الحوار لغة فكرية راقية تعتمد على تبادل وجهات النظر

فوزية الحربي
 
من المُفارقات العجيبة والتي أتوقف عندها لأتأمل قليلاً ببعض سلوكيات الأشخاص، فوجدّتني أعجب لأمرهم فلم أجد تفسيرًا لحالتهم، فلغة الحوار وتقبّل رأي الآخر لا وجود لها بقاموسهم، فعندما تتبادل معهم أطراف الحديث والنقاش بموضوعٍ ما أو تُعاتبهم على تصرّف سيئ تعاملوا به معكم تجدهم وإن كانوا على غيرِ الجادّة، يُصرّون على رأيهم، وموقفهم ولا يقف بِهم الأمرُ على ذلك، بل يُلقون بالخطأ عليك وإن لم تُخطئ بحقّهم، ويُضاف إلى ذلك رفع أصواتهم أثناء النقاش فيتحوّلُ النقاش من قِبلِهم إلى معركة كلاميّة فتلتزمُ الصمّت حِيال ذلك، وإن كنت على حق.. لماذا؟!


لأن الحوار من قبله اتّخذ مسار آخر أشبهه بالغوغاء الأخلاقية وأنت لديك قناعة بأنّ هندسة الحوار لغة فكرية راقية تعتمد على تبادل لوجهات النظر، ويدخل فيها العتاب، فالعتاب يُزيح الكُره وسوء الفهم بين الأشخاص، ولكن عندما يتحوّل الحوار إلى حلبة مصارعة تغلب عليها ضجيج الأصوات، فعندها ستلتزِمُ الصمت، فأنت لا تجد جدوى من الحديث معه لأنّك تؤمن بأنّ الحوار فكر وثقافة وعليهِ، وجب احترام وجهات نظر الآخرين وإن تعارضت معك لهذا أحترمتُ ثقافة الحوار، فلا ينزل بلغته الحوارية لمستوى الفوضى احترامًا لفكره من التلوث اللغوي لذلك أقول هُنا ياحبذا لو أننا جميعًا احترمنا الحوار بأعطائه حقّه.
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك