الآداب الأوروبية تأثرت بالتراث الثقافي العربي والإسلامي

محمد الشريف

 

أكدت د. ستالا فان دي ويترنج أهمية الدور الذي لعبته الثقافة العربية والإسلامية في النهضة الأوربية، موضحة أهمية الحوار بين الثقافات والحضارات، خاصة الحضارة الاسلامية والغربية، في مواجهة المقولات بحتمية صراع الحضارات والثقافات.

 

وقالت أستاذة الدراسات الإسلامية بالجامعة الحرة و بأمستردام فى حديث لـ «اليوم» على هامش زيارتها الأخيرة للقاهرة: ان كثيرا من المؤثرات العربية قد ظهرت في الآداب الأوروبية، خاصة وان الأوروبيين اقتبسوا موضوعات أدبية نقلوها إلى الآداب الغربية. مؤكدة ان هناك مفاهيم مغلوطة عن الإسلام لدى كثير من قادة الفكر والثقافة الأوروبية روج لها المستشرقون، الذين ساهموا في صياغة معظم المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس والجامعات عن الإسلام والمسلمين في شكل يوحي بأن الإسلام دين تخلف ولا يدعو إلى التقدم وان المسلمين لا يعرفون طريق الحرية.

 

وقالت ان هذه الصورة المشوهة التي أسهمت في نشرها وسائل الإعلام مهدت لوجود ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، التي تنتشر في كثير من دول أوروبا كرد فعل لما بثته الثقافة المشوهة في الذهنية الغربية عن الإسلام والمسلمين.

 

وأوضحت ان هناك من يروج لمقولات حتمية الصراع بين الحضارات، لكن هذه المقولات لا تلقى تأييداً كافيا من المثقفين والمنصفين، الذين يقدرون أهمية الدور الذي لعبته الثقافة العربية والإسلامية في النهضة الأوروبية، ويعترفون بوجود كثير من المؤثرات العربية التي ظهرت في الآداب الأوروبية خاصة وان الأوروبيين وجدوا في الأدب العربي مجالا خصبا، بعد ان تيقنوا مما عرف به من خصوبة وإبداع. معتبرة ان هذا التأثير يظهر واضحا في لون من ألوان الشعر الأوروبي الذي انتشر في جنوب فرنسا وعرف باسم شعر «التروبادور»، وكذلك ترجمة قصص ألف ليلة وليلة من اللغة العربية إلى الآداب الأوروبية، واقتبس الأوروبيون موضوعات أدبية وثقافية وعلمية نقلوها الى الحضارة الغربية، وبالتالى فان مجال الحوار والتعاون والتواصل والأخذ والعطاء بين الحضارات والثقافات أمر طبيعي وسمة أساسية.

 

وأوضحت ان هناك مفاهيم مغلوطة عن الحضارتين العربية والإسلامية لدى كثير من قادة الفكر والثقافة الأوروبية روج لها بعض المستشرقين الذين ساهموا في صياغة معظم المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس والجامعات عن الإسلام والمسلمين.

 

وعن تأثير هذا المناخ الثقافي الذي يسود بين كثير من قادة الفكر والثقافة في هولندا على المسلمين وعلى علاقة أوروبا بالعالم الإسلامي والعربي، قالت ويترنج: للأسف توجد هناك مؤامرات ضد الإسلام ترسخت في الفكر والثقافة الأوروبية تم التخطيط لها منذ زمن بعيد بهدف الحد من انتشار الإسلام في كثير من البلاد الأوروبية، وهذه المؤامرات خطط لها المستشرقون الذين ساهموا في صياغة معظم المناهج الدراسية التي تدرس في معظم المدارس والجامعات الأوروبية عن الإسلام والمسلمين وصاغوها في شكل يوحي بأن الإسلام دين تخلف.

 

وترى ويترنج ان الخوف من الإسلام أو ما يسمى بـ «اسلاموفوبيا» موهوم ولا محل له، وإن كانت تروج له بعض الجهات المغرضة، والأدلة على ذلك واضحة وكثيرة، منها ان المسلم في أوروبا متشبع بالإسلام ويدافع عن إسلامه كما يدافع عن وطنيته الهولندية مثلاً، فضلا عن ذلك فإن الإسلام أصبح جزءا من تركيبة المجتمع في هولندا، ولا يمكن تغافله أو الاستغناء عنه.

 

وعن موقف مسلمي هولندا لما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدوان وحشي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قالت د. ستالا فان دي ويترنج: نحن نواسى إخواننا المسلمين في قطاع غزة وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة لما تعرضوا له من أعمال وحشية، مشيرة إلى ان هذه الأعمال تعكس مدى غدر الاحتلال وتسلطه وانتهاكه لحقوق الإنسان، موضحة ان جميع المسلمين خاصة الذين يعيشون كجاليات في أوروبا يقفون ضد هذا العدوان الأثيم الذي يشنه جيش إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

المصدر: http://www.alyaum.com/article/2653312

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك