطلاق واللامساواة الاجتماعية.  
 
وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليغ، في معرض التعليق على نتائج التقرير، إن كل شخص بصرف النظر عن أصوله وظروفه، يجب أن يتمتع بفرصة متساوية للنجاح. واضاف كليغ "ان ما لا شك فيه أن مسلمي بريطانيا يستطيعون أن يفخروا بالمساهمة التي يقدمونها إلى بلدنا".  
 
تمييز واجحاف
ولكن ماريا سوبوليفسكا، استاذة العلوم السياسية في جامعة مانشستر، قالت لصحيفة الغارديان إن مسلمي بريطانيا ما زالوا يواجهون التمييز والاجحاف.  واضافت "أن هذا ما نراه في عدد الأشخاص المشردين والذين يعيشون في أحياء محرومة حيث ينشأون ويتعلمون".  
 
ورغم هذه المصاعب، فإن أرقام الإحصاء السكاني تبين أن نسبة المسلمين البريطانيين من ذوي الشهادات الجامعية والشهادات الأعلى، قريبة من نسبتها بين عموم السكان، بـ 24 في المئة مقابل 27 في المئة. وبحسب أرقام الإحصاء، كان عدد الطلاب المسلمين 329694 طالبًا، نسبة الإناث بينهم 43 في المئة.  
 
ولكن 5 في المئة فقط من المسلمين يزاولون ما يُسمى "وظائف مهنية عالية" بالمقارنة مع 7.6 في المئة من عموم السكان.  
 
كما أن نسبة التشغيل بين المسلمين أقل من المتوسط العام. إذ كان 19.8 في المئة من المسلمين البريطانيين يعملون ساعات كاملة وقت إجراء الاحصاء بالمقارنة مع 34.9 في المئة من إجمالي عدد السكان.   
 
يضاف إلى ذلك أن نصف المسلمين البريطانيين يعيشون اليوم في أكثر المناطق حرمانًا في انكلترا، بالمقارنة مع ثلثهم حين أُجري الاحصاء في عام 2011.
 
ورغم النسبة العالية من المسلمات اللواتي يتعلمن في المدارس والمعاهد والجامعات، فإن الدراسة اظهرت أن 18 في المئة من المسلمات البريطانيات ربات بيوت بالمقارنة مع 6 في المئة من النساء البريطانيات عمومًا.
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك