تويتر للأذكياء فقط..!

الأذكياء يؤمنون بثقافة الحوار والاختلاف والاحترام المتبادل،

ولا يستخدمون الشخصنة في التعامل مع الآخرين

سلطان العنقري
 
شبكات التواصل بشكل عام وتويتر بشكل خاص كشفت الناس على حقيقتهم ، فنجد المتخاذلين والفاسدين ،وتجار الدين والمفلسين سياسياً والمفلسين اقتصادياً، وتجار الوهم ، وأصحاب الشهادات الوهمية، والمتسولين وجامعي التبرعات بطرق غير شرعية ، ومنتحلي الشخصية والأسماء المستعارة ،وغسل الأموال ،ونجد المرتشين والراشين والمزورين للوثائق والمزيفين للعملة ،والمقلدين للبضائع والأدوية وقطع الغيار ،ومواقع الرذيلة والإرهاب والمتاجرة بالمخدرات والمتاجرة بالبشر، والسياسيين الحمقى مصدري الثورات والمحن والفتن ، والدعاة والوعاظ الانتقائيين للدين الذين يأخذون من القرآن والحديث ما يتناسب مع مصالحهم الدنيوية، والذين ابتليت الأمة بهم وبالأحاديث الضعيفة منها وغير الصحيحة؟! تويتر على الرغم من أنه فضح وكشف مساوئ البعض وممارساتهم الخاطئة ،وجعل البعض يمتنع عن حكة ألسنتهم لأن هناك من يترصد تغريداتهم وكلامهم وجعلها مثار تهكم وسخرية إلا أن الجانب الجميل لتويتر أنه ليس فحسب وحَّد العرب ونقصد بهم (الشعوب وليس الأنظمة) بل قلب الطاولة على الغرب الذي اخترع هذه التقنية وجعلها وسيلة تكتل ضده وفضح مخططاته وأهدافه ضد عالمنا العربي؟! الغرب والشرق أصبح يحسب لتويتر ألف حساب بل أصبح في موقف الدفاع وليس في موقف الهجوم؟! تويتر أصبح مصدراً للشائعات وفي الوقت ذاته أصبح مصدراً للشائعات المضادة التي تفضح وتعري الشائعات التي تبث من خلاله بغض النظر عن مصدر الشائعة فرداً أو جماعة أو تنظيماً أو حزباً أو دولة . تويتر استغله الأذكياء ،الاستغلال الأمثل ، الذين خلقوا لهم مكانة وبرستيجاً واحتراماً ومصداقية لأنهم يعرضون ما يجدون دون مبالغة أو تزييف للحقائق. الأذكياء بتعريفي الإجرائي هم أولئك البشر الذين يؤمنون بثقافة الحوار وثقافة الاختلاف والاحترام المتبادل بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع بعضهم البعض . الأذكياء هم من يتقبلون الآخرين بسلبهم وإيجابهم ،ويقارعون الحجة بالحجة ولا يستخدمون الشخصنة في التعامل مع الآخرين. الأذكياء هم الذين لا يسبون ولا يشتمون ولا يجرحون ولا يهينون كرامة بني آدم . الأذكياء هم من تكون تغريداتهم أكثر بكثير من المتابعين لهم لأنهم يهتمون بجودة التغريدات وفائدتها للمواطن والوطن وليس بأعداد المتابعين؟!.


الأذكياء هم من يستغلون تويتر للمحافظة على الوطن وأمنه ولا يحرضون على الفتنة والخروج عن النظام العام. الأذكياء في تويتر هم الذين لا يبحثون عن مصالحهم الشخصية بل مصالح مجتمع بأكمله، وهم من يدافعون عن الوطن ويعرُّون ويفضحون مخططات من يضمر الشر للوطن. تويتر ليس لاستعراض عضلات البعض على الآخرين بل لاستيعاب الجميع وعدم تهميش أو مصادرة رأي أو وجهة نظر الآخرين. إنه بالفعل تويتر.. للأذكياء فقط.
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك