السقوط المهني في الحوار

خالد مقبول
 

للإعلام بشتى وسائله دوره المهم جدا في طرح القضايا والموضوعات التي تهم المجتمع وتشغل بال الرأي العام.. تبحث وتسأل وتناقش وتستقصي وتحاور من أجل أداء رسالتها الإعلامية والاجتماعية والثقافية والفكرية، والملتقى اليوم أصبح أكثر وعيا وإدراكا عن السابق بحكم اتساع الأفق وتعدد مصادر المعلومة والاحتكاك الثقافي مع المجتمعات شرقا وغربا.

وإن كانت الحوارات إحدى القنوات أو الأوعية الإعلامية لمناقشة الموضوعات المهمة وتبادل وجهات النظر فإنها أيضا إحدى الوسائل المساعدة في فهم كل طرف من أطراف أي قضية للآخر والاستماع إلى رأيه وتنفيذه أمام الرأي العام.

لذلك اكتسبت البرامج الحوارية أهمية وقيمة في التناول والعمل الإعلامي وأصبحت بعض تلك البرامج تحقق نسب مشاهدة أو متابعة جماهيرية عالية تختلف مستوياتها بحسب الموضوعات المطروحة للحوار.

والحال كهذه فإن للحوارات أبجديات ومبادئ وقيما يجب الالتزام بها والمحافظة عليها، ومن أبسط تلك المبادئ والقيم احترام أطراف الحوار لبعضهم البعض، وتحديد موضوع الحوار، والبعد عن الشخصنة، وإتاحة الفرصة لكل طرف للتعبير عن وجهة نظره في إطار منهجي يحافظ على هيكلية وإدارة الحوار.

غير أن بعض مقدمي تلك البرامج يتعمدون الخروج عن تلك الأسس والمبادئ، ليوظفوا برامجهم توظيفا شخصيا، يهدفون من ورائه إلى تحقيق نجومية إعلامية مصطنعة أكثر من اهتمامهم بلب القضية والخروج منها بفوائد ومنافع تعود على أصحابها الذين يتابعون البرنامج، مستغلين في ذلك الزخم الجماهيري للمنبر الإعلامي الذي يمثلونه وقضية الحوار.

إن خروج مدير أو مقدم البرنامج الحواري عن تلك المبادئ هو في الحقيقة خروج على القيم الإخلاقية لأدبيات الحوار واحترام المتحاورين، وسقوط مهني كبير لم يعد المتلقي المتحضر اليوم والمثقف يستسيغه أو يتقبله. وأصبح هذا المتلقي يدرك ما وراءه ويستطيع أن يقرأ ما بين السطور. فهو يبحث ويحترم الإعلامي المهني الذي يحترم عقليته ووعيه.

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك