الإقرار بأهمية الحوار!.

أحمد عبد الرحمن العرفج
 
إنَّنا نَعيش في زَمن الحوَار، وإذَا لَم نَفهمه، فيَجب أن نَتدرّب عَليه مِن الآن ونَستوعبه، لأنَّ العَالَم أصبَح يَعيش في زَمن الوسَائط، والمُشَاركات والتَّبادُلَات.. وكُلّ هَذه مِن أشكَال الحوَار..!


يَقول هَانز كونج: (لَا سَلام بَين الدّول دون سَلام بَين الدِّيَانَات، ولا سَلام بَين الدِّيَانَات دون الحوَار بَينها).. ومِثل هَذا القَول يَضع الحوَار عَلى طَاولة الأهمّية، وحتَّى نَتوَاصَل مَع البَشَر، ونَستوعب الأديَان الأُخرَى، يَجب أنْ نَتحَاور مَعها..!


والحوَار هو هَمزة وَصل بَين الآرَاء الأُخْرَى، ومَتَى غَاب الحوَار حَضرت لُغَة السِّلاح والقِتَال، فالنَّاس تَتحَاور بالكَلِمَات، وإذَا عَجَزَت عَن ذَلك، تَحَاوَرت باللَّكمَات، والكَدَمَات والرَّكلَات، ولقَد أَحسَن الصَّديق الدّكتور “مَأمون فِندي” حِين قَال: (بِداية أعرَاض التَّجَاهُل للحوَار الجَاد؛ هي أُوْلَى مَلامح الثَّقافة الفَاشية)..!


إنَّ الحوَار في أَبْسَط مَعانيه؛ لَيس لُغَة بَين هَذا الطَّرَف أو ذَاك، أو نِقَاشاً بَين المُختلفين، وإنَّما هو ببسَاطَة، يَعكس حَالة ذِهنيّة لخّصها المُفكِّر “غالي شكري” بقَوله: (الحوَار يَعني أنَّك لَا تَمتلك الحقيقَة وَحدك).. وهَذا –والذي نَفس “أحمد العرفج” بيَده- خُلَاصة مَفهوم الحوَار، لأنَّ مَن يَمتلك الحَقيقََة لَا يُحاور، بَل يَعمل عَلَى إرسَائها، في حِين أنَّ مَن يَنظر إلَى الحقيقَة بشَك، يَبحث عن الحوَار، ليُؤكِّد الشَّك أو يُزيله..!


إنَّ الحوَار يَدلُّ عَلى مقيَاس عَقل الإنسَان، ويَكشف عَن ذهنيّته، لذَلك صَدَقَ مَن قَال: (قُل لِي فِيمَ تُحاور، أَقُل لَكَ مَن أَنت)..!


حَسناً.. مَاذا بَقي؟!


بَقي أنْ نَدعو إلَى الحوَار، ونَتَوَاصَى بالحوَار خَيراً..!!!
 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك