التواصل الثقافي بين المثقفات

نادية السالمي
 

في هذه المقالة أكمل ما بدأته في المقالة السابقة ولكن عن التواصل والتفاهم الثقافي والإنساني بين المرأة المهتمة بالشأن الثقافي وزميلتها المساهمة في دفع عجلة الثقافة. لنبدأ بالسؤال هل التواصل الثقافي بينهما وصل إلى التفاهم واحترام مقدرات كل منهما؟.

الجواب ببساطة لا، وإذا أردت تحسين الصورة والحصول على صك براءة من ظلم التعميم سأقول يحدث هذا لكن نادرًا!.

لا يخفى على الجميع أن الرجل سبق المرأة في ميادين العلم والكتابة مما يعني أنها في بداية مشوارها التعليمي الثقافي تتلمذت على يد الرجل ونهلت منه في شتى ميادين المعرفة والثقافة حتى استطاعت أن تكون شريكة جديرة له في الحراك الثقافي _آمن بهذه الشراكة من آمن وكفر بها من كفر_. والكفر بهذه الشراكة إذا كان من قِبل الرجل فهذا وارد وباق، فالحياة لا تخلو ولن تخلو من بقية باقية من الجهلاء ، لكن المؤسف والغريب على طبع الثقافة وسعة أفقها أن تساهم المرأة شريكة الرجل في الحراك الثقافي بالكفر بدور زميلتها المرأة.! ويرجع هذا لسببين إما لأن معلمها الأول «الرجل» حقن فكرها بوعي منه وبلا وعي بكفره بالمرأة المثقفة، وبغباء استسلمت هي لهذه الفكرة، أو لأن الغيرة الضريرة، أو الغرور الذي بدأ بها قبل غيرها أعماها عن سعة الثقافة ومداها الرحب الذي يتسع للجميع. وهذه المرأة العالة على الثقافة بهذا التفكير والتكفير لو نالت ماتدعي أنه ثقافة أو حريّة دون إيمانها بحرية وثقافة الأخريات ماتحررت ولا تثقفت إنما ورطت الحراك وعرقلته.

في ميدان الثقافة ثلاث صور للمرأة المثقفة يمكن تلخيص من خلالها مشهد التفاهم الثقافي والإنساني بين المثقفات: مثقفة آمنت بدورها ودور غيرها وحين صعدت لقمة الثقافة أمسكت بيد من هي قادرة على المشاركة في ميدان الحراك، ولم تتوانى في تسليط الضوء عليها حتى لو كانت لا تتوافق مع بصمة فكرها فمكنتها من أواصر الثقافة ومشعل الضوء، ثم راحت تبحث عن مثقفة جديدة مغمورة.. وهذه المثقفة المؤمنة بدورها الريادي في الثقافة وصناعة نجمات تحفل بها سماء الوطن موجودة ولكنها نادرة.

الصورة الأخرى لمثقفة مؤمنة بنفسها وبمن تحمل ذات البصمة الفكرية، ولكن لا هم لها إلا نفسها وكيفية الصعود بمفردها للمشاركة في الحراك حتى وإن كانت أقل المثقفات رؤية ووعي، وهي لا تنفك عن تلميع نفسها وانتاجها والاحتفال بتلميع من تلمعها ويلمعها حتى لو كان بالكذب والبهتان، غير مدركة أن الحراك الثقافي عمل جماعي لن تستطيعه باستبعاد زميلاتها، فكيف بها وهي أقلهن؟.

آخر صورة لمثقفة تكفر بدور زميلتها وحتى دورها فوجودها مجرد ديكور وضعه رجل لغايات شتى أقلها بعث رسالة أن المرأة فاشلة في الميدان الثقافي.

وهذه المدعية من الثقافة ماليس فيها تابعة للرجل عاجزة عن صنع خط خاص بها، وهي لن تقود الحراك الثقافي ولن تدفع عجلة الوعي فقناعتها تحرّضها على أن الرجل أفضل من المرأة ثقافيًا وأجدر على صنع المناخ الحضاري الأدبي!.

المصدر: http://hewarpost.com/?p=1239

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك