الدين والبرهان .. نظرية جديدة في الإعجاز العلمي في القرآن

الدكتور عباس حسن عبد اللطيف

 

لقد عَلَّمنا القرآن العظيم مفهوم الحجة و البرهان على ما نقول و نفعل، و ألاَّ نبني عقائدنا في الأصول و الفروع على افتراضات ضنية بدون برهان. اي يجب ان نتوفر على دليل :

منطقياً فلسفياً عقلياً.

أو علمياً  استقرائياً يعتمد على الحس و التجربة و منهجه حساب الاحتمالات.

أو أن يكون دليلاً في أعلى مراتب اليقين و يحظى بثقة من الجميع، و هو الدليل الرياضي الذي يستعمل في مجال الرياضيات البحتة و يقوم هذا الدليل على مبدأ أساسي هو " مبدأ عدم التناقض" أي: أن " أ " هي " أ "  و لا يمكن أن لا تكون " أ "، كما ذكر ذلك السيد محمد باقر الصدر في كتابه " المُرْسِلْ – الرسول – الرسالة. بمعنى آخر أن 1 + 1 = 2، و لا يمكن أن تكون غير ذلك.

فكر و تفكر

ثم انتقل د.عباس حسن عبد اللطيف لشرح مفهوم الفكر والتفكر في القرآن ،فذكران هنالك 14 آية في القرآن الكريم يأمرنا الله فيها بأن نتفكر. 3 آيات بصيغة ﴿تَتَفَكَّرُونَ﴾، و 11 آية بصيغة ﴿يَتَفَكَّرُونَ﴾ ، من ذلك نجد ان صيغة التفكر التي استعملها القرآن الكريم تدل على ضرورة بذل الجهد العقلي المناسب من أجل الوصول الى المعنى المراد من الآيات و من الكون المنظور.  كما جاء في قاموس المعاني عن معنى (تَفَكَّرَ) ما يلي؛ تَفَكَّرَ الشخص بمعنى تدَبَّرَ و اعْتَبَرَ و اتَّعَظَ. تَفَكَّرَ في الطبيعة بمعنى تأَمَلَ و أعمل العقل فيها ليصل الى نتيجة أو حَلْ. أعتقد بأن التَّفَكُّرْ بهذا المعنى هو أحد الجواهر المعرفية المهمة في القرآن العظيم.

ثم انتقل د.عبد اللطيف الى نقطة اخرى وهي اخبارنا من الله بأنه حافظ ما انزل من القرآن بقوله ﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ﴾ سورة الحجر الآية 9 ، كما اخبرنا بأمر اخر مهم وهو تبيان ما انزل الله على رسوله ليفهمه البشر وذلك بقوله ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا بَيَانَهُ﴾ سورة القيامة (75) الآية 19.هذا يعني أن الله تعالى قد وعدنا، بحفظ القرآن الكريم من حيث الرسم والقراءة الواحدة، و كذلك المعنى الواحد غير المتناقض، و ذلك من خلال حفظ السُّنة النبوية التي تَكَفَّلَتْ بمهمة بيان هذا المعنى. لكننا ازاء ما نلمسه في الموروث التاريخي  نجده لا يدُلُّ على تحقق الحفظ الكامل الذي نتوقعه من الكمال الإلهي المطلق، في ظِلْ وجود الاختلاف في الرسم و اللفظ القرآني، و كذلك الاختلاف الواضح بين المسلمين في بيان و تفسير آيات القرآن الكريم.

هذا التفكر بالموروث التاريخي يوصلنا إلى نتيجة حتمية لا مفرّ منها، و هي أنه من المستحيل أن يكون جميع الذي وصلنا من الكتاب و السنة، و خاصة من الأحاديث، التي يقال أنها صحيحة السند المنسوبة الى النبي (ص)، هي من الوحي الإلهي، لأنها متناقضة و متضاربة حتى في أصول الدين، ناهيك عن الفروع و الاحكام.ربما يعتقد البعض أن الإختلاف محصور فقط بين المذاهب السنية الاربعة و الشيعة الإمامية الاثني عشرية، و هذا وهم كبير،لأن الإختلاف في الأحكام الدينية موجود بشكل واضح حتى بين علماء المذهب و المعتقد الإسلامي الواحد،والدليل على ذلك هو أن أكثرية الأحكام الدينية التي نتعبد بها اليوم هي اجتهادية ضنية و ليست يقينية المصدر من الواحد الأحد. وبما اننا نعلم ان :

من مُسَلَّمَات معرفة الله سبحانه، الاعتقاد اليقيني بأنه لا يمكن أن يُخْلِفَ وعده، لأن خَلْف الوعد يلازم النقص، و يستحيل النقص عليه تعالى.

هذه المعرفة توصلنا بالضرورة الى الإيمان بأن الحكيم العليم قد جَعَلَ آلية علمية متقنة في القرآن ذاته مهمتها المحافظة عليه و على بيانه من التبديل و التحريف، و تكون بمستوى التحدي الإلهي المستمر، و مهما تطورت العلوم (المعجزة القرآنية) ، وهذا ماورد في القرأن الكريم ﴿قُل لئِنِ ٱجتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَ ٱلجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأتُواْ بِمِثلِ هَـٰذَا ٱلقُرءَانِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِۦ وَ لَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيرًا﴾ سورة الإسراء 17، آية 88.

الحفظ الإلهي للقرآن و السُنَّة النبوية

وهنا ابتدأ الدكتور عباس حسن عبد اللطيف بشرح رؤيته لموضوع الحفظ الالهي للنص المنزل بقوله ؛ قد يسأل سائل و يقول: كيف حفظ الله سبحانه و تعالى كتابه العظيم من حيث المحتوى و الرسم القرآني، و كذلك من حيث المعنى و البيان تحقيقياً لقوله تعالى: ﴿إنَّا نَحنُ نَزَّلنَا ٱلذِّكرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ﴾ و قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا بَيَانَهُۥ (19)﴾  سورةالقيامة (75)؟ والاجابة هي :أنَّ هذا الحفظ للمحتوى بكل تفاصيله من حيث الرسم القرآني المميز، و القراءة و اللفظ، و مجموع الآيات و السور، و كذلك حفظ المعنى، قد جاء عن طريقين:

الطريق الاول

تمثل بالوحي المقدس للنبي محمد (ص)، مدعوماً بالوعد الإلهي بالتسديد بعدم النسيان لكل التفاصيل المتعلقة بتنزيل القرآن في قوله تعالى في الآية السادسة من سورة الاعلى (87): ﴿سَنُقرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ﴾، و قوله: ﴿وَ مَا يَنطِقُ عَنِ ٱلهَوَىٰ (3) إِن هُوَ إِلاَّ وَحىٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلقُوَىٰ (5)﴾ سورة النجم (53). كما ان الحفظ الاول للقرآن قد تمثل بثلاثة أمور رئيسية:

1-    كتابة و تدوين جميع ما أُنزل من القرآن في حياة النبي. لهذا نراه قد اهتم كثيراً جداً بتدوين أدق التفاصيل مما أنزل عليه من رَبِّه، من حيث الرسم القرآني (الذي جاء مخالفاً للرسم الإملائي لقواعد اللغة العربية)،كذلك مواقع الآيات و السور، (التي جاءت أيضاً مخالفة لترتيب نزول هذه الآيات و السور)في اعتقادي أن أحدى الغايات الرئيسية من وراء هذا الاهتمام النبوي، كان لتوثيق الطريق الثاني للحفظ الذي يعتمد بالأساس على الرسم القرآني المتميز لكلمات و آيات الذكر الحكيم و مواقع الآيات و السور فيه.

2-    نَقِل ما أُوحِيَ اليه (ص) الى المسلمين كافة من خلال الأحاديث النبوية الشريفة و السلوك الشخصي لصاحب الرسالة.

3-   أراد الله تعالى لهذا القرآن أن يكون دليلاً للبشرية جمعاء مما يتطلب الحفظ التفصيلي للمحتوى و المعنى الى يوم يبعثون، و هذا لا يمكن عقلاً أن يتحقق إذا أوكلَ ذلك الحفظ التفصيلي للقرآن للبشر العاديين من أمثالنا فقط، و مهما كانت درجة تعبدهم و تقواهم، لأنهم عاجلاً او آجلاً سوف يختلفون في تأويل و تفسير ما نُقل إليهم من صاحب الرسالة. هذه هي طبيعة النفس البشرية المبنية على الاختلاف و التنافس.

لقد جَعَلَ الله تعالى مع الصادق الامين الاول، أمناء صادقين آخرين من أهل بيته، قد تكفل هو جلَّ شأنُهُ بان أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً، في قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ لكي يكونوا كالصادق الامين الاول مؤتمنين على الحفظ الكامل للرسالة الإسلامية بعد رحيل النبي، ثم نقلها للأجيال الإسلامية القادمة كما أرادها الله تعالى من غير تحريف بالمعنى و المحتوى، و ذلك من أجل أن تتجذر و تستقر جميع أصول و فروع أحكام الرسالة السماوية في ضمير الأُمة الإسلامية، و على مدى أجيال عديدة تمتد بالأعمار التي جَعَلَها الله تعالى لأهل البيت.

لقد وثق النبي (ص) هذا المعنى بأحاديث كثيرة و متواترة منها على سبيل المثال لا الحصر، حديث الثقلين المتواتر: روى بسنده عن زيد بن أرقم وحبيب بن أبي ثابت قالا: قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

لقد علم الحق تعالى باختلاف المسلمين بعد رحيل النبي محمد (ص)، و أن الطريق الأول للحفظ الإلهي للكتاب و السنة لوحده سوف لا يحقق الحفظ الكامل الذي أراده الله تعالى. لذلك جعل العليم الخبير طريقاً ثانياً لتحقيق وعده بحفظ دينه الخاتم للرسالات السماوية تحقيقاً لقوله: ﴿إنَّا نَحنُ نَزَّلنَا ٱلذِّكرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ﴾ ،والطريق الثاني يعتمد على لغة كونية مادتها الارقام التي لا تقبل التأويل و الجدل العقيم الذي لا منفعة منه، لم ترتَسِم إطلاقاً بمادة التأريخ و المكان و الزمان كارتسام معجزات الرسالات السابقة، لأنها فوق التأريخ و المكان و الزمان.

 هذه اللغة الكونية قد تحققت من خلال التحكم المطلق برسم حروف و كلمات القرآن الكريم بطريقة متميزة بحيث لا تُخِلُّ بالمعنى الذي أراده الله تعالى من آيات الذكر الحكيم، مع المحافظة على الدوام على الإعجاز الرقمي الذي اودعه في تلك الحروف و الكلمات لإثبات ذلك المعنى.وهذا يعني أن الإشارة الى المعجزة العددية القرآنية التي أودعها الله تعالى لنا في كتابه الخاتم للرسالات السماوية قد تمثلت بالرسم المتميز لحروف و كلمات هذا الكتاب المقدس.

الرسم القرآني و الرسم الإملائي

ولتبيان نظريته ابندأ الدكتور عباس حسن عبد اللطيف بتفسير ذلك بناءا على الفروقات بين الرسم القرآني والرسم الاملائي فقال؛ قسم العلماء الرسم الكتابي إلى قسمين رئيسين، الأول أطلقوا عليه اسم "الرسم القياسي"، و يقصدون به كتابة الكلمة كما تلفظ. أما القسم الثاني فأطلقوا عليه اسم "الرسم التوقيفي"، الذي هو الرسم الذي كُتبت به المصاحف. وقد خالف الرسم القرآني الرسم القياسي من بعض الوجوه، أهمها خمسة وجوه:

الوجه الأول .. الحذف: و هو كثير، و يقع في حذف الألف، و الواو، و الياء، و اللام، و النون.

حذف الألف: قوله تعالى: ﴿ٱلعَـٰلَمِينَ﴾ حيث حُذفت الألف بعد العين، و قد كُتبت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، و الأصل في كتابتها حسب الرسم الإملائي (العالمين)

حذف الواو: قوله تعالى: ﴿ٱلغَاوُۥنَ﴾ سورة الشعراء الآية رقم 224، و الأصل فيها (الغاوون)

حذف الياء: قوله تعالى: ﴿ٱلنَّبِيِّـنَ﴾ سورة البقرة الآية رقم 61، و قد وردت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، و عدد مواضعها ثلاثة عشر موضعاً، و الأصل في كتابتها (النبيين) ، المثال الثاني: كلمة ﴿إِبرٰهِـمَ﴾ في سورة البقرة الآية رقم 124، كتبت بدون الألف بعد الراء، و بدون الياء بعد الهاء 15 مرة، في سورة البقرة فقط، و في 12 آية من السورة، و هي المرة الاولى التي وردت فيها كلمة ﴿إِبرٰهِـمَ﴾ في القرآن الكريم، و الاصل في كتابتها (إبراهيم).

حذف اللام: قوله : ﴿ٱلَّيلِ﴾ سورة البقرة الآية 164، و قد كُتبت كذلك في جميع مواضعها، و عددها ثلاثة و سبعون موضعاً، و الأصل فيها (الليل).

حذف النون: قوله تعالى: ﴿نُـۨجِى﴾ سورة الانبياء الآية 88، و هو الموضع الوحيد في القرآن الذي حذفت فيه النون من ثلاثة مواضع وردت فيه الكلمة، و الأصل في رسمها (ننجي).

الوجه الثاني .. الزيادة: و تكون في الألف، و الواو، و الياء

الزيادة في الألف، قوله تعالى: ﴿وَ جِاْىٓءَ﴾ سورة الزمر الآية رقم 69، وردت في موضعين، و الأصل فيها (و جيء).

الزيادة في الواو، قوله تعالى: ﴿سَأُوْرِيكُم﴾ سورة الاعراف الآية رقم 145، وردت في موضعين، و الأصل فيها (سأُريكم)

الزيادة في الياء، قوله تعالى: ﴿بِأَييْدٍ﴾ سورة الذاريات الآية رقم 47، و هو الموضع الوحيد في القرآن، و الأصل فيها (بأَيْدٍ).

الوجه الثالث .. الهمز: حيث وردت الهمزة في الرسم القرآني الأول، تارة برسم الألف، و تارة برسم الواو، و تارة برسم الياء.

فمن أمثلة ورودها ألفاً، قوله تعالى: ﴿لَتَنُوٓأُ﴾ سورة القصص الآية رقم 76، و هو الموضع الوحيد، و الأصل فيها (لتنوء).

و من أمثلة ورودها واواً، قوله تعالى: ﴿يَبدَؤُاْ﴾ سورة يونس الآية رقم 4، و هي كذلك في مواضعها الستة من القرآن، و الأصل فيها (يبدأُ)

و من أمثلة مجيئها ياءً، قوله تعالى: ﴿وَ إِيتَآىِٕ﴾ سورة النحل الآية رقم 90، و هو الموضع الوحيد من ثلاثة مواضع، و الأصل فيها (و إيتاء).

الوجه الرابع.. البدل : و يقع برسم الألف واواً أو ياء.

فمن مجيئها واواً، قوله تعالى: ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ سورة البقرة الآية رقم 3، و هي كذلك في جميع مواضعها في القرآن، و الأصل (الصلاة) و مثلها (الزكاة)

 و من صور رسمها ياءً، قوله تعالى: ﴿يَـٰٓأَسَفَىٰ﴾ سورة يوسف الآية رقم 84، و الأصل فيها (يا أسفا) و من ذلك أيضاً، قوله تعالى: ﴿وَ ٱلضُّحَىٰ﴾ سورة الضحى الآية رقم 1، و لم ترد إلا في هذا الموضع، و الأصل فيها (و الضحا).

الوجه الخامس .. الفصل و الوصل : فقد رُسمت بعض الكلمات في المصحف القرآني الاول متصلة مع أن حقها الفصل، و رُسمت كلمات أخرى منفصلة مع أن حقها الوصل.

فمن أمثلة ما اتصل و حقه الفصل: (عن) مع (ما) حيث رسمتا في مواضع من القرآن الكريم متصلتين، من ذلك قوله تعالى: ﴿عَمَّا تَعمَلُونَ﴾ سورة البقرة الآية رقم 74، و قد وردت كذلك في جميع المواضع. (بئس) مع (ما) رسمتا متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: ﴿بِئسَمَا ٱشتَرَواْ﴾ سورة البقرة الآية رقم 90، و هي كذلك في مواضعها الثلاثة. (كي) مع (لا) رُستما متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: ﴿لِّكيلَا تَحزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكم﴾ سورة آل عمران الآية رقم 153، و هي كذلك في مواضعها الأربعة.

و من أمثلة ما انفصل و حقه الوصل ما يلي: قوله تعالى: ﴿كُلَّ مَا رُدُّوٓاْ إِلَى ٱلفِتنَةِ أُركِسُواْ فِيها‌﴾ سورة النساء الآية رقم 91، و قد جاءت كذلك في ثلاثة مواضع، و جاءت متصلة على الأصل في خمسة عشر موضعاً. قوله: ﴿أَينَ مَا تَكُونُواْ يَأتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًا‌﴾ سورة البقرة الآية رقم 148، و قد جاءت كذلك في ثمانية مواضع، و جاءت متصلة على الأصل في أربعة مواضع.

المعجزة القرآنية

ثم ذكر د. عبد اللطيف اننا اذا اردنا الحديث عن المعجزة القرآنية فأننا يجب ان ننتبه الى ما يلي :

الإعجاز العددي الذي أودعه الله سبحانه و تعالى في القرآن يجب أن يكون بمستوى الإعجاز الاصطلاحي، أي أن يعجز الآخرين أن يأتوا بمثله أبداً.

أن يكون فوق الزمان و المكان و مستمراً الى يوم يبعثون.

أن لا يكون عبثياً لا منفعة فيه (مثال ما قدمه الباحثون والذي اسميه انا العبث العددي).

أن يخضع على الدوام الى قانون الاحتمالات الرياضية.

يكون له هدف سامي و هو بيان المعنى الذي أراده الله تعالى من جميع آيات القرآن و بنفس الأنظمة و القوانين التي تتحكم فيه، بدون انتقائية في المعايير.

يؤيد و يدعم الطريق الاول للحفظ الإلهي و يكون مستمراً و متداخلاً معه.

يكون دليلاً واضحاً بيِّناً لا لبس فيه يؤكد بما لا يدع مجال للشك، الى الصحيح من السُنَّة النبوية و الصحيح من اللفظ و الرسم القرآني.

يرفض ما علق بالسُنَّة النبوية من أقوال وعَّاظ السلاطين، و ما أختلف فيه الصحابة و التابعين في القراءات المتعددة للذكر الحكيم.

لماذا الإعجاز العددي؟

ثم انتقل الدكتور عبد اللطيف للاجابة على السؤال المحوري في المحاضرة وهو (لماذا الاعجاز العددي؟)، فبين بالقول؛يقول العالم الفلكي المعروف غاليليو غاليلي ( Galileo Galilei 1564 م – 1642 م) عن أهمية الأرقام و الحساب في معرفتنا للكون الذي نحن فيه، ما ترجمته: " انه من غير الممكن قراءة الكون حتى نتعلم لغته، و تصبح مفردات اللغة التي كتب بها مألوفة لنا. إنَّ اللغة التي كتب بها الكون هي بلا شك لغة الرياضيات (الحساب)، و التي بدون معرفتها يبدو من غير الممكن للبشرية فهم كلمة واحدة بدونها و يبقى الواحد منا متخبطاً في متاهاتها المظلمة".

ان الأرقام ليست لغة عالمية فحسب، بل هي لغة كونية استعملها الله تعالى في كتابة الأبجدية الكونية التي بدون معرفتها و الألمام بها لا يمكن أن نفهم هذا الكون الشاسع الذي يمثل كوكبنا الصغير جزءأ ضئيلاً فيه. فإذا كانت قراءة الكون لا تتحقق إلا بمعرفة اللغة التي كتب بها، فكيف يمكننا التوصل الى معرفة القرآن العظيم، كلام الله جلَّ جلاله، خالق الاكوان و السماوات و ما فيهن و ما بينهن بدونها.

لقد حفظ الحق تعالى القرآن من التبديل و التحريف بنفس اللغة الكونية التي حفظ بها هذا الكون الشاسع، و جعلها معجزة عددية قطعية الحجية غير مرتبطة بالتاريخ و الزمان و المكان كارتباط المعجزات الأخرى، بعيدة عن تأثيرات  العواطف القومية و الدينية و المذهبية. وكما يقول البروفسور ماركس دي سوتوي، في كتابه: "خفايا الارقام": " إن العديد من علماء الرياضيات يؤمنون بأنَّ مع احتمال وجود اختلاف في علوم الفسلجة و الكيمياء، و حتى في علوم الفيزياء في عوالم أُخرى من الكون، تبقى علوم الرياضيات موحدة. "إن الشفرات الرقمية هي ليست فقط وسائل لحفظ الاسرار، و لكنها أيضاً للتأكُد من كون المعلومات المتبادلة تنتقل بدون أخطاء. هنا يأتي دور الرياضيات حيث يمكن استخدامها لإيجاد طرق عبقرية مبتكرة لضمان كون الرسائل المستلمة متطابقة مع الرسائل التي بُعثت، و هذا الموضوع في غاية الاهمية في هذا العصر للتبادل الالكتروني للمعلومات".

ان المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر قد توصل الى نفس المعنى في أهمية الحسابات الرياضية لحفظ المعلومة و المحافظة عليها قبل أكثر من أربعين سنة في كتابه "الأسس المنطقية للإستقراء" الذي قال فيه: " أن القضايا الرياضية و المنطق تبدو يقينية بدرجة لا يمكن أن نتصور إمكان الشك فيها، على عكس قضايا العلوم الطبيعية " "أن الحقيقة الرياضية صادقة على أي عالم نتصوره، و أن التعميم في القضية الرياضية يتخطى حدود الكون المعاش، و يشمل كل ما يمكن أن يُفترض من أكوان".

الحروف المقطعة القرآنية

وهنا وصل د.عباس سن عبد اللطيف الى جوهر الموضوع وقدم ادلته العملية على سياقه النظري الذي قدمه قائلا؛ ان السور القرآنية التي وردت فيها الحروف المقطعة و حسب تسلسلها في الكتاب المجيد هي :

1-    ﴿الم (1) ذَلِكَ ٱلكِتَـٰبُ لاَ رَيبَ‌ فِيهِ‌ هُدًى لِّلمُتَّقِينَ (2)﴾ سورة البقرة (2)

2-   ﴿الم (1) ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلحَىُّ ٱلقَيُّومُ (2)﴾ سورة آل عمران (3)

3-   ﴿المص (1) كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلاَ يَكُن فِى صَدرِكَ حَرَجٌ مِّنهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَ ذِكرَىٰ لِلمُؤمِنِينَ (2)﴾ سورة الأعراف (7)

4-   ﴿الر‌ۚ تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلكِتَـٰبِ ٱلحَكِيمِ (1)﴾ سورة يونس (10)

5-   ﴿الر ‌ۚ كِتَـٰبٌ أُحكِمَت ءَايَـٰتُهُ ۥ ثُمَّ فُصِّلَت مِن لَّدُن حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)﴾ سورة هود (11)

6-   ﴿الر ‌ۚ تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلكِتَـٰبِ ٱلمُبِينِ (1)﴾ سورة يوسف (12)

7-   ﴿المر ‌ۚ تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلكِتَـٰبِ ‌ۗ﴾ سورة الرعد (13)

8-   ﴿الر‌ ۚ كِتَـٰبٌ أَنزَلنَـٰهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذنِ رَبِّهِم إِلَىٰ صِرطِ ٱلعَزِيزِ ٱلحَمِيدِ (1)﴾ سورة إبراهيم ( 14).

9-   ﴿الر ‌ۚ تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلكِتَـٰبِ وَ قُرءَانٍ مُّبِينٍ (1)﴾ سورة الحجر (15)

10-                  ﴿كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)﴾ سورة مريم (19)

11-                  ﴿طه (1) مَا أَنزَلنَا عَلَيكَ ٱلقُرءَانَ لِتَشقَىٰ (2)﴾ سورة طه (20)

12-                  ﴿طسم (1) تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلكِتَـٰبِ ٱلمُبِينِ (2)﴾ سورة الشعراء (26)

13-                  ﴿ طس ‌ۚ تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلقُرءَانِ وَ كِتَابٍ مُّبِينٍ (1)﴾ سورة النمل (27)

14-                  ﴿طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ ٱلكِتَـٰبِ الْمُبِينِ (2)﴾ سورة القصص (28)

15-                  ﴿الم (1) أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُترَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُم لاَ يُفتَنُونَ (2)﴾ العنكبوت (29).

16-                  ﴿الم (1) غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (2)﴾ سورة الروم (30)

17-                  ﴿الم (1) تِلكَ ءَايَـٰتُ ٱلكِتَـٰبِ ٱلحَكِيمِ (2)﴾ سورة لقمان (31)

18-                  ﴿الم (1) تَنْزِيلُ ٱلكِتَـٰبِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)﴾ سورة السجدة (32).

19-                  ﴿يس (1) وَ ٱلقُرءَانِ ٱلحَكِيمِ (2)﴾ سورة يس (36)

20-                  ﴿ص ‌ۚ وَ ٱلقُرءَانِ ذِى ٱلذِّكرِ (1)﴾ سورة ص (38)

21-                  ﴿حم (1) تَنزِيلُ ٱلكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلعَزِيزِ ٱلعَلِيمِ (2)﴾ سورة غافر (40)

22-                  ﴿حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ (2)﴾ سورة فصلت (41)

23-                  ﴿حم (1) عسق (2)﴾ سورة الشورى (42)

24-                  ﴿حم (1) وَ ٱلكِتَـٰبِ ٱلمُبِينِ (2)﴾ سورة الزخرف (43)

25-                  ﴿حم (1) وَ ٱلكِتَـٰبِ ٱلمُبِينِ (2)﴾ سورة الدخان (44)

26-                  ﴿حم (1) تَنزِيلُ ٱلكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلعَزِيزِ ٱلحَكِيمِ (2)﴾ سورة الجاثية (45)

27-                  ﴿حم (1) تَنزِيلُ ٱلكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلعَزِيزِ ٱلحَكِيمِ (2)﴾ سورة الأحقاف (46)

28-                  ﴿ق‌ ۚ وَ ٱلقُرءَانِ ٱلمَجِيدِ (1)﴾ سورة ق (50)

29-                  ﴿ن ‌ۚ وَ ٱلقَلَمِ وَ مَا يَسطُرُونَ (1)﴾ سورة القلم (68).

لقد اختلف المفسرون من القدماء و المتأخرين في تفسيرها و قد نقل عنهم الفضل بن الحسن الطبرسي (ت سنة 548 ه) في (مجمع البيان في تفسير القرآن) أحد عشر قولاً في معناها:منها أنها من المتشابهات التي استأثر الله بعلمها لا يعلم تأويلها إلا هو، أن كلا منها أسم للسورة التي وقعت في مفتتحها، أنها أسماء القرآن، أن المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى فقوله: ﴿الم﴾ معناه أنا الله أعلم، و قوله: ﴿المر﴾ معناه أنا الله أعلم و أرى، أنها من قبيل تعداد حروف التهجي و المراد بها أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته هو من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم، و هكذا.

كما ذكر " مركز الأبحاث العقائدية " ؛والحق أن شيئاً من هذه الأقوال لا تطمئن إليه النفس، و يستفاد من ذلك أن هذه الحروف رموز بين الله سبحانه و بين رسوله (ص) خفية عنا لا سبيل لأفهامنا العادية إليها إلا بمقدار أن نستشعر أن بينها و بين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً. و لعل المتدبر في مشتركات هذه الحروف و قايس مضامين السور التي وقعت فيها بعضها إلى بعض تبين له الأمر أزيد من ذلك. (الم الم المص الر الر الر المر الر الر كهيعص طه طسم طس طسم الم الم الم الم يس ص حم حم حم عسق حم حم حم حم ق ن) لذلك نجد من جمع الحروف المقطعة في قوله : صراط علي حق نمسكه، أو صح طريقك مع السنة، أو طرق سمعك النصيحة، أو سر حصين قطع كلامه، أو صن سراً يقطعك حمله، أو من حرص على بطه كاسر، أو نص حكيم قاطع له سر، أو ألم يسطع نور حق كره.

وذكر د. عبد اللطيف ان أغرب ما قرأت حول الحروف المقطعة هو قول طه حسين: أن الحروف المقطعة القرآنية لصقت بالسور على مرور الزمان. و قد أخذ هذا الرأي من المستشرق "رودويل" حيث ظن أن هذه الحروف المختلفة رموز إلى جامعي القرآن، مثلا: "كهيعص" رمز إلى مصحف ابن مسعود، و "حم عسق" رمز لمصحف ابن عباس، و "طس" رمز لمصحف ابن عمر، و هلم جرا، ثم ألحقها مرور الأزمان بالقرآن.

كما ان بعض المستشرقين ومنهم المستشرق بلانشو (Blanchot)، و تبعهم صاحب كتاب "النثر الفني" الدكتور زكي مبارك: قالوا أنها بيانات و إشارات موسيقية يتبعها المرتلون، و قد كانت الموسيقى القديمة بسيطة يشار إلى ألحانها بحرف أو حرفين أو ثلاثة،وكان ذلك كافيا لتوجيه المغني أو المرتل إلى الصوت المقصود.ففي أثيوبيا يوجد اصطلاح موسيقي مشابه لذلك، فإن رئيس المرتلين يبدأ الصوت بالحروف التي تذكر ب‍ ﴿الم﴾ في القرآن أو (I - O - A) في نشيد "رولان"، و استظهر الدكتور تأييدا لذلك: أن ﴿الم﴾ تقرأ هكذا: الف، لام، ميم، فهي ليست رموزا لغوية و لكنها رموز صوتية.

ثم اضاف د.عباس حسن عبد اللطيف ؛واناأقول: بعد التدبر بكل هذه الآراء و التفاسير التي أوردناها من افكار العلماء المتقدمين و المتأخرين، و كذلك ما نقل من آراء بعض الصحابة و التابعين، تيقنت بإنَّ وجود الحروف المقطعة في بعض سور القرآن لا يمكن أن يكون من الغيبيات التي لا يجب أن نفهمها أو نخوض في معانيها. لقد وصف اللَّه تعالى القرآن بأنه ﴿تبيان لكل شي‏ء﴾، و هذه الصفة لا تتفق و الخفاء و الاستئثار، فلا يمكن إلا أن يكون مبيناً للبشر ما عدا الذي صرح القرآن ذاته باستئثار المولى تبارك و تعالى بعلمه دون خلقه.

نحن نؤيد أيضاً ما ذكره السيد جعفر مرتضى العاملي بانَّ للقرآن ظهراً و بطناً، و لعل لاختلاف الأزمنة، و تقدم الفكر و العلم، تأثير كبير في فهم الكثير من المعاني الأخرى، التي يمكن أن تكون هذه الأحرف مشيرة إليها، أو دالة عليها، بنحو من أنحاء الإشارة و الدلالة". هذا الاتجاه معني بإعطاء تفسير للحروف المقطعة و الكشف عن بعض مضامينها.

 وبعد بحث معمَّق للحروف المقطعة في افتتاحيات السور القرآنية التسعة و العشرون، و دراسة طريقة تكرار هذه الحروف في السور، و عدد الحروف غير المكررة منها، و طريقة تسلسلها في سور القرآن، تبين لي بأن هذه الحروف القرآنية هي عبارة عن شفرة رقمية عظيمة تستطيع أن تقرأ حروف القرآن الكريم رقمياً، و ذلك من أجل المحافظة عليه من التغيير و التأويل و  تكون دليلاً بيِّناً لا لبس فيه مُبيَّنْ بأرقام و معادلات حسابية واضحة، على الرسم القرآني الواحد و المعنى الواحد لآيات الكتاب المقدس، و كما أوحاها الله تعالى لنبيه الكريم.

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

الم الم المص الر الر الر المر الر الر كهيعص طه طسم طس طسم الم الم الم الم يس ص حم حم   حم عسق حم حم حم حم ق ن  مجموع الحروف المقطعة في القرآن الكريم = 78.

لقد جعل الله تعالى مجموع هذه الحروف 78 حرفاً، ثم اختار من الأبجدية العربية المكتوبة نصفها أي: 14 حرفاً غير مكرر، و جَعلَ هذا النصف من الأبجدية مرآةً للنصف الآخر منها، و كما بين ذلك العلامة الزمخشري (467 ه – 538 ه) في كتابه " الكشاف ".الترتيب الهجائي للحروف العربية المكتوبة هو (الحروف المقطعة القرآنية مؤشرة باللون الأحمر):

ا   ب   ت   ث   ج   ح   خ   د   ذ   ر   ز   س   ش   ص   ض   ط  ظ   ع   غ    ف   ق   ك   ل   م   ن   ه   و   ي

وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): " أن لكل كتاب صفوة و صفوة هذا الكتاب حروف التهجي" (في معجم المعاني الجامع، صفوة كل شيء: ما صَفا منه و خَلُصْ، أحسنُهُ و خِيارُه) ،قال الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر (ع): ان في حروف القرآن المقطعة لعلماً جماً، ثم قال: و تبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا أعددتها من غير تكرار.

الحروف المقطعة الأربعة عشر غير المكررة من الابجدية العربية التي اختارها الله تعالى و حسب تسلسلها في سور القرآن الكريم هي:

ا    ل   م    ص   ر   ك   ه   ي   ع    ط   س    ح    ق     ن

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية تعتمد بالأساس على القيمة الرقمية لتكرار كل حرف من الحروف الأربعة عشر التي اختارها الله تعالى من الابجدية العربية لكتابة الحروف المقطعة في افتتاحيات بعض السور القرآنية، و حسب تسلسل هذه الحروف في السور.

فمثلاً: حرف الالف ﴿ا﴾ قد تكرر في الحروف المقطعة 13 مرة، فيعطى القيمة الرقمية 13، كذلك حرف اللام ﴿ل﴾، و حرف الميم ﴿م﴾ قد تكرر 17 مرة فيعطى القيمة الرقمية 17، و هكذا الى حرف النون ﴿ن﴾ الذي ذكر مرة واحدة فقط في الحروف المقطعة، فيعطى القيمة الرقمية 1، و هكذا.

 ا     ل     م      ص     ر     ك    ه      ي    ع       ط    س     ح     ق      ن

13  13   17     3      6     1    2      2     2      4     5      7    2       1

أما عن الحروف الأربعة عشر الأخرى للأبجدية العربية، فكل حرف منها يعطى القيمة الرقمية صفر، و كما هو موضح أدناه.

ب       ت      ث     ج      خ     د     ذ      ز     ش      ض     ظ     غ    ف    و

0       0      0     0       0    0     0     0      0       0      0     0    0    0

وعن اهمية وتاريخ الصفر تحدث د.عباس حسن عبد اللطيف قائلا ؛ ان مخترع مفهوم الصفر هو العالم الهندي براهما غوبتا، الذي ولد في مولان سنة 589 و توفي بها سنة 688 م، وهو عالم رياضيات و فلك هندي،وهو أول من شرح استخدام الصفر في العالم، من خلال ذكره في كتابه "سيندهانتا" في القرن السابع الميلادي، و بيَن أن الصفر هو حاصل طرح العدد من العدد المساوي له، و هو أيضا حاصل ضرب أي رقم آخر به.ويذكر أن الكلمة الهندية "سونيا" تشير إلى الصفر و معناها "خالي أو فارغ"، و بعد ذاك ترجمت الكلمة و نقل لفظها صوتيا إلى اللغة العربية و أصبحت " صفر" . وان كتاب "سيندهانتا" كان قد نقل إلى عاصمة الخلافة العباسية بغداد، و ترجم إلى العربية وسمي كتاب (السند هند) وقيل ان الترجمة كانت بأمر من الخليفة المنصور العباسي 714 – 775 م (95 – 158 هجرية) و قيل بل هو المأمون من امر بالترجمة(786 – 833 م) (170 – 218 هجرية).

اما عالم الرياضيات محمد بن موسى الخوارزمي (781 – 847 م)  "رسالة الخوارزمي عن الأرقام الهندية"  شارحا من خلالها استخدامات الصفر، و تعرف منها الغرب على النظام الحسابي العربي " النظام العشري"، الذي عرف بنظام الأرقام الخوارزمية. و كانت تتضمن هذه الرسالة ما يلي:

"في عمليات الطرح، إذا لم يكن هناك باق نضع صفرا و لا نترك المكان خاليا، لكيلا يحدث لبس بين خانة الآحاد و العشرات، و الصفر يجب أن يكون من يمين العدد، لأن الصفر من اليسار لا يغير من قيمة العدد". وقد اخترع الخوارزمي أيضا مجموعة أخرى من الأرقام التي تعرف اليوم باسم الأرقام العربية بالإعتماد على الزوايا، و لكنها لم تحظ بانتشار واسع في دول المشرق العربي، و قام العرب باستخدامها لاحقا في الأندلس و المغرب العربي، قبل أن تنتشر في أوروبا و أنحاء العالم على الشكل المستخدم حاليا.

وعن وصول الصفر الى أوربا ذكر الدكتورعبد اللطيف ؛بما أن رمز الدائرة "0"  كان يعد من رجس الشيطان في العصور المظلمة في أوروبا، فإن استخدام الصفر تأخر في أوروبا و بقي الحال كذلك حتى قام عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي بيزا، بنشر كتاب عام 1202  حمل عنوان Liber Abaci  يشرح من خلاله الحساب و أهمية الصفر.كان بيزا قد تلقى تعليمه في مدينة بجاية الجزائرية، التي كانت زاخرة بعلماء الرياضيات، و تعلم الأرقام العربية و نقل استخدامات الصفر إلى نظام الحساب الأوروبي، و كتبه باللاتينية "Cipher"، إلى أن تطور اللفظ فيما بعد و تغير ليصبح Zero  في القرن الخامس عشر.

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

لم الم المص الر الر الر المر الر الر كهيعص طه طسم طس طسم الم الم الم الم يس ص حم حم   حم عسق حم حم حم حم ق ن  مجموع الحروف المقطعة في القرآن الكريم = 78.

     ا     ل     م      ص     ر      ك    ه     ي     ع      ط    س     ح     ق      ن

13  13   17     3      6     1    2      2     2      4     5      7    2       1

أما عن الحروف الأربعة عشر الأخرى للأبجدية العربية، فكل حرف منها يعطى القيمة الرقمية صفر، و كما هو موضح أدناه:

ب       ت      ث     ج      خ     د     ذ      ز     ش      ض     ظ     غ    ف    و

0       0      0     0       0    0     0     0      0       0      0     0    0    0

بهذه الطريقة المبهرة أصبح لدينا شفرة رقمية عظيمة تستطيع قراءة آيات القرآن الكريم عددياً على مستوى الحرف الواحد و كذلك على مستوى الكلمة الواحدة، و المقطع من الآية ذات المعنى المحدد، و كذلك الآية أو الآيات القرآنية ذات المعنى المشترك، أو السورة القصيرة ذات المعنى الواحد.

إني على يقين بأن القرآن العظيم قد كتب بهذا الرسم المتميز بالعلم الإلهي بهذه القِيَمْ الرقمية للأبجدية العربية التي جعلها في كتابه الخاتم للرسالات السماوية ليكون على أعلى مستويات اليقين القطعي للحفظ الإلهي للكتاب المقدس من التحريف و التأويل، تصديقاً لقوله تعالى: ﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ﴾ سورة الحجر آية 9.

أمثلة عملية لتطبيقات الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

أولاً: القيمة الرقمية للحروف باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

   أ      ل      م     ص    ر     ك    ه     ي      ع     ط     س    ح     ق      ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7     2      1

1-    القيمة الرقمية لحروف لفظ الجلالة ﴿الله﴾ سبحانه و تعالى:    ا     ل    ل    ه

                                                                         13  13  13   2

عند صف هذه الاعداد على طريقة السلاسل العددية العشرية، و حسب تسلسل حروف لفظ الجلالة من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 2131313، و هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لحروف لفظ الجلالة باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

2-   القيمة الرقمية لحروف كلمة ﴿القرآن﴾    ا     ل    ق    ر    ا    ن

                                    13  13   2    6   13  1 

عند صف هذه الاعداد على طريقة السلاسل العددية العشرية، و حسب تسلسل حروف كلمة القرآن من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 113621313، و هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لحروف كلمة القرآن باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

3-   القيمة الرقمية لحروف اسم النبي الثنائي محمد بن عبد الله (ص):

 الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

 أ       ل     م     ص    ر      ك   ه      ي     ع      ط    س    ح      ق     ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7     2      1

     م   ح     م    د     ب   ن    ع    ب    د     ا      ل     ل     ه

    17  7   17   0    0    1    2    0    0   13   13   13    2

عند صف هذه الاعداد على طريقة السلاسل العددية العشرية، و حسب تسلسل حروف اسم النبي محمد بن عبد الله من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 213131300210017717، و هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لحروف اسم النبي الثنائي باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة.

4-   القيمة الرقمية لحروف آية البسملة: ﴿بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾

 أ       ل     م     ص    ر      ك   ه      ي     ع      ط    س    ح      ق     ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7     2      1

﴿ بِسمِ          ٱللهِ             ٱلرَّحمَـٰنِ               ٱلرَّحِيمِ﴾

 0 5 17    13 13 13 2    13 13 6 7 17 1     13 13 6 7 2 17

عند صف هذه الأرقام على طريقة السلاسل العشرية، و حسب تسلسل حروف آية البسملة من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 17276131311776131321313131750، و هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لحروف آية البسملة باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة.

5-   القيمة الرقمية لحروف سورة الفاتحة:

﴿بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ (1) ٱلحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلعَـٰلَمِينَ (2) ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ (3) مَـٰلِكِ يَومِ ٱلدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعبُدُ وَ إِيَّاكَ نَستَعِينُ (5) ٱهدِنَا ٱلصِّرٰطَ ٱلمُستَقِيمَ (6) صِرٰطَ ٱلَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ ٱلمَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لا ٱلضَّالِّينَ (7)

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

 أ       ل     م     ص    ر      ك   ه      ي     ع      ط    س    ح      ق     ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7     2      1

 ﴿بسمِ            ٱللهِ                ٱلرَّحمَـٰنِ                ٱلرَّحِيمِ

0 5 17    13 13 13 2    13 13 6 7 17 1     13 13 6 7 2 17 

     ٱلحَمدُ            لِلَّهِ            رَبِّ                  ٱلعَـٰلَمِينَ    

 13 13 17 0   13 13 2      6 0         13 13 2 13 17 2 1 

    ٱلرَّحمَـٰنِ                      ٱلرَّحِيمِ            مَـٰلِكِ          يَومِ            ٱلدِّينِ

13 13 6 7 17 1     13 13 6 7 2 17    17 13 1    2 0 17     13 13 0 2 1

        إِيَّاكَ              نَعبُدُ       وَ            إِيَّاكَ                  نَستَعِينُ

 13 2 13 1    1 2 0 0    0      13 2 13 1       1 5 0 2 2 1

       ٱهدِنَا              ٱلصِّرٰطَ                    ٱلمُستَقِيمَ

  13 2 0 1 13    13 13 3 6 4        13 13 17 5 0 2 2 17

  صِرٰطَ           ٱلَّذِينَ                   أَنعَمتَ                عَلَيهِم

 3 6 4     13 13 0 2 1      13 1 2 17 0        2 13 2 2 17 

 غَيرِ            ٱلمَغضُوبِ                عَلَيهِم            وَ       لا                 ٱلضَّالِّينَ

0 2 6    13 13 17 0 0 0 0     2 13 2 2 17   0     13 13     13 13 0 13 13 2 1

عند صف هذه الأرقام على طريقة السلاسل العشرية، و حسب تسلسل حروف و كلمات سورة الفاتحة من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد:

121313013131313017221320000171313620172213201721131201313463172205171313463131313102131220511132130002111321312013131702113171727613131177613131217132131306213130177131317276131311776131321313131750

هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لحروف سورة الفاتحة باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة.

ثانياً: القيمة الرقمية للكلمات باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

    أ      ل     م     ص    ر     ك    ه     ي      ع     ط     س    ح     ق      ن

13    13   17    3     6     1    2     2      2     4     5     7     2      1

1-    القيمة الرقمية لكلمة لفظ الجلالة ﴿الله﴾ سبحانه و تعالى:    ا      ل      ل    ه

                                                                13 + 13 + 13 + 2 = 41

عند جمع هذه الارقام، نحصل على العدد 41، و هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لكلمة لفظ الجلالة باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

2-   القيمة الرقمية لكلمة ﴿القرآن﴾       ا      ل     ق    ر     ا     ن

                                        13 + 13 + 2 + 6 + 13 + 1 = 48

عند جمع هذه الارقام، نحصل على العدد 48، و هذا العدد يمثل القيمة الرقمية لكلمة القرآن باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

3-   المصفوف العددي للقيمة الرقمية لكلمات اسم النبي الثنائي محمد بن عبد الله (ص):

  م     ح      م     د           ب   ن         ع     ب    د         ا       ل     ل     ه

 17 + 7 + 17 + 0 = 41   0 + 1 = 1   2 + 0 + 0 = 2  13 + 13 + 13 + 2 = 41

عند صف الاعداد المؤشرة باللون الأحمر، و حسب تسلسل كلمات اسم النبي من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 412141، و هذا العدد يمثل المصفوف العددي للقيمة الرقمية لكلمات اسم النبي محمد بن عبد الله (ص) باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

بنفس الطريقة يمكن أن نحصل على قيمة رقمية للاسم الثنائي للنبي محمد بن عبد الله، عندما نجمع الاعداد التي تمثل القيمة الرقمية لكلمات الاسم المؤشرة باللون الأحمر، و كما يلي:

41 + 1 + 2 + 41 = 85، فيكون هذا العدد يمثل القيمة الرقمية للاسم الثنائي للنبي محمد بن عبد الله (ص) بالحروف المقطعة القرآنية.

4-    المصفوف العددي للقيمة الرقمية لكلمات آية البسملة: ﴿بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

 أ       ل     م     ص    ر      ك   ه      ي     ع     ط     س    ح      ق      ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7     2      1

﴿        بِسمِ                                       ٱللهِ                                

     0 + 5 + 17 = 22               13 + 13 + 13 + 2 = 41

             ٱلرَّحمَـٰنِ                                               ٱلرَّحِيمِ﴾   

13 + 13 + 6 + 7 + 17 + 1 = 57           13 + 13 + 6 + 7 + 2 + 17 = 58

عند صف الاعداد المؤشرة باللون الأحمر، و حسب تسلسل كلمات آية البسملة من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 58584122، و هذا العدد يمثل المصفوف العددي للقيمة الرقمية لكلمات آية البسملة باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.وبنفس الطريقة يمكن أن نحصل على مجموع القيمة الرقمية لآية البسملة، عندما نجمع الاعداد التي تمثل القيمة الرقمية لكلمات الآية المؤشرة باللون الازرق، و كما يلي: 22 + 41 + 57 + 58 = 178، فيكون هذا العدد يمثل مجموع القيمة الرقمية لآية البسملة بالحروف المقطعة القرآنية.

القرينة الحسابية الأولى

عن عبد الله بن عجلان قال سألت الامام محمد بن علي بن الحسين عن معنى الآية ﴿وَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَستَ مُرسَلاً‌ ۚ قُل كفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَا بَينِى وَ بَينَكم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ ٱلكِتَـٰبِ﴾ سورة الرعد (13) الآية 43 فقال: نزلت في علي بعد رسول الله (ص) و في الأئمة بعده و علي عنده علم الكتاب. عن بريد بن معاوية قال: قلت للإمام محمد بن علي بن الحسين: ﴿قُل كفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَا بَينِى وَ بَينَكم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ ٱلكِتَـٰبِ﴾؟ قال: إيانا عنى، و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي صلى الله عليه و آله.

أن مجموع حروف الآية هو العدد 63، و هذا العدد متطابق مع القيمة الرقمية لاسم الامام علي بن أبي طالب باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة.

﴿وَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَستَ مُرسَلاً ‌ۚ قُل كفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَا بَينِى وَ بَينَكم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ ٱلكِتَـٰبِ﴾ مجموع حروف الآية = 63

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

    أ       ل     م    ص     ر    ك    ه     ي     ع     ط     س     ح     ق      ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5      7     2      1

علي بن أبي طالب

ع     ل    ي    ب    ن      أ     ب   ي     ط     ا      ل     ب

2 + 13 + 2 + 0 + 1 + 13 + 0 + 2 + 4 + 13 + 13 + 0 = 63

المصفوف العددي للقيمة الرقمية لحروف الآية 43 في سورة الرعد، مع القيمة الرقمية لحروف الأسماء الأولى للمعصومين الأربعة عشر، باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

    أ       ل     م    ص     ر     ك    ه      ي      ع     ط     س     ح     ق      ن

13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5      7     2      1

﴿وَ      يَقُولُ                ٱلَّذِينَ               كَفَرُواْ          لَستَ             مُرسَلاً ‌ۚ

 0    2 2 0 13     13 13 0 2 1    1 0 6 0 13    13 5 0     17 6 5 13 13

  قُل       كفَىٰ             بِٱللَّهِ               شَهِيدَا           بَينِى        وَ          بَينَكم

2 13   1 0 2    0 13 13 13 2    0 2 2 0 13     0 2 1 2    0     0 2 1 1 17

وَ      مَن       عِندَهُ           عِلمُ           ٱلكِتَـٰبِ﴾              

0    17 1   2 1 0 2    2 13 17    13 13 1 0 0

محمد             فاطمة           علي              الحسن             الحسين

17 7 17 0   0 13 4 17 2    2 13 2      13 13 7 5 1   13 13 7 5 2 1

  علي              محمد          جعفر            موسى         علي             محمد

2 13 2       17 7 17 0    0 2 0 6      17 0 5 2     2 13 2     17 7 17 0 

   علي              الحسن              محمد

2 13 2      13 13 7 5 1      17 7 17 0 

عند صف هذه الارقام، على طريقة السلاسل العددية العشرية و حسب تسلسل حروف و كلمات الآية و حروف أسماء المعصومين الأربعة عشر من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد:

0177171571313213201771721322501760200177172132125713131571313213221741300177170011313171322012117017112002120130220213131302011321313561705131306011201313130220

أولاً: من مضاعفات العدد 114 مجموع سور الكتاب (القرآن الكريم) التي تشير اليه الآية الكريمة ﴿وَ مَن عِندَهُ عِلمُ ٱلكِتَـٰبِ﴾

177171571313213201771721322501760200177172132125713131571313213221741300177170011313171322012117017112002120130220213131302011321313561705131306011201313130220  ÷ 114 =

1554136590466782471681765986857545615589229229172922206765905379138081580501491327308520368527342255368439650265089588871070274748364576360800929922818536230

ثانياً: هو من مضاعفات العدد 57 مجموع حروف الأسماء الاولى للمعصومين الأربعة عشر.

177171571313213201771721322501760200177172132125713131571313213221741300177170011313171322012117017112002120130220213131302011321313561705131306011201313130220 ÷ 57 =

3108273180933564943363531973715091231178458458345844413531810758276163161002982654617040737054684510736879300530179177742140549496729152721601859845637072460

محمد، فاطمة، علي، الحسن، الحسين، علي، محمد، جعفر، موسى، علي، محمد، علي           الحسن، محمد مجموع الحروف = 57

ثالثاً: أن مقلوب هذا العدد الكبير هو أيضاً من مضاعفات العدد 57 مجموع حروف الأسماء الأولى المعصومين الأربعة عشر.                                     

22031313102110603131507165313123110203131312022031021200211710711210223171313110071771003147122312313175131317521231271771002067105223127177102312313175171771  ÷ 57 =

386514264949308826868546759879352810581251088105807389477398433530003915286194913539842160475830040582019847675811074943350913457986370652229865128301318803

في هذه القرينة سوف يتبين مرة أخرى عظمة و دقة الإعجاز العددي الذي جَعَلَهُ الله جلَّ و علا في القرآن العظيم، و في الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية بالذات، و ذلك من أجل بيان مكانة الامام علي بن أبي طالب (ع)، عنده تعالى و عند رسوله (ص)، و كذلك علاقته بالقرآن العظيم منذ بداية نزوله على النبي المصطفى و الى آخر ما نزل عليه.قال الشّيخ الوحيد الخرّاساني في رسالته العمليّة (منهاج الصّالحين) ما نصّه: قال النبيّ (ص): "عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ لن يتفرقا حتى يردا على الحوض". و قد اعترف بصحّة سنده كبار أئمة الحديث من العامة و الخاصة.أهم مصدر نقل هذا الحديث من مصادر المسلمين هو الحاكم النيسابوري في كتابه المشهور "المستدرك على الصحيحين" و هو محمد بن عبد الله بن حمدون أو حمدويه ابن نعيم بن الحكم الضبي النيسابوري. أبو عبد الله، الشهير بالحاكم النيسابوري. (321 ه – 405 هـ).

المصفوف العددي لمجموع القيمة الرقمية لكلمة ﴿القرآن﴾ مع مجموع القيمة الرقمية لاسم الامام الثنائي علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

   أ       ل     م     ص    ر     ك    ه      ي      ع     ط    س    ح     ق     ن

  13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7    2     1

﴿القرآن﴾    ا      ل     ق    ر     ا      ن

            13 + 13 + 2 + 6 + 13 + 1 = 48

عليّ بن ابي طالب   ع      ل    ي   ب    ن     أ      ب   ي    ط     ا      ل     ب

                     2  + 13 + 2 + 0 + 1 + 13 + 0 + 2 + 4 + 13 + 13 + 0 = 63

عند صف العددين المؤشرين باللون الأحمر، و حسب التسلسل أعلاه من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 6348، و هذا العدد الصغير في مراتبه الرقمية، المذهل حقاً في مدلولاته و مكنوناته، هو:

أولاً: من مضاعفات العدد 23، الذي هو مجموع سنين نزول القرآن الكريم، لأن الامام علي بن أبي طالب هو إزاء القرآن المجيد، و قد رافق بداية نزوله على النبي المصطفى (ص) و الى انتهاء الوحي المقدس، و هو القائل: فوالذي خلق الحبّة و برء النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليلة نزلت، أو في نهار اُنزلت، مكيّها و مدنيّها، سفريها و حضريّها، ناسخها و منسوخها، و محكمها و متشابهها، و تأويلها و تنزيلها، إلاّ أخبرتكم.

الأمر الآخر الذي يُحيِّر العقول، هو أن العدد 6348، يقبل القسمة على العدد 23، لمرتين بصورة متوالية، ليكون ناتج القسمة العدد 12 بالذات، الذي هو مجموع حروف اسم الامام الثنائي علي بن أبي طالب (ع)، و هو أيضاً من مضاعفات الرقم 3 مجموع حروف اسمه الأول، و كذلك من مضاعفات الرقم 6 مجموع حروف كلمة القرآن موضوع البحث.

6348  ÷ 23  ÷ 23  = 12

ثانياً: العجيب هو أن مقلوب هذا العدد الصغير (8436)، هو من مضاعفات العدد 114، مجموع سور ﴿القرآن﴾ الكريم موضوع البحث، و لأن الامام علي بن أبي طالب هو الذي كُلِّف من قبل الرسول الكريم بجمع القرآن من بعده، ثم تبليغ و بيان تفاصيل معاني و مقاصد الكتاب المقدس الى المسلمين و البشرية جمعاء بعد وفاة النبي محمد (ص)

8436  ÷ 114 = 74

ثالثاً: أن مقلوب العدد هو من مضاعفات العدد 12، مجموع حروف الاسم الثنائي للإمام علي بن أبي طالب موضوع البحث.

8436  ÷ 12 = 703

قد يسال سائل و يقول: هل ان هذا القرآن الذي الامام علي هو معه و هو مع الامام، هو نفسه المتكون من 114 سورة و 6236 آية مرقمة مع آية البسملة العامة غير المرقمة (المجموع 6237 آية) في بداية سور الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن بقراءة حفص عن عاصم؟ من أجل إثبات ذلك، فقد جَعَلَ الله تعالى إعجازاً عددياً مبهراً آخر من خلال القيمة الرقمية لكلمة القرآن و مجموع سوره و آياته مع القيمة الرقمية للاسم الثنائي للإمام علي بن ابي طالب (ع).

المصفوف العددي لمجموع القيمة الرقمية لكلمة ﴿القرآن﴾ و مجموع سوره و آياته، مع مجموع القيمة الرقمية لاسم الامام الثنائي علي بن أبي طالب، باستعمال الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية.

الشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية

   أ       ل     م    ص     ر     ك    ه     ي      ع     ط     س    ح     ق     ن

  13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7    2     1

﴿القرآن﴾    ا      ل     ق    ر     ا    ن

            13 + 13 + 2 + 6 + 13 + 1 = 48

مجموع سور القرآن           مجموع آيات القرآن (الآيات المرقمة مع البسملة العامة غير المرقمة)

         114                                                6237

عليّ بن ابي طالب   ع      ل    ي    ب    ن     أ     ب   ي    ط     ا      ل     ب

                     2  + 13 + 2 + 0 + 1 + 13 + 0 + 2 + 4 + 13 + 13 + 0 = 63

عند صف الأعداد ، و حسب التسلسل أعلاه من اليمين الى اليسار، نحصل على العدد 63623711448، و هذا العدد هو:

أولاً: من مضاعفات العدد 114 مجموع سور القرآن المجيد و لمرتين على التوالي، المرة الأولى لأن علي مع القرآن، و المرة الثانية لأن القرآن مع علي !!!.

63623711448  ÷ 114 ÷ 114 = 4895638

ثانياً: هو من مضاعفات الرقم 6، مجموع حروف كلمة ﴿القرآن﴾ و لمرتين أيضاً، لنفس السبب.

63623711448  ÷ 6  ÷ 6  = 1767325318

ثالثاً: هو من مضاعفات الرقم 3، مجموع حروف اسم الإمام علي و لمرتين أيضاً.

63623711448  ÷3  ÷ 3  = 7069301272

رابعاً: هو من مضاعفات العدد 12، مجموع حروف اسم الإمام الثنائي علي بن أبي طالب.

63623711448  ÷ 12  = 5301975954

خامساً: هو أن مقلوب هذا العدد هو من مضاعفات العدد 23، مجموع سنين نزول القرآن الكريم.

84411732636  ÷ 23  = 3670075332

سادساً: أن مقلوب هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 6، مجموع حروف كلمة ﴿القرآن﴾ و لمرتين.

84411732636  ÷ 6  ÷ 6  = 2344770351

سابعاً: أن مقلوب هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 3، مجموع حروف اسم الإمام علي و لأربعة مرات متوالية.

63623711448  ÷ 3  ÷ 3  ÷ 3  ÷ 3  = 1042120156

ثامناً: أن مقلوب هذا العدد هو من مضاعفات العدد 12، مجموع حروف علي بن أبي طالب.

84411732636  ÷ 12  = 7034311053

تاسعاً: أن مقلوب هذا العدد هو من مضاعفات العدد 63، مجموع القيمة الرقمية لحروف اسم الإمام الثنائي علي بن أبي طالب بالشفرة الرقمية للحروف المقطعة القرآنية موضوع البحث.

84411732636  ÷ 63  = 1339868772

   أ       ل     م    ص     ر      ك    ه     ي      ع     ط     س    ح    ق     ن

  13    13   17    3     6     1    2      2      2     4     5     7    2     1

عليّ بن ابي طالب   ع      ل    ي    ب    ن     أ     ب   ي    ط     ا      ل     ب

                     2  + 13 + 2 + 0 + 1 + 13 + 0 + 2 + 4 + 13 + 13 + 0 = 63

عاشراً: الأمر الذي يكاد ألاَّ  يصدق لولا علمنا اليقيني الثابت بأنه من تدبير العليم الحكيم ربنا العظيم، هو أن مقلوب هذا العدد هو من مضاعفات العدد 6237، مجموع الآيات القرآنية المرقمة مع آية البسملة العامة غير المرقمة.

84411732636  ÷ 6237  = 13534028

قال تعالى: ﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ﴾.

المصدر: http://www.hdf-iq.org/ar/2010-12-01-14-01-29.html

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك